البشارة التاسعة عشرة
النبي الآتي يسحق الشعوب المشركة في زمانه
يقول داود عليه السلام عن سيد المرسلين: "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك وبجلالك اقتحم. اركب من أجل الحق والدعة والبر فتريك يمينك مخاوف نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك شعوب تحتك يسقطون. كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك" المزمور 45 : 1 - 6.
تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار ..
إنه دعوة للجهاد .. جهاد الكفار و المنافقين و هاهو القرآن يقول للنبي محمد "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" أما المسيح عليه السلام فكان يدفع الجزية للرومان و لم يتقلد سيفا على فخذه أبدا "ولما جاءوا إلى كفر ناحوم تقدم الذين يأخذون الدرهمين إلى بطرس وقالوا: أما يوفي معلمكم الدرهمين؟ قال: بلى فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلاً: ماذا تظن يا سمعان ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس: من الأجانب قال له يسوع: فإذا البنون أحرار ولكن لئلا نعثرهم اذهب إلى البحر وألق صنارة والسمكة التي تطلع أولاً خذها ومتى فتحت فاها تجد أستاراً فخذه وأعطهم عني وعنك" متى 17 : 24 - 27.
وكان المسيح يختفي من اليهود في زي البستاني حتى لايقتلوه فلم يتقلد سيفا على فخذه أبدا.
جلالك وبهاءك وبجلالك اقتحم ..
لم نسمع أبدا أن يسوع كان يقود غزوة أو سرية كما كان يفعل موسى و يشوع بن
نون و داود و صموئيل .. لم يفعل ذلك إلا النبي محمد بن عبد الله.
فتريك يمينك مخاوف نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك .. أليست هذه تماثل قول
النبي محمد "نصرت بالرعب مسيرة شهر"
كرسيك يا الله إلى دهر الدهور: كان كتبة الكتاب المقدس يطلقون لفظ الله على الملوك
والقضاة والأنبياء و العظماء. وهي هنا تشير إلى النبي محمد و دين الاسلام الخالد و
شريعته التي جاء بها من عند الله.
شعوب تحتك يسقطون .. نعم فلقد سقط مشركو مكة و كفار جزيرة العرب و من بعدهم
الفرس و الروم و دخلت معظم أرضهم في الإسلام.
قضيب استقامة قضيب ملكك .. نعم فالإسلام قضيب الاستقامة هو ذلك الصراط المستقيم
"وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ" .. "وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"