بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل و الوهم إلى أنوار المعرفة و العلم، و من وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الإخوة الكرام، أردت أن يكون هذا الدرس معالجة نفسية للسير إلى الله عز وجل، ما منا واحد إلا و يشكو إما من ضعف خشوعه في الصلاة أو من عدم ضبط جوارح في الطريق أو من تهاونه في العبادات، فالإنسان حينما يشكو أمراضاً في علاقته مع الله أو في عباداته أو في استقامته أو في خشوعه في صلواته ماذا ينبغي أن يفعل ؟ سيدنا عمر يقول تعاهد قلبك، و الله عز وجل في الآية المحكمة:
﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾
[ سورة الرعد: الآية 11]
أي ما الذي يمنع أن تكتب و أن تنظم خطبة في علاقتك مع الله ؟ أنا ذكرت لكم سابقاً و مرات عديدة أن عندنا أربعة أشياء بحياتنا أية واحدة منها لو كان فيها خللاً لانعكس الخلل على الثلاثة شئت أم أبيت، أول شيء علاقتك مع الله لو أن فيها خللاً انعكس الخلل على صحتك و على نفسيتك و على عمل أجهزتك، لذلك الشدة النفسية أحياناً مبعثها البعد عن الله عز وجل، هذه تسبب أمراضاً كثيرة جداً، ففي صحتك و في علاقتك مع ربك و في عملك، حرفتك التي ترتزق منها، و يوجد أهلك أي زوجتك و أولادك، فما الذي يمنع الإنسان أن يرسم خطة، أنا أستيقظ الساعة الفلانية أصلي الفجر في وقته بعد الفجر ممكن أن أقرأ أربع صفحات قرآن كريم أو خمسة، ممكن أن أذكر الله عز وجل بالأذكار التي في كتاب النووي، يمكن في الطريق إلى عملي أن أصل إليه مشياً للرياضة، ممكن أن أحفظ كتاب الله في الطريق، ممكن أن أذكر أورادي في الطريق أحياناً، ممكن أن أؤدي الظهر في المسجد حتى لا أتكاسل، العشاء أيضاً وقت يحتاج إلى دقة في أدائه قبل أن أشعر بالحاجة إلى النوم، أي لو رتبت أمور صلواتك و أمور تلاوتك و أمور أذكارك و أمور ضبط جوارحك و علاقتك مه أهلك و علاقتك مع عملك و كلما واجهت مشكلة اكتبها و حاول أن تحلها، الحقيقة الآن شائع جداً الآن ما يسمى بالبرمجة العصبية اللغوية، البرمجة العصبية اللغوية أساسها أناس ناجحون في الحياة درسوا بحياتهم أمثلة كثيرة، أي أنت ببالك آلاف الأشياء كي تنجزها الذي يحصل أن هذا الشيء الذي تريد أن تنجزه لا تذكره إلا حين الحاجة إليه، لو فرضنا أنت بحاجة إلى شيء بالبيت كلما احتجت لهذا الشيء تذكر أن نسيت أن تشتريه و الأمر قد يستمر شهراً و شهرين و ثلاثة أما إذا كتبت عملت برنامج لعندك، و الله مرة كنت بماليزيا لفت نظرنا السفير السوري أن هذا مهاتير محمد معه دفتر بجيبه دائماً إذا جاءه خاطر و هو في الطائرة يكتبه فإذا عاد إلى بلده كلف وزير بتنفيذ هذا الشيء.
أنا في تعاملي مع الإخوان الكرام المنضبط تقول له مرة واحدة ينفذ لكن يسجل، تجد أخاً محباً تطلب منه الحاجة مئة مرة و هو ينوي أن يؤديها لكن ينساها متى يذكرها ؟ حينما يراك يتذكرك و هكذا إلا ما لا نهاية.
تجد كل شخص منا آلاف بنود الأعمال معطلة لأنه لا يكتب، عود نفسك أن تكتب، أن تضع برنامج لنفسك، الآن غداً الاثنين دفتر صغير رقيق يكون ضعه يكتب الاثنين يجب أن أقابل فلان، أتصل بفلان، أتشكر فلان، و حل المشكلة الفلانية، و أنهي حساباتي، و لي لقاء مع فلان حتى إنهاء علاقة معه، عندك ثمانية بنود فلما معك هذا الدفتر تحل بنداً بنداً، الآن أرتبهم حسب الطريق هذا أول، هذا الثاني، الثالث، إما بخطة حركة أو بخطة أهمية، مادام لا تكتب كله على الذاكرة تجد يتراكم عليك مهمات لا تعد و لا تحصى، و إنجاز لا يوجد أبداً و دائماً لا حول و لا قوة إلا بالله و الله نسيت.
هذا الإنسان بمستوى العمل صفر، الشيء الذي يؤلم أشد الإيلام أن المسلمين هكذا لا يخططوا و لا يكتبوا و لا يضعوا برنامج، إنسان لا يكتب خطة عمله يمكن أكبر شيء نستمع في الأخبار إليه الآن الأجندة يقول له، كل جهة قوية عندها برنامج عمل مبرمج بالأيام و بالأشهر، أنت ليس لك أجندة، لا يوجد لك دفتر صغير تكتب، حاول تعمل قفزة بحياتك، قفزة في علاقتك مع الله، قفزة بتنظيم وقتك، قفزة بعبادتك، قفزة بعلاقتك مع أهلك، لا تكن سبهللة، يقول لك عم ندفش، و الله تجد أحياناً مسلمين بتخلف لا يحتمل لا يوجد عنده وعد مضبوط و لا حساب مضبوط، مؤمن تحاسب على القرش يقول لك طلعنا خلاص، أين الحساب ؟ و الله عملته لا يوجد شيء، الذي دفعته يطلع عليك نفس الشيء، هذا كلام لا يرضي هذا، اعمل الحساب، تجد جيبه إذا كان مندوب مبيعات أي الصندوق و جيبه واحد كل يوم يوجد فرق صندوق:
﴿وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾
[ سورة الكهف: الآية 28]
أنا أتمنى أن هذا المسلم أن يكون إنساناً منضبطاً، منضبط بحساباته، منضبط بمواعيده، منضبط بجوارحه، منضبط بعلاقاته، منضبط بكلامه، منضبط بأحواله مع الله.
الإنسان لماذا يعيش ؟ هذا الذي ليس له هدفاً هو رقم لا معنى له بخطة عدوه، إما أن تخطط و إما أن يخطط لك، طالب ما نجح لسبب تافه ما فكر مرة يسأل عن فن الدراسة.
لي قريب قال خمسة أيام فيزياء ما تحمل، أول ساعتين لم يحتملهم أضاع الوقت بالخطة خمسة أيام فيزياء كيف أضعت هذه الخمسة أيام و لم أقرأ الفيزياء ؟ ما سألت، مستحيل أن تبقى مع كتاب خمسة أيام تمل اعمل ساعة فيزياء، ساعة كيمياء، ساعة رياضيات، ساعة طبيعيات، ساعة إنكليزي، عندما يتبدل الموضوع تتنشط.
هل سأل أحد منكم عن فن الدراسة لأولاده ؟ مثلاً يركز على مادتين علميتين، هذه الديانة لها علامات، يوجد مواد سهلة جداً لها علامات أهملها فخسر علامات المواد السهلة و المواد الصعبة لم يأتِ بها بعلامات خسر السنة.
تجد شاباً بأول حياته مندفع بلا تخطيط من دون تنظيم وقت، الوقت يهدر هدراً طبعاً هذا درس عام هذا من دون موضوع محدد و لكن كأن هذا الدرس مهمته أنت ينبغي أن تخطط، حدد هدفك، أحياناً الإنسان يضع هدفاً بعيداً جداً ممل يقول لك يجب أن أتعين أستاذ جامعة، الآن خذ كفاءة أولاً، ابدأ بالكفاءة، ضع هدفاً قريباً واضحاً و اعمل برنامجاً دراسياً، ما الذي يمنع شخص أن يدرس ؟ في كبار العلماء كانوا في مستوى من الفقر لا يتصور و درسوا بالليل و درسوا بوجبة طعام واحدة و علموا بمدارس بوجبة طعام واحدة بدون أجر حتى صاروا من أعلام الأمة، فالحياة تحتاج إلى تخطيط و لاسيما الحياة تعيشها مرة واحدة، أي كن شيئاً مذكوراً بالحياة، هذا الرقم مليار و ثلاثمئة مليون أمرهم ليس بيدهم، يجلسون على أضخم ثروة بالعالم، و العالم كله بحاجة إلى النفط، و أكبر احتياطي نفطي في العالم عندنا، بالعراق و السعودية، و محتلين أهم موقع استراتيجي بالأرض ملتقى ثلاث قارات، و عندنا ثروات بدءاً من الذهب و الألماس و النفط و أمة واحدة و لغة و أهداف و دين و إله و نبي و كتاب و بأسنا بيننا.
لو شخص تأمل حال المسلمين ينفطر قلبه، كل شخص منا يخطط لوحده، أنا يجب أن آخذ شهادة عليا أخدم فيها أمتي، يجب أن أنظم وقتي، يجب أن أضع أولويات بحياتي، و الله يوجد بإدارة الأعمال كلام رائع جداً، يوجد بالبرمجة العصبية اللغوية كلام رائع جداً، يوجد أشياء جميلة جداً لو شخص قرأها يجدد حياته، هذه الحياة الرتيبة المملة أكلنا و شربنا و نمنا و سهرنا و تكلمنا بكلام كثير كله غيبة و نميمة و دائماً وضع حشري، و فلان لماذا لم يتزوج إلى الآن ؟ و لماذا لم ينجب أولاداً ؟ منه أم منها ؟ ماذا تريد منه، ما دخلك به، عايش المسلم ليتلذذ بأخبار الناس، ما عنده إنجاز.
الحقيقة يوجد حالة اسمها الإدمان على سماع الدروس ما مرة خطر ببالك أن تلقي درساً ؟ تهدي إنساناً ؟ تعاون إنساناً ؟ تعطيه شريط ؟ تحضر إنساناً للمسجد ؟ تسعى بهداية إنسان ؟ لك أهل ألا يوجد عندك أولاد أخ، أولاد أخت اجمعهم بجلسة علمهم شيء من القرآن الكريم، وجههم، عاونهم، تحرك يا أخي:
﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا﴾
[ سورة الأنفال: الآية 72]
مادام لا عمل لك لست عند الله شيئاً:
﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا﴾
[ سورة الأنفال: الآية 72]
كلمة مختصرة يجب أن تكون شيئاً في الحياة مذكوراً:
﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ﴾
[ سورة النحل: الآية 120]
قدم شيئاً، أبواب العمل الصالح لا تعد و لا تحصى، جمعية لرعاية من أصيبوا بالشلل الدماغي الحركي يوجد جهد، يوجد عمل صالح، يوجد إكرام هؤلاء المشلولين دماغياً، يوجد شراء حاجات لهم، أنت عند الله حجمك بحجم عملك الصالح، أنا مرة ذكرت تجد شخصاً ثلاثين سنة ما فكر يعمل عملاً، و إذا صلى و إذا حضر دروساً إلى متى ؟ حجمك عند الله بحجم عمل صالح، لك عمل ؟ كل شخص يفكر بعمل يقول أنا ماذا فعلت ؟ و الله يا إخوان يوجد حديث يقصم الظهر، يقول النبي عليه الصلاة والسلام:
(( بادروا بالأعمال الصالحة فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ))
نحن جميعاً ممكن يا إخوان و الحقيقة المرة مؤلمة جداً، ممكن نستيقظ كل يوم كاليوم السابق إلى ما شاء الله ؟ مستحيل، قال:
((بادروا بالأعمال الصالحة فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ؟))
ماذا ننتظر ؟ نحن في العشر سنوات الماضية ما كان يوجد جهات غنية جداً لسبب أو لآخر افتقرت ؟ يوجد كثير من المصالح وقفت، يوجد كثير من التجارات بارت، يوجد كثير من البضائع سقطت قيمتها، يوجد عملة سقطت أيضاً، ماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ؟ يقول عليه الصلاة و السلام: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا....))
[ الترمذي، أحمد ]
يوجد فقر ينسي كل شيء، سيدنا علي أصاب حين قال كاد الفقر أن يكون كفرا، و أنا بالمناسبة إخوانا الكرام لي كلام دقيق بالفقر، يوجد فقر القدر صاحبه معذور، و نحن في أعلى درجات الاحترام و التقدير لهذا الإنسان، و الشيء الذي يلفت النظر سافرت للبلاد العربية المعاقين محترمون بشكل يفوق حد الخيال، المعاق له موقف خاص لمركبته له استثناءات بحركته بالمدينة، له استثناءات بأماكن البيع، له تعويضات فهذا الفقير فقر القدر هذا معذور، و يوجد فقير هم من كبار الصحابة فقر إنفاق، قال له يا أبا بكر ماذا أبقيت لنفسك ؟ قال له الله و رسوله ما أبقى شيئاً لكن نحن مشكلتنا لا مع فقر الإنفاق و لا مع فقر القدر، مشكلتنا مع فقر الكسل، لا يوجد إنجاز، ما كتب خطة بحياته، ما وضع برنامج عمل بحياته، ما كتب بنود بحياته كله على الذاكرة، تجد شيئاً ممكن أن يعاني منه خمس سنوات، ووراء هذا الشيء الذي به خلل مئة ألف مشكلة بالبيت و إصلاحه يحتاج إلى عشر دقائق، أحياناً باب له صوت أثناء فتحه يكون الأب نائماً يأتي الابن يفتح الباب فيوقظ أبوه يثور و يغضب، يريد فقط نقطة زيت، يظل هذا الباب يزقزق سنتين ثلاثة و كلما فتح ابنه الباب يعمل له مشاجرة و يسبه، اعمل لآخرتك و أصلح دنياك، يوجد أشياء كثيرة تسبب أحياناً وفاة، أحياناً يكون مأخذ كهربائي به خلل إذا كان إنسان بالحمام و هذا المأخذ بالحمام و بأرض الحمام ماء يمكن أن يقتل طفلاً، كم مأساة بالمجتمع سببها إهمال ؟ كم حريق سببه إهمال ؟
﴿وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾
[ سورة الكهف: الآية 28]
المؤمن أمره مضبوط، فالشخص يضبط بيته، يصلح بيته، يحل مشاكله، ينظم حياته، ينظم عبادته، ينظم تلاوته، ينظم أعماله الصالحة، يضبط مواعيده، يكتب، يسجل، يضع برنامج عمل، يضع أجندة كما يتكلموا لنا بالإذاعات، يضع لنفسه برنامج، هكذا سبهللة، تجد مسلم على التوكل، يقول لك كله شغل سيدك، و الله يوجد عبارات تطلع من جلدك، شخص كسول متوان إرجائي يؤخر كل شيء، لا يوجد عنده موقف إطلاقاً، هذا مسلم محسوب علينا مسلماً و أعدائنا يخططون، يخططون كل خطة جهنمية يشيب لهولها الولدان، لذلك:
(( بادروا بالأعمال الصالحة فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ))
أقل شيء صحتنا، يوجد عندنا إهمال بالصحة كبير جداً، تجد الإنسان يسن مبكراً، آلام و ضعف بالقلب لا يهتم يحب الملح زيادة و ما قاس ضغطه بحياته، فجأة احتشاء، هذا الاحتشاء سبقه ضغط مرتفع، سبقه شدة نفسية، سبقه قلة حركة لا يتحرك أبداً، أنا أصف لكم واقع المسلمين إذا في شخص اثنان ثلاثة خمسة بالمئة مستيقظين هذا موضوع ثان، أما يوجد أخطاء فادحة بحياتنا، أخطاء بصحتنا.
مرة ثانية صحتك و علاقتك مع ربك و أهلك و عملك، لا عمل له يقول لك لا يوجد عمل، مهما قلت لي لا يوجد عمل العمل الذي به إبداع، فيه حاجات أساسية تقدم للناس، يوجد عمل و يوجد ربح، لكن لا تفكر أن تعمل عملاً به إبداع، تقلد و فعلاً كل عمل فيه تقليد لا يوجد به ربح، هذا العمل مستهلك.
فكرت بعمل لم يسبق له مثيل، أحياناً تفتح بقالية لا يوجد حركة يقول لك البضاعة للبيوت مجاناً عمل، أحدث شيئاً، أحدث توصيل بضاعة للبيت، أحياناً يوجد أشياء يبتكرها التجار تعود عليهم بأرباح طائلة، فكر، يوجد عندك مشكلة الله يعينك على حلها لكن تحرك، قال له يا أخا العرب ما تفعل بهذا الجمل الأجرب، قال أدعو الله أن يشفيه، قال له هلا جعلت مع الدعاء قطرانا، اعمل لك حركة، انظر إلى الدواء، قال له هلا جعلت مع الدعاء قطرانا، اعمل لك حركة، انظر إلى الدواء، إذاً:
(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا ))
الأمور يا إخوان بالاتجاه الأسوأ أنا لست متشائماً لكن يخطط للمسلمين بإفقارهم ن تنتقل الثروات الطائلة من يصدق يوجد ألف مليار للمسلمين بالعالم الغربي استثمار، بأي لحظة جمد هذه الأموال، يوجد عندنا أخطار كبيرة جداً و يوجد تنازع القوى، يوجد كل دولة تحاول أن تحتكر المواد الأولية، كان الحديد بعشرين أصبح بأربعين ينعكس على البيوت، البترول من الثلاثين إلى الستين، الأمور كلها بالاتجاه الأصعب، و الدول النامية تتحمل عبئاً كبيراً جداً، حاول أن تعمل شيئاً، تعمل حركة، تعمل مصلحة، تعمل تجارة متواضعة و تتعاونوا، و الآن لا يوجد عمل فردي أبداً لابد من تعاون، لابد من شراكة، لابد من تضافر، فأول بند:
((هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا ))
الفقر ينسيك كل شيء.
(( أَوْ غِنًى مُطْغِيًا ))
غنى و العياذ بالله يرافقه فسق و فجور و اختلاط و أحياناً زنا، و أحياناً ملاهي، و أحياناً سفر، و الله عز وجل يمتحن الإنسان يمتحنه بالفقر أحياناً يكفر، يمتحنه بالغنى يفسق:
﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (21)﴾
[ سورة المعارج ]
البند الثاني:
((فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا ))
كل إنسان أدار ظهره للدين و أقبل على الدنيا يقامر و يغامر، يقامر بآخرته و ينتظره إلا فقر منسي أو غنى مطغي.
و الله أعرف شخص من أكابر تجار البلد من الطراز الأول انقلب إلى تاجر حقيبة يسافر إلى بلد يعبئ محفظة حاجات يعود و يبيعها بجهد شاق جداً، الله عز وجل قادر إذا أعطى أدهش، إذا حاسب فتش.
الثالثة:
((أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا ))
و الله يوجد شاب تجده شعلة ذكاء داخل جامعة بأرقى فرع خثرة بالدماغ فقد حركته، فقد نطقه، أصبح طريح الفراش.
(( أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا ))
يوجد أمراض بالقلب شبه انتهى الإنسان يجب أن يراعي نفسه كثيراً و قد يكون عمله لا يتناسب مع هذا المرض، يتخلى عن عمله و يعمل عملاً آخر، المآسي كبيرة جداً.
إخوانا الكرام:
﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80)﴾
[ سورة الشعراء ]
ما قال و إذا أمرضني قال و إذا مرضت هذه إشارة قرآنية دقيقة جداًَ إلى أن أصل المرض من تقصير الإنسان و من صنعه، أنت مصمم أن تعيش عمراً مديداً بكامل صحتك إما بتقدير الله عز وجل مكافأة لك على طاعتك أو وفق القواعد، الأجانب لا دين فيهم و لكن عندهم قواعد عامة بالحياة و بالطعام و الشراب و الرياضة و المشي، عندهم قواعد عامة فأنت إما أن تعيش بإيمانك أو تعيش بفهمك لمعطيات الحياة، طبعاً بإيمانك كسبت الدنيا و الآخرة، أما لو أخذت بقوانين الحياة تكسب الدنيا كما يفعل الأجانب.
فأصبح عندنا فقر منسي و غنى مطغي و مرض مفسد، و إذا الإنسان الله مدّ له بعمره و دخل سن الخرف مشكلته مشكلة، تجده عبئاً على أهله يعيد القصة مئة مرة، إذا جلس بغرفة الكل ينسحبوا منها يدعوه لوحده، يأتي الضيف يقول له لا يطعموني، يشكو أهله للضيف هذا هرم مفند، أصبح عبئاً و أحياناً يسمعوه إياها جهاراً الله يخفف عنك هذا الهرم المفند.
(( أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا ))
أي ما أتيح لك أن تعزي إنساناً غنياً جداً و بيته غال جداً و هذا البيت من صمم الجبصين فلان يكون متوفى المرحوم، من اشترى الثريات ؟ فلان، من اختار هذا البلاط بالذات ؟ فلان، من اشترى الأثاث ؟ من اشترى اللوحات الزيتية ؟ فلان، أين فلان ؟ بباب الصغير تحت الأرض، هذه المفارقة ألا تهز مشاعرك ؟
عش ما شئت فإنك ميت، و أحبب ما شئت فإنك مفارق، و اعمل ما شئت فإنك مجزي به.
(( أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا ))
هذا الحدث الخطير هل يوجد أحد يعد له و لو كان هذا الإنسان شاباً ؟ كثير يوجد شباب يموتوا لا يوجد دورة ثانية، شخص يفلس بالدنيا يعود إلى نشاطه السابق، يفقد زوجته يتزوج، يفقد مركبته يشتري مركبة ثانية، بيته غير مناسب يغيره لكن الموت لا رجعة فيه، فرصة ذهبية لمرة واحدة إما ربحتها أو خسرتها: فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار.
فأنا أتمنى أن تخطط، أول شيء أن توضح هدفك، هدف أخروي و هدف دنيوي، اعمل وسائل، اعمل برنامج زمني، اعمل أهداف قريبة، اعمل خطة واقعية، اكتب، اعمل دفتر اكتب به برنامجك الديني الاستيقاظ متى ؟ الصلاة، الذكر، التفكر، قراءة القرآن، الصلوات بالمساجد مثلاً، اعمل خطة تحس براحة عندما تحققها، حسن علاقتك مع الله و بعملك و مع أهلك و مع صحتك أربع كتل كبيرة في حياتك و أي خلل بأي كتلة ينعكس على الكتل الثلاثة،
((هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا أَوْ غِنًى مُطْغِيًا أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا.))
بقي الدجال الذي يأتي إلى بلاد المسلمين يقتل و يهدم و يشيع الفوضى ثم يدعي أنه جاء من أجل نشر الحرية و الديمقراطية أليس هذا واقع ؟ و الله الذي يحدث بالعراق العقل لا يصدقه، لا يوجد شيء اسمه أمن إطلاقاً، الأمن من نعم الله العظمى، قال تعالى:
﴿الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) ﴾
[ سورة قريش: الآية 4 ]
القتل يومي و القتل عشوائي و الخطف و السرقة و النهب.
(( أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ.))
و الله أيها الإخوة الكرام، لي صديق من مصر زوجته قريبة لي في أثناء زلزال القاهرة زوجته من شدة الفزع و الخوف حملت رضيعها و اتجهت إلى الشارع خوفاً من سقوط البناء و هي في الشراع نظرت إلى رضيعها فإذا هو حذاء زوجها:
﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ﴾
[ سورة الحج: الآية 2]
زلزال تسونامي فيه تفاصيل، فيه وقائع، فيه شيء لا يصدق:
﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا ﴾
[ سورة الحجر: الآية 74]
تدمير كامل، خمس ملايين مشرد، سواحل الهند كلها مدمرة، و لا بعشر سنوات ممكن أن تستعيد نشاطها، دام الله فضله علينا، و الله نحن نعيش بنعم لا نعرفها إن شاء الله لا نفقدها، أن تقفل محلك يظل مقفولاً لا يسرق بالليل، تبعث ابنك ليحضر خبزاً بالليل لا يخطف يريدون خمسة ملايين، الخطف يومي، الخطف بالبناية يخطف بيتين ثلاثة، إما طفل أو كبير، السعر تقريباً من مليون إلى خمس ملايين، عشرين ألف دولار إلى مئة ألف، يومي الخطف، الكهرباء لا يوجد، ماء لا يوجد، الماء ماء الفرات ملوثة، وقود لا يوجد، بنزين لا يوجد، و حر أربعين و مكيفات لا يوجد و كهرباء لا يوجد شيء يحتمل، أدام الله فضله علينا و يحفظ لنا بلدنا لأننا نحن بنعم لكن لسنا منتبهين لها أما فسق و فجور أحد أكبر أسباب هلاك الأمم انتشار الفساد في الأرض و الفساد منتشر بشكل واسع جداً عندنا، فإذا كثر الخبث استحق هؤلاء الهلاك.
((أَوْ الدَّجَّالَ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ أَوْ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))
الذي أتمناه عليكم و على نفسي أن نخطط، أن نرسم أهدافاً واضحة، ارسم هدف في دينك و هدف في دنياك، هدف في دينك أنه أنا ينبغي أن أراجع كلام الله كل يوم، ينبغي أن أفهم السور الفلانية، ينبغي أن أطلع على مئة حديث شريف صحيح و أفهم تفسيره، ينبغي أن يكون لي برنامج عبادي يومي، ينبغي أن يكون لي برنامج دعوي، أن أحاول أن أنشر الحق بين زملائي، بين أصدقائي، لأنه: إذا رأيت شحاً مطاعاً و هوى متبعاً، الشح المطاع المادية المقيتة و هوى متبعاً الجنس، إعجاب كل ذي رأي برأيه، الكبر، قال فالزم بيتك و خذ ما تعرف و دع ما تنكر و عليك بخاصة نفسك و دع عنك أمر العامة.
شراح الحديث فسروا خاصة نفسك أي أصدقاءك، أقرباءك، جيرانك، زملاءك، إذا هناك مودة بينك و بينهم هؤلاء انتبه لهم، و هذه هي الدعوة إلى الله التي هي فرض عين على كل مسلم.
شيء ثان أنت سمعت درساً يوجد حديث شرحه كان موفقاً اكتب عندك الحديث على دفتر صغير، أحياناً تجلس لتتكلم ليس ببالك شيئاً، أين المعلومات ؟ عشرين سنة و أنت تحضر دروساً، تفضل احكي ؟ و لا حرف، أين ذهب كل هذا ؟ اكتب، رجعت للبيت قل لنا كلمتين اليوم حكى الأستاذ الحديث الفلاني، أنه بادروا بالأعمال الصالحة فإذا شخص كتب هذا الحديث أثناء الدرس عندما يقرأه بالبيت يتذكر كل تفاصيله يتذكرها على موضوع الغنى المطغي تكلم الأستاذ المثل الفلاني، على موضوع الفقر المنسي، على موضوع المرض المفسد، الهرم المفند، على موضوع الموت المجهز، كل كلمة بالحديث لها شرح، فإذا أنت حديث كتبته، مثلاً أنت مكلف بالدعوة إلى الله كيف ؟ تريد دفتراً صغيراً هذا الدرس هذا الحديث، كل درس يوجد حديث، و كل درس يوم الجمعة لآية، و كل خطبة فيها موضوع، و إذا كتبت رؤوس أقلام عن موضوع الخطبة و عن درس التفسير و درس الحديث، عندك جمعة بكاملها زرت أختك بالله عليك ما طبختم اليوم ؟ عوضاً عن ماذا تطبخين اليوم تعالي لأسمعك هذه الآية، تجد هناك كلام لا معنى له، حر أليس كذلك ؟ تقول له و الله حر، خير إن شاء الله، ما أسعار الدولار اليوم ؟ و الله سعره مرتفع أربع و خمسين، خير إن شاء الله، الكوسا الآن بسعر منخفض بسبب الحر، هؤلاء ذا سعر مرتفع، كلام لا يقدم و لا يؤخر، أنت مخلوق لمهمة كبيرة، فأنت خطبة الجمعة إذا أخذت رؤوس أقلام و درس الجمعة أخذت الآية التي شرحت ساعة بكاملها، و درس الأحد أخذت الحديث، و درس الاثنين إذا صح لك أخذت فقرة من السيرة و التحليل الذي لها و الإسقاطات عليها، و كتبتهم بدفتر صغير، الآن أنت جلست مع زملائك بالعمل نتكلم كلمتين يجوز أن يتأثر أحدهم خذني معك، الله سمح لك بهداية إنسان خير لك من الدنيا و ما فيها، أنا أقول الدعوة إلى الله فرض عين على كل شخص منكم، شئت أم أبيت و الدليل:
﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾
[ سورة العصر: الآية 3]
توصي أخوك بالحق، بالقرآن، بالسنة، بالعبادات، بالأعمال الصالحة:
﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ﴾
[ سورة العصر: الآية 3]
ثم:
﴿ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾
[ سورة يوسف: الآية 108]
فإن لم تدع إلى الله على بصيرة لست ممن يتبع رسول الله، اكتب و احفظ، بالنهاية تجد شخصاً ثلاثين أربعين سنة ملتزم بجامع لا يستطيع أن يتكلم بحرف، هذا التلقي ما آخره ؟ يجب اللسان ينطلق بالحق، يجب أن تكتب، تريد أن تتذكر، أن تراجع، أحياناً يقول لك إنسان هذا الكتاب ما هو ؟ حاول اقتنيه و كلما رأيت حديثاً ضع عليه ملاحظات فرضاً، هذه الآية نقرأها مساء نجد ما الذي تكلم حوله.
أنا كنت أقول لأخوانا لو يجتمعوا كل جمعة أربعة خمسة بحسب بيوتهم مثلاً أو بحسب أعمالهم، لقاء نصف ساعة و كأس من الشاي راجع درس الجمعة و درس الأحد، يستطيع الإنسان أن ينطلق و يتكلم، و الله تكلم اليوم عن النقطة الفلانية، هذه النقطة و الله دقيقة، و هذه النقطة لها تطبيق عملي، و هذه النقطة نحن مقصرون بها، هذه المذاكرة أمتع شيء بالحياة المذاكرة، أي إنسان عندما يعرف هدفه الكبير يخطط لهذا الهدف وسائل مجدية.
أحياناً تجده كاتباً لك خمسين بنداً تريد أن تعملهم، تحس أحياناً تحتاج إلى يوم خمسين ساعة لتحل طموحاتك، و يوجد إنسان سبحان الله لا طموحات له أبداً.
الناس بهذه الطاولة للساعة الثانية في الليل يقول لك غلبته في أربع مرات، الله يعطيك العافية، أو يقرأ هذه القصص أو يمسك الجريدة ليحل الكلمات المتقاطعة، ماذا تستفيد من هذه؟ الوقت رخيص جداً عند المسلمين، الوقت رخيص لدرجة غير معقولة، حتى أهل الدنيا الوقت ثمين جداً عندهم، هل من الممكن أن تجده راكباً طائرة بدون كتاب ؟ مستحيل، كل شخص معه كتابه بالمطار أو أحياناً معه كومبيوتر يفتحه و يعمل، عمرنا محدود و بعده يوجد جنة للأبد أو حياة أبدية إما في جنة يدوم نعيمها أو في نار لا ينفد عذابها، و كلنا محكوم علينا بالإعدام مع وقف التنفيذ، هؤلاء الحاضرين بعد مئة عام هل يوجد أحد منا ؟ نجد جماجم أشخاص مثلنا كانوا و كانوا أنيقين و يلبسون و عندهم زوجة و أولاد و يعملوا و بيوت تجد جمجمة مرمية.
و الله كليتنا الآداب كانت جانب كلية الطب بين الدرسين نزور كلية الطب عندهم مصنع ممتلئ بالجثث و يوجد عصا طويلة و لها شنكل فعندما يريدون الجثة ينزلوا العصا بالمحلول يطلع الشنكل بحنكه فيسحبوه و يضعوه على الطاولة مناظر، هؤلاء كانوا بشر الآن جثث للتشريح، كلنا سنموت و لكن من البطل ؟ عندما يأتي ملك الموت يكون مستعداً لهذا اللقاء و مستعد للتوبة و العمل الصالح و مقدم أعمالاً كبيرة.
أتمنى عليكم أن يكون أحدنا شيء كبير ليس متكبراً و لكن محقق إنجاز كبير، تارك أثر طيب بقلوب مئات الناس، تجد أحياناً أب ممكن أن يربي أولاده تربية عالية يستحق الجنة، ممكن أم تستحق الجنة و هي ببيتها، ممكن صاحب محل تجاري يبيع المسلمين بضاعة جيدة بسعر معتدل بمعاملة طيبة يستحق الجنة.
إخوانا الكرام مرة ثانية أقول حرفتك التي ترتزق منها ممكن أن تنقلب إلى عبادة إذا ابتغيت بها وجه الله و خدمة المسلمين و كفاية أهلك و نفسك، ثلاثة أهداف، يجب أن تكون في الأصل مشروعة و أن تسلك بها الطرق المشروعة و أن تبتغي بها كفاية أهلك و نفسك و خدمة المسلمين دون أن تشغلك عن فريضة أو عن واجب انقلبت إلى عبادة ما قولك ؟ حرفتك عبادة تبتغي بها خدمة المسلمين و نصحهم فاعمل تجديداً لحياتك، أحياناً إنسان تجد زوجته مغيرة ترتيب غرفة النوم صار هناك حركة بالبيت، أحياناً تغير من غرفة لغرفة، تجديد الأثاث و تبديله و تبديل الترتيب يعمل نشاط بالحياة، كل حياتنا نهاية صلاحية، أكثر الغذائيات لها نهاية، الأدوية لها نهاية، كذلك الإيمان يفقد صلاحيته بعد حين قال النبي:
(( جددوا إيمانكم ))
هذا الحديث: عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ))
[ مسلم، أحمد ]
فالله ينتظر توبتنا و المؤمن توبته مستمرة، المؤمن تواب أي كثير التوبة، كلما أخطأ يتوب، قليل من الملاحظة وضعك مع ربك، وضعك مع صحتك، وضعك مع أهلك، وضعك بعملك، خطط، ارسم خطة، اعمل برنامج عمل، اكتب كل الملاحظات، ضع لكل ملاحظة حل، اسأل، أنت ممكن أن تستعير عقل كبير بسؤال أديب، من استشار الرجال استعار عقولهم، ممكن أن تأخذ خبرة إنسان عبقري بسؤال أديب، حاول أن تستشير المؤمنين، ما ندم من استشار و لا خاب من استخار، الاستخارة لله عز وجل و الاستشارة لأولي الخبرة من المؤمنين.
والحمد لله رب العالمين