البشارة الثالثة و الأربعون
مزامير داود تخبر بالنبي الآتي من نسل هاجر أم اسماعيل
والتي رفضها بنو اسرائيل والذي كان من نسله الحجر الذي صار رأس الزاوية
"الحجر الذى رفضه البناءون قد صار رأس الزاوية من قبل الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا هذا هو اليوم الذى صنعه الرب نبتهج ونفرح فيه. آه يا رب خلص. آه يا رب انقذ. مبارك الآتى باسم الرب" مزامير 24 : 118 -27.
هل تذكرون رؤية الحجر الذي قطع بغير يدين في رؤيا نبوخذنصر و الذي فسرها له دانيال و أن هذا الحجر سيسحق أمما أخرى هي الرومان و الفرس؟ .. هذه نبوءة أخرى عن الحجر الذى رفضه البناءون فلم يدعمه أحد إلا الله و لم يكن من بني اسرائيل بل هو ذلك الرسول الضال الذي هداه الله و الذي تكلم الله عنه في سفر اشعياء 42 : 19 "من هو اعمى الا عبدي واصم كرسوليالذي أرسله. من هو اعمى كالكامل واعمى كعبد الرب" و الذي ترجمها لنا القرآن الكريم فقال "وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى" وقال "وَأَنْزَلَاللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُوَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا".. ثم صار رأس الزاوية فى البناء و هذه الاستعارة عن "النبي محمد" نسل هاجر وإسماعيل و اللذين يقول الكتاب المقدس أن بنو اسرائيل نسل سارة قد رفضوهما و قد قبح ذلك الكلام في عين ابراهيم و لكن الله وعد ابراهيم أن يبارك اسماعيل و يثمره و يجعله أمة ايضا كما جعل من اسحاق أمة. قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ وَيَقُولُونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ؟ قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ"
إن من الأقوال التي تؤكد انطباق تلكم النبوءة هي قول المسيح عليه السلام عن تلك الأمةالتي سيستبدل الله بني اسرائيل بها "ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه" متى 21 : 44 .. و هذا ما حدث في رؤيا نبوخذنصر التي فسرها له دانيال حيث يقول دانيال "كنت تنظر الى ان قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما" ثم يقول دانيال عن أمة الإسلام و هو يفسر تلكم الرؤيا الشهيرة في كتاب دانيال الاصحاح الثاني "يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً و مُلكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفنى كل هذه الممالك وهي تثبت إلى الأبد لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب" دانيال 2 : 42- 45. حقيقة لقد حاول عباد المسيح أن يحولوا تلك النبوءة لكي تشير إلى يسوع الناصري فقالوا عن يسوع "إلى خاصته جاء و خاصته لم تقبله" .. إلا أن الكتاب المقدس نفسه يدحض كلامهم فنجده يقول في الكثير من الأعداد عن نجاح يسوع في رسالته إلى قومه من بني اسرائيل "و تبعته جموع كثيرة".
مبارك الآتى باسم الرب: الآتي باسم الرب هو هو الحجر الذي قطع بغير يدين و هو الذي سحق الوثنيين من الرومان و الفرس .. و هو الذي أخبر عنه المسيح حين قال "لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب"