ثانياً) برامج عملية للتائبين
1. احمد الله على أن وفقك الله للتوبة ، وأكثر من الدعاءأن يثبتك الله تعالى عليها .
2. عليك بالصدق والإخلاص في التوبة .. واتهم توبتك بالخلل والتقصير ولا تغتر بها .
3. ابدأ بتغيير سلوكك مع أهلك منذ أول لحظة من الهداية ، ليعرف الناس أثر الاستقامة عليك.
كنصاحب بداية جادة ، وذا همة عالية.. غير حياتك، وارفع همتك، اعلم أن ذنوبك العظيمةليست مانعاً من أن تكون رجلاً عظيماً بعد الهداية .. ماذا كان عمر قبلالهدايةوماذا أصبح بعدها .
4. قد يسخر بعض الناس منك (أقارب، زملاء المدرسة، أصدقاء في الحي) فاثبت ولا تلتفت إليهم .
5. قد تجدصعوبة في بداية ترك الذنوب ، ولكن (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً( .
6. تخلص منجميع بقايا الماضي : صور ـ دش ـ مجلات ـ أرقام ـ جوال - مقاطع فديو .
7. ابتعد عن رفقاء السوء، واهجر مجالسهم، وامسح أرقامهم ، وأزل كل ما يذكرك بهم.
8. هل أدعوهم؟ لا تدعُهم، بكن لا تدَعْهم .. كيف؟ .. ولا تدعُ رفاقك السابقين إلا بعد وقت من الاستقامة والثبات ,وأن يكون معك من تثق به من الصالحين عندما تذهب إليهم .
9. املأ فراغك بالأمور الجادة (حلقة تحفيظـ برامج تربوية ـ طلب العلم ) .. أو المباحات (لعب ـ تمارين ـ سباحة ـ عمل وظيفي) .
10. من المهم جداً ، الانضمام إلى صحبة صالحةمناسبة لك ، تعينك وتثبتك .
اعلم أن مجتمع الصالحين ليس (معصوماً) بل فيهم (الناقص ، والجيد والردئ والطيب) .. والعبرة بالمنهج والدين ، لا بالأشخاص .
11. ارتبط بشيخ أو داعية أو مدرس يكون مستشارك في قضاياك ومشاكلك التي قد ترد عليك بعد التوبة.
12. عليك بالأناة وضبط النفس ، وإياك والحماس الزائد، أو الاستعجال في الحكم على الآخرين, مثال : (فلان كافر ـ مبتدع ـمدمن أو غير ذلك منالألقاب) إلا بعد التثبت واستشارة أهل العلم والخبرة في هذه القضايا .. وعليك أيضاً التأني في إنكار المنكرات ومراعاةالضوابط الشرعية في الإنكار.
13. إياك والعجب والغرور , أو المن على الله في ذلك قال تعالى : (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا) .. واحذر من السخرية , أو احتقار العصاة , بل احمد الله على أن عافاك مما ابتلاهم به، وأشفق عليهم , وارحمهم , وادعهم، وتمن لهم الهداية.
14. هل ينسى التائب ذنبه، أو يذكره دائماً ؟
بحسب الحال ولكل نفس ما يصلحها ، وكلّ أعلم بنفسه ، ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب بين يديالله إذا رأى العبد من نفسه عجبا أو كبرا.. فإذا تذكر ذنبه ذل لله .
أما من يعلم من نفسه أنها إذا تذكرت الذنب هاجت للعودة إليه فلينس ذنبه ولا يفكر فيه.. حتى لا تهيج في قلبه دوافع الذنب .. أويتذكر حلاوة مواقعته.
15. متابعة التائب الجديد وحمايته من الانتكاس:
وهذه مسألة مهمة جداً تقع على عاتق الأسرة، والدعاة والمصلحين، والرفقة الصالحة .
وكم نفرح بتوبة بعض شبابنا، ثم نحزن أشد الحزن لانتكاسهم ورجوعهم إلى غفلتهم، بسبب عدم احتوائهم، أو متابعة أحوالهم في بدايات التوبة .
لا يكفي أن يتأثر الشاب ويتوب، بل لا بد من برنامج مستمر يأخذ بيد الشاب إلى بر الأمان، ويثبته على الطريق، ويكون بديلاً له عن بيئته السابقة السيئة .
إننا بعدم متابعتنا لهذا الشاب وهو حديث عهد بجاهلية، نكون كالذي أوقد شمعة في الظلام ، ثم تركها في مهب الريح فانطفأت وعاد الظلام من جديد .
وكم أتألم لأحوال كثير من الشباب، وقد وصلتني بعض رسائلهم .. بعضهم يريد الهداية والإقلاع عن المحرمات ولم يجد من يعينه، وبعضهم حديث عهد بالتوبة، ويشكو من الفراغ ، ويبحث عن بيئة نظيفة أو نشاطات نافعة تملأ فراغه .
نعم، هناك جهود فردية مباركة يقوم بها عدد من الإخوة المهتمين بدعوة الشباب وإصلاحهم في بعض الأحياء وبعض الاستراحات والمخيمات الشبابية ومكاتب الدعوة، من حيث التواصل مع التائب أو المهتدي الجديد وربطه برفقة طيبة أو دورية أو نشاط أو غيره .. لكن هذا لا يكفي .
إذن ما الذي نريده، أو نقترحه في هذا المقام؟
المقترح الذي يمكن أن يفي بجزء من الواجب في هذا الأمر، أن يكون هناك عمل جماعي مؤسسي منظم، لإصلاح الشباب ورعاية التائبين، تتبناه إحدى الجهات الرسمية أو الخيرية في بلادنا المباركة .
هذا العمل يمكن أن يقدم عن طريق مركز أو مراكز لإصلاح الشباب، يقدم عدداً من البرامج المتنوعة والمدروسة بمختلف أنواعها: الإيمانية والتثقيفية والتربوية والنفسية والصحية لمن يحتاج رعاية صحية خاصة .. إضافة للنشاطات الترويحية والترفيهية المناسبة للشباب .
إن الحاجة لمثل هذه المراكز والمناشط الشبابية ملحة للغاية، وستحقق عدة أهداف ، منها:
1. إصلاح الشباب والمحافظة على استقامتهم ليكونوا نافعين لأهلهم وبلادهم .
2. تهذيب أخلاقهم ، وحسن تعاملهم مع الآخرين، واحترامهم للحقوق العامة والخاصة .
3. حمايتهم من التيارات الأخلاقية المنحرفة كالمخدرات والجرائم والعقوق والتمرد على الأسرة ، وحمايتهم كذلك من التيارات الفكرية الضالة كالتكفير والتفجير والفساد في الأرض .
4. القضاء على الفراغ القاتل في حياة المتعافين من المخدرات أو الفواحش أوالجلسات السيئة وغيرها.
5. هذا العمل المؤسسي المنظم ، أقوى أثراً من الاجتهادات الفردية التي ربما تكون ضعيفة أو قاصرة، وربما تنقطع بسبب عدم الدعم .. وهو أيضاً أكثر أماناً ووضوحاً لأن برامجه ظاهرة معلنة