البشارة الثامنة و الأربعون
المسيح بن مريم عليه السلام يبشر بملكوت الله .. الحجر الذي قطع بغير يدين
"الحجر الذي رفضه البناؤونهو قد صار راس الزاوية ..... لذلك اقول لكم انملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره. و من سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه"
إننا نعرف جميعا أن رسالة المسيح بن مريم عليه السلام كانت التبشير بملكوت الله .. و يقول إنه لهذا قد أرسل "فقال لهم انه يبنغي لي ان ابشر المدن الأخرى ايضا بملكوت الله لاني لهذا قد أرسلت" لوقا 4 : 43 ..و لعل بعضنا يتساءل ما هو ملكوت الله؟! .. يمكننا أن نستشف ما هو ملكوت الله من كلام المسيح بن مريم عليه السلام نفسه .. فلقد شبه المسيح عليه السلام ملكوت الله و ملكوت السموات بخميرة بدأت صغيرة ثم صارت عظيمة"ماذا اشبهملكوت الله. يشبه خميرةاخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع" انجيل لوقا ..وقال ايضا "قال لهم مثلا آخريشبه ملكوت السموات خميرةاخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع" انجيل متى .. "فقال ماذايشبه ملكوت اللهوبماذا اشبهه. يشبه حبة خردلاخذها انسان والقاها في بستانه فنمت وصارت شجرة كبيرة وتآوت طيور السماء في اغصانها"انجيل لوقا .. "قدم لهم مثلا آخر قائلايشبه ملكوت السموات حبة خردلاخذها انسان وزرعها في حقله وهي اصغر جميع البذور لكن متى نمت فهي اكبرالبقول وتصير شجرة حتى ان طيور السماء تأتي وتتآوى في اغصانها" انجيل متى .. ماهذا؟! .. إن المسيح يقول إن ملكوت الله هو هو الحجر الذي تكلم عنه المسيح حين قال في انجيل متى "قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب. الحجر الذي رفضه البناؤونهو قد صار راس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا. لذلك اقول لكم انملكوت الله ينزع منكمويعطى لأمة تعمل اثماره. و من سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه" متى 21: 42 - 44 .. إن المسيح بن مريم عليه السلام هنا يؤكد على أن ملكوت الله هو الحجر الذي قطع بغير يدين و الذي ذكر في رؤيا نبوخذنصر الملك في سفر دانيال؟ .. ذلك الحجر الذي ينشأ صغيرا بقدرة الله و يسحق الأمم الوثنية من الرومانو الذين يقابلهم في معركة اليرموك و كذلك الفرس الذين يقابلهم في معركةالقادسية فيسحقهم .. ثم يصير جبلا عظيما و يملأ الأرض و يأوي إليهالمستضعفون في كل مكان .. ها هو تفسير دانيال ثانية لنقارن "اماالحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلا كبيرا وملأ الارض كلها ........ يقيماله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يترك لشعب آخر وتسحق وتفني كلهذه الممالك وهي تثبت الى الابد لانك رأيت انه قد قطع حجر من جبل لا بيدينفسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب. الله العظيم قد عرّف الملك ماسياتي بعد هذا. الحلم حقوتعبيره يقين" دانيال 2 : 44 – 46 .. إن ملكوت الله عند المسيح هو الحجر الذي رفضه البناءون هو الحجر الذي قطع بغير يدين في سفر دانيال .. هو الأمة المسلمةالتي يقيمها الله في آخر الزمان لتسحق قدمي التمثال الذي من حديد و خزف"الرومان و الصليبيين العرب" في معركة اليرموك .. ليقول بعدها هيرقل"أودعك يا دمشق وداعا لا لقاء بعده" .. بالله عليكم أليس المثل الذي ضربهالمسيح عليه السلام لملكوت الله بحبة الخردل التي صارت شجرة هو ما يقولهالله تعالى في القرآن عن المسلمين "وَمَثَلُهُمْ فِيالْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَفَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُالْكُفَّارَ" .. أليس الحجر الذي صار جبلا عظيما هو قوله تعالى "وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْوَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِوَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" .. هل هناك شك بأن ملكوت الله هو الأمة المسلمة التي أقامها الله في آخر الزمان؟!