أسباب خذلان الله
للعباد ـ لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي . بسم الله الرحمن الرحيمالحمد
لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم
أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى
جنات القربات .
أسباب
خذلان الله عز وجل للمؤمنين
:
أيها الأخوة
الكرام ، مع فائدة جديدة من فوائد كتاب الفوائد القيّم لابن القيم رحمه الله تعالى
هذه
الفائدة جعلها ابن القيم حول أسباب خذلان الله
عز وجل للمؤمنين ، متى يخذلهم
؟ متى لا ينصرهم ، متى تحبط أعمالهم ؟ والحقيقة اخترت هذه الفائدة من أجل التوازن ،
فالبطولة في الإنسان لا أن يأخذ الإيجابيات وينسى السلبيات ،
هناك سؤال كبير لماذا انتصر الصحابة الكرام ووصلت راياتهم إلى أطراف الدنيا
وتسلموا قيادة الدعوة إلى الله عز وجل بعد أن
كانوا رعاة غنم أصبحوا قادة أمم ، ما السبب ؟ وما السبب في أن مليار وخمسمئة مليون
مسلم لا وزن لهم في هذه الأيام ؟ أين الخلل ؟ هذا موضوع هذه الفائدة .
أيها
الأخوة الكرام ، نحن يمكن أن نحلل وأن
نطرح احتمالات ، أن نطرح تعليلات ، أن نطرح تفسيرات ، يمكن أن نستنبط ، لكن ما
قولكم لو رجعنا إلى القرآن الكريم هذا القرآن الكريم فيه نبأ من قبلكم وحكم ما بعدكم ، الله عز وجل يقول :
﴿
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾ .
(
سورة النور الآية : 55 )
زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين
:
شيء بديهي جداً أن زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق
وعوده للمؤمنين لأن الله عز وجل يقول :
﴿ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ﴾ .
(
سورة التوبة الآية : 111)
﴿
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً ﴾ .
(
سورة النساء )
أي مستحيل وألف ألف ألف مستحيل ألا تحقق وعود الله
للمؤمنين ، لكن إذا لم تحقق هناك خلل عندنا ، والآية واضحة تماماً :
وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾ .
( سورة النور الآية :
55 )
وعدوا بالاستخلاف ،
وعدوا بالتمكين ، وعدوا بالتطمين ، والواقع المر ليسوا مستخلفين ولا ممكنين ولا
آمنين ، وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين.
الله جلّ جلاله في حلٍّ من وعوده الثلاثة للمؤمنين لأنهم
أخلوا بما أوجبه عليهم من عبادته :
أما آخر الآيات :
﴿
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ
قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ﴾ .
( سورة النور الآية : 55 )
كلمة واحدة ، فإذا أخل المؤمنون بما
أوجبه الله عليهم من عبادته فالله جل جلاله في حل من وعوده الثلاثة ، هذا أول
تفسير ، لذلك قال تعالى :
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ
خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً
﴾ .
( سورة مريم )
وقد لقي المسلمون ذلك الغي
.
من
أخذ بدين الله عز وجل فهو في مأمن من عذابه :
لكن أخوانا الكرام ، الشيء الدقيق
في هذا الدين أنه دين جماعي ودين فردي ، الجماعة إذا أخذت به هي في مأمن من عذاب
الله :
﴿ وَمَا كَانَ
اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) ﴾
( سورة الأنفال)
كلام خالق الكون ، أي مستحيل وألف
ألف مستحيل أن يعذب المسلمين وفيهم رسول الله ، رسول الله انتقل إلى الرفيق الأعلى
، قال : وفيهم سنته ، و فيهم منهجه ، إن كان كسب أموالهم وفق السنة ما كان الله
ليعذبهم ، إن كان إنفاق أموالهم وفق السنة ما كان الله
ليعذبهم ، إن كانت أفراحهم وفق
السنة ما كان الله ليعذبهم ، إن كانت أتراحهم ، أي في كل نشاطاتهم ، في كل نشاطات حياتهم إذا اتبعوا منهج الله عز وجل ، ما كان الله ليعذبهم ، هذا الكلام كالقانون الفيزيائي :
﴿ وَمَا كَانَ
اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) ﴾
( سورة الأنفال)
إذاً حينما يعذبون ، حينما تحتل
أرضهم ، حينما يقتل شبابهم ، حينما تنهب ثرواتهم : (( وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا
سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي
أَيْدِيهِمْ ... )) .
بكل حرب خليجية انتقلت عشرات
مئات ألوف المليارات ، من أيدي المسلمين إلى أعدائهم : (( وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلا
سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي
أَيْدِيهِمْ ... )) . أول شيء حينما لا نعبده فالله في حلٍّ من وعوده كلها ،
هذا أول تفسير .
الفهم الخاطئ لدين الإسلام و التعامل و
النقل غير الصحيح له أحلّ الله من وعوده الثلاثة للمسلمين :
هناك تفسير آخر ، التفسير الآخر ،
قال تعالى :
﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾ .
( سورة النور
الآية : 55 )
دقق أي دين وعد بتمكينه ؟ أي دين ؟
لا ، الدين الذي يرتضيه الله لنا ، أي إذا رآنا نفهم الدين فهماً ما أراده الله ، إذا
رآنا نفهم الدين فهماً فلكلورياً ، تزيينات إسلامية ، زخرفة إسلامية ، أقواس
إسلامية ، تراثاً إسلامياً ، تجد مؤتمراً إسلامياً ، والصحفيات ، والصحفيون بثياب
متبذلة غير معقول ، كيف سمحتم لهذه الصحفية أن تلتقي مع علماء كبار بهذا الزي الذي
فيه تحدٍّ للمسلمين ؟ صار عندنا حالة الإسلام تراث ، الإسلام ثقافة ، الإسلام ما
تزهو به الأمة فقط ، أما المنهج ، المنهج غربي ، الرصافي
قال :
وإذا تسأل عما هو في بغداد كائن فهو حكم مشرقي الضرع غربي الملابن
***
الضرع شرقي أما اللبن غربي ، الإطار
إسلامي أما السلوك غير إسلامي :
قد ملكنا كل شيء نحن في الظاهر لكن نحن في الباطن لا نملك تحريكاً
لساكن
***
الآية الدقيقة :
﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾ .
( سورة النور
الآية : 55 )
فإن لم يمكنهم معنى ذلك أن فهمهم للدين ، وتعاملهم معه ،
ونقل هذا الدين للآخرين لم يرضِ الله عز وجل
،
الفهم ، والتعامل ، والنقل غير صحيح .
من هان أمر الله عليه هان على الله :
الدين عندما يصبح مظاهر ، ألقاب ، سماحة ، وفضيلة ، ودكتور ،
ومؤتمر ، لكن تطبيق لا يوجد ، الكسب حرام ، الإنفاق حرام ، التعامل مع البنوك
الربوية ، اختلاط ، غناء ، أحد الصحفيين ، طبعاً هناك من لامه على هذا الشرح لكنه
قال : هذه ليست أمة اقرأ هذه أمة ارقص ، وهذه ليست أمة محمد هذه أمة مهند ، عندما
يتعلق المسلمون بممثل إباحي، وجمهور المسلمين حينما يأتي وقت المسلسل كأن هناك منع
تجول في الطرقات ، اقرأ على هذه الأمة السلام ، وإذا أردت كلاماً
جامعاً ، فصلاً ، حاسماً ، أقول لكم : هان أمر الله على المسلمين فهانوا على الله .
تصور محطة فضائية تجري استفتاء
لإحدى مغنيتين ، والاستفتاء يحتاج إلى رسالة (س م س) ، هذه المحطة تلقت ستة
وثمانين مليون رد ، كل اتصال مع الانتظار يكلف عشرات بل مئات الليرات، قريب الألف ليرة ، اضرب ستة وثمانين مليون بألف ،
الناتج : ستة وثمانون ملياراً ، من أجل إحدى مغنيتين هذه أمة محمد أمة مهند ؟ ليست
هذه أمة محمد ، أحد الشعراء عقب الحروب السابقة التي لم نوفق بها قال :
أكاد
أؤمن من شك ومن عجب هذه الجماهير
ليست أمة العرب
***
من هو العربي الجاهلي ، عنترة قال :
وَأَغَضُّ
طَرفي ما بَدَت لي جارَتي حَتّى يُواري
جارَتي مَأواها
لا نتبع أخلاق الجاهليين في المروءة
، وفي الشجاعة ، وفي الكرم ، ولا نتبع منهج سيد المرسلين في الورع والاستقامة ،
لكن هناك مظاهر ، جوامع ، مؤتمرات ، محاضرات ، مؤلفات ، كتب ، لكن لا يوجد تطبيق ،
البيت المسلم فيه اختلاط ، فيه شيء لا يرضي الله ، تجارة المسلمين فيها بنوك ربوية
، فيها تعامل بالمحرمات .
الله تعالى لم يُمكّن للمسلمين دينهم لأنه لم يرتضه لهم
:
أيها الأخوة ، أردت في هذا اللقاء
الطيب أن أضع يدي على الجرح :
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ
خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً
﴾ .
( سورة مريم )
وهذا هو التفسير القرآني ، هذا هو
التفسير القرآني لما يجري :
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ
خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً
﴾ .
( سورة مريم )
وقد لقي المسلمون ذلك الغي
، هذا أول تفسير :
﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ﴾ .
( سورة النور
الآية : 55 )
فإن لم يُمكن لهم دينهم معنى ذلك
لم يرتضه الله لهم ، ليس هذا هو الدين ، هناك عالم قال :
"
من دعا إلى الله بأسلوب ومضمون سطحي غير متماسك ، وطريقة
غير علمية أي بدعوة مبنية على الخرافات ، المنامات ، والشطحات ، والكرامات ،
من دعا إلى الله بمضمون غير علمي ، غير
متماسك ، وسطحي ، وساذج ، وبأسلوب غير علمي ، وغير أخلاقي ، وغير
تربوي ، هذا
المدعو بهذه الطريقة ، مبلغاً عند الله ، ويقع إثم
تفلته من منهج الله على من دعاه بهذه الطريقة "
الإنسان بفطرته يعلم أن دين الله عظيم وليس كرامات أو شطحات :
الإنسان بفطرته يعلم أن دين الله عظيم ،
دين الله ليس كرامات ، وسحبات ، وترهات ، دين الله ليس فيه أشياء غير علمية ، أحياناً
تسمع قصة لا يمكن أن تقبل ، يقول لك: واردة في الكتب ، ليس هذا هو الدين ، طبعاً
أوضح مثل أن النبي عليه الصلاة والسلام عندما كسفت الشمس ، وتزامن هذا الكسوف مع
موت ابنه إبراهيم ، الصحابة الكرام من شدة محبتهم للنبي
الكريم توهموا أنها كسفت من أجل إبراهيم ، فالموقف العلمي للنبي الكريم أنه خطب
بأصحابه وقال : " إن الشمس والقمر آيتان لا ينبغي أن تنكسفا لموت واحد من
خلقه ولا لحياته ".
هذا موقف علمي .
أنا أتمنى على الإنسان
أن يجمع بين التفاؤل وبين أن يضع يده على الجراح،
السؤال الكبير أين الخلل ؟ عندنا خلل بعدم عبادة الله
عز وجل ، عندنا خلل بفهم الدين
والتعامل معه وعرضه على الآخر ، لذلك هذا العالم الكبير الأمريكي الذي
هداه الله إلى الإسلام ، ثم سافر إلى بريطانيا ، والتقى بالجالية الإسلامية ،
قال : أنا لا أصدق أن يستطيع العالم الإسلامي اليوم اللحاق بالغرب على الأقل في
المدى المنظور لاتساع الهوة بينهما ، ولكنني مؤمن أشد الإيمان أن العالم كله سيركع
أمام أقدام المسلمين ، لا لأنهم أقوياء ولكن لأن خلاص العالم في الإسلام .
وهذه البوادر
واضحة ، انهيار النظام العالمي جعل ألد أعداء الدين يدرسون النظام الإسلامي
المصرفي ، حرمت الخمر قبل انهيار الاتحاد السوفيتي ،
كل ما يجري في العالم
يؤكد هذا .
خلاص
العالم في الإسلام بشرط أن يحسن المسلمون فهم دينهم وتطبيقه وعرضه على الآخر :
كنت في سفر قبل
يومين أحد المحاضرين قال كلمة : فتاة شابة جاءت إلى مركز إسلامي كي تسلم ، فلما سئلت
ـ وكان السائل ذكياً جداً ـ لماذا دخلت في الدين وحال المسلمين لا تسر صديقاً ولا
عدواً ؟ قالت : عفة المرأة المسلمة .
هي من ألمانيا
مرة تمشي في الطريق رأت تجمعاً كبيراً جداً وتصفيقاً ، فلما اندست بين الصفوف رأت
ما لا يصدق ، رجل يعاشر امرأة أمام الناس ، اتصلت بصديقتها المسلمة ، قالت لها : أنتم
عندكم بالدين الإسلامي مسموح ؟ قالت لها : مستحيل وألف ألف مستحيل ، نحن المرأة
صوتها عورة ، المرأة محتشمة بثيابها ، حدثتها عن الإسلام ، فكان هذا سبب إسلامها .
أيها الأخوة الكرام ، نحن نملك تراثاً
عظيماً ، نملك وحي السماء ، نملك القرآن الكريم ، نملك منهج رب العالمين ، لكن في
غفلة عنه ، لذلك حينما لا ترى أن وعود الله قد تحققت ، إياك أن تسيء الظن بالله ،
اسأل أين الخلل ؟ عندنا خلل ، هذه النقطة الثانية ، الثانية لم يكن فهمنا للدين ، ولا
تعاملنا معه ، ولا عرضنا له ، يرضي الله عز وجل ، فهذا الذي قال: لأن
خلاص العالم في الإسلام ، قال : ولكن بشرط أن يحسن المسلمون فهم دينهم ،
أن يحسنوا تطبيقه ، أن يحسنوا عرضه على الطرف الآخر .
إن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ
مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ :
مرة ثالثة هناك ملمح ثالث قال تعالى
:
﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ
مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ .
( سورة الرعد الآية :
11 )
صدق ولا أبالغ مستحيل وألف ألف مستحيل أنك إذا وقعت في مشكلة كبيرة فسببها خروجك عن منهج الله
، كلام دقيق ، مستحيل الله يغير إن لم تغير ، كل المسلمين ينتظرون معجزة ، يا رب
تبعث لنا معجزة تهلك أعداءنا ، نحن لا نغير ، نحن على ما نحن عليه ، طعامنا ، وشرابنا
، واختلاطنا ، وكسب أموالنا ، وتقصيرنا بالعبادات ، وتقصيرنا بحدود الله ، ما دام
لا نغير الله لا يغير ، هذه الحقيقة المرة ، النصر
له ثمن ، النبي صلى الله عليه وسلم :
((
إنما تُنصرون بضعفائكم ))
.
[أبو
داود والترمذي والنسائي عن أبي الدرداء ]
نحن عندنا ضعفاء هذا الضعيف أطعمته إن كان جائعاً ؟ كسوته إن
كان عارياً ؟ عالجته إن كان مريضاً ؟ زوجته إن كان عازباًً ؟ آويته إن كان مشرداً ؟
نصرته إن كان مظلوماً ؟ ما دام هناك ضعفاء مقهورون ، فقراء ، مظلومون ، لن نشم
رائحة النصر :
((
إنما تُنصرون بضعفائكم ))
.
[أخرجه
أبو داود والترمذي والنسائي عن أبي الدرداء ]
فيا أيها الأخوة الكرام ، القضية يجب أن تجمع
بين التفاؤل وبين التشاؤم ، يجب أن تجمع بين الإيجابيات وبين السلبيات ، فهذه
الفائدة تتحدث عن سبب خذلان المسلمين ، هناك أسباب كبيرة جداً .
أيها الأخوة ، أرجو الله سبحانه وتعالى أن
نستفيد من هذه الدروس ، ولعل الله عز وجل يعتقنا من النار .
والحمد لله رب العالمين