عادة,تاهيل ,الشعوب ,بعد الثورات.
الشعوب كالمواسم تتغير . و الشعوب كالأفراد تحتاج إلى إعادة تأهيل .نفسية الشعوب هي مجمل الصفات الغالبة لنفسية الأفراد.
و الإنسان الذي يرزح تحت ضغوط مدة طويلة .يبدأ بشعور مختلف حين تتوقف الضغوط يسميه علماء النفس إختلال نفسي بفعل الضغوط.
Post traumatic stress disorder) PTSD)
و هى حالة لا يصدق فيها لا الفرد و لا الشعب أنه قد تخلص من تلك الضغوط التي كانت تهدده.
يعرفها المختصون بأنها إستجابة غير طبيعية لأشخاص طبيعين.
و يقول الدكتور ناصر لوزة الخبير المسئول الأول عن نفسية المصريين أن عدد المرضى النفسيين المحتاجين إلي رعاية خاصة يصل إلي 19% بينما يقول الدكتور أحمد عكاشة أن عدد مرضي الإكتئاب يصل إلي 40% من مجمل الشعب المصرى.و بيانات أخري تضع نسبة 17% من المصريين مصابون بالقلق المرضى. و إذا تذكرنا أن نسبة ( العبوسة أي التكشيرة) وصلت في مصر إلي 98% حسب آخر عينة مسح بمصر. و وفقاً لتصريحات رسمية فإن نسبة 76 % من الشعب المصري أو أكثر مصاب بأمراض نفسية مؤثرة صحياً و إنتاجياً و سلوكياً .بإختصار يحتاج الشعب المصرى كله إعادة تأهيل نفسى.
و لأهمية هذا الأمر أنشأت الأمم المتحدة منظمة (الأونرا) و هي إختصار لأسمها الطويل
UNITED NATION RELIEF AND REHABILITATION ADMINISTRATION
(إدارة إعادة التأهيل و الإغاثة بالأمم المتحدة.)
هي جهة عالمية تابعة لمنظمة الصحة وفق إتفاقية وقعتها 44 دولة عام 1943
تختص بإعادة تأهيل الأفراد و الجماعات التي خرجت لتوها من حالة حرب أو من حوادث مؤلمة لا تخرج بسهولة من الذاكرة أو من حالات إغتصاب أو قهر أو إستغلال بدني أو نفسي أو جنسي و لا سيما الذين من طبيعة عملهم التعامل مع الجثث و أشلاء المتوفين أو تنفيذ أحكام الإعدام ( في الدول التي لا زالت تطبق هذه العقوبة).و هذه المنظمة تقدم بلايين الدولارات سنوياً لدعم المضطهدين و لا سيما اللاجئين في العالم الذين فاق عددهم 8 مليون لاجئ .
علي أية حال هى أمراض صنعها الفقر و السياسات العامة و الشرطة و الظلم بكل صوره و إختلال العدالة الإجتماعية و القضائية.و الجهل الفكرى و التربوي و الضغط الإعلامي المؤثر سلبياً على نفسية الشعب.و ضحايا فساد أصحاب النفوذ.
خريطة نفسية الشعب المصري:
يلزم أن يقوم المتخصصون برسم خريطة لنفسية الشعب المصرى ليخطط علي أساسها وصفة علاجية بجرعات محسوبة تعيد نفسية الإنسان المصري إلي المستوي العادي الطبيعي الذي يماثل نفسية الفرد في الغرب.
من جهة الإعلام:
و تطوير الإعلام و التعليم ليكونا أدوات علاج للأجيال القادمة. فالإعلام هو أداة تعليم المتسربين من التعليم التربوي التقليدي.و قد عاصرنا إعلاماً مصرياً مستفزاً كان يعز عليه أن يبث برامج كوميدية و ترفيهية بعد أن إرتفع ثمن الضحكة المصرية.
فكان يتعمد بث برامج كئيبة يومياً و مآسي من كل بقاع الحروب و يفرد ساعات إرساله لمسلسلات البكاء و الشجن . و يجعل من الدموع أبطالاً تنسج الهم في العقل المصري.و من عنف سلاحف النينجا و السوبرمان عرف أطفالنا معني البطولات الوهمية المرتبطة بالقوة و السلاح و العنف.
من جهة التعليم:
و عن التعليم و العنف فيه و الفوضى و الجهل و الظلم لا تسل.فنحن هنا نناقش كيفية العلاج و ضرورته.و هو ما يتبعه حتماً سياسة تعليمية تخلو من جميع أنواع الضغوط التي ترسخ في وجدان الطفل المصري أنه دائماَ معرض للعقاب.فيبدأ يكره التعليم و السلطة و النظام المدرسي تمهيداً لكراهيته للنظام العام .
تخطيط يعيد المدرسة مكاناً محبوباً. و يعيد الرياضة و الرسم و الموسيقي و الحفلات الترفيهية لمدارسنا. تخطيط العملية التعليمية بدءاً من الزي المدرسي و ألوانه إلي كل ما يتصل بالتعليم داخل و خارج المدرسة.لنقدمه بصورة تصلح ما أفسده القهر المدرسي و الإمتحانات الغبية التي تجبر المتعلمين علي الإلتزام بغباء المناهج العقيمة الخالية من الإبداع و التحفيز علي التفكير.
هل يمكن أن يكون هناك متخصص نفسي بكل قطاع أو بكل مدرسة إن أمكن. فالأمر هام للتعامل السوي مع أجيال جديدة نريدها أفضل منا في كل شيء. مع ضرورة إعادة تأهيل المعلمين أنفسهم للتعامل الصحيح نفسياً.
من جهة العمل الشرطي:
هل يستطيع النظام المصري الذي سيقود إعادة تأهيل مصر في السنوات القادمة أن يغير سلوك الشرطة و يجعلها أداة تعاون و خدمة للمواطن؟
هل يمكن أن يكون الشرطي صديق الشعب المصري من جديد فيحبه و يثمن دوره و يتعاون معه في شئون الحياة بصدر يخلو من التجبر و الإستعلاء و الإستقواء و الشعور بقوة وهمية كاذبة. ويعود الشارع مكاناً آمناً .
من جهة القوانين:
لا يمكن لشعب أن يتقدم و يتحسن في أجواء دستور متخلف و قوانين تتناقض مع المنطق و الطبيعة و التطور المجتمعي.
و لا يعني هذا أن العيب في المادة الثانية للدستور وحدها.فالدستور صار عيبٌ كله. صار ثوباً بالياً لم يعد يستر الشخصية المصرية.فهو دستور مغرض ذو هوي .بينما أن العدالة تبدأ بدستور لا هوي فيه أو غرض فردي.
إعادة تأهيل لغة التخاطب:
و في حالة المريض النفسي بخلل ما بعد الضغوط يقوم الطبيب النفسي بإحالة المريض إلي (أخصائي تخاطب ) لكى يعيد بناء مفردات لغة التخاطب بما يجعلها لغة إيجابية بناءة. لغة الواثق. لغة تفاعلية ذكية تتناسب مع الحدث.لغة الشخص المحب المرح المبتسم.
ترميم الشخصيات المتضررة:
كالذين تعرضوا لحالات إختطاف أو إغتصاب أو إعتداء أو سلب أو ظلم و قهر أو تهجير قسرى هم و أسرهم المباشرين .
هؤلاء يحتاجون إلي تأهيل خاص يعيدهم تدريجياً إلى المجتمع. و لا يكفى معهم العمل الروحى أو التعويض المادى.بل العلاج النفسى التأهيلى ضرورة لا تتعارض مع بقية المجهودات التى تبذل .
فالنظام المصرى الفاسد و ما ترتب على سياساته من خلل شامل بالدولة أفرز ضحايا من المتأزمين و المتضررين نفسياً طالت معظم أفراده إلا قليلاً.
و لا مانع من الإستعانة من مساعدات إعادة التأهيل التي تقدمها (أونرا الأمم المتحدة).
ليت الذين يخططوا لمستقبل الأجيال أن يضعوا هذا كله فى إعتبارهم. لأن بناء الشخصية المصرية على أسس صحية نفسية سوية أهم مئات المرات من أى بناء