الخطبة الأولى
أما بعد: فإن قتل النفس التي حرم الله بغير حق كبيرة من كبائر الذنوب معلومة لدى كل مسلم، والاستهانة بالدماء وإزهاق الأرواح بلغت ذروتها في العالم كله بين المسلمين والكفار على حد سواء، واختلطت المفاهيم، وكثر الهَرْج الذي هو القتل، كما ورد في الخبر عن سيد البشر رسولنا محمد ، حيث أخبر بأن ذلك من علامات الساعة، ويكون ذلك بين المسلمين أنفسهم وفي مجتمعاتهم حتى لا يدري القاتل لماذا قتل صاحبه، ولا المقتول أيضًا فيم قُتل.
عن أبي هريرة أن رسول الله قال: ((لا تقوم الساعة حتى يكثر الهَرْج))، قالوا: وما الهَرْج يا رسول الله؟ قال: ((القتل، القتل)) رواه الإمام مسلم رحمه الله، وفي رواية للإمام البخاري رحمه الله عن عبد الله بن مسعود : ((بين يدي الساعة أيام الهَرْج، يزول العلم، ويظهر فيها الجهل))، قال أبو موسى: والهَرْج القتل بلسان الحبشة، وعن أبي موسى عن النبي قال: ((إن بيدي الساعة الهَرْج))، قالوا: وما الهَرْج؟ قال: ((القتل))، قالوا: أكثر مما نقتل؟! إنا نقتل في العام الواحد أكثر من سبعين ألفًا، قال: ((إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضًا))، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟! قال: ((إنه لينزع عقول أكثر أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس يحسب أكثرهم أنه على شيء، وليسوا على شيء)) رواه أحمد وابن ماجه وهو في صحيح الجامع الصغير، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيم قَتَل، ولا المقتول فيم قُتل))، فقيل: كيف يكون ذلك؟! قال: ((الهَرْج، القاتل والمقتول في النار)) رواه الإمام مسلم رحمه الله.
فأمام هذه الفتن والأحداث الراهنة التي تعصف بالعالم أجمع، وأمام الاستهانة والاستخفاف بالدماء البريئة بين بني البشر وبين المسلمين خاصة كان لا بدّ من الإشارة إلى أول جريمة قتل في هذه الحياة الدنيا، وقد ذكرها الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم في آيات تتلى إلى قيام الساعة، وبعد ذكر ما يتعلق بهذه الآيات البينات تأتي الخطب التي أريد الوصول منها إلى النتائج ومعرفة الأسباب والدوافع ومعالجة ذلك بإذن الله عز وجل.
إن الواجب على المسلم أن يؤمن إيمانًا مطلقًا بما ورد في القرآن الكريم سواء عرف وعلم سبب نزول أي آية أو لم يعلمها؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو معلوم، ولأننا غير متعبدين وملزمين بأن نطّلع على أسباب النزول لكل آية، ونحقّق فيها ونطيل الكلام عنها مع أنها غير ثابتة بحديث صحيح عن رسول الله ، وما لم يكن واردًا وثابتًا بسنة صحيحة فليس من المفيد إطالة الوقوف عنده وأمامه؛ لأنه لا يؤثر على إيمان المسلم وعقيدته أبدًا، ومن ذلك قصة ابْنَيْ آدم التي ذكرت في القرآن الكريم سواء كان سبب قتل أحد ابني آدم لأخيه لعدم رغبته في تزويج أخته لأخيه للوضاءة والدمامة في البنتين أو لغير ذلك من الأسباب، وإنما المقصود هو معرفة الدوافع والأسباب المشتركة بين الناس والنتائج والأحكام المترتبة من وراء هذه القصة الواردة في كتاب الله عز وجل، فالقصة تبيّن وخيم عاقبة الحسد والظلم والبغي والعدوان في خبر ابني آدم سواء كان اسماهما صحيحين أو لا، كما ورد في الروايات المتداولة بأنهما قابيل وهابيل.
فالمقصود أن أحدهما عدا على أخيه، وقتله بغيًا وحسدًا له فيما وهبه الله من النعمة، وتقبّل القربان الذي أخلص فيه النية لله عزّ وجلّ، وأوضح الله تبارك وتعالى ذلك الإخلاص والتقوى في الآية نفسها وفي الآية الأخرى التي حجز فيها نفسه وتورّع عن الإقدام على قتل أخيه، ففاز المقتول بوضع الآثام عنه والدخول للجنة، وفي المقابل خاب القاتل وخسر الدنيا والآخرة، وتحمّل الآثام ودخول النار نتيجة الحسد والظلم والطغيان، قال الأخ الصالح الذي تقبل الله قربانه لإخلاصه وتقواه حين توعده أخوه وهدّده بالقتل بغير حق، إنما هو الظلم والعدوان نتيجة الحسد الناتج عن عدم قبول قربانه، وفي المقابل قبول قربان الأخ الصالح، قال معبّرًا عن ذلك بأنه لن يقابله على عدوانه وظلمه بمثله في الخطيئة والإثم، وإنما سوف يصبر ويحتسب ورعًا وخوفًا من الله عز وجل ومن أليم عقابه، فجاء ذلك الموقف في القرآن الكريم في قول الله تبارك وتعالى: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ [المائدة:27-29].
قال رسول الله : ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار))، قالوا: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: ((إنه كان حريصًا على قتل صاحبه)) رواه البخاري ومسلم رحمهما الله واللفظ للبخاري.
قال الإمام أحمد رحمه الله: عن بشر بن سعيد أن سعد بن أبي وقاص قال عند فتنة عثمان: أشهد أن رسول الله قال: ((إنها ستكون فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي))، قال: أفرأيت إن دخل علي بيتي فبسط يده إليّ ليقتلني؟ فقال: ((كُنْ كابن آدم)). قال أيوب السختياني: إن أول من أخذ بهذه الآية من هذه الأمة: لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ لَعُثْمَان بن عفان . رواه ابن أبي حاتم.
قال تعالى: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ [المائدة:30]، أي: سوّلت له نفسه وحسّنت ذلك وشجعته على قتل أخيه، فقتله رغم أن أخاه قد وعظه وذكره بعاقبة ذلك، ولكنه لم يرتدع عن الإقدام على ذلك، فأصبح من الخاسرين في الدنيا والآخرة، ولأنه أول من سنّ القتل، فهو يتحمل جزءًا من كل نفس تقتل بغير حق. عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : ((لا تُقتَل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفْلٌ من دمها؛ لأنه كان أول من سنّ القتل)) رواه الجماعة سوى أبي داود.
وهذا الحديث الذي ورد بعدة روايات هو الذي جاء حول هذه الآيات عن رسول الله ، ولم يرد سوى ذلك حول القصة.
ولأن هذا كان أول قتل وأول نفس تموت لم يعرف ابن آدم الأول كيف يدفن أخاه، فبعث الله عز وجل غرابين فاقتتلا، فقتل أحدهما صاحبه، ثم حفر له في الأرض وحثا عليه التراب، فلما رأى التطبيق العملي قام بحفر الأرض، ثم دفن أخاه فيها، قال تعالى: فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ [المائدة:31].
-------------------------
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، أحمد ربي وأشكره، وأثني عليه الخير كله، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدًا عبد الله ورسوله، اللهم صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وآله وصحبه.
أما بعد: فإن المسلم عندما يعيش مع القرآن لفهم معانيه ومقاصده يزداد إيمانه يومًا بعد يوم، خاصة عندما يدرك جمال الربط الإلهي بين تلك الآيات القرآنية وذلك التناسق الجميل بين الآيات جميعها، وفي الآية نفسها في أولها وآخرها وبين ثناياها، وعندما يستطيع الربط بين الآيات القرآنية في مواضع مختلفة وبين صحيح سنة رسول الله فإنه يصل مرتبة عالية من الإيمان والفهم والإدراك لهذا الهدى والرحمة الواردة في دين الإسلام، علمًا بأن الجمع بين الآيات والأحاديث يغيب عن كثير ممن ينتسب إلى الإسلام اليوم سواء طلاب العلم أو غيرهم، حتى وصل ذلك الغياب إلى من يشار إليه بالبنان ويوصف بأنه من العلماء، حيث أخذ بعض النصوص للاستشهاد بها وترك بعضها أو كثيرًا منها مع كل أسف، قال تعالى: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الإسراء:10].
فأقول: إن الآية التالية مرتبطة بالآيات الخمس التي سبقتها، وهي كذلك مرتبطة بالآيات السابقة لها أيضًا وبما بعد هذه الآيات في تناسق عجيب وبيان أحكام ثابتة في هذا الدين الإسلامي العظيم، فلما كان السياق القرآني الكريم في الحديث عن يهود بني النضير الذين همّوا بقتل الرسول عندما ذهب إليهم وكانت منهم تلك المكيدة التي نجّاه الله منها لبيان عاقبة جريمة القتل وإظهارًا لموقفه الشريف ولم يقتلهم، وكان كخبر ابني آدم فقال الله لرسوله محمد : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ إلى آخر تلك الآيات التي لم يكن يعلمها رسول الله ، ولا بما كتب الله على بني إسرائيل، ولا بما هو موجود في التوراة المنزلة على موسى عليه الصلاة والسلام والإنجيل المنزل على عيسى عليه الصلاة والسلام، ولم يكن يعلم رسول الله بما فيها إلا بما علمه رب العزة والجلال، وأنزله عليه وحيًا يتلى إلى يوم القيامة إثباتًا لرسالته عليه الصلاة والسلام، وأنه كان أميًا لا يعرف القراءة والكتابة، وليس مطّلعًا على ما في كتب السابقين كما جاء ذلك في عدة آيات قرآنية، ومنها قول الله عز وجل: وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ [العنكبوت:48، 49].
جاء بعد تلك الآيات التي أخبر الله فيها عن قتل ابن آدم أخاه ظلمًا وعدوانًا بأنه عز وجل شرع وأوجب على بني إسرائيل بعد أن أعلمهم أنّ من قتل نفسًا بغير سبب قصاصٍ أو فسادٍ في الأرض واستحلّ قتلها بدون سبب ولا جناية فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن أحياها بمعرفة حرمتها ولم يقدم على قتلها أو أحياها لمّا استوجبت القتل فعفا عنها وتركها وذلك للتنفير لهم من القتل والإصرار عليه وارتكابهم له، وقد أقدم بنو إسرائيل على قتل الرسولين الكريمين زكريا ويحيى عليهما السلام، وهمّوا بقتل الرسولين العظيمين من أولي العزم وهما عيسى عليه الصلاة والسلام ورسولنا محمد .
قال تعالى: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ [المائدة:32].
وبعد هذه الآية التي جاء فيها شدة العقوبة على اليهود حول جريمة القتل والفساد في الأرض لكسر حدة جرأتهم على القتل والإفساد في الأرض جاء الحكم الإلهي القطعي الصارم في الآية التي تليها لمن يحارب الله ورسوله بالكفر بعد الإيمان والقتل والسلب بعد الأمان وترويع الآمنين وقطع الطرق وأخذ الأموال والاعتداء على الحرمات والأعراض بأن جزاءه ما ورد في الآية القرآنية التالي ذكرها والتي أعقبها بالترغيب في التوبة وعدم إيقاع العقاب لمن تاب وأناب قبل أن يُقدر عليه من قبل البشر، والترغيب في التوبة والإنابة من كل ذنب مهما عظم فعله وكان من كبائر الذنوب جاء في آيات كثيرة منها هذه الآية قال تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:33، 34]، ومنها الآيات التي جاءت بعد آيتين عن السارق والسارقة وعن المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار، وعن الشرك ودعوة غير الله وقتل النفس التي حرم الله والزنا الوارد في سورة الفرقان، ثم مجيء تلك الآيات المحكمة: إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [الفرقان:70]، وتلك الآيات العظيمة في سورة الزمر وغيرها: قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].
وهناك وقفات في خطب قادمة بإذن الله عز وجل حول هذه الآيات وما يتعلق بقتل الإنسان لنفسه ولغيره، وحول الأحداث الراهنة والأسباب والدوافع والعلاج إن شاء الله تعالى، ولو أنه حصل الكلام بعموميات في خطب سابقة.
(1/4835)
________________________________________