الأبتر:
: { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } سورة الكوثر:3.
البتر في اللغة: استئصال القطع .
يقال: بترته أبتره بتراً وبتر أي صار أبتر وهو مقطع الذنب، ويقال: الذي لا عقب له أبتر، وكذلك لمن انقطع عنه الخير، كما في الحديث: " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر "
والمعنى : إن مبغضك هو المنقطع عن الخير على العموم. فيعمّ خيري الدنيا والآخرة.
ثم إن الكفار لما وصفوه بذلك بين تعالى أن الموصوف بهذه الصفة هو ذلك المبغض على سبيل الحصر فيه، فإنك إذا قلت: زيد هو العالم يفيد أنه لا عالم غيره، إذا عرفت هذا فقول الكفار فيه عليه الصلاة والسلام: " إنه أبتر" لا شك أنهم ـ لعنهم الله ـ أرادوا به أنه انقطع الخير عنه.
كانت قريش يقولون لمن مات الذكور من أولاده بتر، فلما مات ابنه القاسم وعبد الله بمكة وإبراهيم بالمدينة قالوا: بتر فليس له من يقوم مقامه، ثم إنه تعالى بين أن عدوه هو الموصوف بهذه الصفة، فإنا نرى أن نسل أولئك الكفرة قد انقطع، ونسله عليه الصلاة والسلام كل يوم يزداد وينمو وهكذا يكون إلى قيام القيامة، فجميع المؤمنين أولاده، وذكره مرفوع على المنائر والمنابر، ومسرود على لسان كل عالم وذاكر إلى آخر الدهر، يبدأ بذكر الله تعالى ويثني بذكره .
وقيل: عنوا بكونه أبتر أنه ينقطع عن المقصود قبل بلوغه، والله تعالى بين أن خصمه هو الذي يكون كذلك، فإنهم صاروا مدبرين مغلوبين مقهورين، وصارت رايات الإسلام عالية، وأهل الشرق والغرب لها متواضعة.
وقيل: زعموا أنه أبتر لأنه ليس له ناصر ومعين، وقد كذبوا لأن الله تعالى هو مولاه، وجبريل وصالح المؤمنين، وأما الكفرة فلم يبق لهم ناصر ولا حبيب.
وفي الآية دلالة على أن أولاد البنات من الذرية كما قال غير واحد.
منقول