بارك الله فيكم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (الأنعام 152)
قال عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما أنزل الله ” ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ” و ” إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ” الآية فانطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه وشرابه من شرابه فجعل يفضل الشيء فيحبس له حتى يأكله ويفسد فاشتد ذلك عليهم فذكروا ذلك لرسول الله فأنزل الله ” ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم ” قال : فخلطوا طعامهم بطعامهم وشرابهم بشرابهم رواه أبو داود وقوله تعالى ” حتى يبلغ أشده ” قال الشعبي ومالك وغير واحد من السلف يعني حتى يحتلم
وقوله تعالى ” وأوفوا الكيل والميزان بالقسط” يأمر تعالى بإقامة العدل في الأخذ والإعطاء. وقوله تبارك وتعالى ” لا نكلف نفسا إلا وسعها ” أي من اجتهد في أداء الحق وأخذه فإن أخطأ بعد استفراغ وسعه وبذل جهده فلا حرج عليه .
وقوله ” وبعهد الله أوفوا ” قال ابن جرير : يقول وبوصية الله التي أوصاكم بها فأوفوا وإيفاء ذلك أن تطيعوه فيما أمركم ونهاكم وتعملوا بكتابه وسنة رسوله وذلك هو الوفاء بعهد الله ” ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون ” يقول تعالى : هذا أوصاكم به وأمركم به وأكد عليكم فيه ” لعلكم تذكرون” أي تتعظون وتنتهون مما كنتم فيه قبل هذا
حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال حدثني عبد العزيز بن أبي حازم قال حدثني أبي قال سمعت سهل بن سعد
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وقال بإصبعيه السبابة والوسطى
صحيح البخاري
( وأشار بإصبعيه السبابة )
في رواية الكشميهني ” السباحة ” بمهملة بدل الموحدة الثانية , والسباحة هي الأصبع التي تلي الإبهام سميت بذلك لأنها يسبح بها في الصلاة فيشار بها في التشهد لذلك , وهي السبابة أيضا لأنها يسب بها الشيطان حينئذ . قال ابن بطال : حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة , ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك .