صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 الجهاد في سبيل الله

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
soft
مشرف عام
مشرف عام
soft


عدد المساهمات : 2125
نقاط : 5953
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 20/05/2011

الجهاد في سبيل الله Empty
مُساهمةموضوع: الجهاد في سبيل الله   الجهاد في سبيل الله Emptyالخميس يوليو 21, 2011 2:30 pm

الخطبة الأولى
عباد الله، اتقوا الله واعلموا أن الله سبحانه بحكمته البالغة يمتحن عباده المؤمنين ويختبرهم ويبتليهم بأهل الإلحاد والكفر والنفاق؛ ليظهر بذلك صدق المؤمنين في إيمانهم فترفع درجاتهم، وإلا فهو قادر أن ينتقم من الكفار فيهلكهم عن آخرهم في لحظة واحدة، قال تعالى: ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد:4-8].
أيها المؤمنون، إن الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة، كما أن لهم الرفعة في الدنيا، قال تعالى: لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [النساء:95، 96].
لقد أمر الله بجهاد الكفار والمنافقين كما في قوله عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التحريم:9]. وجهاد هؤلاء يكون على أربع مراتب: بالقلب واللسان والمال والنفس، فجهاد الكفار بالمال والسلاح والنفس، وجهاد المنافقين بالحجة والجدال والتوضيح والبيان.
وقد شرع الله الجهاد لإعلاء كلمة الله حتى يُعبد الله وحده لا شريك له، قال تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ [الأنفال:39]. وشرع الجهاد لقمع الكفار والمشركين والملحدين وكفّ أذاهم عن المسلمين، قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا [النساء:76]، وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [التوبة:123]، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين، إما بالقلب وإما باللسان وإما بالمال وإما باليد، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع".
وذكر الإمام أحمد رحمه الله في حديث عن رسول الله أن رجلاً قال له: أوصني، قال: ((أوصيك بتقوى الله فإنها رأس كل شيء، وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله وتلاوة القرآن فإنه ذخر لك في السماء وذكر لك في الأرض)) رواه أحمد. وقال : ((ذروة سنام الإسلام الجهاد)) رواه الطبراني والترمذي. وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: ((ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف)) رواه الترمذي وابن حبان والحاكم. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((من مات ولم يغز ولم يحدّث به نفسه مات على شعبة من النفاق)) رواه مسلم وأبو داود والنسائي. وقال : ((من لم يغز أو يجهّز غازيًا أو يخلف غازيًا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة)) رواه أبو داود وابن ماجه. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذلاً، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)) رواه أبو داود وغيره.
والجهاد في سبيل الله يكون بالمال ويكون بالنفس، وقد جاء الحث على الجهاد بالمال مقدمًا على الجهاد بالنفس في جميع الآيات القرآنية ما عدا آية التوبة لأن فيها الشراء والبيع، أما ما عداها ففيها الأمر بالجهاد بالأموال والأنفس أو الترغيب في ذلك، قال تعالى: انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [التوبة:41]. وعلّق سبحانه النجاة من النار ومغفرة الذنوب ودخول الجنة على الجهاد بالأموال والأنفس، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ [الصف:10-13]. وأخبر سبحانه بأنه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة فقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة:111].
وقال رسول الله : ((من أنفق نفقة في سبيل الله كُتبت له بسبعمائة ضعف)) رواه النسائي والترمذي وابن حبان والحاكم. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((من احتبس فرسًا في سبيل الله إيمانًا بالله وتصديقًا بوعده فإن شِبَعَهُ ورِيَّه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة)) يعني حسنات، رواه البخاري والنسائي وغيرهما. وعن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى النبي بناقة مَخْطُومة ـ أي: موضوع في رأسها الخِطَام الموصول بالحبل الذي يساعد صاحبها على الإمساك بها لئلا تفلت منه ـ فقال: هذه في سبيل الله، فقال له رسول الله : ((لك بها يوم القيامة سبعمائة ناقة كلها مَخْطُومة)) رواه مسلم. وقال : ((من أرسل بنفقة في سبيل الله وأقام في بيته فله بكل درهم سبعمائة درهم)) رواه ابن ماجه. وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: ((من أعان مجاهدًا في سبيل الله أو غارمًا في عسرته أو مكاتبًا في رقبته أظلّه الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلّه)) رواه أحمد والبيهقي. وقال رسول الله : ((من جهّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلّف غازيًا في أهله بخير فقد غزا)) رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي.
فالجهاد بالمال معناه أن يدفع المسلم مالاً للمجاهدين في سبيل الله من أجل النفقة عليهم وعلى عيالهم وفي شراء عدة القتال حتى يتصدوا لأعداء الله ورسوله وأعدائهم وأعداء الإسلام، وفي ذلك فضل عظيم ومضاعفة الدرهم بسبعمائة درهم إلى أضعاف كثيرة، وفضل الله واسع ورحمته أوسع. والله تعالى قد ذكر المال في القرآن مقدمًا على الجهاد بالنفس في كل المواضع إلا آية واحدة كما تقدم بيانه مما يدلّ على أهميته ومكانته عند الله، ولأنه المرحلة الأولى في الإعداد للجهاد في سبيل الله.
قال تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ [الأنفال:60]، وقال عز وجل: مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة:261]، وقال سبحانه: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة:244، 245].
-------------------------
الخطبة الثانية
الحمد لله الواسع العليم العلي العظيم، المتصرف في خلقه بما تقتضيه حكمته ورحمته فهو الحكيم الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الفضل العظيم والخير العميم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المبعوث بالهدى والرحمة والصبر واليقين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا.
أما بعد: فعن النعمان بن البشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) متفق عليه. قال القرطبي رحمه الله في هذا الحديث: "هذا تمثيل يفيد الحض على معاونة المؤمن للمؤمن ونصرته، وأن ذلك أمر متأكد لا بدّ منه؛ لأن البناء لا يتم ولا تحصل فائدته حتى يكون بعضه يمسك بعضًا ويقويه، وإن لم يكن ذلك انحلت أجزاؤه وخرب بناؤه، وكذلك المؤمن لا يستقل بأمر دنياه ودينه إلا بمعاونة أخيه ومعاضدته، فإن لم يكن ذلك عجز عن القيام بكل مصالحه وعن مقاومة مضاره، فحينئذ لا يتم له نظام دنياه ولا دينه ويلحق بالهالكين".
وقال رسول الله : ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) متفق عليه. وقال رسول الله : ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضًا)) وشبك بين أصابعه، متفق عليه. وورد أيضًا: ((من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)).
ومن المعلوم أن الجهاد في سبيل الله فرض كفاية على عامة المسلمين الذين يجب عليهم الجهاد لوجود الجيوش النظامية الرسمية؛ لأنه إذا قام به جماعة من المسلمين سقط عن الباقين، ويصبح واجبًا على كل مسلم متى حاصر بلاد المسلمين عدو أو احتيج إليه أو استنفره الإمام.
وقد ورد في فضل الجهاد والمرابطة في سبيل الله أحاديث كثيرة أذكر بعضًا منها والبقية في خطبة قادمة إن شاء الله تعالى، عن أبي هريرة قال: قيل لرسول الله : يا رسول الله، ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: ((لا تستطيعونه))، فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثًا كل ذلك يقول: ((لا تستطيعونه))، ثم قال: ((مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله)) رواه البخاري ومسلم واللفظ له. وقال : ((كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يُنمّى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمّن من فتنة القبر)) رواه أبو داود والترمذي والحاكم وابن حبان. وقال أيضًا : ((رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل)) رواه النسائي والترمذي وابن حبان والحاكم. وقال رسول الله : ((ما من مَكْلُوم يُكَْلَم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكَلْمُه يَدْمى، اللون لون دم والريح ريح مسك)) رواه البخاري ومسلم.
أيها المسلمون، إن الآيات والأحاديث كثيرة عن الجهاد في سبيل الله، وفيما تقدم كفاية لطالب الحق، ومعلوم لدى كل مسلم متى ترفع راية الجهاد ضد الكفار دفعًا أو طلبًا، ومتى يكون الدفاع واجبًا حتى ولو كان دفعًا لفئة باغية معتدية من المسلمين، سواء بمناصرة الفئة المعتدى عليها أو للإصلاح بين فئتين اقتتلتا من المسلمين فبغت إحداهما على الأخرى، ويرجع ذلك إلى تقدير ولاة الأمر من المسلمين، وليس الجهاد فوضى كما هو الحال في هذا الزمان ممن حُرموا الفقه في الدين يتخبطون في كل بلد من بلاد العالم يفجرون ويدمرون وينسفون الأموال العامة والخاصة ويقتلون الأبرياء، ولم يصلوا إلى أهداف واضحة جلية من وراء عمليات التخريب والإفساد في الأرض إلا ما هم عليه من القناعة بإقامة علم الجهاد.
واعلموا أن ما قاموا به من الإفساد قد رجع بأسوأ العواقب على المسلمين في جميع بقاع الأرض من جرّاء تهور المفتين في الكهوف والسراديب، ولو أن لديهم أدنى علم وبصيرة وحكمة لنظروا ماذا يجري اليوم، وماذا يقوم به الكفار ضد الإسلام والمسلمين على وجه الأرض من أنواع المضايقات والحرب الشعواء في جميع المجالات. فلو أن لديهم تلك البصيرة النافذة والفقه في الدين لانتهوا عن أعمالهم المشينة التدميرية التفجيرية التكفيرية للمسلمين، ولعادوا إلى رشدهم، وليسوا بأحرص على الإسلام والمسلمين ممن أخرجوهم من دائرة الإسلام ظلمًا وعدوانًا وجهلاً بالأدلة الشرعية الحقيقية واتباعًا للهوى كما قال تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ [القصص:50]، وقال تعالى: زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ [التوبة:37]، وقال عز وجل: وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [البقرة:269]، وقال : ((من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين)).
(1/4842)
________________________________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

الجهاد في سبيل الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: الجهاد في سبيل الله   الجهاد في سبيل الله Emptyالجمعة يوليو 22, 2011 3:10 pm

بارك الله فيكم اختي في الله

soft

رزقنا الله واياكم الشهادة في سبيله

والجهاد ذروة سنام الاسلام

ومن لم يغزو او يحدث نفسه بالغزو مات علي شعبة من النفاق

اللهم احسن لنا خواتيم اعمالنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
 
الجهاد في سبيل الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فضل الانفاق في سبيل الله
» الانفاق في سبيل الله
» تشريع الجهاد في المدينة
» الجهاد الفريضة الغائبة
» سبيل النجاة واحدٌ لا ثاني له

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ مقالات اسلامية ۩۞۩»-
انتقل الى: