|
(إذا الشعب يوما أراد الحياة ) عليه اقتحام جحيـم الخطـر
|
بطهر التقـاة الهـداة الأبـاة سيجني الحصاد غزير الثمـر
|
بقهر الطغـاة العتـاة البغـاة حمـاة الفسـاد ولاة الـكـدر
|
بإذن العظيم الكريـم الخبيـر نصير الأنـام لطيـف القـدر
|
بفضل الإلـه العزيـز القديـر ستقضي الشعوب طهور الوطر
|
ستحيا الشعوب حياة الرخـاء بنبذ الخمول وهجـر الخَـوَر
|
وترك تعاطي غيـاب العقـول بخمر الولوع بكـأس السَّكَـر
|
وفوت الفتون وريب المنـون بقلب صدوق الهـدى مُدَّكـر
|
ورص الصفوف بحشد كثيـف لفيف البرايـا نقـي البشـر
|
بهي المزايـا بفكـر البرايـا سني السجايا صحيح النَّظَـر
|
بسعي مهاب عظيم الرحـاب شجاع الخطاب فصيح الصور
|
عظيم الجموع بكـل الربـوع بشـدو رفيـع رقيـق الوتـر
|
بليغ النشيـد رفيـع البنـود جميل الورود نـديّ الشَّجـر
|
كزحف الجنود ببأس الحديـد بدرب الصمود على المنحـدر
|
سيلقى عذابا وضربا .. سبابا وسجنا .. عقابا برث الحُجَـر
|
يعاني ظلاما شرابـا طعامـا كلامـا مهينـا لـه كالبقـر
|
يلاقي القيـود بقفـل شديـد بجسم أسيـر بوخـز الإبـر
|
بحبس مقيت وزجـر مميـت بجـوف المعاقـل والمحتظـر
|
بركل وبصق وحـرق توالـى بنار القذائـف بيـن الشَّـرر
|
سيلقى عناءً وبغيا .. غبـاءً ويحيـا زمانـا بيـن الحُفَـر
|
بفقـر وقفـر وجـدب وشـر ودهم يعاني صنوف الضجـر
|
بلا خبز يحيا كسيـرا ببحـث عن اللحم ولَّى ونبت الجـزر
|
يؤم العـراء بجـوف الهـراء ببيـت حقيـر زهيـد الوبـر
|
ويرقب دعمـا سخيـا سنيـا بكـف شحيـح لـه مفتقـر
|
ويمضي صبورا نضيرا وقورا بوعي دءوب النهـى منتظـر
|
يراه الطغـاة كطيـر حبيـس ضعيف رهيف الجوى منكسـر
|
سيكبو ويحبو ويخبـو قليـلا ويرشق كـل العـدا بالحَجَـر
|
ويعلو علـوا كبيـرا مثيـرا نضيرا كشمس الضحى والقمر
|
سيهطل عزم الشعوب بخيـر وبـر مديـد وفيـر المـطـر
|
مجيـد عتيـد فريـد نضيـد بنصـر مـن الله المنتـصـر
|
فقوموا جميعا بشرع الحميـد ونور الكتاب وهـدي السَّـور
|
وصفوا صفوف الصلاة الزكاة الصيام بقلـب نقـي البَصَـر
|
فأنتـم عبـادٌ لـرب حكـيـم وما خاب عبد بصدق حَضَـر
|
لحفظ العهود وصون الوعـود كصوت الرعود لدفع الضَّـرَر
|
فهبوا هبوبـا قويـا شديـدا وكونوا رياح العبيـر العطـر
|
بوجه الكرام رطيـب الجمـال بوجـه اللئـام وخيـم الأثـر
|
فأنتم رجـال بهـذا السبيـل أمام الكذوب المكيـر الأشِـر
|
وفيكم منـارات فكـر منيـر بلـب لبيـب عميـق العبـر
|
وفيكم نهوض الشموخ الكبير ببـأس يحـذّر كـل الحـذر
|
جموع تزمجر بين الخطـوب لشعب بعـزم حديـث الأطـر
|
يواصل زحفا أبـي الصمـود برغـم سعيـر لـه مستعـر
|
ستبقى الشعوب بنبض وسعي قـوي وَفَـيٍّ لهـا مستـمـر
|
بنهج السـداد توافـي البـلاد بأنوار عـز الصـلاح الغُـرَر
|
(إذا الشعب يوما أراد الحياة ) عليه اللجوء إلـى المقتـدر !
|
|