لم تُسقط ثورة 25 يناير 2011 سوى المخلوع حسني مبارك فقط، وظلت الدولة العميقة الفاسدة هي التي تحكم، عشنا فترة انتقالية لم تنته حتى الآن، وأحداثا كنا ننسبها لـ"الطرف الثالث" أو ما سمي بـ"اللهو الخفي" والذي كان يعرف الجميع من هو، وأنه ليس خفيا ولا يحزنون!
وعانى الشعب وقواه الوطنية الشريفة وليس "الفلوثورجي" من حكم العسكر طوال تلك الفترة، وأجريت الانتخابات البرلمانية بمجلسيها بتنسيق محكم بين المجلس العسكري والإخوان، وانتخب الرئيس الشرعي محمد مرسي، وتم إقرار الدستور، وبدأ تحدي الرئيس من اليوم الأول لانتخابه، من حلف "الفلوثورجي"، و"اللهو الخفي"، والأجهزة السيادية، والشرطة، والمحكمة الدستورية، ولم ينتبه الرئيس مرسي لكل ذلك، بل بدلا من إجراء محاكمات ثورية ناجعة لكل لصوص النظام البائد ومصادرة أموالهم لصالح الشعب، ومحاكمة قتلة المتظاهرين، ومشاركة القوى الوطنية الشريفة تاه الرئيس وسط التمكين والأهل والعشيرة، والمؤامرات تحاك من خلفه!!
وفوجئ الرئيس أن عاما رئاسيا قد انتهى ولم يقدم شيئا للمواطن الغلبان، وبدأت آلة الفلول الإعلامية التي لم تتوقف يوما منذ انتخابه في بث سمومها وتسليط الضوء على "تمرد" والتي تشير الأصابع إلى أن وراءها أياد خفية من حلف "الفلوثورجي"، واتضحت خيوط المؤامرة ، وخرج علينا العسكر ببيان يمهل الجميع أسبوعا ، سابق فيه هذا الحلف ودولة الفساد العميقة الزمن لتحطيم كل معنويات الدولة وشلها من خلال أزمات مفتعلة لتكون حافزا على الخروج يوم 30 يونيو الماضي.
ونجحت المؤامرة وخرج علينا العسكر ببيان يمهل الجميع 48 ساعة، وخرج الرئيس ليدعو الجميع لتحقيق مطالبهم، ولكن بعد أن حيكت خيوط المؤامرة في الليل البهيم.
واتخذ الفريق أول عبدالفتاح السيسي مساء أمس الأول خطوات منها عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي وهي قرارات تعد انقلابا صريحا على الشرعية واهدارا لإرادة الشعب المصري.
ولم ينظر السيسي ولا إعلام الفلول إلا بعين واحدة فقط للمتواجدين في الاتحادية والتحرير، واغمضوا أعينهم وقنواتهم عن رابعة العدوية ونهضة مصر وميادين محافظات الجمهورية بل ووصل الأمر أن تصور طائرات الجيش مظاهرات الاتحادية والتحرير وتعرض الفيلم إحدى قنوات الفلول.
ما حدث هو تنفيذ لمؤامرة الانقلاب على الديمقراطية والشرعية، والتيار العلماني لا يؤمن بالديمقراطية ولا بنتائج الانتخابات فهو تيار اقصائي يحب أن يعيش تحت عباءة الأنظمة القمعية والعسكرية ولا يوجد لديه مشروع حضاري كما يزعم.
ولن يرحم التاريخ كل الذين شاركوا في هذا الانقلاب، الأزهر والكنيسة وحزب "النور" وغيرهم، أما نحن فلن ننحاز إلا لمشروعنا الحضاري الإسلامي، وأبشركم أن الأمة لن تتخلى عن دينها وإسلامها رغم المحن، و(الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).
منقول