البشارة السابعة عشرة
حبقوق و نبوءة النبي الآتي من فاران بلد اسماعيل ابن ابراهيم
"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا"
هذه نبوءة أوحى الله بها لنبيه الله حبقوق .. عن النبى الموعود الآتى من جبال فاران موطن إسماعيل في سفر حبقوق 3 : 2-14 "يا رب قد سمعت خبرك فجزعت. يا رب عملك في وسط السنين أحيه. في وسط السنين عرّف. في الغضب اذكر الرحمة الله جاء من تيمان والقدوس من جبل فاران. سلاه. جلاله غطى السموات والارض امتلأت من تسبيحه. وكان لمعان كالنور. له من يده شعاع وهناك استتار قدرته. قدامه ذهب الوبأ وعند رجليه خرجت الحمّى. وقف وقاس الارض. نظر فرجف الامم ودكّت الجبال الدهرية وخسفت اكام القدم. مسالك الازل له. رأيت خيام كوشان تحت بلية. رجفت شقق ارض مديان. هل على الانهار حمي يا رب هل على الانهار غضبك او على البحر سخطك حتى انك ركبت خيلك مركباتك مركبات الخلاص. عرّيت قوسك تعرية. سباعيّات سهام كلمتك. سلاه. شققت الارض انهارا. ابصرتك ففزعت الجبال. سيل المياه طما. اعطت اللجّة صوتها. رفعت يديها الى العلاء. الشمس والقمر وقفا في بروجهما لنور سهامك الطائرة للمعان برق مجدك. بغضب خطرت في الارض. بسخط دست الامم. خرجت لخلاص شعبك لخلاص من مسحته ملكا. سحقت راس بيت الشرير معرّيا الاساس "في النسخة الانجليزية الأرجل" حتى العنق. سلاه. ثقبت بسهامه راس قبائله"
لا يستطيع عاقل عالم بتاريخ الرسالات ومعانى التراكيب أن يصرف هذه النصوص على غير البشارة برسول الإسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. فالجهتان المذكورتان فى مطلع هذا المقطع وهما: تيمان: يعنى اليمن وجبل فاران: يعنى جبل النور الذى بمكة المكرمة التى هى فاران. هاتان الجهتان عربيتان. وهما رمز لشبه الجزيرة العربية التى كانت مسرحاً أولياً لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم. و بدأ منهم الفتح الإسلامي ثم اتجه إلى بلاد الشام و منها فلسطين و القدس .. فليس المراد إذن نبياً من بنى إسرائيل لأنه معلوم أن رسل بنى إسرائيل كانت تأتى من جهة الشام شمالاً. لا من جهة بلاد العرب. و هذه البشارة أتت مؤكدة للبشـارة المماثلة التى تقدم ذكرها من سفر التثنية وقد ذكرت أن الله: تلألأ أو استعلن من جبل فاران.
جبل فاران هو جبل مكة حيث سكن إسماعيل تقول التوراة عن إسماعيل: "كان الله مع الغلام فكبر. وسكن في البرية وكان ينمو رامي قوس وسكن في برية فاران وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر" التكوين 21:20-21.
وقد انتشر أبناء اسماعيل في هذه المنطقة فيقول سفر التكوين "هؤلاء هم بنو إسماعيل ..... وسكنوا من حويلة إلى شور" التكوين 25:16 – 18
حويلة كما جاء في قاموس الكتاب المقدس منطقة في أرض اليمن
شور في جنوب فلسطين. وعليه فإن إسماعيل وأبناؤه سكنوا هذه البلاد الممتدة جنوب الحجاز وشماله وهو يشمل أرض فاران التي سكنها إسماعيل. وقامت الأدلة التاريخية على أنها الحجاز حيث بنى إسماعيل و أبوه إبراهيم الكعبة وحيث تفجر زمزم تحت قدميه وهو ما اعترف به عدد من المؤرخين منهم المؤرخ جيروم واللاهوتي يوسبيوس فقالا بأن فاران هي مكة. إن التعبير عن الأمور المستقبلة بصيغة الماضي معهود في لغة الكتاب المقدس. فإن الكتاب الذين كتبوا الكتاب المقدس استعملوا الماضي للدلالة على المستقبل .. لتأكيد حدوث تلكم الأحداث".
ونقول: لم خص جبل فاران بالذكر دون سائر الجبال لو كان الأمر مجرد إشارة إلى انتشار مجد الله.
"قاس الأرض كقائد يقف وينظر إلى ميدان الحرب ويعين لفرق جيشه مراكزهم وأعمالهم فيعملون كما رسم القائد": ترى أى نبى ذلك ؟ إنه نبى محارب لقد كان حبقوق حوالى 605 ق.م. أى بعد داود وسليمان بقرون عديدة؟ إن بشـارة حبقوق خاصة برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم. ولو لم يكن فى كلام حبقوق إلا هذا التحديد لكان ذلك كافياً فى اختصاص بشارته برسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ومع هذا فقد اشتمل كلام حبقوق على دلائل أخرى ذات مغزى: منها: الإشارة إلى كثرة التسبيح حتى امتلأت منه الأرض ؟! ومنها: دكه صلى الله عليه وسلم لعروش الظلم والطغيان وقهر الممالك الجائرة. ومنها: أن خيل جيوشه ركبت البحر وهذا لم يحدث إلا فى ظل رسالة الإسلام.
خرجت لخلاص شعبك لخلاص من مسحته ملكا .. أليس ذلك "ولقد نصركم الله ببدر و أنتم أذلة فاتقوا الله" .. أو ليست ايضا "و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى"
سحقت راس بيت الشرير معرّيا الاساس "في النسخة الانجليزية الأرجل" حتى العنق. سلاه. ثقبت بسهامه راس قبائله .. لقد مات أبو جهل فى معركة بدر و قطعت رجله من الفخذ ثم قطعت رأسه وألقى على الأرض فى ساحة المعركة معرى كما تقول النبوءة من الفخذ حتى عنقه. إن المرء ليعجب من دقة تصوير النبوءة لهذا المنظر .