صحبة الخير منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام |
بسم الله الرحمن الرحيم
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ صدق الله العضيم
|
|
| كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 11:00 am | |
| تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتاب 50 شمعه لاضاءة دروبكم للدكتور عبد الكريم بكار أستاذ, جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , الرياض - المملكة العربية السعودية " مقــــــدمة " الحمـــد لله رب العالمـــين , والصـــلاة والســـلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبـــه أجمعين وبعــــد : فقد تعودنا نحن الكتـــاب أن نوجه الخطاب للكبار من الرجال والنســاء آملين أن نساعدهم على توجيه أبنائهم وبناتهم وإرشادهم إلى الطريق القويم , أما الكتابات الموجهه للفتيان والفتيات والشبان والشابات فهي محدودة للغاية , ولاسيما تلك التي تحتوي بعض الأفكار العميقة والمعقدة , ولعل ذلك يعود إلى إعتقادنا بإن الكبار هم الذين يشترون الكتب , وهم الذين يهتمون بالتربية والتوجيه . أما الفتيان والمراهقون وكثير من الشباب , فنظن أن مخاطبتهم غير ذات جدوى لإنشغالهم بأمور أخرى غير تلك التي تشغل آباءهم وأمهاتهم . ومهما يكن نصيب هذا الإعتقاد من الصحة والصواب , فإني قررت متوكلاً على الله _ تعالى _ أن أوجه خطابي لمن يعنيهم الأمر مباشرة , وهي محاولة تنطوي على قدر من المخاطرة , لأن الكتابة للصغار والفتيان لايحسنها إلا الكبار من الكتاب , ومع هذا فإني أسعى إلى أن أستخدم أيسر أسلوب ممكن مع الإحتفاظ بعمق المعاني , وهذاتحدٍ ثانٍ قبلت بمواجهته ثقة بعوائد الله - تعالى - علي . إن الناظر في هذه الرسالة , سيجد أن الشموع التي أشعلناها موزعه على مجالات عديدة , لكن يجمه بينها إستهداف الإرتقاء بشخيصات أبنائنا وبناتنا , وتقديم العون لهم على مسالك الرشاد , والتفوق في الدراسة والعمل وكل مجالات الحياة . ومن المهم أن أشير أن الشموع التي أضأناها شموع تتصف بالعموم , حيث إنها مما يعني الشباب والشابات على حد سواء , وحين يكون هناك شيء خاص بالفتيات أوالفتيان , فإني سأوضحه , لكن هذا سيكون أشبه بالنادر . شيء آخر أحب أن أوضحه هو أن الشريحة المستهدفة والموجه إليها الخطاب هم طلاب المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية , ولا يعني هذا أن غيرهم لن يستفيد مما قلته , حيث إني أعتقد أن النابهين من طلاب المرحلة المتوسطة يمكنهم إستيعاب الكثير مما ذكرناه , كما أن خريجي الجامعات سيجدون في بعضه ماهو جديد ومفيد . وإني لاأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه , وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم الدين , كما أسأله أن ينفع به أبنائي الأعزاء وبناتي العزيزات , إنه سميع مجيب . د. عبد الكـــريم بكار الريـــاض في 21/ 4/ 1428هـ يتبع | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:28 pm | |
| الشمعة ( 25 )
كونوا أصدقاء جيدين ...
نحن في زمان تتلاشى فيه الأشياء المجانية , وتكثر في الاشياء التي تخضع للمساومة والمقايضة , وهذه الحالة تجعل الناس يشعرون بالخوف والضيق , مما يدفعهم في اتجاه التماس علاقات ذات طابع إنساني وخيري , وهم يجدون ذلك في علاقات الأخوة والصداقة الصادقة . الحياة اليوم أشبه بصحراء ملتهبة والصديق المخلص فيها هو النسمة العليلة والظل الظليل وقطرة الندى الباردة , فهو العافية للبدن , والضياء للعين والصوت الجميل للأذن .. فما سمات الصديق الجيد , وكيف يكون المرء صديقاً جيداً , ولماذا الشكوى المريرة عبر التاريخ من قلة الأصدقاء ؟ هذا ما سأوضحه لبناتي وأبنائي عبر السطور الآتية : - إن أول خطوة في اختيار الصديق تتمثل في الحرص على أن يكون صالحاً , ينتفع المرء بصحبته ويقتبس من أخلاقه , ويأوي إليه في الشدائد , وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : ( إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك - أي يعطيك - , وإما أن تبتاع منه , وإما ان تجد منه ريحاً طيبة , ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك , وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة ) , الحذر الحذر من رفقاء السوء , ومن لا همة لهم ولا طموح ؛ لأن تأثير الصديق السيئ أخطر بكثير مما تظنون . لا تنظروا إلى الصديق على أنه مصدر للنفع , ولكن انظروا إليه على أنه مصدر للأنس والهداية والثواب من الله - تعالى - وأي شيء أعظم من أن يقول الله ؛ تعالى يوم القيامة - كما في الحديث القدسي - ( أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم بظلي يوم لا ظل إلا ظلي ) - إن الذين يصلحون لأن يكونوا أصدقاء من الدرجة الممتازة هم دائماً قليلون وقليلون جداً , وذلك لعدد كبير من الأسباب , ولهذا يروى عن عمر - رضي الله عنه - أنه قال : ( إذا أصاب أحدكم وداً من اخيه , فليتمسك به , فقلما يصيب ذلك ) . وشكوى الناس من قلة الأصدقاء تعود إلى أنهم يريدون الكثير من الأصدقاء المخلصين , وهذا عسير للغاية . وأحياناً لا يعثر المرء على صديق ممتاز ؛ لأنه هو أصلاً ليس شخصاً ممتازاً . وفي أحيان كثيرة يكون القيام بأعباء الصداقة الحقيقية متعذراً على بعض الناس , فيعمدون إلى تقليص عدد أصدقائهم . - أشعروا أصدقاءكم أنهم يستطيعون الاعتماد عليكم في الأزمات والشدائد , وأن يطلبوا منكم المعونة دون أي حرج , ومن غير أن يخافوا من المن , وأشعروكم أن ما يسرون به إليكم يظل سراً مصوناً حتى لو ساءت العلاقة بينكم . - غضوا الطرف عن هفوات الأصدقاء , واستروا العيوب , وأقلوا من اللوم , وما أجمل قول أحد الشعراء في هذا المعنى : من لي بإنسان إذا أغضبته وجهلت كان الحلم رد جوابه . وقول آخر : وإني لمحاتج إلى ظل صاحب يروق ويصفو إن كدرت عليه . - من حق الصديق علينا أن ننصحه سراً , وأن نثني عليه أمام الآخرين , وأن نحمل كلامه على أجمل المحامل , ونقبل اعتذاره ... - كونوا أصدقاء جيدين , ولا تطلبوا من أصدقائكم أن يكونوا كذلك فانتظار المكافأة إخلال بمعنى الصداقة . - الصداقة أشبه بنبتة عزيزة تحتاج إلى سقاية ورعاية وحماية وإلا فقدناها . - أخيراً أقول لكم يا بناتي , وأينائي : إن هذه ليست أعباء ولا تكاليف ثقيلة , وأنتم ستأخذون ممن صادقتموهم مثل ما تعطونهم , وستنعمون بلفتاتهم الجميلة مثلما ينعمون بلفتاتكم .
يتبع
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:28 pm | |
| الشمعة ( 26 )
:لا ترضوا بالقليل ... أنتم يا بناتي وأبنائي تجسدون - بإذن الله تعالى - مستقبل هذه الأمة , فإذا كنتم صالحين أقوياء بارعين جادين كانت الأمة كذلك , وإن أمة الإسلام تسعى إلى استعادة دورها الإشادي وإلى استعادة مكانتها بين الأمم , ولهذا فإنها في حاجة إلى جيل جديد متشبع بآداب الإسلام ومفعم بالآمال , قادر على العطاء وصابر على طول الطريق , وليس لطموحاته حدود ... البداية أيها الأعزاء والعزيزات في تحرير النية والسعي في مراضي الله - تعالى - فالنية الصالحة تجعل الأعمال الصغيرة كبيرة , والنية السيئة تحول الأعمال الكبيرة إلى أعمال صغيرة .حين يتأكد الواحد منكم أنه يسير في الطريق الصحيح, فإن عليه ألا يرضى بالقليل , ولو أنكم عرفتم الآمال العريضة والطموحات الكبرى التي كان يحملها عظماء هذه الأمة لأدركتم كيف تشييد الحضارة الإسلامية العتيدة , وقد ذكروا أن هند بنت عتبة - رضي الله عنها - كانت تمشي في أحد طرقات مكة , وفي صحبتها ابنها معادوية وهو صبي , إذ قالت لها إحدى النساء : إن ابنك هذا سيسود قومه . فقالت هند : عدمته إن كان لن يسود إلا قومه ! وقد ظل معاوية - رضي الله عنه - والياً على الشام عشرين سنة ! ووالياً على عموم المسلمين عشرين سنة أخرى . وقد عبروا عن مديحهم للطموح العالي بتعبيرات كثيرة , منها ما هو شعر , ومنها ما هو نثر , ومن ذلك قول الجنيد : ( ما طلب أحد شيئاً بجد وصدق إلا ناله , فإن لم ينله كله نال بعضه ) . ويقول ابن القيم : ( علو الهمة من علامة كمال العقل , وإن الراضي بالدون دنيء ) . وقال المتنبي : وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام أصموا يا بناتي وأبنائي آذانكم عمن يقول : (ليس في الإمكان أبدع مما كان ) وعمن يقول : ( ما ترك الأول للآخر شيئاً ) فالساحة مليئة بالفرص العظيمة التي لم تكن موجودة من قبل . أنتم في حاجة إلى الطموحات الكبيرة حتى تستطيعوا استثمار أوقاتكم على النحو الأمثل , فالتجربة تدلنا على أن الوقت يتبدد سدى إذا لم نضغط عليه بآمال مستقبيلة . وإن طاقاتكم الكامنة وإمكاناتكم الهاجعة ستظل معطلة ومهمشة إذا لم تبعثوها وتستفزوها من خلال الأهداف الكبرى والمتألقة . هذه الحقائق هي موضع إجماع عالمي , ولا يصح غض الطرف عنها . ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟ إنه يعني الآتي : 1- حرروا نفوسكم باستمرار من الإحباط واليأس, ولا تسمعوا أبداً لكل أولئك الذين يزرعون فيكم الخوف , ويشدونكم نحو الخلف . احلموا بالحصول على الأشياء في إطار مبادئكم وتعاليم دينكم , وأطلقوا العنان لأخليلتكم , ثم فكروا في السبل التي يمكن أن تسلكوها لبلوغ ما تحلمون به . وما أروع قول أحد الحكماء : ( ليس الشباب بسواد الشعر ولا بنضارة البشرة , إنما الشباب بالارتقاء المستمر على مستوى العقل والروح وعلى مستوى الطموحات والتطلعات . 2- اكسروا رهبة الخطوة الأولى , وانتقلوا من التنظير والتخطيط إلى العملوالتنفيذ . 3- اصرفوا جزءاً من أوقاتكم في تطوير أنفسكم والاستفادة من الإمكانات التي بين أيديكم . 4- عودوا أنفسكم النهوض بعد كل كبوة والانطلاق بعد كل عثرة , فطريق المجد مملوءة بالأشواك والأحجار . 5- هموم الكبار وتطلعاتهم كبيرة وهموم الصغار صغيرة , وبعض الناس يملكون كل مقومات العظمة , لكنهم لم يصبحوا عظماء لا لشيء سوى ان اهتماماتهم تافهة ! ..
يتبع
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:29 pm | |
| الشمعة ( 27 )
:ادخروا للشدائد أعمالاً مميزة .. نحن العباد يا أبنائي وبناتي ضعفاء مهما بلغنا من القوة , وفقراء إلى الله - تعالى - مهما بلغنا من الغنى , وعلينا أن نتصرف دائماً في إطار هذه المفاهيم , وإني أحب أن أهمس في آذانكم بنصحية غالية , لا تقدر بثمن , وهي أن يحرص كل واحد منكم على أن يكون لديه عمل خيري مميز شخصي وخاص بينه وبين الله تعالى - يرجو ثوابه , ويدخره لأوقات المحن والشدائد , فيسأل الله - تعالى - به . وإن حسن الظن به - سبحانه - يدفع في اتجاه الثقة بالإجابة . تعرفون خبر أولئك الثلاثة الذين أووا إلى غار , فانحدرت صخرة من الجبل , فسدت الغار , وقد أدركوا أن هذا الأمر من الله - تعالى - وأنهم لن يخرجوا إلا بمعونة الله , فأخذوا يسألون الله - تعالى - بأفضل أعمالهم , وكانت أعمالاً مميزة وعظية ,وقد كانت النتيجة أن فرج الله عنهم , وخرجوا سالمين . وتعرفون يا أبنائي وبناتي خبر ذلك الرجل الذي كان يعمل في التجارة , فإذا رأى معسراً عاجزاً عن سداد ديونه له , قال لموظفيه : اتركوا ذلك الرجل , ولا تطالبوه بشيء , لعل الله - تعالى - يتجاوز عني , فتجاوز الله عنه و وغفر له . إذن العمل المميز هو عبارة عن رصيد احتياطي نسحب منه عند الحاجة , أو هيءة إسعافية , نستنجد بها عند الأزمات الكبرى , وحري بكل واحد منا أن يحرص على ذلك كل الحرص . ونحن يا أعزائي وعزيزتي على مستوى الأمة والمجتمع والوطن نريد أن نكون رواد إصلاح ودعاة خير , وأن نكون دائماً مصدراً للعطاء والتضحية , وإن خير ما يمكن أن تقدموه لأهلكم وبلادكم هو المبادرات العظيمة والنماذج السلوكية الرفعية , فالأمم لا ترتقي عن طريقالأفكار المجردة , وإنما عن طريق الصور والنماذج والقدرات ... إن الذي يقدم نماذج رفعية أكثر يكون حبه لوطنه أكبر . وهذه بعض الأمثلة الشارحة لهذه الفكرة : - هذه فتاة ترعى أرملة في حيها , ليس لها أحد يقضي حوائجها , فتخدمها وتساعدها في بعض شؤونها , وتؤنسها , وتمنحها بعض المال عند الحاجة . - شباب وفتيان يستيقظون يومياً قبل الفجر بساعة أو نصف ساعة , ليستغفروا ويصلوا ... ويوقظوا أهلهم إلى صلاة الفجر . -هذا شاب يلتزم بصدقة يومية قليلة , لكنها مستمرة . - هذه فتاة أخذت على نفسها عهداً بقول الحق والصدق في كلامها مهما كانت الظروف . - هذا شاب يتعلم منه كل زملائه كيف تكون الدقة في الالتزام بالمواعيد ومراعاة العهود والمواثيق . - هذه فتاة تقدم نموذجاً نادراً في بر الوالدين والشفقة عليهما . ماذا يعني هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟ إنه يعني الآتي : 1- لا تتمحوروا أبداً حول حسب أو نسب أو منصب أو مال , ليكن تمحوركم دائماً حول المبادىء التي تؤمنون بها والأعمال العظيمة التي تؤدونها . 2- احرصوا على إخفاء حسناتكم كما تحرصون على إخفاء عيوبكم . 3- أبدعوا في البحث عن العمل المميز الذي يمكن ان تقدموا به , حتى يغتني المجتمع بألوان السمو الخلقي والسلوكي .
يتبع
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:30 pm | |
| الشمعة ( 28 ) :المثابرة تصنع العجائب ... لو تصفحتم يا أبنائي وبناتي سير عظماء الرجال وعظيمات النساء , لوجدتم أنهم يشتركون في عدد من الصفات والعادات الحسنة , وهي التي جعلتهم عظماء ومتميزين , وستجدون من بين تلك الصفات ( المثابرة ) والقدرة على الاستمرار في العمل ؛ وذلك لأن الأعمال الصغيرة حين تستمر تتراكم , وتتحول إلى أعمال عملاقة , وكلكم يعرف ما تفعله قطرات الماء الواهية في الحجر الأصم , إنها مع الاستمرار تحفر فيه الأخاديد , وتغير شكله . إن كثيراً من عمل الشيطان يتركز في حرماننا من الاستمرار في الأعمال الصالحة والنافعة وصرفنا إلى التسلية أو عمل ما لا خير فيه , وقد أمر الله - تعالى - نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يلتزم العبادة إلى آخر لحظة في حياته حيث قال - سبحانه - : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) , وقال صلى الله عليه وسلم : ( من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه , فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كتب الله له كأنما قرأه من الليل ) . إن المسلم يحرص على أداء ما التزم به من التنفل والتطوع في ليله , فإن فاته شيء لأي عارض , فإنه يبادر إلى قراءته وأدائه في الشطر الأول من النهار , ليعلن بذلك أنه لم يهزم , ولم يتراجع , وأنه قادر على استدراك ما فاته في أقرب وقت . وفي سياق التحذير من النكوص والتراجع وفقد الاستمرار على صعيد العبادة يذكر عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ( يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل , فترك قيام الليل ) . ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟ إنه يعني الآتي : 1- عودوا أنفسكم طلب المعونة من الله - تعالى - في كل شأن من شؤونكم . 2- على كل واحد منكم أن يرتب على نفسه مهمات يومية على صعيد العبادة والقراءة وإنجاز بعض الأعمال النافعة , وليحاول أن يكون ما يلتزم به ضمن طاقته وقدرته , وليحذر من الإكثار حتى لا يقع في العجز والسأم , وحتى لا يجد في نفسه مسوغاً للانقطاع . 3- حاولوا مصاحبة ذوي الهمم العالية وأهل الاستقامة والثبات حتى تقتبسوا من عزائمهم . 4- قاوموا وساوس الشيطان لكم بالانقطاع عن العمل , وجاهدوا أنفسكم في ذلك . 5- التزموا بقضاء ما يفوتكم من ساعات القراءة والعمل التطوعي وذلك من باب تربية النفس وحملها على العزائم . 6- رتبوا على أنفسكم بعض العقوبات الشخصية حين تقصرون في أداء ما أنتم ملتزمون به , كأن يقرأ الواحد منكم مدة ساعة ونصف مقابل إهماله في القراءة مدة ساعة . 7- اقرأوا في تراجم بعض الذين حققوا إنجازات كبيرة لتتعلموا منهم الآليات التي مكنتهم من الارتقاء إلى القمة . 8- لا تتحدثوا عن قرباتكم إلى الله - تعالى - أمام الناس حتى تحصنوا أنفسكم من الرياء . | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:31 pm | |
| الشمعة ( 29 ) :
أعظم الفنون ... الدماغ أعظم ما وهبه الله - تعالى - لبني آدم بعد نعمة الإيمان , لكنهم لا يستفيدون منه على الوجه الصحيح , فقد دلت بحوث كثيرة في مجالات مختلفة على أن العقل البشري لم يستخدم إلا في حدود ( 1 % ) من طاقته الحقيقية . ومن هنا فإنه يمكن القول : إن فن التفكير هو أرقى الفنون على الإطلاق وأجداها على البشر ؛ وذلك لأننا من خلاله نبني اتجاهاتنا , ونبدع ونخترع , ونكتشف عيوبنا ووجود قصورنا ... من المؤسف يا بناتي وأبنائي أننا لا نمارس التفكير المثمر إلا عند الضرورة , وإذا مارسناه مارسناه عند الحد الأدنى ؛ وذلك بسبب صعوبته , وبسبب عدم تدربنا عليه في الصغر . أنا هنا لا أستطيع أن أشرح لكم كثيراً عن ( فن التفكير ) لكن يمكن أن أقدم إليكم بعض الملاحظات المهمة والمفيدة - إن شاء الله - في بعض ما يتصل به : 1- إن عقولنا تشتغل على المعلومات التي لدينا , فإذا كانت جيدة وموثوقة , فإنه يمكن لأحكامنا وتصوراتنا وآرائنا أن تكون صحيحة أو قريبة من الصحة . أما إذا كانت مشوهة أو مكذوبة , فإن نتائج تفكيرنا ستكون غالباً خاطئة , تماماً كما لو قيل لك إن الدراسة في الجامعة الفلانية سهلة جداً , ففكرت في أمرك ورسمت خططك المستقبلية , وقد سجلت فيها بناء على ذلك , ثم تبين لك أنها صعبة جداً , ولا تستطيع أثناء الدراسة فيها ممارسة أي عمل آخر , لا شك أنك سوف تفاجأ , وتصاب بالإحباط , ويدخل الاضطراب على كل ما خططت له ؛ ولهذا شدد القرآن الكريم على مسألة الصدق والأمانة في نقل الأخبار , كما أوصى بالدقة في التعبير عن الوقائع , كما هو معروف . حاولوا دائماً أن تفكروا في مدى صواب ما تقرأون وما تسمعون قبل أن تسمحوا له بالتسرب إلى عقولكم . أنتم تسمعون وتحفظون الكثير , ولكن انتبهوا إلى أننا لا نريد لعقولكم أن تتحول من عقول فارغة من المعلومات غلى عقول ( ممتلئة ) وإنما نريد ان تتحول إلى عقول ( منفتحة ) تمارس الملاحظة والتحليل والنقد وتكشف عن العلاقات والارتباطات بين الأشياء , وهذا يا أبنائي وبناتي ممكن من خلال الاهتمام وطرح الأسئلة الذكية : لماذا يبدو زميلي فلان مسروراً على نحو دائم مع انه فقير جداً ؟! ما الأسلوب الأمثل للاستفادة من أساتذتي ؟ ما الأولويات التي علي أن أراعيها خلال هذا الشهر ؟ كيف يكون في إمكاني إدخال السرور والرضا على قلب والدتي رغم حزنها الشديد بسبب فقد أخي ؟... 2- حين يريد أحدكم الإقدام على شيء مهم مثل اتخاذ قرار الزواج من فتاة معينة أو اختيار نوعية التخصص في الجامعة ... فإن عليه أن يقوم بعملية ( عصف ذهني ) على انفراد أو بمشاركة بعض الزملاء - وهذا أفضل - حول ما يريد اتخاذ قرار فيه : ما ميزات ذلك التخصص ؟ وهل أنا مؤهل للدراسة فيه ؟ وهل سأجد فرصة جيدة للعمل بعد الانتهاء منه ؟ ما العقبات التي يمكن أن تواجهني أثناء دراستي ؟ هل فعلاً هذا أنسب تخصص وأفضل تخصص أسعى للدراسة فيه ؟وهكذا ... ولا يصح القيام بنقد الأقوال التي تطرح أثناء عملية العصف الذهني , وتكون كل الأفكار المعروضة مقبولة - مهما كانت تافهة - وموضع ترحيب , وبعد الانتهاء تتم غربلة ما تم طرحه من أجل فوز واستبعاد الأفكار الضعيفةوغير المنطقية . 3- في حياة كل واحد منكم قضايا مصيرية وكبيرة , وهي تحتاج إلى أن تتخذوا فيها قرارات حاسمة ومهمة , وإن عليكم أن تعطوها حقها من التمحص والتفكير والمشاورة ... القرار الكبير هو ذلك القرار الذي يؤثر على نحو كبير في حياة صاحبه وفي حياة أسرته أيضاً ؛ وذلك مثل القرارت المتلقة بالزواج والدراسة وانتقال السكن من القرية إلى المدينة ومثل السفر إلى بلد بعيد لمدة طويلة جداً ومثل إقامة مشروع كبير , يضع المرء فيه كل أمواله ... لدينا شيئان خطيران على هذا الصعيد هما العجلة وعدم الاكتراث , بمعنى عدم القيام بالدارسة الكافية قبل اتخاذ القرار . 4- استخدموا في تفكيركم المنطق والاستدلال والبراهين المجردة , واستخدموا التجارب والوقائع المماثلة في حياتكم , واستخدموا حواسكم , أي القوى غير الواعية لديكم , فإن لديها الكثير مما تقوله لكم , وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( البر ما اطمأنت إليه النفس , واطمأن إليه القلب , والإثم ما حالك في النفس وتردد في الصدر , وإن أفتاك الناس وأفتوك ) . 5- فكروا فيما تقرأونه , وحاولوا مناقشة الكاتب في بعض ما كتبه , فالكاتب في النهاية بشر يخطئ ويصيب , وقد يتبع هواه , وإن الشاب الفطن والفتاة النجيبة يعرفان كيف يقيمان للكتاب ما يشبه المحاكمة , وذلك من أجل الإضافة إلى المعرفة .
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:31 pm | |
| الشمعة ( 30 ) :
الرحمة فوق القوة ... أرسل الله - تعالى - محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين , وهذا يتطلب من كل مسلم أن يتأسى بنبيه حتى يسود أجواءنا الاجتماعية التعاطف والتراحم والشفقة والبر , وقد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم سبطه الحسن وعنده الأقرع بن حابس , جالساً , فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً , فنظر إليه الرسول وقال : ( من لا يرحم لا يُرحم ) . إن العولمة يا أبنائي وبناتي تنشر اليوم روح القوة وأخلاقيات السيطرة والمنافسة , وأنتم تلاحظون هذا من خلال الدورات التدريبية الكثيرة التي يلتحق بها الشباب ومن خلال الإعلانات التجارية التي تفوق الحصر , ومن خلال الأحاديث التي نتداولها في المجالس . لا شك في أن أمة الإسلام في حاجة اليوم إلى أكبر عدد ممكن من الأقوياء والناجحين والمتفوقين , لكن لا يجوز أبداً أن يتضخم ذلك على حساب الرحمةوالإحساس بمن حولنا , فالرحمة تتصل بالعطاء والبذل والإحسان على حين أن القوة تتصل بالأخذ والاستحواذ والغلبة والسيطرة , ومن المهم أن ندرك ذلك على نحو جيد . نحن يا أبنائي وبناتي حين نعطف على الفقير والضعيف والمعوق وذي الحاجة واليتيم , فإننا نصبح قريبين من الله - تعالى - وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( ابغوني - أي أحضروا لي - الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ) . ماذا يعني هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي ؟ إنه يعني الآتي : 1- على كل واحد منا أن يحذر من أن يغتر بقوته أو ثروته أو منصبه ... فيتحول إلى متكبر جبار , لا يعرف للرحمة معنى , فيعرض نفسه لعذاب الله - تعالى - فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره و ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ متكبر ) . 2- تجاوبوا مع المشاعر الحزينة , وأظهروا الثأثر والاهتمام بما تسمعونه وترونه من فواجع زملائكم وجيرانكم وإخوانكم المسلمين , وتعاطفوا معهم وساعدوهم . 3- ارحموا الخدم , ودربوا أنفسكم على غض الطرف عن هفواتهم , وليتخيل كل واحد منكم ما الذي يتوقعه من البر والرحمة لو كان في مثل حالهم , فليقدمه لهم . 4- لا تشتموا بالعصاة والمذنبين , ولكن أشفقوا عليهم وارحموهم وانصحوهم , وحاولوا أن تأخذوا بأيديهم إلى طريق الهداية . 5- أحق الخلق بالرحمة هو نفوسنا , ورحمتنا لها بأن نحاول إعتاقها من عذاب الله - تعالى - من خلال الاستقامة والعمل الصالح , كما أن علينا أن نرحمها من خلال ترك توبيخها على نحو دائم , إذ ليس من الصواب ان نمارس الجلد الذاتي بسبب ومن غير سبب , بل على الواحد منا ان يراجع أعماله , فيحمد الله , ويشجع نفسه , ويتفءل تارة , ويلوم نفسه , ويعزم على الكف عن الخطأ والمعصية تارة أخرى .
يتبع | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:31 pm | |
| الشمعة ( 31 ) :
حصنوا أنفسكم من الخوف ... نحن لا نرى إلا جزءاً من الواقع وتفاعلاته , كما أن المصادر التي يمكن أن تأتينا منها الأخطار والمنغصات كثيرة , وإن حاجة الإنسان إلى الأمن والطمأنينة والسلام , لا تقل عن حاجته إلى الأكل والشرب , فكيف يمكن لأبنائي وبناتي أن يشعروا بالأمن , ويطردوا عن أنفسهم الخوف والقلق المزعج والمعوق ؟ لعلي أملس ذلك عبر المفردات الآتية : - يخبرنا الله - تعالى - في العديد من الآيات أن الإيمان والعمل الصالح يوفران المظلة الأمنية التي نحتاج إليها في الدنيا والآخرة , حيث يقول - عز وجل ؛ (قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) , ويقول - سبحانه - : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ ) . وقال - عز وجل - : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ) . وإن عمل السيئات مدعاة إلى سلب الأمن , كما قال - سبحانه - : (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ ) . إن الشرك بالله - تعالى - وعقوق الوالدين والبغي وظلم الناس هي اكبر مصادر التهديد لأمن الواحد منا ؛ وإن الإيمان والإحسان إلى الخلق والصدقة والعدل هي أوسع أبواب الامان والسكيتة والرحمة , فاحرصوا يا أبنائي على أن تبددوا الخوف بالطاعة والاستقامة على أمر الله ؛ تعالى . 1- يظل قدر من الخوف من الهزيمة والإخفاق شيئاً جيداً ما دام يولد لديكم الشعور بالمسؤولية , ويحفزكم على العمل والإتقان والمثابرة , فإذا صار عبارة عن هم ليس أكثر صار شيئاً سيئاً ومؤذياً , فهل هذا واضح ؟ 2- لننظظر إلى الحياة الدنيا على أنها ليست داراً للهناء التام والنجاح المستمر والعافية الدائمة ... إن فيها المسرات والمكدرات بأنواعها , وإن علينا أن لا نشغل بالنا بما يمكن أن يحدث لنا من مصائب وكربات , فإن هذا من الإخفاق في إدارة المشاعر , ومن باب استعجال الخوف من غير أي مسوغ . 3- تذكروا دائماص أن الله - تعالى - ينزل من المعونة والصبر على مقدار ما ينزل من الشدة والبلاء , ولهذا فلنفوض أمورنا إلى الله , وسنكتشف أنه لا داعي للجزع مما يحدث في المستقبل . 4- لزوم الحق والصواب والابتعاد عن الكذب والغش والخداع والتقصير في أداء الواجبات المختلفة ... من الأمور الضرورية للشعور بالأمن والتخلص من الخوف . 5- الغموض والشك والخرافة والجهل مصادر مهمة للخوف , ووقاية النفس منها تكون عن طريق العلم والمعرفة والفهم والحرص على الوضوح . 6- عودوا أنفسكم الدخول في شيء من المجازفات ذات المخاطر القليلة ؛ لأن ذلك يؤكد لديكم الثقة بالنفس , ويطرد المخاوف التي تتولد من الركود وحشر النفس في الزاوية الضيقة , وما أجمل قول أحدهم : ( إن الجبناء يموتون مرات عديدة قبل موتهم الحقيقي , والشجاع لا يذوق طعم الموت إلا مرة واحدو ) .
يتبع | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:32 pm | |
| الشمعة ( 32 ) :
عيشوا زمانكم ... لو تأملنا يا أبنائي وبناتي في حياة الآباء والأجداد , وتأملنا في حياتنا اليوم لوجدنا أن هناك دائماً الأخيار والأشرار , الجادين والهازلين , الذين يعطون والذين يأخذون ... أن تعيشوا زمانكم يعني أن تفهموا عقله وروحه , ثم تحاولوا الانسجام مع أفضل ما فيه , وأحسن ما يمتلكه أخله . قال أحد الحكماء مرة : ( إذا لم تكن لك روح عصر كانت لك كل شروره ) . وهذا صحيح ودقيق , فإذا كان الواحد منا جاهلاً بين جهال وفوضوياً بين فوضويين وفقيراً وضعيفاً بين ضعفاء , فالمشكلة ليست كبيرة , لكن المشكلة الكبرى أيها الأعزاء والعزيزات أن يكون المرء جاهلاً بين علماء وضعيفاً بين أقوياء .... أتعرفون ماذا يحدث حينئذ . إن الذي يحدث هو أن تُحل مشكلات كل من حوله على حسابه , وهذه سنة من سنن الله - تعالى - في الخلق . قد تقولون : ما روح عصرنا التي علينا أن نمتلكها أو نتفهمها , أو نتكيف معها ؟ وأقول : إن روح عصرنا تتمثل في الآتي : 1- القيم والمثل التي تشكل مضمون الاستقامة الفردية والاجتماعية , وذلك مثل الصدق والأمانة والدقة والتعاون وتفهم ظروف الآخرين والمثابرة والانفتاح . 2- امتلاك دوافع قوية توجه سلوك الواحد منكم نحو المعالي , وتجعله صاحب رسالة , يريج إيصالها للناس وصاحب رؤية وطموحات كبيرة يود أن يراها محققة . 3- أهداف محددة وواضحة لها برنامج يومي , تجعل صاحبها يشعر بأنه يتقدم نحوها باستمرار . 4- التعلم الجيد , وهذا يكون من خلال الالتحاق بمدارس وجامعات جيدة مع محاولة التفوق فيها , كما أنه يكون من خلال اهتمام الشاب والفتاة بفرع من فروع المعرفة إلى درجة النبوغ الواضح فيه . 5- تنظيم الشأن الشخصي والاستفادة القصوى من الوقت والتزام الدقة في المواعيد إلى جانب الحرص على طاعة النظم والقوانين السارية مما يحقق المصلحة العامة , ويساعد على وضوح الواجبات وحفظ الحقوق . الروح التي تجسدها هذه القيم والمعاني والمفاهيم هي الروح التي يتمتع بها أهل النفوذ والريادة والقيادة وهي الروح التي يحتاجها أبناؤنا وبناتنا كي يعيشوا زمانهم بكفاءة واستقامة . ولا يخفى عليكم أن كل القيم ... التي أشرت إليها هي في الأصل قيم إسلامية لقيت الإهمال من كثير من المسلمين مع الأسف الشديد ! من يفقد الروح التي أشرت إليها قد يحرز نصراً سريعاً في مجال من المجالات , لكن ذل لا يدوم , وقد لا يكون مشروعاً , فيصبح وبالاً على صاحبه ! .. ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟ إنه يعني الآتي : 1- عصرنا هذا مملوء بالفرص والتحديات , وحتى تتمكنوا من مواجهة تحدياته , فإن عليكم أن تستثمروا فرصه . 2- الجدارة والكفاءة والاستقامة والتفتح الذهني مفردات أساسية في قاموس هذا العصر . 3- احذروا الفهم الخاطىء للمعاصرة , والذي يدفع الكثير من الشباب والفتيات إلى التحلل الخلقي , ويضعهم على طريق الضياع الشامل . 4- لا ترضوا أبداً ان تكونوا أشخاصاً عاديين , وابحثوا عن الريادة والتفوق وتقدم الصفوف من خلال الالتزام بما سبق الإرشاد إليه . والله يتولانا وإياكم بلطفه وكرمه .
يتبع
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:32 pm | |
| الشمعة ( 33 ) :
تقبلوا الاختلاف ... جرت عادة الناس يالإلحاح على التوافق والانسجام ؛ لأنهم يعرفون أن الخلاف موحش , وقد يؤدي إلى صراعات مريرة ؛ وهذا حق , لكن من عادة الناس أيضاً أن يطلب كل واحد منهم من غيره أن يوافقه , وينسجم معه , وينسى أن عليه أن يطلب من نفسه مثل ذلك ! أنتم يا بناتي وأبنائي تعيشون في زمان كل شيء فيه إلى اتساع وتنوع , وأنتم تلاحظون أن الخيارات على كل صعيد باتت كثيرة جداً , وإن من شأن هذا أن يجعل دوائر الخلاف أوسع بكثير مما كان عليه الأمر في الماضي , وهذا يتطلب منا ان نفهم مسائل الاتفاق والاختلاف على وجه حسن . ولعل مما يفيد في ذلك الآتي : - الاختلاف سنه من سنن الله - تعالى - في الخلق وهذا ما نفهمه من قول الله - تعالى - : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ ) . وقال - عز وجل - : (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) . روي عن بعض أهل العلم أنهم قالوا في تفسير هذه الآية : ( وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) أي للرحمة والاختلاف , فمن شأن الله - تعالى - الرحمة بعباده , ومن شأن عباده الاختلاف فيما بينهم . وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم : ( تجدون الناس كإبل مءة لا يجد الرجل فيها راحلة ) . فقد يكون لدى المرء مئة ناقة , ثم لا يجد بينها واحدة , تتوفر فيها كل الصفات التي تجعل منها المركب الهنيء والمفضل للأسفار , وهكذا فقد يبحث الواحد منا بين المئة والمئتين من المعارف والزملاء فلا يجد شخصاً واحداً يوافقه تمام الموافقة في أفكاره وعواطفه وأمزجته ... - اختلاف عقولنا ونفوسنا وأهوائنا أشبه باختلاف وجوهنا , حيث إن من النادر أن تجد وجهين متفقين في كل التفاصيل والملامح , ولكن على مستوى التقسيمات العامة فإن في كل وجه خدين وعينين وحاجبين وجبيناً وانفاً وفماً وذقناً , وهكذا يا أبنائي وبناتي الناس تجمعهم امور وعامة , وتفرقهم التفاصيل الصغيرة , وينبغي أن نتقبل هذه الوضعية على ما هي عليه . - فطر الله - تعالى - الناس على طبائع مختلفة , فمنهم من يميل إلى التفاؤل , ومنهم من يميل إلى التشاؤم وسوء الظن , ومنهم من هو صابر وهادىء وحليم , ومنهم من هو غضوب ملول ضيق الصدر .... وهذا يؤدي إلى كثير من الاحتكاك اليومي وكثير من النزاع . - من الناس يا أبنائي وبناتي من نشأ في أسرة تعامل أبناءها بالرفق واللين والتدليل , ولهذا فإنهم يظنون أن الحياة رخية , وأن الناس كلهم طيبون . ومنهم من نشأ في أسرة يسودها الظلم : ظلم الأب أو زوج الأم أو زوجة الأب ... ولهذا فإنه ينظر إلى العالم بمنظار أسود , ويسيء الظن بكل من يقابله . ما الذي يعنيه كل هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي ؟ إنه يعني الآتي : 1- لا ينظر أحدكم إلى نفسه على أنه الأصل في كل شيء , ولذا فليس على الآخرين سوى أن يكونوا صورة عنه . لدى كل الناس ما يُمدح و وما يُذم , ولديهم ما هو صواب , وما هو خطأ . 2- حاولوا فهم وجهات نظر الآخرين وخلفياتهم وظروفهم , واتخذوا من الإعذار والتسامح منهجاً تمضون عليه مع كل ذلك . 3- انظروا إلى الاختلاف على أنه مصدر ثراء وغنى وتنوع , وليس شيئاً يضعف الأمة , أو يكدر صفاءها , فنحن إذا اتفقنا في الكليات لم يضرنا الخلاف في الجزئيات والفرعيات . 4- حين يكون الامر ظنياً اجتهادياً , فإن الصواب غالباً مع الأكثرية الكاثرة , لكن حين يكون الافتراق بين الناس في أمور قطعية وظاهرة , فالصواب مع اهل الحق ومع من معه الدليل والبرهان , وهذا ما عناه ابن مسعود - رضي الله عنه - حين قال : ( الجماعة ان تكون على الحق ولو كنت وحدك ) فإذا كانت هناك قرية لا يصلي فيها إلا رجل واحد , فذلك الرجل هو الجماعة وعلى أهل القرية جمعياً ان يرجعوا إليه . 5- لنتهم أنفسنا عوضاً عن اتهام الآخرين . 6- اعتمدوا الحوار والتفاوض من اجل الوصول إلى أفضل بلورة ممكنة في المسائل المختلف فيها .
يتبع
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:33 pm | |
| الشمعة ( 34 ) :
شيء من المرح ... مع أن الأمة تحتاج إلى الوقت وتحتاج إلى الجدية من أجل استدراك بعض ما فاتها على صعيد التقدم العمراني , إلا أنه سيظل من المهم أن نحمي أنفسنا من ( الجدية الغبية ) التي تجعل المرء أشبه بالمحرومين والمنكوبين , ما الذي يمنع الذي يبذل جهداً مضنياً حتى يبلغ قمة الجبل أن يستمتع بالمناظر الخلابة التي يمر بها في طريقه ؟ وما الذي يمنع الصيلد الذي خرج لكسب رزقه من أن يذكر الله - تعالى - ويبتهج كلما نظر إلى أكواج البحر الهادئة ؟ إن شيئاً من الضحك وشيئاً من عبث الأطفال ومن الطرفة ... يجعل للحياة طعماً لذيذاً في الفم , ويخفف عن الروح بعض أعبائها . وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم وهو من هو في وقاره وعظمته وخشيته لله وعو همته - يمازح أصحابه , ويضحك مما يضحكون منه , ويتعجب مما يتعجبون منه , وهو الذي قال : لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) .وقال عبد لله بن الحارث - رضي الله عنه - : ( ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وكان يتفاعل مع الأخبار السارة , فيظهر البشر على محياه , وقد قال أحد أصحابه : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُر استنار وجهه كأنه قطعة قمر , وكنا نعرف ذلك ) . حاولوا أن تضحوا من قلوبكم , ورفهوا عن أنفسكم من خلال شيء من اللعب والمزاح والرياضة , وقاوموا الرتابة والسآمة , فإنهما عدوان لدودان للسعادة ؛ وليكن كل ذلك في إطار آداب الشريعة الإسلامية الغراء وفي إطار التوسط والاعتدال . كما ان السيارة تحتاج إلى طاقة كي تتحرك وتسير , وكذلك الإنسان يحتاج إلى وقود روحي يحركه نحو المعالي , ويدفعه في سبل الخير , وإن التفاؤل والبشر والأمل والمزاح والملاحظات الذكيه والطريفة , تشكل شيئاً مهماً في ذلك الوقود . ما الذي يعنيه كل هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ؟ إنه يعني الآتي : 1- اتخذوا من الضحك صمام امان من الاكتئاب والتوتر , واجعلوا منه وسيلة للحفاظ على سلامة العقل والنفس , وكما قال أحد الخبراء : إنك لن تستطيع أن تجمع بين الضحك والاكتئاب , ولكن لا تنسوا الاعتدال في هذا وفي كل شيء . 2- إن الطرفة المهذبة تشكل أداة لإثارة أعماق الروح . وإن المرء حين يضحك من رفة سمعها , تلمع عيناه بالامتنان لمن ساقها . 3- تعلموا الضحك من الأطفال الصغار , فهم يضحكون بسهولة ومن أي شيء , وفي إمكانكم فعل ذلك إذا فكرتم بطريقتهم وحلمتم بأحلامهم وتذكرتم كلماتهم . 4- تخلصوا بالمرح والضحك والمزاح من رذيلة الكبر والتعالي على الناس ومن الوقار المصطنع والادعاء الكاذب وجفاف الروح . 5- شبه أحدهم الإنسان من غير مرح بالسيارة التي تسير من غير ماصات اصطدام - مساعدات - إنها ترتج وتنتفض بطريقة سيئة مع كل حصاة في الطريق . احرصوا على مواجهة صعوبات الحياة وآلامها من خلال الاستبشار بمعونة الله - تعالى - ومثوبته ومن خلال رؤية الوجه الجميل للأشياء . 6- عودوا أنفسكم أن تتحدثوا مع بعض الزملاء والأصدقاء عن بعض القصص الطريفة التي جرت معكم والتي تجعلكم تضحكون من أنفسكم احياناً , فالناس يحبون الأشخاص الذين يتصفون بهذه الصفة . حاولوا دائماً أن تضحوا مع الآخرين لا عليهم , واحذروا في كل ذلك الكذب والغيبة. 7- افرحوا بالطاعة والإنجاز وبلقاء الأهل والأصدقاء , وعبروا عن شكركم لله واغتباطكم بفضله في كل حين . [size=32][/size]يتبع | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:35 pm | |
| الشمعة ( 35 ) :احترام الحقيقة ... عظمة المرء يا أبنائي وبناتي من عظمة ما يؤمن به , وما يفديه , وما يدافع عنه , وإن ديننا الحنيف الذي نفخر بالانتماء إليه يوجهنا إلى حب الحق واحترام الحقيقة , وأن نتعامل معها كما هي من غير تزيين ولا تقبيح . وإن الحق من أسماء الله - تعالى - ونبينا صلى الله عليه وسلم جاء بالحق , وبالحق قامت السموات والأرض ؛ وإن التثبت من صحة ما نسمع , وما نقرأ يشكل البداية لتحديد موقفنا منه والبداية لموالاة الحق ونصرته . أنتم تسمعون اليوم الكثير من الأخبار المتداولة , وتقرأون كثيراً مما يكتب على ( الإنترنت ) وتلاحظون أن كثيراً منه مجهول المصدر , كما أن أسماء كتاب بعضه مستعارة , وأسانيد الروايات التي نسمعها حول كثير من الأشياء مجهولة ... هذا كله يلزمنا ألا نسارع إلى تصديق ما نسمع ونقله ونشره حتى لا نكون شركاء في تعميم الأخبار المغرضة والعارية عن الصحة , وأنتم تعرفون ما ذكره الله - عز وجل - في هذا الشأن حين قال : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) . وقال - سبحانه - : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) . إنه توجيه كريم للمؤمنين إذا كانوا في الغزو ألا يعجلوا في القتل حتى يتبين لهم المؤمن من الكافر . ما الذي يعنيه هذا بالنسبة غلى بناتي وأبنائي ؟ إنه يعني الآتي : 1- دربوا انفسكم على عدم تصديق كل ما تسمعونه من خلال إثارة التساؤل حوله وإعمال العقل فيه , ودربوا كذلك على الإقلال كذلك من روايته ونشره , ةقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) . 2- ابحثوا دائماً عن مصدر القول الذي تسمعونه , وحاولوا معرفة ناقليه , هل هم ثقات مؤتمنون او لا ؟ 3- في الغالب يكون ثبوت ما تشاهدونه أعظم وأشد من ثبوت ما تسمعونه , وكلما طالت سلسلة الرواة والناقلين للخبر , كانت إمكانية وقوع الخطأ والوهم أكبر . 4- تثبت التجارب والوقائع التي تفوت الحصر أن النقل الشفوي يظل غير دقيق , والناس يزيدون في الأخبار الشفوية حسب فهمهم وأمزجتهم وأهوائهم , فلا تتعاملوا مع ما تسمعونه من روايات تعاملاً حرفياً , ولا تثقوا بكل مفرداته وتفاصيله . 5- كلما انطوى الخبر على غرائب وأمور غير مألوفة وجب علينا أن نتوقف وندقق فيه اكثر ؛ لأن كثيراً من ذلك يكون غير صحيح أو مبالغاً فيه . 6- لا يعرف حجم الشيء , ولا يعرف مقداره وخطؤه وصوابه حتى ينتهي و ولهذا فغن المطلوب منكم هو التربث في إصدار الأحكام إلى أن ينتهي المتحدث من كلامه , والكاتب من موضوعه والذي قد ينشره على حلقات عدة . يتبع | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:36 pm | |
| الشمعه ( 36 )
الخصم اللدود
شيء أساسي في حياتكم أبنائي وبناتي أن تعرفوا عدوكم الأكبر وخصمكم اللدود حتى توجهوا كل جهودكم من أجل مقاومته دون هوادة . أتعرفون ما هو ؟ . إنه القصور الذاتي والضعف الشخصي . وقد تقولون لي : ما معنى القصور الذاتي ؟ وأقول لكم : إني أعني بالقصور الذاتي هنا عدم كفاية القدرات الذاتية للمرء أو عدم استثمارها على النحو الأمثل , كما أعني به ضعف إدارته على صعيد مقاومة رغباته وعلى صعيد قيامه بمسؤولياته . من السهل دائماً أن يجد كل واحد منا شخصاً أو جهة أو حادثة أو ظرفاً ... يدعي أنه هو السبب في إخفاقه ومشكلاته , لكن ذلك كثيراً ما يكون غير موضوعي وغير مفيد أيضاً . حين هُزم المسلمون في (غزوة أحد) , وقال بعضهم : كيف نُهْزم ونحن جند الله , نزل قوله تعالى : { أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير } . كونوا على ثقة يا بناتي وأبنائي أنه لا يستطيع أحد أن يؤذي أياً منكم من غير إذنه , وكونوا على ثقة كذلك بأن المرء يظل قادراً على الإساءة إلى نفسه أكثر من أي شخص آخر وهذا الكلام ينطبق على الجماعات والشعوب والأمم ...
القصور الذاتي يتجلى في العديد من الأمور , منها الآتي :
1-عدم وضوح الأهداف التي يسعى إليها المرء , حيث إن كثيراً من الشباب والشابات , لا يعرفون ماذا يريدون ولا يعرفون الشيء الذي سيشكل الفرق بين ما هم عليه اليوم , وبين ما سيكونون عليه بعد ثلاثين عاماً . هناك أمنيات وطموحات وأحلام وتطلعات , لكن ليس هناك أهداف . إن الهدف حين لا يكون واضحاً ومحدداً , فإنه لا يحفز صاحبه على العمل والعطاء وبذل الجهد , وهذا ما يعاني منه كثيرون من رجالاً ونساءً وشيباً وشباباً .
2-الكسل وفتور الهمة بسب فتور الدوافع والمحرضات على العمل . وقد قال أحد الحكماء : إن الإنسان ليس ضئيلاً ولا عاجزاً , لكنه كسول إلى حد بعيد . إن من المهم أن ندرك أن للأعمال المضاعفة نتائج مضاعفة , وإن لتضييع الأوقات سدى , ولأداء الأعمال ببطء وخمول نتائجه الردئية التي لا تخفى .
3-تسهم الفوضى بحظ وافر في القصور الذاتي , ولا سيما في هذه الأيام , فنحن كما تعرفون نعيش في عصر شديد التعقيد , وكثير المتطلبات , والفرص فيه عظيمة , ولذلك فلابد من تنظيم الشأن الشخصي وترتيب الأولويات . ألزموا أنفسكم بأداء شيء جيد على نحو يومي مثل قراءة جزء من القرآن والمحافظة على صلاة الجماعة وقراءة في كتاب جيد , والوصول إلى مكان العمل في الوقت المحدد , وأداء خدمة تطوعية صغيرة ... فهذا يحد من الفوضى في حياتكم الشخصية .
4-التسويف عدو كبير لأصحاب النفوس الكبيرة والهمم العالية , ونحن سمعنا وقرأنا الكثير عن مساوئ التسويف , ومع هذا فإن كثيرين منا يعملون وفق المقولة التالية : " كل شيء تستطيع إنجازه غداً فلا تنجزه اليوم " ! إن التسويف نوع من العطالة والبطالة ونوع من التهرب من أداء الواجبات , وعواقبه كثيراً ما تتجلى في فوات بعض الخير ووقوع بعض الخسائر . إن الزمان لا ينتظر أحداً , ومن كان عاجزاً عن أداء واجبات اليوم , فسيكون أشد عجزاً إذا اجتمعت واجبات اليوم والأمس . أوقدوا شعلة الإيمان في صدوركم , واتركوا نورها يضيء كل جوانب حياتكم , تخلصوا من العجز والكسل والتسويف والغموض والفوضى مستعينين برب كريم رحيم ودود معين .
يتبع
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم الأحد يونيو 19, 2016 3:36 pm | |
| الشمعه ( 37)
ابحثو عن الفرص
لم يمر على الناس زمان استخدموا فيه كلمات (فرصة) كما هو حاصل اليوم , وهذا إن دل على شيء , فإنما يدل على كثرة الفرص وكثرة المهتمين بها . إن الله تباركت أسماؤه جعل تطور مجالات الحياة وأنواع التغير التي تطرأ على أوضاع البشر من أسباب تجدد الفرص والإمكانات التي يمكن للبشر أن يستفيدوا منها , ولهذا فإني أود من أبنائي وبناتي أن يؤمنوا على نحو جازم أنه ما دام هناك حياة وأحياء , إذن هناك فرص للعمل والسعادة والنجاح والعطاء والترقي .... لكن لابد من القول : إن الفرص أشبه بالأسماك , فالفرص الصغيرة وغير القيِّمة أشبه بالأسماك الصغيرة التي نجدها قرب الشواطئ في المياه الضحلة . أما الفرص العظيمة , فهي أشبه بالأسماك الضخمة وأشبه باللآليء العظيمة التي تحتاج إلى الذهاب إلى لجج البحر وإلى الغوص في أعماقه .
من النادر أن تطرق الفرصة باب أحد إلا إذا كان متميزاً ومشهوراً جداً . أما الشباب والفتيات وحديثو التخرج , فإن عليهم هم أن يبحثوا عن الفرص بجدية وحسب الأصول . بعض أبنائي وبناتي يبحثون عن عمل عشرة أيام أو عشرين يوماً فإذا لم يجدوا بغيتهم جلسوا يندبون حظهم , ويشكون من سوء الأحوال , وهذا ليس بالشيء الجيد . هناك أناس بحاجة إليك وإلى خبرتك وتخصصك , وهناك جامعات ستكون مسروراً إذا درست فيها , وهناك مشروعات في إمكانك أن تنفذها بنجاح كبير , لكن من غير بحث دؤوب , فقد لا تصل إلى أي شيء من ذلك .
وهذه بعض الملحوظات في مسألة الفرص :
1- الفرصة رزق الله تعالى وإن ما عند الله ينال بطاعته , ولهذا فإن على طالب فضل الله تعالى أن يتقيه ويستقيم على أمره , وقد قال عز وجل : { ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً } . العلاقات الحسنة بالناس والتواصل معهم وتقديم الخدمة لهم والتعاطف معهم من الأعمال التي ترضي الله تعالى وهي مصدر رزق ؛ ولدينا ما لا يحصى من الوقائع الدالة على ذلك . وإن سوء الخلق والعزلة والأنانية , لها تأثير مضاد , وهو شح الفرص , ولدينا أيضاً ما لا يحصى من الوقائع الدالة على هذا . الصدقة أيضاً باب من أبواب الرزق ؛ وقد كان أحد الأخيار الأجواد يقول لأولاده : إذا اشتدت عليكم الكروب , وضاقت الأحوال , فتصدقوا ولو بالقليل , فإن الله يعوض عليكم ما أنفقتموه أضعافاً مضاعفة , ويوسع عليكم . ولا تنسوا بر الوالدين وصلة الرحم , فهما أيضاً من أسباب الرزق , وقد قال عليه الصلاة والسلام : " من أحب أن يبسط له في رزقه , وينسأ له في أثره (أي يؤخر أجله) فليصل رحمه " .
2- الفرص موجودة وغير موجودة في آن واحد : موجودة أمام المؤهلين لها , وغير موجودة أما الكسالى والمهملين والفوضويين , ولهذا فإني آمل أن تمضوا في حياتكم وفق هذه القاعدة : " كلما كان المرء أقوى وأفضل استعداداً وتأهيلاً كثر المحتاجون إليه , والباحثون عنه ؛ وكلما كان المرء ضعيفاً في تأهيله واستعداداته ومهاراته , عظمت حاجته إلى الناس , وعظم استغناء الناس عنه " . ولكم أن تلمسوا هذا في الطالب الذي نال الدرجة النهائية في (الثانوية) واختبارات القبول في الجامعات , فإنه يجد أبواب كل الكليات مشرعة أمامه ,كذلك الشاب الذي تخرج من جامعة ممتازة , فإنه يحصل على عقد قبل أن يتخرج , وهذا أمر واضح جداً .
3- إذا خُيرِّ أحدكم بين أن يجلس في بيته وبين أن يعمل مجاناً , فإنه عليه ألاّ يتردد في أن يعمل مجانا؛ لأن عمله يشكل بحثاً عن عمل مأجور , حيث يتعرب أرباب العمل عليه , ويكتسب خبرة إضافية ....
4- حاول دائماً أن تكون لك ميزة على أقرانك , مثل أن تتقن لغة أجنبية , أو تحسن استخدام الحاسب الآلي , أو يكون لك تخصص دقيق في فرع من فروع المعرفة , أو في شيء مهني أو تقني , أو يكون معك شهادة عليا مميزة ...
5- إذا لم تجد العمل المناسب لك , فلا تقعد في بيتك , واقبل بما تيسر , ثم ابحث عمّا هو أفضل وأليق بك .
6- تعلم كيف تعبر عن نفسك من خلال كتابة سيرة ذاتية بأسلوب جيد , أو من خلال الاستعداد لامتحان المقابلة للتوظيف , أو من خلال تقديم نموذج ممتاز في فترة التجربة قبل تثبيت العقد .
7- شيء طبيعي ألاّ يجد المرء في مقتبل عمره الوظيفة المناسبة , لكن بعد مدة أربع أو خمس سنوات تستقر الأمور , وتنتهي المشكلة .
يتبع
| |
| | | | كتاب خمسون شمعة لاضاءة دروبكم | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|