صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 كتاب التوحيد -باب ما جاء في الكهان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

كتاب التوحيد -باب ما جاء في الكهان Empty
مُساهمةموضوع: كتاب التوحيد -باب ما جاء في الكهان   كتاب التوحيد -باب ما جاء في الكهان Emptyالإثنين مايو 10, 2010 9:11 pm

باب ما جاء في الكهان ونحوهم
قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى- باب ما جاء في الكهان ونحوهم .

روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- رواه أبو داود وللأربعة والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا، وعن عمران بن حصين مرفوعا ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- رواه البزار بإسناد جيد ورواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن من حديث ابن مسعود دون قوله: " ومن أتى. ..إلخ".

قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك، وقيل: هو الكاهن، والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل، وقيل: الذي يخبر عما في الضمير. قال أبو العباس ابن تيمية -رحمه الله-: العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق، وقال ابن عباس -رضي الله عنه- في قوم يكتبون أباجاد وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق.

باب ما جاء في الكهان ونحوهم؛ هذا الباب أتى بعد أبواب السحر؛ لأن حقيقة عمل الكاهن أنه يستخدم الجن لإخباره بالأمور المغيبة، إما التي غابت في الماضي أو الأمور المغيبة في المستقبل التي لا يعلمها إلا الله -جل جلاله- فالكاهن يجتمع مع الساحر في أن كلا منهما يستخدم الجن لغرضه ويستمتع بالجن لغرضه، ومناسبة الباب لكتاب التوحيد أن الكهانة استخدام للجن، واستخدام الجن كفر وشرك أكبر بالله -جل وعلا- وأنه لا يجوز أن يستخدم الجن في مثل هذه الأشياء، واستخدام الجن في مثل هذه الأشياء لا يكون إلا بأن يتقرب إلى الجن بشيء من العبادات، فالكهان لا بد حتى يخدموا بذكر الأمور المغيبة لهم أن يتقربوا إلى الجن ببعض العبادات إما بالذبح أو الاستغاثة أو بالكفر بالله -جل وعلا- بإهانة المصحف أو بسب الله أو نحو ذلك من الأعمال الشركية الكفرية.

فالكهانة صنعة مضادة لأصل التوحيد، والكاهن مشرك بالله -جل وعلا-؛ لأنه يستخدم الجن ويتقرب إلى الجن بالعبادات حتى تخدمه الجن، حتى تخبره الجن بالمغيبات هذا لا يمكن إلا بأن يتقرب إلى الجن بأنواع العبادات، وأصل الكهان في الجاهلية كانوا كما مر معنا في حديث جابر في باب سبق أن الكهان كانت منتشرة في بلاد العرب في الجزيرة وفي غيرها، والكهان أناس يدعى فيهم الولاية والصلاح عندهم وأن عندهم علم ما سيكون في المستقبل، أو عندهم علم المغيبات التي ستحدث للناس أو تحدث في الأرض ولهذا كانت العرب تعظم الكهان وكانت تخاف من الكهان وكانت تعطي الكاهن أجرا عظيما؛ لأجل ما يخبر عنه.

والكاهن كما ذكرنا لا يصل إلى حقيقة عمله بأن يخبر عن الأمور المغيبة إلا باستخدام الجن والتقرب إلى الجن بالتقربات الشركية فتستمتع الجن به من جهة ما صرف لها من العبادة ويستمتع هو بالجن من جهة ما يخبره به الجن من الأمور المغيبة.

والجن تصل إلى الأمور المغيبة التي تصدق فيها عن طريق استراق السمع، فإن بعضهم يركب بعضا حتى يسمع الوحي الذي يوحيه الله -جل وعلا- في السماء وربما أدرك الشهاب الجني قبل أن يلقي الكلمة لمن تحته، وربما أدرك الشهاب الجني بعد أن ألقى الكلمة فتأتي هذه الكلمة للجن فيعطونها الكهان فيكذب معها الكاهن أو تكذب معها الجن مائة كذبة حتى يعظم شأن الكهان وحتى تعظم عبادة الإنس للجن.

وقبل بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- كان استراق السمع كثيرا جدا وبعد بعثته -عليه الصلاة والسلام- حرست السماء من أن تسترق الجن السمع، لأجل تنزل القرآن والوحي حتى لا يقع الاشتباه في أصل الوحي والنبوة، وبعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- يقع الاستراق ولكنه قليل بالنسبة لما كان عليه قبل البعثة، وصارت عندنا أحوال استراق السمع ثلاثة: قبل البعثة كثير جدا وبعد بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يحصل استراق من الجن.

وإن حصل فهو نادر في غير وحي الله -جل وعلا- بكتابه لنبيه، والحالة الثالثة بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- رجع استراق السمع أيضا ولكنه ليس بالكثرة التي كانت قبل ذلك؛ لأن السماء ملئت حرسا شديدا وشهبا والله -جل وعلا- بين ذلك في القرآن في آيات كثيرة من أن النجوم والشهب ترمي الجن كما قال -جل وعلا-: إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ونحو ذلك من الآيات التي فيها أن الشهب مرصده للجن تبينت لك حقيقة الكاهن.

إذا ظهر ذلك، فالكاهن قد يطلق عليه العراف وهذا الاسم الكاهن أو العراف اسمان متداخلان قد يكون أحدهما يدل على الآخر، وعند بعض الناس أو في بعض الفئات يستخدم الكاهن للإخبار لما يحصل في المستقبل، ويستخدم كلمة أو لفظ العراف لمن يخبر عن الغائب عن الأعين مما حصل في الماضي من مثل مكان المسروق أو السارق من هو؟ ونحو ذلك مما هو غائب عن الأنظار وإنما يعلمه العراف بواسطة الجن.

والصحيح في ذلك ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية أن العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلمون في معرفة الأمور بتلك الطرق، من تكلم في معرفة الأمور المغيبة إما الماضية أو المستقبلة بتلك الطرق، طريق التنجيم أو طريق الخط في الرمل أو طريق الطرق على الحصى أو الخط في الرمل بطريق الطرق أو بالودع أو نحو ذلك من الأساليب أو بالخشبة المكتوب عليها أباجاد أو نحو ذلك من قراءة الفنجان أو قراءة الكف كل من يخبر عن الأمور المغيبة بشيء يجعله وسيلة لمعرفة الأمور المغيبة يسمى كاهنا ويسمى عرافا؛ لأنه لا يحصل له أمره إلا بنوع من أنواع الكهانة، وسيأتي ذلك -إن شاء الله-.

قال -رحمه الله-: " باب ما جاء في الكهان ونحوهم " يعني: من العرافين والمنجمين والذين يخطون في الرمل والذين يكتبون على الخشب ونحو ذلك. قال: " روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما .

هذا الحديث نبه الشراح على أن لفظه في مسلم من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما بدون كلمة " فصدقه " وكلمة " فصدقه " في هذا الحديث موجودة في مسند الإمام أحمد الشيخ -رحمه الله- ذكر هذا الفظ وعزاه لمسلم على طريقة أهل العلم في عزو الحديث لأحد صاحبي الصحيح إذا كان أصله فيهما باتحاد الطريق أو نحو ذلك.

من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما هذا الحديث فيه جزاء الذي يأتي العراف فيسأل العراف، وقلنا: إن العراف يشمل اسم الكاهن ونحو ذلك، فمن أتى عرافا فسأله بمجرد سؤال ولم يصدقه فإنه لا تقبل له صلاة أربعين يوما، والمقصود من قوله: لم تقبل له صلاة أربعين يوما أنها تقع مجزئة لا يجب عليه قضاؤها، ولكن لا ثواب له فيها؛ لأن الذنب والإثم الذي حصله حين أتى العراف فسأله عن شيء يقابل ثواب الصلاة أربعين يوما فأسقط هذا هذا، ويدل ذلك على عظم ذنب الذي يأتي العراف فيسأل العراف عن شيء ولو لم يصدقه، وهذا عند أهل العلم في حق من أتى العراف فسأله عن شيء رغبة في الاطلاع، أما من أتى العراف فسأله للإنكار عليه وحتى يتحقق أنه عراف فلا يدخل في ذلك؛ لأن الوسائل لها أحكام المقاصد.

الحالة الثانية: أن يأتي العراف أو الكاهن فيسأل عن شيء، فإذا أخبره الكاهن أو العراف صدقه بما يقول، فالحديث الأول الذي عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- فيه: أنه لم تقبل له صلاة أربعين يوما والحديث الثاني فيه أنه: كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- فيتضح بالحديثين أن الحالة الثانية وهي: من أتى العراف أو الكاهن فسأله عن شيء فصدقه أنه كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأنه لا تقبل له صلاة أربعين يوما وهذا الحال يدل على أن الذي أتى الكاهن أو العراف فصدقه أنه لم يخرج من الملة؛ لأنه حدّ -عليه الصلاة والسلام- عدم قبول صلاته بأربعين يوما، والكافر الذي حكم عليه المسلم أو من أتى الكاهن إذا حكم عليه بأنه كافر كفرا أكبر ومرتد وخارج من الملة فإن صلاته لا تقبل بتاتا حتى يرجع إلى الإسلام.

قال طائفة من أهل العلم: دل قوله: فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما على أن قوله: كفر بما أنزل على محمد أنه كفر أصغر وليس بالكفر المخرج من الملة، وهذا القول صحيح وهو الذي يتعين جمعا بين النصوص، فإن قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: من أتى عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوما يدل على أنه لم يخرج من الإسلام، والحديث الآخر وهو قوله: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد يدل على كفره، فعلمنا بذلك أن كفره كفر أصغر وليس كفرا مخرجا من الملة هذا أحد الأقوال في مسألة كفر من أتى الكاهن فصدقه بما يقول.

والقول الثاني: أنه يتوقف فيه فلا يقال: يكفر كفرا أكبر ولا يقال: أصغر وإنما يقال: هو كفر إتيان الكاهن وتصديقه كفر بالله -جل وعلا- ويسكت عن ذلك ويطلق القول كما جاء في أحاديث، وهذا لأجل التهديد والتخويف حتى لا يتجاسر الناس على هذا الأمر، فهذا هو مذهب الإمام أحمد في المنصوص عنه.

والقول الثالث من أقوال أهل العلم في ذلك: أن الذي يصدق الكاهن كافر كفرا أكبر كفره مخرج من الملة إذا أتى الكاهن فسأله فصدقه أو صدق الكهان بما يقولون قال طائفة من أهل العلم: كفره كفر مخرج من الملة، وهذا القول فيه نظر من جهتين: الجهة الأولى: ما ذكرنا من الدليل من أن قوله -عليه الصلاة والسلام-: لم تقبل له صلاة أربعين يوما يدل على أنه لم يكفر الكفر الأكبر، ولو كان كفر الكفر الأكبر لم يحد عدم قبول صلاة بتلك المدة من الأيام.

والثاني: أن تصديق الكاهن فيه شبهة ادعاء علم الغيب أو تصديق أحد ممن يدعي علم الغيب كفر بالله -جل وعلا- كفرا أكبر، لكن هذا الكاهن الذي ادعى علم الغيب كما نعلم أنه يخبر بالأمور المغيبة فيما صدق فيه عن طريق استراق الجن للسمع فيكون إذن هو نقل ذلك الخبر عن الجن والجن نقلوه عما سمعوه في السماء، وهذه شبهة قد يأتي الآتي الذي يأتي الكاهن فيقول: أنا أصدقه فيما أخبر من الغيب؛ لأنه قد جاءه علم ذلك الغيب من السماء عن طريق الجن، وهذه الشبهة تمنع من التكفير، تكفير من صدق الكاهن الكفر الأكبر، فصار عندنا إذن أن القول الأظهر أن كفره كفر أصغر وليس بأكبر لدلالة الأحاديث ولظهور التعليل في ذلك.

قال: فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو القرآن؛ لأنه قد جاء في القرآن وما بينه النبي -عليه الصلاة والسلام- من السنة أن الكاهن والساحر والعراف لا يفلحون وأنهم إنما يكذبون ولا يصدقون.

قال: ولأبي يعلى بسند جيد عن ابن مسعود مثله موقوفا وعن عمران بن حصين مرفوعا: ليس منا من تطير أو تطير له يأتي في باب ما جاء في التطير أو تكهن أو تكهن له ليس منا: يدل على أن الفعل محرم وبعض أهل العلم يقول: إن قوله -عليه الصلاة والسلام-: ليس منا يدل على أنه من الكبائر، وقال: ليس منا من تطير أو تطير له والطيرة من الكبائر " أو تكهن " يعني: ادعى علم الغيب وادعى أنه كاهن أو أخبر بأمور من المغيبة يخدع من رآه بأنه كاهن، قال: "أو تكهن له " يعني: من رضي بأن يتكهن له فأتى فسأل عن شيء أو سحر أو سحر له، و من أتي كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- وهذا كله لأجل أن تصديق الكاهن، فيه إعانة له على الشرك الأكبر بالله -جل وعلا-.

هذا حكم الذي يأتي الكاهن، أما الكاهن فذكرنا حكمه وهو أنه مشرك الشرك الأكبر بالله؛ لأنه لا يمكن له أن يخبر بالأمور المغيبة إلا بأن يشرك.

قال البغوي: العراف الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك، هذا الذي ذكرنا من أن العراف عند بعض أهل العلم من يخبر بأمور سبقت لكنها خفية غيبية عن الناس لكنها من حيث الوجود وقعت في ملكوت الله. قال: " وقيل: هو الكاهن " يعني: سمي العراف يعني: أن العراف هو الكاهن اسمان لشيء واحد. قال: " والكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل الذي يخبر عما في الضمير، وقال أبو العباس ابن تيمية: العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم" المنجم هو الذي يستخدم علم التأثير يقول: ظهر نجم كذا والتقى بنجم كذا.

فمعناه أنه سيحدث كذا وكذا أو إذا ولد فلان أو إذا ولد لفلان ولد في برج كذا فإنه سيحصل كذا وكذا له من الغنى والفقر أو السعادة أو الشقاوة ونحو ذلك، فيستدلون بحركة النجوم على حال الأرض وحال الناس فيها، وسيأتي تفصيله إن شاء الله قال: " والرمال " الرمال: هو صاحب الطرق أو الذي يخط في الرمل أو يستخدم الحصى على الرمل يقال له: رمال ونحوهم، يعني: من مثل الذين يقرءون الكف ويقرءون الفنجان أو في هذا العصر الذين يكتبون في الصحف والجرائد والمجلات البروج وما يحصل في ذلك البرج وأنت إذا ولدت في هذا البرج معناه سيحصل لك هذا الشهر كذا وكذا، هذه كلها من أنواع الكهانة كما سيأتي.

قال: " وقال ابن عباس في قوم يكتبون أباجاد وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق " ذلك؛ لأن كتابة أباجاد والنظر في النجوم يعني: للتأثير نوع من أنواع الكهانة والكهانة محرمة وكفر بالله -جل وعلا-، بقي أن نقول: إن أصناف الكهانة كثيرة جدا وجامعها الذي يجمعها أنه يستخدم الكاهن وسيلة ظاهرية عنده ليقنع السائل بأنه وصل إليه العلم عن طريق أمور ظاهرية علمية تارة يقول: عن طريق النجوم وتارة يقول: عن طريق الخط أو عن طريق الطرق أو عن طريق الودع أو عن طريق الفنجان أو عن طريق الكف أو عن طريق النظر في الأرض في حصى يجعله أو عن طريق الخشب ونحو ذلك.

هذه كلها وسائل يغر بها الكاهن من يأتيه، في الحقيقة هي وسائل لا تحصل العلم ذاك ولكن العلم جاءه عن طريق الجن، وهذه الوسيلة إنما هي وسيلة للضحك على الناس وسيلة لكي يظن الظان أنها تؤدي إلى العلم وأن هؤلاء أصحاب علم وفن بهذه الأمور، وفي الواقع هو لا يتحصل على العلم الغيبي عن طريق خط أو عن طريق فنجان أو عن طريق النظر في البروج أو نحو ذلك وإنما يأتيه العلم عن طريق الجن وهو يظهر هذه الأشياء حتى يحصل على المقصود حتى تصدقه الناس بأنه لا يستخدم الجن ولكنه ولي من الأولياء كيف يستنتج المغيبات من هذه الأمور الظاهرية؟.

في بعض البلاد كغرب إفريقيا وبعض شمالها ونحو ذلك وهذا منتشر أيضا في الشرق وفي كثير من البلاد يجعلون من يتعاطى هذه الأشياء وليا من الأولياء ويقولون: الملائكة تخبره بكذا فهو لا يفعل الفعل إلا بإرشاد من الملائكة، فالذين يفعلون هذه الأفعال من الأمور السحرية أو الكهانية عندهم أنهم أولياء؛ ولهذا ترى بعض الشراح يذكر في مقدمة هذه الأبواب أن أولياء الله -جل وعلا- لا يتعاطون الشرك ولا يتعاطون مثل هذه الأمور، فأولياء الله مقيدون بالشرع وليسوا من أولياء الجن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

كتاب التوحيد -باب ما جاء في الكهان Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التوحيد -باب ما جاء في الكهان   كتاب التوحيد -باب ما جاء في الكهان Emptyالإثنين مايو 10, 2010 9:14 pm

باب ما جاء في النشرة

قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى-: باب ما جاء في النشرة عن جابر: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان رواه أحمد بسند جيد وأبو داود، وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله وفي البخاري عن قتادة قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر قال: لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه انتهى.

وروي عن الحسن أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر قال ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور وهى نوعان أحدهما: حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور والثاني:النشرة بالرقية والتعوذات والأدعية والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز.

باب ما جاء في النشرة؛ النشرة متعلقة بالسحر وأصلها من النشر وهو قيام المريض صحيحا، النشرة اسم لعلاج المسحور سميت نشرة؛ لأنه ينتشر بها أي: يقوم ويرجع إلى حاله المعتادة، وقول الشيخ -رحمه الله- هنا: " باب ما جاء في النشرة " يعني: من التفصيل وهل النشرة جميعا، وهي حل السحر مذمومة أو أن منها ما هو مذموم ومنها ما هو مأذون به؟.

ومناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد ظاهرة وهي أنه كما أن السحر شرك بالله -جل وعلا- يقدح في أصل التوحيد وأن الساحر مشرك الشرك الأكبر بالله، فالنشرة التي هي حل السحر قد يكون من ساحر وقد يكون من غير ساحر بالأدوية المأذون بها أو الأدعية ونحو ذلك، فإذا كان من ساحر فإنها مناقضة لأصل التوحيد ومنافية لأصله، فإذًا المناسبة ظاهرة في الصلة بين هذا الباب وباب ما جاء في السحر، وكذلك مناسبتها لباب التوحيد لأن كثيرين ممن يستعملون النشرة يشركون بالله -جل وعلا-.

والنشرة -كما سمعتم- في الباب قسمان: نشرة جائزة ونشرة ممنوعة، النشرة الجائزة: هي ما كانت بالقرآن أو بالأدعية المعروفة أو بالأدوية عند الأطباء ونحو ذلك، فإن السحر يكون كما ذكرنا عن طريق الجن، والسحر يحصل منه إمراض حقيقة في البدن ويحصل منه تغيير حقيقة في العقل والذهن والفهم، وإذا كان كذلك فإنه يعالج بالمضادات التي تزيل ذلك السحر، فمما يزيله القرآن والقرآن هو أعظم ما ينفع في إزالة السحر، كذلك الأدعية والأوراد ونحو ذلك مما هو معروف الرقى الشرعية.

ونوع من السحر يكون في البدن يعني: من جهة العضوية فهذا أحيانا يعالج بالرقى والأدعية والقرآن وأحيانا يعالج عن طريق الأطباء العضويين وذلك؛ لأن السحر كما قلنا يمرض حقيقة، فإذا أزيل المرض أو سبب المرض فإنه يبطل السحر، ولهذا قال لك ابن القيم في آخر الكلام: والثاني النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز؛ لأنه يحصل منه المرض وإذا كان كذلك فإنه يعالج بما أذن به شرعا من الرقى والأدوية المباحة.

والقسم الثاني من النشرة: وهى التي من أنواع الشرك أن ينشر عنه بغير الطريق الأول بطريق السحر فيحل السحر بسحر آخر يحل السحر الأول بسحر آخر وذكرنا أن السحر لا ينعقد أصلا إلا بأن يتقرب الساحر إلى الجني أو أن يكون الجني يخدم الساحر الذي يشرك بالله دائما فيخدم، كذلك حل السحر لا بد فيه من إزالة سببه وهو خدمة شياطين الجن بالسحر، وهذا لا يمكن إلا الجن، فإن الساحر الثاني الذي ينشر السحر ويرفع السحر لا بد أن يستغيث أو أن يتوجه إلى بعض جنه في أن يرفع أولئك الجن الذين عقدوا هذا السحر أن يرفعوا أثره.

فصار إذًا هذه الجهة أنها من حيث العقد والابتداء لا تكون إلا بالشرك بالله ومن حيث الرفع والنشر لا تكون إلا بالشرك بالله -جل وعلا-؛ ولهذا قال: لا يحل السحر إلا ساحر يعني: لا يحل السحر بغير الطريقة الشرعية المعروفة إلا ساحر. لا يأتي أحد ويقول: أنا أحل السحر هل تستخدم القراءة والتلاوة والأدعية؟ قال: لا هل أنت طبيب تطب ذلك المسحور؟ قال: لا إذا فهو ساحر إذا لم يستخدم.

الطريقة الثانية فإنه لا يمكن أن يحل السحر إلا ساحر؛ لأنه فك أثر الجن في ذلك السحر ولا يمكن إلا عن طريق شياطين الجن الذين يؤثرون على ذلك.

قال -رحمه الله-: عن جابر: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان "سئل عن النشرة " السائل سأله عما كان معهودا معروفا عندهم في هذا الاسم وهو اسم النشرة، والذي كان معروفا معهودا هو أن اسم النشرة إنما هو من جهة الساحر، النشرة عند العرب هي حل السحر بمثله، هذه هي النشرة عند العرب؛ ولهذا سئل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان .

وقال العلماء: أل أو لام التعريف في قوله: النشرة هذه للعهد، يعني: النشرة المعهود استعمالها وهي حل السحر بمثله فقال -عليه الصلاة والسلام-: هي من عمل الشيطان ؛ لأن رفع السحر لا يكون إلا بعمل شيطان جني؛ ولهذا قال -عليه الصلاة والسلام-: هي -يعني: الرفع والنشر- من عمل الشيطان ؛ لأن العقد أصلا من عمل الشيطان والرفع والنشر من عمل الشيطان، فإذًا هو سؤال عن النشرة التي كانت تستخدم في الجاهلية. "رواه أحمد بسند جيد وأبو داود، وقال: سئل أحمد عنها، فقال ابن مسعود يكره هذا كله.يكره هذا كله" يعني: أن تكون النشرة عن طريق التمائم التي فيها القرآن؛ لأنه مر معنا فيما سبق أن ابن مسعود كان يكره جميع أنواع التمائم حتى من القرآن كما قال إبراهيم النخعي -رحمه الله-: كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن ومن غير القرآن، يعني: أصحاب ابن مسعود وابن مسعود كذلك.

فابن مسعود كان يكره التمائم من القرآن وهو أن يعلق شيئا من القرآن لأي غرض لدفع العين أو لإزالة السحر ورفع الضرر؛ لهذا لما قال أبو داود: سئل أحمد عنها يعني: عن النشرة التي تكون بالتمائم من القرآن فقال: ابن مسعود يكره هذا كله أما النشرة باستخدام النفث والرقية من غير تعليق فلا يمكن للإمام أحمد ولا لابن مسعود أن يكرهوا ذلك؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- استخدم ذلك وأذن به عملا في نفسه وكذلك في غيره -عليه الصلاة والسلام-.

قال: وفي البخاري عن قتادة قلت لابن المسيب رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر؟ قال لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه يريد ابن المسيب بذلك ما ينفع من النشرة في التعوذات والأدعية والقرآن والدواء المباح ونحو ذلك، أما النشرة التي هي بالسحر فابن مسعود أرفع من أن يقول إنها جائزة ولم ينه عنها والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: هي من عمل الشيطان بهذا قال لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه أما ما ينفع يعني: من الأدوية المباحة والرقى والتعوذات الشرعية وقراءة القرآن ونحو ذلك فهذا لم ينه عنه بل أذن فيه.

إذن فالسحر بلاء وسئل ابن المسيب عن هذا الذي به طب يعني: سحر أو يؤخذ عن امرأته بصرف القلب عنها أيحل عنه أو ينشر بأصل الحل والنشر؟ يعني: أيجوز أن يرفع ذلك الطب الذي به أو ذلك الأخذ عن امرأته بأي وسيلة؟ فقال: نعم ما ينفع فلم ينه عنه إنما يريدون به الإصلاح، ومعلوم أنه يريد بذلك ما أذن به في الشرع من القسم الذي ذكرنا فيه من جواز استخدام الرقى والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة.

قال وروي عن الحسن أنه قال: لا يحل السحر إلا الساحر.وهذا بينا معناه، قال ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان: حل بسحر مثله وهو الذي من عمل شيطان وعليه يحمل قول الحسن، هذه حقيقة النشرة الشركية قال: فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب كما ذكرنا لكم سلفا فيبطل عمله عن المسحور هذه حقيقة النشرة الشركية قال والثانية النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز إذا تبين ذلك فإن حكم حل السحر بمثله أنه لا يجوز ومحرم بل هو شرك بالله -جل وعلا-؛ لأنه لا يحل السحر إلا ساحر.

بعض العلماء من أتباع المذاهب يرى جواز حل السحر بمثله إذا كان للضرورة كما قال فقهاء مذهب الإمام أحمد في بعض كتبهم وله أو ويجوز حل سحر بمثله ضرورة، وهذا القول ليس بصواب بل هو غلط؛ لأن الضرورة لا تكون جائزة ببذل الدين والتوحيد عوضا، عنها معروف أن الأصول الخمسة أولها حفظ، يعني: التي جاءت بها الشرائع حفظ الدين، وما هو دونها مرتبة لا يبذل ما هو أعلى لتحصيل ما هو أدنى.

وضرورة الحفاظ على النفس هذه لا شك أنها من الضروريات الخمس لكنها دون حفظ الدين مرتبة؛ ولهذا لا يقدم ما هو أدنى على ما هو أعلى أو أن يبذل ما هو أعلى لتحصيل ما هو أدنى من الضروريات الخمس، والأنفس لا يجوز حفظها بالشرك، وهذا أن يموت وهو على التوحيد لا شك أنه خير له من أن يعافى وقد أتى بشرك بالله -جل وعلا-، والسحر لا يكون إلا بشرك والذي يأتي الساحر ويطلب منه حل السحر، هذا معناه أنه رضي قوله وعمله ورضي أن يعمل به ذاك رضي أن يشرك ذاك بالله لأجل منفعته وهذا غير جائز، فإذن تحصل أن السحر وقوعا وأن السحر نشرا لا يكون إلا بالشرك الأكبر بالله -جل وعلا-.

وعليه فلا يجوز أن يحل لا من جهة الضرورة ولا من جهة غير الضرورة من باب أولى بسحر مثله بل يحل وينشر بالرقى الشرعية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
 
كتاب التوحيد -باب ما جاء في الكهان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب التوحيد -حماية المصطفي جانب التوحيد
» كتاب التوحيد -باب تفسير التوحيد والشهادة
» كتاب التوحيد- من حقق التوحيد دخل الجنة
» كتاب التوحيد باب فضل التوحيد
» كتاب التوحيد- الاستغاثة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ العقيدة الصحيحة ۩۞۩»-
انتقل الى: