البشارة السادسة عشرة
موسى عليه السلام يخبر بني اسرائيل بالبركة التي باركه الله بها .. ومنها إخباره عن النبي الذي من مكة
"وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ. وَطُورِ سِينِينَ. وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ"
يقول سفر التثنية "وَهَذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ فَقَالَ: أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَاعِيرَ وَتَأَلَّقَ فِي جَبَلِ فَارَانَ جَاءَ مُحَاطاً بِعَشَرة آلاف من الرجال القديسين وَعَنْ يَمِينِهِ نار شريعة. حَقّاً إِنَّكَ أَنْتَ الَّذِي أَحْبَبْتَ الشَّعْبَ وَجَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ فِي يَدِكَ سَاجِدُونَ عِنْدَ قَدَمَيْكَ يَتَلَقَّوْنَ مِنْكَ أَقْوَالَكَ" سفر التثنية 33 : 1- 3
لقد حاول الترجمات العربية إخفاء معنى “مُحَاطاً بِعَشَرة آلاف من الرجال القديسين” وحولوها إلى "وأتى من ربوات القدس". وإذا نظرنا إلى الترجمات الإنجليزية .. فسوف نرى الحقيقة التي يحاول إخفاءها المترجمون.
He said,The LORD came from Sinai,And dawned on them from Seir;
He shone forth from Mount Paran, And He came from the midst of ten thousand holy ones At His right hand there was *****ing lightning for them. Deuteronomy 33: 2 (New American Standard Bible)
و فى النسخة القياسية المنقحة : He came with the ten thousand of holy men
أى: "وأتى فى عشرة آلاف من الرجال الأطهار".
فى نسخة الملك جيمس : And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.
أى: " وأتى فى عشرة آلاف من القديسين " .أى أن التحريف هو للعرب فقط .
كانت الترجمة العربية السابقة والمحذوفة "ومعه عشرة آلاف من القديسين الأطهار" وحرفت لأن نبيهم لم يأت ومعه عشرة آلاف من الرجال الأطهار .
وَهَذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ .. هذه العبارة تضمنت خبراً وبشارتين: فالخبر هو تذكير موسى بفضل الله عليه حيث أرسله إليهم رسولاً و هو موسى عليه السلام الذي تلقى التوراة في جبل الطور بسيناء والبشارتان: الأولى: خاصة بعيسى عليه السلام. والثانية خاصة بمحمد صلى الله عليه وسلم. و هنا ايضا يوصيهم موسى بالبركة التي باركه الله بها و يبشرهم بالشريعة البديلة و بوحي جديد بدلا من الذي معهم لأن الرسل والمؤمنين يتلقون وحي الله ويعملون به.
أَقْبَلَ الرَّبُّ .. أقبل أمر يقيني مؤكد .. "الرب" أي وحي الله و أمره
"سيناء" صحراء في مصر وهي مكان تلقي موسى عليه السلام للتوراة و بها جبل الطور
"ساعير" جبال في فلسطين حيث تلقى المسيح عليه السلام الإنجيل و بها أشجار الزيتون و أشجار الزيتون
"وَبَعَثَ يَعْقُوبُ قُدَّامَهُ رُسُلاً إِلَى أَخِيهِ عِيسُو فِي أَرْضِ سَعِيرَ بِلاَدِ أَدُومَ" سفر التكوين
"فاران" هي مكة المكرمة حيث سكن إسماعيل عليه السلام وأمه "وَسَمِعَ اللهُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ لَهَا: مَا الَّذِي يُزْعِجُكِ يَاهَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلْقًى. قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً. ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ وَسَقَتِ الصَّبِيَّ. وَكَانَ اللهُ مَعَ الصَّبِيِّ فَكَبُرَ
وَسَكَنَ فِي صَحْرَاءِ فَارَانَ وَبَرَعَ فِي رَمْيِ الْقَوْسِ وَاتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ مِصْر" سفر التكوين
النصارى قالوا إن "فاران " هى "إيلات" وليست مكة و نحن نضحد افترائم فنقول لهم إن الله لم يبعث نبى من إيلات حتى تكون البشارة صادقة. ومستحيل أن يكون هو المسيح بن مريم عليه السلام لأن المسيح بن مريم تلقى الإنجيل بساعير وليس بإيلات. فليست "فاران " إلا "مكة المكرمة" وباعتراف الكثير منهم وجبل فاران هو جبل النور الذى به غار حراء الذى تلقى فيه رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بدء الوحى. وهجرة إسماعيل وأمه هاجر إلى مكة المكرمة "فاران" معروفة و بئر زمزم مشهورة.
إن ترتيب الأحداث الثلاثة فى الأعداد المذكورة:
أولا: جاء من سيناء
ثانيا: وأشرق من ساعير
ثالثا: وتلألأ من فاران.
هذا الترتيب الزمنى دليل ثالث على أن "تلألأ من جبل فاران" تبشير قطعى برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. وفى بعض النسخ كانت العبارة: "و استعلن من جبل فاران" بدل "تلألأ ". وأياً كان اللفظ فإن " تلألأ " و "استعلن" أقوى دلالة من "جاء " و "أشرق" وقوة الدلالة هنا ترجع إلى "المدلولات" الثلاثة. فالإشراق جزء من مفهوم "المجئ" وهكذا كانت رسالة عيسى بالنسبة لرسالة موسى (عليهما السلام).
أما تلألأ واستعلن فهذا هو واقع الإسلام }رسولا ورسالة وأمة{ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إن مغالطة النصارى و قولهم إن فاران هى إيلات لها مثيل عند اليهود حيث يزعم اليهود أن هاجر أم إسماعيل عندما أجهدها العطش هى وابنها إسماعيل بعد أن طردا من وجه "سارة" طلبت الماء فلم تجده إلا بعد أن لقيا ملاك "الرب" فى المكان المعروف الآن "ببئر سبع"؟! و أنها سميت بذلك لذلك؟! وكما كذبت فاران دعوى "إيلات" كذَّبت "بئر زمزم بمكة" الموجودة إلى الآن دعوى "بئر سبع "؟ المكذوبة. و هذا ما يوضحه القرآن حين يقول "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم"