البشارة الثامنة عشرة
نبؤة عن مكة وبيت الله
"ترنمي ايتها العاقر التي لم تلد أشيدي بالترنم ايتها التي لم تمخض لان بني المستوحشة اكثر من بني ذات البعل قال الرب اوسعي مكان خيمتك ولتبسط شقق مساكنك. لا تمسكي. اطيلي اطنابك وشددي اوتادك. لانك تمتدين الى اليمين والى اليسار ويرث نسلك امما ويعمر مدنا خربة. لا تخافي لانك لا تخزين. و لا تخجلي لانك لا تستحين. فانك تنسين خزي صباك وعار ترملك لا تذكرينه بعد. لان بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه ووليك قدوس اسرائيل اله كل الارض يدعى. لانه كامرأة مهجورة ومحزونة الروح دعاك الرب وكزوجة الصبا اذا رذلت قال الهك. لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة ساجمعك. بفيضان الغضب حجبت وجهي عنك لحظة وباحسان ابدي ارحمك قال وليك الرب. لانه كمياه نوح هذه لي. كما حلفت ان لا تعبر بعد مياه نوح على الارض هكذا حلفت ان لا اغضب عليك ولا ازجرك. فان الجبال تزول و الآكام تتزعزع اما احساني فلا يزول عنك وعهد سلامي لا يتزعزع قال راحمك الرب ايتها الذليلة المضطربة غير المتعزية هانذا ابني بالاثمد حجارتك وبالياقوت الازرق اؤسسك واجعل شرفك ياقوتا وابوابك حجارة بهرمانية وكل تخومك حجارة كريمة وكل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك كثيرا. بالبر تثبتين بعيدة عن الظلم فلا تخافين وعن الارتعاب فلا يدنو منك. ها انهم يجتمعون اجتماعا ليس من عندي. من اجتمع عليك فاليك يسقط. هانذا قد خلقت الحداد الذي ينفخ الفحم في النار ويخرج آلة لعمله وانا خلقت المهلك ليخرب كل آلة صورت ضدك لا تنجح وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه. هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي يقول الرب" سفر إشعياء الإصحاح 45 : 1-17
ترنمي .. كناية عن الامتلاء بالسعادة و التسبيح و الرفعة من الله
العاقر .. التي لم يخرج منها أنبياء من قبل .. و هي مكة المكرمة لعدم ظهور نبي فيها بعد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام "بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ"
بنو المستوحشة هم نسل اسماعيل بن هاجر عليها السلام كما في سفر التكوين الإصحاح 16 : 11-12 و هم الذين سكنوا جزيرة العرب و مكة فلم يستأنسوا برسالات الله كما كان الحال مع بني اسرائيل في أرض مصر و فلسطين.
بنو ذات رجل .. هم بنو اسرائيل لأنهم لم يكن يخلو منهم نبي من عند الله
لانك تمتدين الى اليمين والى اليسار ويرث نسلك امما ويعمر مدنا خربة .. الفتوحات الإسلامية على مر التاريخ.
الأعداد من 4-16 .. تشير إلى استمرار الأمن والإسلام في مكة المكرمة فهاهو
القرآن يصف مكة بالأمان "وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ" .. و يصف البيت الحرام بالأمن ايضا
"أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ
اللَّهِ يَكْفُرُون"َ
كل آلة صورت ضدك لا تنجح .. حماية مكة المكرمة كما حدث لأبرهة الأشرم حين
غزاها فهزمه الله سبحانه وتعالى و ما سيحدث إلى يوم القيامة و هذا ما يقوله القرآن
الكريم "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ. أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ
طَيْرًا أَبَابِيلَ. تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ"
وكل لسان يقوم عليك في القضاء تحكمين عليه .. و هذا مثال واحد على ذلك نصرة الله
لهذه الأمة المسلمة "سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا
قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" .. و هذا ما يقوله القرآن
الكريم مرة ثانية "هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ
وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ"