أى الأصناف تُحب أن تكون
بسم الله الرحمن الرحيم
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْءانَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ ،
وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْءانَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ ،وَلا رِيحَ لَهَا ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْءانَ مَثَلُ
الرَّيْحَانَةِ ، رِيحُهَا طَيِّبٌ ، وَطَعْمُهَا مُرٌّ ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لا يَقْرَأُ الْقُرْءانَ مَثَلُ الْحَنْظَلَةِ ، لا رِيحَ لَهَا ، وَطَعْمُهَا خَبِيث".
الراوي: أبو موسى الأشعري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 797
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالمثل المحسوس الذي يقدر السامع على استيعابه و إدراك الناس في الاستفادة و
التأثر بالقرآن الكريم فذكر لذلك أصنافاً أربعة :
النوع الأول :
مؤمن يقرأ القرءان :
يتدبر معانيه ، فيتحرك قلبه و تمتلئ نفسه من هدايته، و من خشية الله تعالى فيطهرها من الشوائب و يخلصها من وسوسة
الشيطان و يحاول أن يكون سلوكه و فق ما تلا من آيات القرءان الكريم ، فحسن بذلك ظاهره و باطنه ، فشبهه الرسول
بالأترجة ( والأترجة نوع من الفواكه رائحتها عطرة و طعمها حلو).
" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْءانَ مَثَلُ الأُتْرُجَّةِ ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ ، وَرِيحُهَا طَيِّبٌ".
لمِ خص الرسول صلى الله عليه وسلم الأترجة دون غيرها من الفواكه ؟؟
قد يسأل سائل لم خص الرسول صلى الله عليه وسلم الأترجة دون غيرها من الفواكه التي تجمع بين طيب الطعم والريح وقد تكون أطيب من الأترجة،
قال الإمام ابن حجر العسقلاني :
قيل الحكمة من تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة لأنه يتداوى
بقشرها وهو مفرح بالخاصيَّة ،و يستخرج من حبِّها الدهن وله منافع.
وقيل : إن الجن لا تقرب البيت الذي فيه الأترج فناسب أن يمثل به القرآن الذي لا تقتربه الشياطين .
قال: وغلاف حبه أبيض فيناسب قلب المؤمن ، وفيه أيضاً من المزايا، كبرُ حجمه وحسن منظره وتَفْريح لونه ولين ملمسه
وفي أكله مع الالتذاذ ؛ طيب النكهة ، ودباغ معدة ، وجودة هضم ، وله منافع أخرى. ا.هـ
وقال العلامة المباركفوري :
وجه التشبيه بالأترجة لأنها أفضل ما يوجد من الثمار في سائر البلدان وأجدى لأسباب كثيرة جامعة للصفات المطلوبة
منها والخواص الموجودة فيها فمن ذلك كبر جرمها ،وحسن منظرها ، وطيب مطعمها ، ولين ملمسها ، تأخذ بالأبصار
صبغةً ولوناً ، فاقع لونها ، تسر الناظرين ، تتوق إليها النفس قبل التناول ، تفيد آكلها بعد الالتذاذ ، وتشترك الحواس
الأربع فيها البصر والذوق والشم واللمس.
وقال العلامة العظيم أبادي :
الأترجة جامعة لطيب الطعم والرائحة وحسن اللون ومنافع كثيرة ، والمقصود بضرب المثل بها بيان لشأن المؤمن و ارتفاع عمله.
وقال ابن القيم :
وحقيق بشيء هذه منافعه أن يُشبَّه به خلاصة الوجود وهو المؤمن الذي يقرأ القرآن ، وكان بعض السلف يحب النظر إليه
لمـا في منظره من التفريح.وقيل في قوله صلى الله عليه وسلم ( طعمُها طيِّبٌ وريحُها طيبٌ ) خصَّ صفة الإيمان بالطعم
وصفة التلاوة بالرائحة؛ لأنّ الطّعم أثبت وأدوم من الرائحة...
النوع الثاني : مؤمن لا يقرأ القرءان
لم يتعلمه ولم يحفظه لكنه و إن حرم من هذه النعمة الكبرى استجاب لدعوة القرءان و نفذ أوامره و التزم تعاليمه من
خلال سماعه فظهرت آثار ذلك في سلوكه و تعامله مع الآخرين فهو حسن الباطن نقي السريرة ( وقد شبهه الرسول
بالتمرة لأنها ليست لها رائحة تدل على طيبها أو تلفت الانظار إليها لكن طعمها حلو و مذاقها طيب.
النوع الثالث :
منافق يدعي الإسلام و يقرأ القرءان :
لكنه حرم حقيقة الايمان و ظاهره يخالف باطنه فيخدع الناس بقراءته للقرءان يرائي الناس بها ... يخادع العباد بلسانه و
إتقانه لقراءته فهو سيئ الباطن خبيث الطوية يخدع بمنظره و قد شبهه الرسول بالريحانه لريحها الطيب و باطنها المر
طعمها غير مستساغ !!!
النوع الرابع:
منافق يدعي الإسلام و لا يقرأ القرءان :
فهو سيئ الباطن مظلم السريرة بما فهو سيئ الباطن مظلم السريرة بما يشيعه من كذب و النفاق في نفسه بعيد عن الفائدة
و التخلق و التزكية لبعده عن القرءان و قد شبهه الرسول صلى الله عليه و سلم بالحنظلة لمرارة طعمها و خلوها من
الرائحة الطيبة
أيهم تحب أن تكون؟
اللهم اجعل القرءان العظيم ربيع قلوبنا ونور صدرونا وجلاء صدورنا وذهاب همومنا ... اللهم ارزقنا تلاوته آناء الليل
وأطراف النهار على الوجه الذى تحبه ويرضيك عنا واجعله اللهم حجة لنا لا علينا
منقوول