خدعوك فقالوا :
أخرج زكاة الفطر نقدا لأن الفقير يحتاج للفلوس أكثر من الطعام
ونقول لهم :
أولا : " أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ "
قد شرع الله تعالى عبادات متنوعة وطاعات مختلفة لكل منها زمان ومكان وقدر وجنس ، ولكل منها حكمة بالغة فلا ي...صح استبدال طاعة بأخرى ، أو تغيير فى صفة أحدها
وكما لايصح صلاة الظهر ثلاث ركعات و المغرب أربع ركعات
أو وقوف يوم عرفة فى شوال
فكذلك لايصح إخراج زكاة الفطر نقودا عوضا عن الطعام .
ومن المعلوم أنه كان فى المدينة فقراء وخاصة أهل الصفة فكانت الحاجة للنقود موجودة .
ثانيا : ما دليلكم ؟
" قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "
الرأى الشخصى ! الاستحسان العقلى ! الميل القلبى !
كل هذا لايغنى عنك من الله شيئا
وإنما أُمِرت بالاتباع
وقد فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من طعام
وقال : " عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى "
ولم يخرجها الصحابة إلا من الطعام .
عن أبى سعيد الخدرى :
لم نُخرِج على عَهدِ رسولِ اللَّهِ ، إلَّا صاعًا من تمرٍ ، أو صاعًا من شعيرٍ أو صاعًا من زبيبٍ أو صاعًا من دقيقٍ أو صاعًا من أقِطٍ "
( صحيح النسائى )
كنا نُخرِجُ زكاةَ الفِطرِ، صاعًا من طعامٍ، أو صاعًا من شعيرٍ .. " الحديث
( صحيح البخارى )
ثالثا : من وسائل الشيطان فى الصد عن الطاعة تغيير صفتها فلا تقبل
وقد توعد : " لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ "
فيزين للعبد إخراج زكاة المال السنوية عينية
فمن الناس من يستحسن شراء بطاطين فى الشتاء من زكاة المال
أو شنط المدارس
أو سرير فى مستشفى
أو ملابس وهدايا للأيتام
والواجب إخراج زكاة المال نقدا
وكذلك يأتى للعبد فى زكاة الفطر فيحسن له إخراجها نقودا !!
رابعا : الحكمة من تشريعها :
1 - ارتباطها بشهر الصيام .
فكان من الحسن شكر نعمة الفطر وإتمام شهر الصيام بإخراج الفطرة وإطعام المساكين .
2- كونها شعيرة ظاهرة و ليست صدقة خفية .
فيتبادلها المسلمون ويشاهدون كيلها وتوزيعها قبل العيد فهى من شعائر عيد الفطر .
3- وأعظم حكمة :
اختبار العبد فى الطاعة و التسليم لشرع رب العالمين
وترك تحكيم عقله ، أو اتباع رأيه .
" وما أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ "
" وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا "
اتبعوا ولا تبتدعوا
واستقيموا لا تضلوا
قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير