مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: كتاب التوحيد -حماية المصطفي جانب التوحيد الإثنين مايو 10, 2010 9:01 pm | |
| باب ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد (صالح بن عبد العزيز ال شيخ) باب ما جاء في حماية المصطفى جناب التوحيد، وسده كل طريق يوصل إلى الشرك، وقول الله تعالى: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ .
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تجعلوا بيوتكم قبورا، ولا تجعلوا قبري عيدا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم رواه أبو داود بإسناد حسن ورواته ثقات.
وعن علي بن الحسين أنه رأى رجلا يجيء إلى بردة كانت عند قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عند جدي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم رواه في المختار.
هذا الباب من جنس الأبواب قبله في حماية النبي -عليه الصلاة والسلام- جناب التوحيد وفي سده كل طريق يوصل إلى الشرك، وأتى بآية براءة وقول الله تعالى: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ قوله: عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ يعني: عزيز عليه عنتكم، عزيز عليه العنت، يعني: أن تكونوا في عنت ومشقة، هذا عزيز عليه، لا يرغب فيه -عليه الصلاة والسلام- حريص عليكم، فهو -عليه الصلاة والسلام- عزيز عليه عنت أمته، وهذا يؤدي أن يأمرهم بكل خير، وأن ينهاهم عن كل شر، وأن يحمي حمى ما أمرهم به وما نهاهم عنه؛ لأن الناس إذا أقدموا على ما نهوا عنه فإنهم أقدموا على مهلكتهم، وأقدموا على ما فيه عنتهم في الدنيا وفي الأخرى.
والنبي -عليه الصلاة والسلام- عزيز عليه عنتهم، عزيز عليه أن يقعوا في وبال عليهم، وفي مشقة عليهم؛ ولهذا قال بعدها حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ ؛ لأن هذه وهذه متلازمة ومن حرصه علينا -عليه الصلاة والسلام- ومن كونه يعز عليه عنتنا-عليه الصلاة والسلام- أن حمى حمى التوحيد وحمى جناب التوحيد، وسد كل طريق قد نصل بها إلى الشرك -عليه الصلاة والسلام- وهذا وجه الاستدلال من الآية على الباب، وأما حديث أبي هريرة فوجه الشاهد منه قوله: ولا تجعلوا قبري عيدا .
والعيد يكون عيدا مكانيا كما جاء هنا، ويكون عيدا زمانيا، "لا تجعلوا قبري عيدا" يعني: مكانا تعودون إليه في وقت معلوم من السنة أو في أوقات معلومة، تعتادون المجيء إلى القبر، فإن هذا قد يوصل إلى أن يعظم النبي -عليه الصلاة والسلام- وأن يجعل تعظيمه كتعظيم الله -جل وعلا-، فإن اتخاذ القبور عيدا من وسائل الشرك؛ ولهذا قال وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم وكذلك حديث علي بن الحسين في هذا المعنى أنه ـ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا في معنى ما قبله، ونهي الرجل الذي كان يعتاد المجيء إلى فرجة كانت عند القبر؛ لأن اعتياده أن يدعو عند القبر، هذا نوع غلو ونوع وسيلة من وسائل تعظيم القبور واتخاذها عيدا، فهذا من وسائل الشرك، فحمى النبي -عليه الصلاة والسلام- حمى التوحيد، وحمى جنابه، وسد كل طريق توصل إلى الشرك حتى في قبره -عليه الصلاة والسلام- .
إذا كان كذلك، فمن باب أولى قبور غيره قبور الصالحين وقبور الأنبياء والمرسلين غيره -عليه الصلاة والسلام- فإنهم أولى بذلك؛ لأنه أفضل خلق الله -عليه الصلاة والسلام- فالذي حصل أن هذه الأمة لم تقبل في كثير من سهامها حماية النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، واتخذت القبور مساجد، واتخذت القبور عيدا، بل بنت عليها المشاهد، بل أسرجتها، بل قبلت لها الذبائح والنذور، وطيف حولها، وجعلت كالكعبة، وجعلت الأمكنة حولها مقدسة، أعظم من تقديس بقاع الله المباركة، بل إن عباد القبور تجد عندهم من الذل والخضوع والإنابة والرغب والرهب حين يمشون إلى قبر النبي، أو قبر الرجل الصالح، أو قبر الولي، ما ليس في قلوبهم إذا كانوا في خلوة مع الله -جل جلاله- .
وهذا عين المحادة لله -جل وعلا- ولرسوله وصلى الله وسلم. | |
|