فانبجست:
: ( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ) سورة الأعراف:160.
قال الزمخشري (ت 538 هـ) في تفسيره الكشاف:
" { فَٱنبَجَسَتْ } فانفجرت. والمعنى واحد، وهو الانفتاح بسعة وكثرة: قال العجاج:
وَكَيْفَ غَرْبِيّ دَالِجٍ تَبَجَّسَا
قال الفخر الرازي (ت 606 هـ) في تفسيره مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير:
" { فَٱنبَجَسَتْ } قال الواحدي: فانبجس الماء وانبجاسه انفجاره.
يقال: بجس الماء يبجس وانبجس وتبجس إذا تفجر، هذا قول أهل اللغة، ثم قال: والانبجاس والانفجار سواء، وعلى هذا التقدير فلا تناقض بين الانبجاس المذكور ههنا وبين الانفجار المذكور في سورة البقرة.
وقال آخرون: الانبجاس خروج الماء بقلة، والانفجار خروجه بكثرة، وطريق الجمع: أن الماء ابتدأ بالخروج قليلاً، ثم صار كثيراً، وهذا الفرق مروي عن أبي عمرو بن العلاء".
وقال الراغب في المفردات :
" يقال بجس الماء وانبجس: انفجر، لكن الانبجاس أكثر ما يقال فيما يخرج من شيء ضيق، والانفجار يستعمل فيه وفيما يخرج من شيء واسع، ولذلك قال عز وجل :{ فانبجست منه اثنتا عشرة عينا} [الأعراف/160]، وقال في موضع آخر: { فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا} [البقرة/60].
والعطف على مقدر ينسحب عليه الكلام أي فضرب فانبجست، وحذف المعطوف عليه لعدم الإلباس، وللإشارة إلى سرعة الامتثال حتى كأن الإيحاء وضربه أمر واحد، وأن الانبجاس بأمر الله تعالى حتى كأن فعل موسى عليه السلام لا دخل فيه.
وذكر بعض المحققين أن هذه الفاء على ما قرر فصيحة وبعضهم يقدر شرطاً في الكلام فإذا ضربت فقد انبجست.
منقول