مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان الجمعة يناير 27, 2012 8:41 pm | |
| (( و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )) ذكر علماء اللغة و البيان عنها ما يلي: 1- أنها الآية الوحيدة التي خالفت بقية الآيات التي تبدأبسؤال الناس للنبي الكريم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]،حيث كلها تأتي بصيغة ((يسألونك)) مثل((يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل .. يسألونك عن الخمر و الميسر قل ...،يسألونك عن الأنفال قل ... ، و يسألونك عن اليتامى قل ... ،يسألونك ماذا أحل لهم قل ... ، و يسألونك ماذا ينفقون قل ... ،يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل ... ، و يسألونك عن الروح قل ... ، و يسألونك عن الجبال فقل ... )) إلا هذه الآية ! فمن عظمة الله أنه سبق المؤمنين بالسؤالو هم لم يسألوا بعد! و كأنه سؤال افتراضي ،فإن الله هو الذي وضع السؤال و بادر بالإجابة من قبل أن يُسأل حباً منهبالدعاء و بسرعة الإجابة ! فانظر إلى واسع رحمته! 2- على غرار[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] (( و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ))كان القياس أن يقول (و إذا سألك عبادي عني فقلربي قريب يجيب دعوة الداع ) لكنه تبارك و تعالى تكفلبالإجابة بنفسه وقال (( فإني قريب أجيب دعوة الداع ))فابتدأ جوابه بأنه قريب للدلالة على عدم حاجته للوسطاءو الأولياء أولاً ، وللدلالة على حفاوته بالدعاء و بالسائلين ثانياً.فلم يتحدث بضمير الغائب عن ذاته فلم يقل ((يجيب دعوة الداع)) لأنه يدل على البعد و العلو ،بل نسبها لنفسه للدلالة على دنوه و قربه من السائلين ! 3- أنه تعالى لم يعلق الإجابة بالمشيئة كأن يقول (أجيبه إن أشاء) ،بل قطع و أكد بأنه يجيب دعوة الداع. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 4- أنه قدم جواب الشرط على فعل الشرط ،فلم يقل (إذا دعان أستجب له) و ذلك للدلالة على قوة الإجابة و سرعتها. 5- أنه قال ((أجيب دعوة الداع إذا دعان)) و لم يقل (أجيب دعوة الداع إن دعان) و في هذا معانٍ بلاغيةغاية في الدقة، منها أنه استخدم أداة الشرط ((إذا)) و لميستخدم أداة الشرط ((إن)) ، فما الفرق بينهما؟السبب أن (إن) تستخدم للأحداث المتباعدة و المحتملة الوقوعو المشكوك فيها و النادرة و المستحيلة ،كقوله ((قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين))و قوله ((و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا))لأن الأصل عدم اقتتال المؤمنين ، و قوله ((ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني)) ،و لم يقل (إذا) استقر مكانه و قد علمنا أن الجبل دك دكاً! و كقوله ((قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا)).بينما (إذا) تعني المضمون حصوله أو كثير الوقوع ،مثل قوله ((كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت))لأن الموت واقع لا محالة ! و قوله ((و ترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم)) و قوله ((فإذا انسلخ الأشهر الحرم)) و قوله ((فإذا قضيت الصلاة)) ،و لذلك نرى أن كل أحداث يوم القيامة تأتي ب (إذا) و لم تأت بـ (إن) ،مثال ذلك قوله ((إذا زلزلت الأرض زلزالها))و قوله ((إذا الشمس كورت و إذا النجوم انكدرت و إذا الجبال سيرت ...))و قوله ((إذا وقعت الواقعة)) و غيرها من أحدث يوم القيامة حيث لم تأت أيا ًمنهابأداة الشرط (إن) لأنها تحتمل الندرة و عدم الوقوع.و من روعة هذا البيان هو حينما تأتيان معاً في موضع واحدفيستخدم (إذا) للكثرة و (إن ) للندرةمثل قوله تعالى ((إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم .. و إن كنتم جنبا ))فجاء ب (إذا) للوضوء لأنه كثير الوقوع و (إن) للجنبلأنه نادر الحصول ،و مثل قوله ((فإذا أحصن فإن أتين بفاحشةٍ)) فالإحصان متكررو الفاحشة من النوادر!فمن هذا نفهم أن المعنى من قوله تعالى ((إذا دعانِ)) أنه يشيرإلى كثرة الدعاء و بأنه دعاء متكرر مستمر كثير و ليس نادراً قليلاً !لأن الله يغضب إن لم يدعَ ،و القلب الذي لا يدعو قلبٌ قاسٍ ،ألم تر إلى قوله تعالى((فأخذناهم بالبأساء و الضراء لعلهم يضرعون ،فلولا إذ جاءهم باسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم)) و قوله ((و لقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون)). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 6- ثم لاحظ أنه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]((أجيب دعوة الداع)) و لم يقل ((أجيب الداع)) ! لأن الدعوة هي المستجابة و ليس شخص الداع ، و في هذا إشارة دقيقة جداً إلى مكانة الدعوة بغض النظر عن شخصية الداع!
7- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]((عبادي)) بالياء و لم يقل ((عبادِ)) فما الفرق؟((عبادي)) تشير إلى عدد أكبر من ((عباد)) فالياء تعني أنمجموعة العباد أكثر ،أي يجيبهم كلهم على اختلاف ايمانهم و تقواهم ،كقوله تعالى للدلالة على الكثرة((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم)) و المسرفون كثر ،و كقوله ((قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن)) لأن أكثرهم يجادل ،أما للقلة فيقول ((فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)) و هؤلاء قلة ،و قوله ((وقل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم)) و المتقون قلة ! 8- - لاحظ أنه قال : ((أجيب دعوة الداع)) و كان القياس أن يقول (أجيب دعوتهم)! و ذلك للدلالة على أنه يجيب دعوة كل داع و ليس فقط دعوة السائلين ،فوسع دائرة الدعوة و لم يقصرها على السائلين. 9- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ((فإني قريب)) و لم يقل (أنا قريب) و هذا توكيدبـ (إن) المشددة للتوكيد ، لأن أنا غير مؤكدة. 10 - أن الآية توسطت آيات الصوم ،وهذا يعني أن الدعاء ديدن الصائم و أن للصائم دعوة لاترد كما ورد في الأثر ( ما لم تكن بقطيعة رحم).الدعاء شعار الصائمين ،ومن عظمة الدعاء و منزلته عند الله أن الله أحاطه بآيات الصومالذي قال عنه في الحديث القدسي ((الصوم لي و أنا أجزي به)) لأن الصوم من شعائر الإخلاص لله لأنه شَعيرة غير ظاهرة الأثر على صاحبها ما لم يرائي ،فكذا الدعاء أراده الله أن يكون خالصاً له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحمد لله رب العالمينواللهم صلِ وسلّم على الحبيب المصطفى[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] و آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا | |
|