التوبة من النظر المحرم
1) التوبة من النظر المحرم : (مباشرة أو الفضائيات والمجلات)
1. مراقبة الله تعالى واستحضار اطلاعه وعلمه الذي وسع كل شئ ومعيته لعبده :
كان وهب بن الورد يقول خف الله على قدر قدرته عليك واستحي منه على قدر قربه منك وقال له رجل :عظني فقال له اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك.
وسئل الجنيد بم يستعان على غض البصر قال :بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره .
وكان الإمام أحمد ينشد :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما يخفى عليه يغيب
2. أن تستشعر أضرار وأخطار النظر المحرم، ومنها:
1- أنه من أسباب فساد القلب ، فالعين مرآة القلب ، وكل ما تراه بعينك يصب في قلبك.
2- تعلق القلب بالصور ودوام حسرته وعذابه :
قال الأصمعي : رأيت جارية في الطواف كأنها مهاة فجعلت أنظر إليها وأملأ عيني من محاسنها فقالت لي :يا هذا ما شأنك قلت :وما عليك من النظر فأنشأت تقول :
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
3- أنه يتدرج بالعبد إلى أن يقع في فاحشة الزنا : (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ...)
3. أن تستشعر فضل وثمرات غض البصر، ومنها :
أنه أنه امتثال لأمر الله / أنه من أسباب دخول الجنة / وحلاوة الإيمان ولذته / ونور القلب
4. الاستعانة بالله تعالى والتضرع إليه بالدعاء :
ومن ذلك الدعاء المشهور : اللهم طهر قلبي من النفاق و عملي من الرياء و لساني من الكذب وعيني من الخيانة فإنك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . وروي حديثاً لكنه ضعيف.
5. سد الذرائع والابتعاد عن مواطن الفتنة :
1- أماكن الاختلاط كالأسواق والمستشفيات ومدن الألعاب والشواطيء .
2- الجلوس أمام شاشات التلفاز وشبكات الإنترنت .
3- المجلات والصحف الماجنة التي تتخذ صور النساء وسيلة لرواجها : فتاة الغلاف ، اللقاءات مع الفنانات ، ركن التعارف ، عروض الأزياء ، بل وحتى الإعلانات التجارية عن سلع لا تمت للمرأة بأي صلة .
6. تجديد التوبة دائماً:
قال شيخ الإسلام : وفى هذه السورة ذكر آية النور بعد غض البصر وحفظ الفرج وأمره بالتوبة مما لابد منه أن يدرك ابن آدم من ذلك .
2) التوبة من الفواحش (الزنا، وعمل قوم لوط) :
ما الفرق بينك وبين البهائم؟ لا تظن أن الفرق بينك وبينها في قوتك أو في عظم جسمك أو جمالك أو مالك .. لا ، الفرق هو العقل .
من حكمة الله تعالى أنه جعل للعبد عقلاً تعقل به أمر الله ، وجعل لك في المقابل شهوة تتوقد في نفسك ، ليعلم من يقدم عقله على شهوته فينجح ويلتحق بالرفيق الأعلى، ومن يقدم شهوته على عقله فيسقط ويلتحق بالبهائم .
ماذا نقول لمن أسرته شهوته فوضعها في الحرام، في زنا أو شذوذ أو عمل قوم لوط .
1) الخوف من الله تعالى ومراقبتُه في السرِ والعلنِ : نقول كلمة يسيرة لكنها عظيمة: اتق الله .
ولهذا جاء في الصحيحين في قصة الثلاثة الذين أَوَوْا إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُفَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِفَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ .. فَقَالُوا : إِنَّهُ لَايُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِأَعْمَالِكُمْ .. قال أحدهم : اللَّهُمَّ إِنَّهُ كَانَتْ لِيَ ابْنَةُ عَمٍّ أَحْبَبْتُهَا كَأَشَدِّ مَا يُحِبُّ الرِّجَالُ النِّسَاءَ وَطَلَبْتُ إِلَيْهَا نَفْسَهَا فَأَبَتْ حَتَّى آتِيَهَا بِمِائَةِ دِينَارٍ فَتَعِبْتُ حَتَّى جَمَعْتُ مِائَةَ دِينَارٍ فَجِئْتُهَا بِهَا فَلَمَّا وَقَعْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَالَتْ يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَفْتَحْ الْخَاتَمَ إِلَّا بِحَقِّهِ فَقُمْتُ عَنْهَا فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِفَانْفَرَجَتْ الصَّخْرَةُ ... )) الحديث .
تأمل هذا الرجل .. قد أوشكَ على مقارفةِالفاحشةِ ، ولم يبقَ بينَه وبينَها إلا شيءٌ يسيرٌ ، ولكن الإيمانَ في قلبهِ تيقظَبكلمةِ : اتق الله .. فانتبه وانتصرَ بإيمانه على الشهوةِ .
2) حسم مادة الشهوة وتضييق مجاريها : مثاله ( قطع العلف عن الدابة الجموح وعن الكلب الضارى لإضعاف قوتهما ) .
· نوع وكمية الغذاء المثير للشهوة .
· العلاج النبوي ( الصوم ) : " ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء " .
هل جربت الصيام بقصد العفة عن الحرام؟ جرب وستجد أثره على قلبك .
3) قطع الأسباب المهيجة للشهوة : مثاله ( تغييب اللحم عن الكلب والشعير عن البهيمة لئلا تتحرك قوتهما له عند المشاهدة )
· ومن هذه الأسباب : 1]الفكر في الشهوات 2] النظر المحرم 3] الغناء .
4) التسلي عن الشهوة بجنسها من المباحات : مثاله (إعطاء البهيمة من الغذاء ما يميل اليه طبعها بحسب الحاجة لتبقى معه القوة فتطيع صاحبهما ولا تغلب باعطائها الزيادة)
الزواج : حديث (يا معشر الشباب ... )
5) الصبر والمجاهدة : كما تقدم .
6) أن تتذكر ما أعد اللهُتعالى للحافظين فروجهم والحافظات من النعيم المقيم.
ومن ذلك النعيمْ التلذذُ بالحورِ العين، الكواعبُ الأترابُ ، اللواتي ملئن حسناً وجمالاً .
7) التفكر في المفاسد الدنيوية من الشهوة المحرمة .. فإن الله تعالى يبتلي أصحابَ الشهواتِبالأمراضِ الفتاكةِ ، والأوبئةِ المهلكةِ ، كالإيدز ، إضافة إلى الأمراضِ النفسيةِ والعقليةِوالقلقِ والاضطرابِ والغمِ والهمِ .
ومن المفاسد الدنيوية أيضاً : الخزي والعار في الدنيا عليه وأهله .. السجن .
أن تتذكرَ ما أعدَّ اللهُ تعالى لأهلِ الشهواتِ المحرمةِ من زنىً ولواطٍ أو غيرِهامن العذابِ والنكالِ الأليمفي البرزخ ، أو في الآخرة :
1- عذاب البرزخ : التنور الذي يعذب فيه الزناة والزواني .
في البخاري أن رسولَ الله r قال : (( إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ ... حتى قال : فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ ، فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ ، فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ ، فَإِذَا أَتَاهُمْ ذَلِكَ اللَّهَبُ ضَوْضَوْا فلما سأل عنهم الملائكةَ ، قالوا : وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي)) .
فهل تودُ أيها الشابُ أن تكونَ منهم ؟ !!
2- عذاب النار: (فأما من طغى .. الجحيم هي المأوى) .. (ولا يزنون ومن يفعل ذلك..)
9) علاج لطيف ، يقدمه لنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، عندما يقول: إذا أُعجب أحدكم بامرأة فليذكر مناتنها 0
إذن هذا العلاج هو : التفكر في مقابح الصورة التى تدعوه نفسه اليها .. وخاصة إذا كان الطرف الثاني يشترك غيره معه فيه .
كما قيل : سأترك وصلكم شرفا وعزا لخسة سائر الشركاء فيه
إذ كثر الذباب على طعام رفعت يدى ونفسى تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء إذا كان الكلاب يلغن فيه
10) اسأل نفسك هذه الأسئلة:
هل الجنس هو الغاية في نظرك الشخصي؟
هل للشهوة حد؟ متى ستقضي على الشهوة في نظرك؟
11) الدعاء والانكسار بين يدي الله .
(أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَادَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) .. وليكن مثلك يوسفُ عليهالسلام عندما قال: (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّايَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّوَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَعَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (.
12) أن تتذكرَ أيها الشابُأنكَ مُستهدفٌ بالمخططاتِ اليهوديةِ والصليبيةِ لإفسادِك والقضاءِ علىدينِك، بنشرِ الخلاعةِ والإباحيةِ ، وإشاعةِ الفواحشِ والمنكراتِ، يقولُ أحدُأقطابِ المستعمرين: كأسٌ وغانيةٌ تفعلانِ في تحطيمِ الأمةِالمحمديةِ أكثرَ مما يفعلهُ ألفُ مِدْفعٍ.