أسوأ أزمة إنسانية في الصومال
أعلنت الأمم المتحدة في بيان رسمي لها الليلة الماضية ان المجاعة في أجزاء
من جنوب الصومال أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من
الأطفال، ووصف مسؤولون ما يحدث بأنها أسوأ أزمة انسانية في الصومال المضطرب منذ عقدين.
ويأتي
الاعلان بعد شهور من المجاعة ومع بداية كالات الاغاثة التابعة للامم
المتحدة وغيرها تدق ناقوس الخطر حول الجفاف المدمر في منطقة القرن
الأفريقي، حيث يقدر أن 10 مليون شخص بحاجة للمساعدة. وقد تفاقمت الأزمة
بسبب الحروب الأهلية، وتدنى معدلات هطول الأمطار.
وقال مارك بودين كبير المسؤولين في الأمم المتحدة عن المساعدات الإنسانية إلى الصومال ان تلك البلاد تواجه الآن أسوأ أزمة غذاء في السنوات ال 20 الماضية.
وأضاف مخاطبا صحفيين أن هناك حاجة إلى 300 مليون دولار في غضون شهرين للمساعدة في (تخفيف) الأزمة.
المصدر: إحدى صحائف الإنترنت المعتمدة.
نحن أولى بالمسلمين منهم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فمما
لا شك فيه أن كل من يتابع أخبار العالم وأحداثه، ليرى بعين بصيرته قبل
بصره، ما يتعرض له أبناء الصومال ذلك البلد العربي الشقيق من مجاعة شديدة،
تكاد تفتك بالحرث والنسل، ونحن نرفل في نعم عظيمة تترى علينا صباح مساء..
فالحمد
لله على نعمه، التي تستوجب منا شكرها، ومن شكر النعم بذلها لمن يستحقها من
مسكين أو فقير أو معوز أو يتيم أو ابن سبيل، وهل هناك اليوم في بلاد
المسلمين من هو بحاجة لدعم المسلمين، أكثر من حاجة الصومال وأهله؟! فحق
علينا أن نتذكر إخواننا، وأن ندعمهم بكل ما نستطيع، وأن نمد لهم يد العون
والمساعدة، عبر القنوات المتاحة التي وفرتها الدولة وفقها الله، ولا
نبقى كالمتفرج لمن يتسللون لواذًا من منظمات تحمل في ظاهرها الإغاثة، وفي
باطنها الخبث والنجاسة؛ أعني منظمات التنصير من جهة، وما يقوم به الرافضة
من جهة أخرى لوضع قدمهم في تلك البلاد!
ونحن أولى كمسلمين بإغاثة إخواننا، والله تعالى يقول: {وَمَا
تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ}
[البقرة: 110]، ويقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا
تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]. وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله قال: "من
نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره
الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
فيا
أيها الموسرون، أنفقوا مما رزقكم الله تعالى، أغيثوا إخوانكم بما تجود به
أنفسكم؛ فالمؤمن في ظل صدقته يوم القيامة، خصوصًا ونحن قادمون على شهر
كريم، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من صوَّامه وقوامه، فيه تضاعف الحسنات
وتتنزل الرحمات، فشمروا -بارك الله فيكم- يا أهل هذه البلاد المباركة
المملكة العربية السعودية حرسها الله؛ فإن الأنظار إليكم شاخصة، والأعناق
إلى سخاء أيديكم مشرئبة، ولنتذكر قول الله تعالى: {وَمَا
تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ * الَّذِينَ
يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً
فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ
يَحْزَنُونَ} [البقرة: 273، 274].
وقوله -كما في البخاري وغيره من حديث عدي بن حاتم-: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
ولا
تدعوا إخوانكم في الصومال لمنظمات التنصير والتبشير وأهل البدع والزندقة،
لتعطف عليهم عطوف الذئب على الحمل، وتلتف عليهم التفاف الحية على الأرنب،
فنحن أولى بأهل الصومال منهم، و"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" (أخرجه الترمذي وأصله في الصحيحين).
اللهم
إنا نسألك أن تعز الإسلام والمسلمين، وأن تذل الشرك والمشركين، وأن تجعل
هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، اللهم كن في عون إخواننا في
الصومال وفي كل مكان يا رب العالمين، اللهم اكس عاريهم، وأطعم جائعهم، وآمن
خوفهم يا رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
للتبرع : من مصر: * لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر – حساب رقم 261363 بنك فيصل الإسلامي فرع القاهرة، أو 20737/3/1 بنك قناة السويس – فرع الدقي لصالح الصومال.
* التبرع النقدي و العيني 42 ش القصر العيني – دار الحكمة – القاهرة أو من خلال أفرع اللجنة بنقابات الأطباء الفرعية.
* وللتبرع المباشر اتصل بالأرقام 01527826831 – 0190147007 – 0119831657، وأكّد أن التبرع لصالح صندوق الصومال.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ولا حول ولا قوة إلا بالله