فات القطار ولم يعد لهذا السؤال جواب..!
نعم، يبقى الزواج حلما مؤجلا ليس أكثر، هذا القليل من الكثير الذي يدلي به الشباب في الوقت الحاضر بسبب غلاء مهور الزواج وارتفاعها، التي تثقل الكاهل وتجبر معظم الشباب على الانتظار، وتأجيل الدخول الى القفص الذهبي مما يتسبب في الجانب الآخر بتزايد ظاهرة عنوسة البنات، اللاتي، معظمهن إن لم يكن كلهن قد عانين الأمرين من تلك العادة التي يرفضها الشباب والشابات جملة وتفصيلا.
لقد تأجل الحلم، ثم ارتحل، لماذا؟ وهل من عودة أخرى؟ إنها مشكلة اجتماعية معقدة وتمس شريحة كبيرة من مجتمعنا. مما يؤثر سلبا في تركيبة المجتمع مستقبلا.
كل شيء في الحياة قسمة ونصيب، وكذلك الزواج فهو قسمة ونصيب، ولكن ان تصطدم القسمة والنصيب بغلاء المهور وكثرة متطلبات الزواج فإن ذلك يدعونا لمشكلة اجتماعية بدأت تتفاقم في مجتمعنا، مما يدعونا إلى النظر إليها ولمسبباتها.
ان غالبية طلبات اسر الفتيات المرشحات للزواج جعلت من الشباب المتقدم شابا اخرس 100%، فهو يشعر عن تقدم بخطبة إحداهن بأن أهلها يعتبرون الأمر مشروعا تجاريا أو صفقة!
'القبس' استطلعت آراء الشباب حول هذه القضية التي انتشرت في الفترة الأخيرة وبشكل ملحوظ.
مفاضلة ظالمة
يوسف العنزي قال إن الكثيرين من الشباب يعتقدون بان الزواج متعة ومصالح شخصية وليس تكوين أسرة، كما يعتبرون الزواج مسؤولية ومشاكل لذلك فهم يقولون: لا بد ان نضيع مالنا في امور الكشخة كالسيارة واقتناء شقة فاخرة، و'طراد' فاخر على شكل أقساط، أفضل كثيرا من دخولنا في تفاصيل رحلة الزواج البعيدة المدى والثقيلة المطالب، حيث يفضل الكثير منهم هذه الأمور على الزواج.
تقليد
في حين قال احمد المحمد: ان النساء يشاهدن المسلسلات الاجتماعية ويحاولن تقليد ذلك حرفيا خاصة فيما يتعلق بالأزياء والسفر الى الخارج.
وأضاف إن هذا الأمر أصبح عدوى ما بين فتيات اليوم حيث كثير من الفتيات يتعرفن على صديقات ميسورات ويحاولن محاكاتهن في قضاء أشهر الصيف في فرنسا وأسبانيا حيث انتشر هذا الأمر بكثرة في الآونة الأخيرة.
طلبات معقدة
وقال عبدالله البلوشي ان الشباب يحجم عن الزواج بسبب الطلبات المعقدة من قبل الزوجة، فبعض الزوجات يطلبن من الزوج الموبايل وأنواعا فاخرة من الماكياج، زيادة على ذلك يبالغ بعضهن في طلباتهن من الملابس الباهظة الثمن التي تحاكي آخر خطوط الموضة، والمشكلة الأدهى من ذلك هي أن الزوجة ترتديه مرة واحدة، ومن ثم تعيره إلى صديقاتها، فهل هو تباه، أم ماذا؟
على الحديدة
وقال يوسف الوايلي من جانبه إن طلبات بعض الزوجات مبالغ فيها، إذ يعجز الزوج عن توفيرها مثل توفير سيارة جديدة مع سائقها، وشراء الماركات العالمية من العطور والماكياج، مما يجعلني على الحديدة'.
وأضاف إن شعور الشباب بالحرية وحبهم لها، هو الذي يجعلهم يحجمون عن الزواج بحيث يسافر الشاب ويرجع دون أدنى مسؤولية، وبالطبع فالزواج مسؤولية ومصاريفه كثيرة جدا.
عدم إدراك
احمد عبيد الباشق، قال إنه في الوقت الحالي يدرك الشباب جيدا ان الزواج لم يعد مقصورا على المهر ومراسيم الزفاف وإنما يجب على الزوج الاستعداد لتوابع ما بعد الزفاف، التي تشمل الكثير من التبعات التي ترهق كاهل الكثيرين منهم.
وأضاف، قلما نجد زوجات قنوعات بما يمنحهن أزواجهن، ولو توافرت لدي شابة قنوعة لقمت بخطبتها الآن، مضيفا أن معظم الشباب من ذوي الدخل المحدود، فلماذا يثقل عليهم بطلبات لا معنى لها؟.
أبحث عن متدينة
قال علي الخالدي أبحث عن بنت متدينة، تحاشيا للطلبات التعجيزية، حيث إن طلبات الزوجة المتدينة دائما ما تكون متواضعة جدا، فهي تخاف الله، ولا تريد تحميل زوجها ما لا طاقة له به، مما يؤثر إيجابا في حياتهما الزوجية.
ضاع الراتب
يوسف الوايلي قال ان راتبه انتهى في الخامس من الشهر على الرغم من انه لم ينجب اطفالا، والسبب زوجته التي طلبت منه توفير الخادمة والطباخة والسائق.
وأضاف لم أكن أتخيل أن يكون الزواج هكذا، لم أكن أتوقع إن يكون زواجي جحيما فقد كنت أتوقع الراحة والروتين المنتظم، لكن في الواقع لم أر سوى عوار الرأس.
صفقة خيالية
أحد الشباب قال بالرغم من أني لا أفكر بالزواج، فإني أعرف جيدا أن هناك شروطا خيالية لآباء الزوجات، مضيفا ان معظم الآباء يعتبرون بناتهم سلعة او صفقة تجارية!
مهور محددة
قال أحد الشباب إنه لا يعاني من هذه المشكلة مطلقا وذلك بسبب العرف المتبع في القبيلة، حيث اعتادت قبيلته على مهر معين ومناسب جدا للشاب، وهذا من محاسن القبيلة بالطبع.
فزعة إعلامية
طالب أحد الشباب أن تكون هناك ردة فعل إيجابية من قبل المهتمين بهذه المشكلة وإبرازها إعلاميا من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، والتي تهدد بانتشار العنوسة والوقوع في الحرام.
الطبطبائي للآباء:
لا تبالغوا في المهور واختاروا الصالحين لبناتكن
وجه عميد كلية الشريعة بجامعة الكويت الدكتور محمد الطبطبائي رسالة إلى أولياء الأمور بعدم المغالاة بمهور بناتهن، وان يحرص الولي على الزوج الصالح الذي يقوم بأداء حق الزوجة على زوجها، وأن ينظر إلى قدر صلاحه ويكمل أما ما يحصل في بعض المجتمعات من المغالاة في المهور فهذا يأتي على خلاف مقاصد الشريعة الإسلامية من تيسير الزواج، ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم 'التمس ولو خاتما من حديد' فهذا دليل على أن المهر شيء رمزي يقدمه الزوج لزوجته فمهما دفع الزوج من مبالغ فإنه لن يأتي بما تستحق ولكن هو امر يدل على الرغبة، ويضيف ان النبي صلى الله عليه وسلم زوج رجلا بما معه من القرآن أي بتعليمه لهذه المرأة القرآن فلذلك على أولياء الأمور عدم النظر إلى الزواج انه صفقة مادية وإنما هو رباط شرعي أقرته الشريعة الاسلامية.
منقووووووووووووووووووووووول