البشارة الثالثة و العشرون
نبؤة عن قليب بدر ووعد من الله بنصر رسوله الكريم على اعدائه
"ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى"
يقول النبي داود في سفر المزامير 1:110-6 }قال الرب "الله" لربي "لسيدي" اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. يرسل الرب قضيب عزك من صهيون. تسلط في وسط اعدائك. شعبك منتدب في يوم قوتك في زينة مقدسة من رحم الفجر لك طل حداثتك اقسم الرب ولن يندم. انت كاهن الى الابد على رتبة ملكي صادق. الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكا. يدين بين الامم.ملأ جثثا ارضا واسعة سحق رؤوسها{
وتفسير النبؤة أن داود عليه السلام كان يشير بهذا اللقب إلى النبي محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وقد كانت نبؤة عن نبيٍّ قادم والنبوءة تصف ما جري علي يديه بإذن الله من نجاح وانتشار وخلود. قال الرب "الله" لربي "لسيدي" اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك. هنا داود يقول إن الله تعالى يقول لسيد الأنبياء اجلس عن يميني وبالفعل حدث هذا يوم الإسراء والمعراج حينما تخطى النبي محمد صلى الله عليه و سلم سدرة المنتهى و التي توقف عندها جبريل قائلا لأخيه محمد حين قال له "أ ها هنا يترك الخليل خليله" .. فيرد جبريل عليه السلام "إن تقدمت أنت اخترقت و إن تقدمت أنا احترقت". و بعدها هاجر النبي إلى المدينة لتأتي موقعة بدر وليُقتل سبعون من صناديد قريش اعداء الله ورسوله ومنهم أبو جهل عمرو بن هشام بن المغيرة حين ألقاهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم فى القليب يوم بدر وجلس على حافة القليب يخاطب من ألقاهم فيه وهم تحت قدميه "هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإنى وجدت ما وعدنى ربى حقا" .. وقد كان من معجزاته إخباره بمصارع القوم "من الذي سيقتل وفي أي مكان"
لقد كان الكثير من بني اسرائيل الذين آمنوا بالمسيح "الرسول" ابن مريم وكذلك نصارى اليوم يظنون أن المسيح بن مريم هو ذلك النبي الآتي إلى العالم الذي أخبر عنه النبي داود ولكن المسيح ابن مريم كان كثيرا ما يوضح لهم بأن المسيح لن يأتي من نسل داود ويقول لهم "فَمَادَامَ دَاوُدُ نَفْسُهُ يَدْعُوهُ الرَّبَّ "السيد" فَمِنْ أَيْنَ يَكُونُ ابْنَهُ؟ وَكَانَ الْجَمْعُ الْعَظِيمُ يَسْمَعُهُ بِسُرُورٍ" مرقس 12: 37. ويقول لهم المسيح ايضا موضحا لهم أن هذا النبي لن يكون من نسل داود "فِيمَا يَقُولُ دَاوُدُ نَفْسُهُ فِي كِتَابِ الْمَزَامِيرِ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي “لسيدي” :اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ؟ إِذَنْ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبّاً (سيدا) فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟" لوقا 20: 42-44.
ولقد حاول النصارى وعلى رأسهم الفريسي بولس الصاق هذه النبؤة بالمسيح ابن مريم عليه السلام .. مع أن المسيح أخبرهم بأن النبي القادم لن يكون من نسل داود .. ولكنهم أصروا على عنادهم .. وأنا هنا اسألهم ألم يكن المسيح يتخفى من بني اسرائيل ومختبئا ومتخفيا في زي البستاني حتى لا يقتلوه إلى لحظة أن رفعه الله؟ فأين كلام الكتاب المقدس "الرب عن يمينك يحطم في يوم رجزه ملوكا. يدين بين الامم. ملأ جثثا ارضا واسعة سحق رؤوسها" ..
أم أن الكتاب غير صادق وأنتم فقط الصادقون؟