تتجافى:
: { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } سورة السجدة: 16.
{ تَتَجَافَىٰ } ترتفع وتتنحى، أي تتركها أي لا ينامون الا قليلاً.
والتجافى النبوّ والبعد أخذ من الجفاء، فإن من لم يوافقك فقد جافاك وتجنب وتنحى عنك.
وقال الزجاج وغيره: التجافي التنحي الى فوق؛ قال عياض وهو قول حسن.
وجيء فيها بالمضارع لإفادة تكرر ذلك وتجدده منهم في أجزاء كثيرة من الأوقات المعدة لاضطجاع وهي الأوقات التي الشأن فيها النوم.
والمعنى: أن تجافي جنوبهم عن المضاجع يتكرر في الليلة الواحدة، أي: يكثرون السهر بقيام الليل والدعاء لله؛ وقد فسره النبي بصلاة الرجل في جوف الليل.
فقد روى الترمذي " عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: «قلت يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار.
قال: لقد سألتَ عن عظيم وإنه ليسير على من يَسَّره الله عليه: تَعبُدُ الله لا تشركُ به شيئاً وتقيمُ الصلاة وتؤتي الزكاة وتصومُ رمضان وتحجُّ البيت»
ثم قال: «ألا أدلك على أبواب الخير: الصومُ جُنة والصدقة تطفىء الخطايا كما يُطفىء الماء النارَ وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا: { تتجافى جنوبهم عن المضاجع } حتى بلغ { يعملون... } » "
وهذا تعريض بالمشركين إذ يمضون ليلهم بالنوم لا يصرفه عنهم تفكر بل يسقطون كما تسقط الأنعام.
وقد صرح بهذا المعنى عبد الله بن رواحة بقوله يصف النبي وهو سيد أصحاب هذا الشأن:
يبيت يجافي جنبه عن فراشه ** إذا استثقلتْ بالمشركين المضاجع
منقول