صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 واجبات الاخوة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
soft
مشرف عام
مشرف عام
soft


عدد المساهمات : 2125
نقاط : 5953
السٌّمعَة : 5
تاريخ التسجيل : 20/05/2011

واجبات الاخوة Empty
مُساهمةموضوع: واجبات الاخوة   واجبات الاخوة Emptyالأحد يونيو 05, 2011 11:21 am

ثالثاً : حقوق وواجبات الأخوة الإيمانية :
الأخوة الإيمانية واجب ديني ، وفريضة شرعية وليسن مجرد موقف نفسي أو تنظير فلسفي ، ، بل هي مجموعة من الأعمال تظهر إلى حيز الوجود ، وتعبّر عن حقيقة الأخوة وها هنا بيان مجمل هام لواجبات الأخوة بعضهم تجاه بعض ، والتي تمليها مجموعة من النصوص الشرعية الصحيحة ، وهي مضمنة أيضا مجموعة من المستحبات التي يندب النهوض للقيام بها .
فعلى كل موحد صادق أن يراجع نفسه ويرى علاقته بأخوته ومدى تطابقها مع تعليمات الشريعة السمحة .


1- محبته في الله وموالاته ، والمداومة على ذلك ما دام الأخ على عقد الإيمان :
دلت النصوص أن على الموحدين أن يتبادلوا الحب في ذات الله عز وجل ، وتسود روح الأخوة فيما بينهم وقد سبقت النصوص في بيان فضل التحاب بالله .
أما في بيان الوجوب فجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم : (لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا) ويقول ابن هشام في السيرة النبوية : ( قال ابن إسحاق : ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس مرة أخرى فقال : إن الحمد لله أحمده وأستعينه نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إن أحسن الحديث كتاب الله ، تبارك وتعالى ، قد افلح من زينه اله في قلبه ، وادخله الإسلام بعد الكفر ، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه احسن الحديث وأبلغه ، أحبوا ما أحب الله ، أحبوا الله من كل قلوبكم ، ولا تملوا كلام الله وذكره ، ولا تقس عنه قلوبكم ، فإنه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفي ، وقد سماه الله خيرته من الأعمال ، ومصطفاه من العباد والصالح من الحديث ، ومن كل ما أوتى الناس الحلال والحرام ، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ، اتقوه حق تقاته اصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم ، وتحابوا بروح الله بينكم ، أن الله يغضب أن ينكس عهده ، والسلام عليكم ) .
وهذا الحديث نص في وجوب التحاب في الله تعالى بين المؤمنين ، فهو أمر والأمر محمول على الوجوب ، كما هو معلوم في أصول الفقه إلا بصارف يصرفه للندب أو الاستحباب .
وقد أرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤمنين أن يخبروا بعضهم بهذه المحبة ، روى أنس بن مالك رضي الله عنه وغيره قال : (َ مَرَّ رَجُلٌ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ جَالِسٌ فَقَالَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ هَذَا فِي اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرْتَهُ بِذَلِكَ قَالَ لَا قَالَ قُمْ فَأَخْبِرْهُ تَثْبُتْ الْمَوَدَّةُ بَيْنَكُمَا فَقَامَ إِلَيْهِ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ أَنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ أَوْ قَالَ أُحِبُّكَ لِلَّهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي فِيهِ ) .
وأرشد المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤمنين أن يتعاهدوا هذه المحبة وينموها عن طرق متعددة ، منها الإهداء من غير تكلّف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تَصَافَحُوا يَذْهَبْ الْغِلُّ وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا وَتَذْهَبْ الشَّحْنَاءُ ).
وأرشدهم إلى السلام لإدامة المحبة فقال صلى الله عليه وسلم : (لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ) .
وغيرها من الإرشادات التي سوف نأتي على معظمها في باقي الواجبات والتي يفد معظمها دوام المحبة بين الاخوة ورعايتها .
وعلى ذلك فإني أقول إن المحبة بين المؤمنين هي ركن الأخوة الذي تدور عليه ، فينبغي على المتحابين في الله ، أن يتفقدوا أنفسهم وقلوبهم بين وقت وآخر ، وينظروا هل خالط هذه المحبة ما ينغصها ويكدرها ويخرجها عن حقيقتها أم لا .
2- المواساة وحسن الصحبة والعشرة :
وتكون المواساة وحسن الصحبة بعدة نقاط منها :
أً – وجوب العَود بالفضل :
فينزل المسلم أخاه المسلم منزلة الصاحب لديه ، فيقوم بحاجته من فضل ماله إذا احتاج ، ولا ينتظر سؤاله فإن ألجأه إلى السؤال فهو دليل على تقصيره في حق أخيه ، وإذا أنحط المسلم عن هذه المرتبة فهو مقصر مذنب يحتاج إلى فحص نفسه ، وتهذيبها والتوبة إلى الله تعالى .
روى أن رجلاً جاء أبي هريرة فقال : إني أريد أواخيك في الله فقال : أتدري ما حق الإخاء في الله ؟ قال له : عرفني !
قال : ألا تكون أحق بدينارك ودرهمك مني ! فقال الرجل : لم أبلغ هذه المنزلة بعد . فقال أبو هريرة رضي الله عنه : فدعك عني .
وليس هذا من بنات أفكار أبي هريرة رضي الله عنه فقد وردت مجموعة من الأحاديث تأكد هذه الحقيقة العظيمة التي مفادها أن المؤمنين بوتقة واحدة ، ليس بينها حواجز ، إليك طرفاً منها :
• عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ قَالَ فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ ) .
• عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهُ اعْتَلَّ بَعِيرٌ لِصَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ وَعِنْدَ زَيْنَبَ فَضْلُ ظَهْرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِزَيْنَبَ: ( أَعْطِيهَا بَعِيرًا فَقَالَتْ أَنَا أُعْطِي تِلْكَ الْيَهُودِيَّةَ فَغَضِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَجَرَهَا ذَا الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمَ وَبَعْضَ صَفَرٍ ) .
• عن ابن عمر قال : (( ثم لقد أتى علينا زمان أو قال حين وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم ثم الآن الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة يقول يا رب هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه .))
وهذه أحاديث عظيمة تفيد وجوب العَود من المسلم بفضل ماله أو زاده أو لباسه أو مسكنه أو كل ما يحتاجه الإنسان إليه إلى أخيه المسلم الأحوج فالأحوج، والأقرب فالأقرب ، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك فقال : ( فاليعد ) وهذا أمر يحمل على الوجوب .
ومن هنا نعلم مدى التقصير العظيم الذي يقع فيه الموحدين تجاه بعضهم بعض ، ويؤكد هذا الفهم للحديث قول ابن عمر رضي الله عنه وهو يحكي لنا حال الصاحبة الكرام: ( ثم لقد أتى علينا زمان أو قال حين وما أحد أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم ) ثم قال حاكيا ما آلت إليه الحال بعد الفتوح وتوسع الدنيا : ( ثم الآن الدينار والدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم ) لله در ابن عمر رضي الله عنه لو يعلم ما حلّ بالناس اليوم تجاه بعضهم البعض لأغلظ فيهم الحكم .
ثم يرتفع بعض المؤمنين الصادقين إلى مرتبة الإيثار فيقدم إخوانه على نفسه فيلحق بأولئك الأفذاذ الذين خلد ذكرهم المولى عز وجل في القرآن الكريم : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ) [ الحشر : 9] فيصبح من المفلحين الذين يغبطهم الشهداء والنبيون .
• عن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: ( سَمِعْتُ أَنَسًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَرَادَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطِعَ مِنْ الْبَحْرَيْنِ فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ حَتَّى تُقْطِعَ لِإِخْوَانِنَا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ مِثْلَ الَّذِي تُقْطِعُ لَنَا قَالَ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي ) .
ومن هذا النوع من الإيثار الذي يعجز الزمان أن يأتي بمثله ، ما حصل بين المهاجرين والأنصار عندما آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم بعد الهجرة .
• قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنِي وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ فَقَالَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ إِنِّي أَكْثَرُ الْأَنْصَارِ مَالًا فَأَقْسِمُ لَكَ نِصْفَ مَالِي وَانْظُرْ أَيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لَكَ عَنْهَا فَإِذَا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَهَا قَالَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ هَلْ مِنْ سُوقٍ فِيهِ تِجَارَةٌ قَالَ سُوقُ قَيْنُقَاعٍ قَالَ فَغَدَا إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فزاحمهم وبزهم في ميدانهم ، فما لبث غير قليل حتى كسب مالاً وتأهل من ماله ولم يرزأ سعداً بشيء ) .
لقد كان عبد الرحمن عفيفاً ولكن تعجز النساء أن يلدن مثل سعد بن الربيع رضي الله عنه .
هذه مرتبة مستحبة ، وليست هي واجبة أو فريضة محتمة كما كان في دين السيد المسيح الوجيه المقرب صلى الله عليه وسلم ، إذ قد روي أن اتباعه كانوا يخرجون من أموالهم ويضعونها في صندوق مشترك تصرف منه أمراؤهم على كافة أفراد الجماعة ، فالله درهم .


بً – طيب الكلام والمبسم والبشاشة في وجه الأخوة ورد السلام والفرح باللقاء :
طيب الكلام وحسنه بين الأخوة ، مدعاة لجلب المحبة ودوامها وفي هذا يقول المولى عز وجل : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) [ البقرة : 83] ووصف عباده الصالحين أنهم طيبي الكلمة فقال عز وجل : (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ ) [ الحج : 24] والقول الطيب والكلام الحسن يبطل كيد الشيطان ويسد أمامه الطريق للإفساد والتفريق بين الاخوة وفي ذلك يقول تعالى : (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا ) [ الإسراء :53] وهذا أمر من الله سبحانه وتعالى يفيد وجوب طيب الكلام وحسنه واختيار أفضل العبارات أوضحها في التعبير عن المقصود وإدخال السرور لقلب أخيك كل ذلك يدخل في مفهوم طيب الكلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ ) .
ومن طيب الكلام أن يدعوا أخاه بأحسن أسمائه، وأحبها على قلبه يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ((ثلاث يصفين لك ود أخيك تسلم عليه إذا لقيته وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب أسمائه إليه ) .
والمبسم و البشاشة في وجه الأخوة من موجبات الأخوة الإيمانية وكذلك هو من وسائل كسب القلوب ، لأن الوجه عبارة عن المرآة التي تعكس ما هو موجود في داخل أعماق الإنسان ، فإذا كان الوجه طليقاً بشوشاً كان موحياً بالبشر والمحبة في نفس المقابل ، أما عن كان عبوساً مظلماً فلا شكَ أنه يوحي في قلب المقابل بالضيق والاشمئزاز وعدم الانشراح ، فعلى الأخوة أن يطلقوا وجوههم فيما بينهم وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ) .
وإما إفشاء السلام ، فهو أدب من آداب الإسلام الاجتماعية ، وقد أمر الإسلام المسلمين به ، فالمسلم مطالب بأن يسلّم على من عرف من المسلمين ومن لم يعرف ، ومكلف أن يرد التحية بمثلها أو بأحسن منها .
قال تعالى : ( وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا ) [النساء : 86]
ولايستهين بهذه بهذا الأدب ويعرض عن تطبيقه إلا مصاب في أخلاقه بمرض الكبر والعجب بالنفس ، أو بالأنانية المفرطة التي يبخل معها بعطاء التحية ، وعطاء التحية أهون عطاء يبذله الإنسان من لسانه ووجهه .
قال صلى الله عليه وسلم Sad لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ) .
وهذا الأدب الإسلامي الاجتماعي يمثل أول خيط من خيوط الترابط الاجتماعي ، وتكراره يعقد الصلات وينسج المودات .


جً – خفض الجناح ولين الجانب والتواضع وحسن الخلق و إقالة العثرات والتزاور في الله والتهنئة وتفقد الحال :
خفض الجناح ، ولين الجانب ، وإظهار المودة للمؤمنين من دواعي دوام الأخوة يقول الله سبحانه وتعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) [الفتح : 29] ، ويقول الله سبحانه وتعالى : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) [الشعراء :215] ، وقال تعالى في وصف المؤمنين الذين يرضى سلوكهم : (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ) [المائدة : 54] ، فبالتواضع بين الأخوة تفتح القلوب الغلف لصوت الحق ، وتنشأ الألفة ، وتدوم المحبة ، ويرتفع الإنسان بميزان الله تعالى ، يقول صلى الله عليه وسلم : (مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ ) ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ وَلَا يَبْغِ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ.) ، ويصف لنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تواضعه ولين جانبه فيقولون : يبدأ الناس بالسلام ، وينصرف بكليته صغيراً كان أو كبيراً ، وكان آخر من يسحب يده إذا صافح ، وإذا أقبل جلس حيث انتهى به المجلس ، وكان يشتري بضاعته من السوق ويحملها ، وكان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ، ويرقع ثوبه ، ويمشى في خدمة أهله وأصحابه ويأكل مع الخادم .
أما عن حسن الخلق فهو السبيل لكسب قلوب الناس ، ولكسب رضى المولى عز وجل ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا ) ، فالالتزام بحسن الخلق بين الأخوة ، يحي نور الأخوة ، ويجمع القلوب ، ويفتح قنوات الإخاء .
أما عن التزاور في الله ، وتفقد الحال ، فإن التزاور في الله ظاهرة من ظواهر المجتمع المسلم ،لأن التزاور بين الأخوان في الله من شأنه أن يدعم أواصر الجماعة ، ويقوى روح الجماعية ويوسع مجالاتها ، ويمد آثارها ، ويقوى المودات ، ويزيد وشائج الصلات . وليس هذا خاص في الرجال ، بل عام في الرجال والنساء ، فتزور المؤمنات أخواتهن في الله ، ويتحاببن ، ويتجالسن ويتباذلن في الله .
قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا ) .
وليكسب الأخوة فرصة التزاور في الله للتناصح بصالح الأعمال ، والتدارس بالعلم والخير .
دً- السعي بالشفاعة الحسنة :
قال الله تعالى (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا ) [النساء :85] ، وفي الحديث حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَSadكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ ) وفي هذه النصوص حثّ على المعونة بالشفاعة الحسنة ، والمعونة ترجع إلى خلق حب العطاء ،" والشفاعة تقوية لطلب صاحب الحاجة يطلب شفيع له ذي مكانة عند من حاجته عنده ، لأنه مجهول لديه ، أو لأنه مذنب تجاهه ، أو لأن بينهما جفوة ما ، أو لغير ذلك من أسباب كثيرة يصعب حصرها ، فيلتمس شفيعاً يساعده في توجيه الطلب أو الالتماس من أجله ، ويتحرّى أن يكون هذا الشفيع من ذوي المكانة أو أصحاب الدالّة لدى من عنده تلبية الطلب أو رفضه ، فإذا شفع له عنده نال بغيته، فيكون الشفيع قد منحه من جاهه ومكانته لدى من شفع عنده ، فإذا قال في شفاعته قولاً حسناً فقد منحه من كلامه ، وإذا سار معه مسافة ليشفع له فقد منحه من جهده ووقته ، وإذا خسر من ماله شيئاً في هذا السبيل فقد منحه من جهده وقته ، وإذا خسر من ماله شيئاً في هذا السبيل فقد منحه أيضاً ماله ، وإذا شاركه في مشاعره وأحاسيسه فقد منحه أيضاً من قلبه ونفسه .
والشفاعة الحسنة بين المسلمين مظهر من مظاهر الجسدية الواحدة ، التي يتشاركون بها في مشاعر الآلام والمسرّات ، وبها يتساعدون ويتساندون ويتعاونون .
من أجل ذلك حث الله تبارك وتعالى والرسول الكريم على الشفاعة الحسنة ،وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ ) حث على الشفاعة الحسنة ، فهو يطلب من أصحابه أن يشفعوا لذوي الحاجات عنده ، سواء أكان الرسول مستعداً لتلبية الشفعاء أو لم يكن مستعداً لذلك . وفي هذا توجيه لهم أنه لا ينبغي أن يربطوا شفاعتهم برجاء الإجابة ، فإنهم يأجرون على شفاعتهم مهما كانت النتائج ، وأنه لا ينبغي أن تتأثر قلوبهم إذا لم يجابوا إلى ما شفعوا فيه ، فالأمور مرهونة بالقضاء الرباني ، وهذا القضاء ينبغي للمؤمن أن يتقبله بالرضا التام ."

3- بذل النصيحة والمشورة بين الأخوة :
قال الله تعالى ( وَالْعَصْرِ(1)إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ(2)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [ العصر : 1-3] ورأس النصائح وأنفسها هي ما ورد في الآية الكريمة ( الحق والصبر ) فالنصيحة بالتوحيد والثبات عليه ، والنصيحة بالمنهج الحق والالتزام بالسنة والهدي النبوي ، والصبر على ذلك كله هي من أغلى النصائح وأنفسها ، وواجب على الموحدين بذلها فيما بينهم .
ومن هنا ندرك جريمة علماء السوء الذين يغشوا الناس ويضيعوا حقائق التوحيد من حياتهم ، ويدخلون في ولاء حكومات الكفر والضلال .
وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعون على النصح للمسلم كما قال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : ( بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ )
وكون النبي صلى اله عليه وسلم يقرنها مع الصلاة والزكاة التي هي أركان الإسلام ليدلنا على عظم شأنها وعلو منزلها.
ومثله حديث تميم بن أوس الداري رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ ) .
ويجب أن تكون النصيحة في قالب مقبول ، وأسلوب حسن ييسر فهمها والالتزام بها ، وذلك أن النفس طبعاً تنفر من كشف المعايب وإملاء النصائح من القرين ، ولذلك على الناصح أن يتخير الوقت والأسلوب المناسبين وعلى المنصوح أن يتقبل النصح بصدر رحب كما هو مفصل في آداب النصيحة .
وعلى هذا فتكون نصيحة الإخوان بإرادة الخير لهم ، وبيان الحق ، ودلالتهم عليه وعدم غشهم ، ومجاملتهم في دين الله ، ويدخل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو خالف هواهم وطريقتهم ، ومجاملتهم في دين الله بأسم الاخوة وحتى لا ينفضوا أو ينفروا ، فهذا ليس من النصح ، الذي أمرنا به نبينا عليه الصلاة والسلام ، نعم الحكمة مطلوبة عند عرض النصيحة عليهم ولكن الحق لابدَ أن يبين ويعلم ، وخصوصاً إذا كان ذلك بين الأخوان فهو مقدور عليه .
ويدخل في هذا الباب أيضا بذل المشورة لهم ، حول زواج أو دراسة أو سفر .. أو غيره من شؤون الحياة .
ويتأكد النصح عندما يطلب الأخ منك النصيحة قال صلى الله عليه وسلم : ( وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ) .

4-التعاون والتآزر فيما بين الأخوان على البر والعمل الصالح :
فالمؤمنون بنيان واحد ، يشد بعضه بعضاً ، قال الله سبحانه وتعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) [ المائدة : 2] و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ) ، ويدخل في هذا الباب كل تعاون وتكاتف لفعل الخير والطاعة وتقديم المعونة للفقير والمحتاج واليتيم ، وما إلى ذلك من صور تكافل المجتمع وتعاونه ، قال صلى الله عليه وسلم : (َ السَّاعِي عَلَى الْأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْقَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ ) ، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) .
وأعظم التعاون ورأسه التعاون بين الأخوة لإقامة دولة الإسلام ورفع لواء الدين ، والقيام بأعباء الخلافة وعمارة الأرض بالخير ، فهذه أعمال كبيرة ليس بمقدور المسلم أن ينجزها بمفرده ولابدَ أن يجتمع الأخوة من أجل القيام بها ، ضمن أسس ومبادئ تنظَم عملهم .
فلا بدَ للأخوة أن تتكاتف جهودهم من إعداد وتخصص ، وأجهزة و تتكامل فيما بينها وتتعاون لحمل لواء الدين .


أيها الاخوة المؤمنون :
علينا أن نزيل كل الحواجز والعقبات التي تقف حائلاً في سبيل النهوض بأمتنا وأن تجتمع قلوبنا وطاقاتنا وجهودنا وتتآزر معاولنا لإعادة بناء صرح الخلافة على منهاج النبوة .

5- نصرة الأخوان المظلومين وصيانة الدماء والأعراض والأموال وإغاثة الملهوف وفكّ العاني :
قال الله تعالى : ( وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ ) [ الأنفال : 72] نزلت هذه الآية في حق الأعراب الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يهاجروا إلى المدينة المنورة ، ولم ينتسبوا لمعسكر المشركين ضرورة ، فبين سبحانه وتعالى أن على المؤمنين نصرتهم ، على ما في نصرتهم من هجر الديار والأوطان والحرب للأعداء ، مما يدل على عظم حق الأخوة في الدين وكبير قدرها .
يقول ابن كثير رحمه الله : " إن استنصروكم هؤلاء الأعراب ، الذين لم يهاجروا في قتال ديني على عدو لهم فانصروهم ، فإنه واجب عليكم نصرتهم لأنهم إخوانكم في الدين ،وهذا مروي عن أبن عباس رضي الله عنه . "
أيها الأخوة الموحدون :
أنه لنص عظيم يظهر لنا كم نحن مقصرون بحق أخوتنا الموحدين الذين يستنصرونا كل يوم في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من بقاع الأرض التي يعتدي فيها على حرمات الموحدين من الكفرة الظالمين والمحاربين .
( وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ ) هكذا عموماً ، النصر بالمال ، والنصر بالنفس ، والنصر بالقلم والنصر بكل وسائل النصر ، والتأييد بكل وسائل التأييد .
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولَانِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَه ) وقال صلى الله عليه وسلم : (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ) ولا يسلمه : أي إلى عدوه فلا تخلي بينه وبين المعتدي عليه ما استطعت لذلك سبيلاً .
ولا يخذله : أي لا يترك نصرته .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( ...أعينوا المظلوم ..) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ..وأغيثوا الملهوف ..)
وقال صلى الله عليه وسلم : ( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ ) .
فدماء المسلمين واحدة ، وأعراضهم واحدة ، وأموالهم واحدة ، والنبي صلى الله عليه وسلم أعلن ذلك بقوله :
(ِ الْمُؤْمِنُونَ تتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ) يقول شراح الحديث في شرح قوله : ( وهم يد على من سواهم ) (( وهم يد على من سواهم ) أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الأديان والملل كأنه جعل أيديهم يدا واحدة وفعلهم فعلا واحدا .))
فكلما أعتدي – أخي الموحد – على دم موحد فكأنما أعتدي على دمك ، وكلما أعتدي على عرض أخ موحد فكأنما أعتدي على عرضك ، وكلما أعتدي على مال أخ موحد فكأنما أعتدي على مالك ..
ويا أسفاه ..كم ترتفع نداءات المستضعفين والثكالى ، والتي تنشد إيمان الموحدين وتطلب النصرة منهم ولكنها لا تجد نخوة المعتصم .
كم من وامعتصماه انطلقت لم تلامس نخوة المعتصم
فهذه نصوص قطعية الثبوت ، قطعية الدلالة ، من وجوب نصرة المسلم لأخيه المسلم الموحد .
واضحة الدلالة تبقى حجة صارخة على كل من هو يرفل في النعيم واللذات ، ويرفع أرصدته في بنوك الغرب ، وأخوته – إن صحت له أخوة – يذبحون تحت سياط جلاديهم .
أما فيما يتعلق بفك العاني فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (فُكُّوا الْعَانِيَ -يَعْنِي الْأَسِيرَ وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ ) والعواني هم أسارى الموحدين كما فسره سفيان بن سعيد بن مسروق راوي الحديث .
وكم وكم من الموحدين يقبع في سجون الطواغيت ويلقى من الأذى والعذاب ما لا يعلمه إلا الله ليس لشيء إلا أن يقول ربي الله .
فواجب على الموحدين أن ينصروا أخوتهم في سجون الطواغيت ، وألا يقفوا مكتفي الأيدي حيال قضية أسرى الموحدين ، ويتلخص ما يمكن أن تقوم به – أخي الموحد – تجاه أخوتك الأسرى بما يلي :
- تأسيس منظمة للدفاع عن حقوق أسرى المسلمين ، ونشر قضيتهم ، وفضح الطواغيت عالمياً ، ومحاولة إخراجهم من السجون حتى ولو بالقوة وذلك حسب سياسة جماعة المسلمين .
- إعانة أهاليهم بكل وسائل العون المعنوي والمادي .
- محاولة زيارتهم ، وتقديم المعونات لهم داخل السجن إن أمكن ذلك .
- ذكرهم دائماً بالدعاء .
إن عدد الموحدين القابعين في سجون الطواغيت مذهل ، وكذلك ما يلقونه من صنوف العذاب .
قال الإمام مالك رجمه الله تعالى : " يجب على المسلمين فداء أسراهم ، وإن استغرق ذلك أموالهم ".
وذكر أبن عابدين فقيه الحنفية صورة فقال " مسلمة سبيت بالمشرق ، وجب على أهل المغرب تخليصها من الأسر ."
فهل يفقه هذا أصحاب الكروش النفطية ، والعروش الذهبية ، والقصور والجواري ، ممن يبذَرون أموال الأمة شرقاً وغرباً ، وبعد ذلك لا يستحون من الانتساب للتوحيد ودعوة التوحيد .
نسأل الله تعالى أن يفرج عن أسرى الموحدين ، ويعجَل بهلاك الطواغيت وأعوانهم على أيدي الموحدين ..آمين .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جلال العسيلى
مشرف عام
مشرف عام
جلال العسيلى


عدد المساهمات : 5415
نقاط : 7643
السٌّمعَة : 13
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 62

واجبات الاخوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: واجبات الاخوة   واجبات الاخوة Emptyالأحد يونيو 05, 2011 5:53 pm

بارك الله فيكى على موضوعك القيم
وجزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
واجبات الاخوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فقه الاخوة في الله
» الاخوة فى الله
» مفسدات الاخوة
» حقوق الاخوة
» الاخوة بلسم الحياة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: الاقسام الدينية :: «۩۞۩ مقالات اسلامية ۩۞۩»-
انتقل الى: