إن أسمى علاقة بين البشر في الوجود هي علاقة الأخوة في الله ، فالقاسم المشترك في العلاقة بين الناس مهما تعددت وتنوعت هو المصالح الشخصية ؛ فبقدر المنفعة المتحققة من شخص ما يكون الحرص على تكوين علاقة معه ، إلا المتآخين في الله ، فعلاقة بعضهم ببعض علاقة خاصة ، بدأت من عند الله ، اختار لها من اختار من عباده ، وجمع بين قلوبهم ، وألف بينهم وحبب كل منهم للآخر دون سبب منهم في ذلك .
ولا تستطيع أي قوة أرضية أن تُنشئ مثل هذه العلاقة لأنها من عند الله ﴿ وألف بين وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾[الأنفال/63] .
ولأن هذه العلاقة بدأت من عند الله ، كان استمرارها مشروطا بأن تظل من أجل الله ، فتكون نهايتها عند الله ﴿ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى ﴾ [النجم/42] ، فصار بحق من أوثق عرى الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم : " أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله " ( ) .
ولما كانت علاقة الأخوة في الله على هذه الدرجة من الأهمية ، كان الحرص عليها والعمل على استمرارها وتزكيتها من الأمور الرئيسة عند الأخ المسلم .
ولقد جال في خاطري العديد من الخواطر حول طبيعة هذه العلاقة وما قد يقابل السائر في طريقها من منعطفات وما يمكن أن يُكدِّر صفوها ، وما يُعين على استمرارها حتى النهاية .
وما أن بدأت في تسجيل هذه الخواطر حتى وجدتها تتدافع علي وتتزاحم أمامي ، وكأنها كانت في انتظار تلك اللحظات ، فاستعنت بالله ودونت ما تذكرته منها .
فيا أخي في الله :
يا من توحدت قلوبنا وأفكارنا وخطوات سيرنا ...
هذا بعض ما جال بخاطري حول أخوتنا ، أقدمه إليك وأضعه بين يديك ، راجيًا من الله أن ينفعني وإياك بخيره ، ويجنبني وإياك شره .
فالخير فيها من الله ، والشر فيها من نفسي وما أُبرئها ، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء الصراط .
المؤلف
****
أخي في الله ..
إن معنى الحب في الله ، هو أن يحب كل منا في الآخر ما يحبه الله فيه ، فلا يحب أحدنا الآخر لذاته بل لما فيه من صفات يحبها الله .
فالذي يستحق أن يُحب لذاته هو الله عز وجل ، وأي حب ينبغي أن يكون تابعًا له .
فنحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله يحبه وأمرنا بحبه ، ونحب المسلمين ونكره الكافرين لذلك أيضًا .
بل إننا نحب المسلم الملتزم بأوامر الله أكثر من المسلم العاصي المقصر في جنب الله ، مع العلم بأننا لا نكره العاصي لذاته أيضًا ، بل نكره فيه أفعاله التي تغضب الله عز وجل .
ونحب المؤمن القوي أكثر من المؤمن الضعيف ، لأن الله يحب فيه القوة ، ونحب أهل المساجد المحافظين على الجُمع والجماعات وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر ممن لا يحافظون على ذلك .
ونحب أهل الجهاد السائرين في الطريق الصحيح لتمكين دين الله في الأرض – دون إفراط ولا تفريط – أكثر ممن قعدوا عن الجهاد أو انحرفوا عن طريقه .
ونحب في هؤلاء القاعدين التزامهم بالأوامر الأخرى أكثر من غيرهم من المسلمين الشاردين البعدين عن الله .
وخلاصة القول : إنه من الواجب علينا أن نحب المرء بمقدار ما فيه من صفات يحبها الله ، ونبغضه بمقدار ما فيه من صفات يبغضها الله عز وجل .
فإذا تبين ذلك ، فلا يجوز لنا أن نفضل إنسانًا عن آخر إلا بهذا المقياس ، فلا نفضل ولا نقرب شخصًا ما على آخر لأن نفوسنا تميل إليه أكثر .
فكما يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله : وليس للخلق محبة أعظم ولا أكمل ولا أتم من محبة المؤمنين لربهم ، وليس في الوجود ما يستحق أن يُحب لذاته من كل وجه إلا الله تعالى ، وكل ما يحب سواه فمحبته تبعًا لحبه ، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يُحب لأجل الله ويطاع لأجل الله ، ويُتبع لأجل الله ، كما قال تعالى : ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران/31] ، وفي الحديث : " أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة ، وأحبوني لحب الله ، وأحبوا أهل بيتي لحبي " ، وقال تعالى : ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾[التوبة/24] ( ) .
أخي في الله ..
أنت أحب الناس إلى قلبي بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد رأيتك تبتعد عن أهل المعاصي ، وتدخل في زمرة أهل الإيمان ، ثم رأيتك تبحث عن المجاهدين من أهل الإيمان لتلحق بهم ، بل وتتسابق مع أهل الجهاد في التضحية بكل ما تملك من وقت وجهد ومال ونفس في سبيل نصرة دينك وأنت تعلم أن طريق المجاهدين صعب عسير وبخاصة في هذا الزمان .
فكيف لا أُحبك بعد ذلك ؟!
فحبي لك من أدلة إيماني كما قال صلى الله عليه وسلم : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يُحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار "( ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : " أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله "( ).
فلا عجب أن يصبح حبي لك أكثر من حبي لأبي وأمي وزوجتي وولدي وأخي ، طالما أن أحد منهم لم يَرْق إلى المرتبة التي وصلت إليها .
أخي ..
من ذاق عرف
ولقد ذُقت طعم محبتك فلم أجد أحلى ولا أفضل ولا أكمل منه بعد حلاوة العبادة والطاعة لله .
ولن يستطيع أي لسان مهما كانت بلاغته وفصاحته أن يصفه .
فهي حلاوة أوجدها الله عز وجل للمتحابين فيه .
وكل من ذاق طعمها لا يرضى بدونها بديلًا ، فجميع لذات الدنيا تقف على استحياء بعيدًا عنها .
وكل من جربها وذاق طعمها ثم حِيل بينه وبين إخوانه لسفر أو غيره ، يجد مرارة الغربة تلازمه ، والشوق إلى ديار إخوانه وأحبائه لا يفارق قلبه .
فمساكين أهل الدنيا ، لو علموا ما نحن فيه من النعيم لتيقنوا أن جميع لذاتهم لا تساوي شيئًا بجوار حلاوة الحب في الله ، ولحاولوا أن ينهلوا منها ، ولكن هيهات ، فالله عز وجل يختار لها أهلها .
أخي في الله ..
رأيت علامات التعجب بادية على وجوه الكثيرين ممن يرونا ويرون مدى ما وصلَت إليه علاقتنا .
لاحظت دهشتهم عندما يشاهدون المهندس يسير مع العامل ، والطبيب مع الفلاح ، والطالب مع المدرس ، والغني مع الفقير ، والصغير مع الكبير .
سمعتهم يتسائلون :
ما الذي جمع هؤلاء مع اختلاف مشاربهم وثقافاتهم ومكانتهم ؟
ما الذي جعلهم يتفانون في خدمة بعضهم البعض دون تبرم ، بل بسعادة وسرور ؟!
ولماذا لا يحدث بينهم مثل ما يحدث بين بقية الناس من كِبر وأَثَرَةٍ ومشاحنات وخصومات ؟!
إننا يا أخي غرباء بين الناس ، فنحن نعمل على تطبيق الإسلام بيننا في الوقت الذي أصبح فيه الإسلام غريبًا بين أهله كما أخبرنا بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم عندما قال : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء " ( ).
فلا تندهش من تساؤلات من حولك عن سبب ما يحدث بيننا من أُلفة وحب ونكران للذات وإيثار ، و . . . و . . . .
فهؤلاء لم يتعودوا إلا على الأَثَرَة وحب الذات والعمل على تحقيق مصالحهم على حساب الآخرين لأنهم بعيدون عن الإسلام .
****
أخي في الله ..
أحذر نفسي وإياك من أن يُحب أحدنا الآخر لذاته ، ولأنه يميل إليه ويجد متعة شخصية في وجوده معه ، فلا يُشاهد إلا معه ، في حِله وترحاله ، وجده وهزله ، فيؤدي ذلك إلى الارتباط الشخصي ، وهذا من أخطر منعطفات الأخوة في الله ، حيث يتحول الحب من حب في الله إلى حب لذات الأشخاص ، فإذا انحرف أحدنا تبعه الآخر ، لأنه مرتبط به ، سائر في رِكابه ، ولنتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما مات جزع الناس وفزعوا .. فلما علم أبو بكر بذلك صعد المنبر وقال للناس : من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، وقرأ قوله تعالى : ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران/144] .
ففي هذه الكلمات الوجيزة من أبي بكر - رضي الله عنه – صحح المسار ، وربط الناس بربهم ، وخرج الناس - كما تقول كتب السيرة - يرددون هذه الآية .
فلنتآخ جميعًا .. ولنرتبط برباط الله ، لا برباط ذواتنا .
****
أخي في الله :
من علامات صدق أخوتنا وحبنا في الله : إعانة كل منا للآخر على التقرب إلى الله ، كما كان الصحابي يقول لأخيه : اجلس بنا نؤمن ساعه ( ) .
فيُذكر كل منا الآخر بفعل الخيرات ، ويعينه على أدائها وينهاه عن فعل المنكرات ويعينه على اجتنابها .
فنذكر الله ، ونقرأ القرآن ، ونقوم الليل ، ونصوم النهار ، ونتدارس في كتب العلم سويا ، وغير ذلك من الفضائل التي حثنا الله عليها – ما تيسر ذلك – وبهذا يتحقق مقياس الأخوة الذي ذكره الله عز وجل على لسان سيدنا موسى ﴿ وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا ﴾ [طه/29-35].
وبذلك يجذب كل منا الآخر إلى أعلى ، فتصبح لقاءاتنا على ما يحبه الله ، وفراقنا بالتواصي على ذلك أيضًا ، فنصير بحق كالرجلين اللذين أشار إليهما النبي صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله : " ورجلان تحابا في الله ، اجتمعا عليه وتفرقا عليه " ( ) .
****
أخي في الله ..
ليكن كل منا حريصًا على وقت الآخر ، فالوقت هو الحياة ، وهو رأس مال الإنسان الحقيقي ، المحاسب عنه يوم القيامة .
يذكرنا بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ، الصحة والفراغ " ( ).
ويقول ابن مسعود : ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي .
فليحرص كل منا على وقته ووقت إخوانه ، فالواجبات أكثر من الأوقات ، وطريق الجنة طويل يحتاج إلى بذل وعطاء بالليل والنهار ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين/26] ، فإذا زار إخوانه فليحافظ على آداب الزيارة ، فلا سمر بعد العشاء ، ولا ينسى أن هناك قيام ليل واستغفارًا بالأسحار وصلاة فجر ، فلا يحرم نفسه ولا إخوانه من فضل هذه الأوقات .
ومما لا شك فيه أن كل منا يحب أن يرى أخاه ويجلس معه في كل وقت ، فلقاؤه أحب لقاء إليه ، ولكن إن لم تكن هذه اللقاءات لزيادة الإيمان والتذكير بشعبه ، فلابد أن نُنهي أنفسنا عنها ونجاهدها في ذلك .
بل إذا رأى أحدنا من الآخر عدم حرصه على وقته ذكَّره بقيمة الوقت وخطورة إنفاقه فيما لا يفيد .
أخي في الله ..
إن كنت حريصًا عليَّ وتريد ليَ الخير – وأنا لا أشُك في ذلك – فلا تمدحني في وجهي ، فما من شيء أضر على الإنسان من المدح ، ويكفي في بيان خطورة المدح في الوجه ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي مدح رجلا عنده فقال له : " ويحك ، قطعت عنق صاحبك ، لو سمعها ما أفلح " . ثم قال : " إن كان أحدكم لابد مادحًا أخاه فليقل : أحسب فلانًا ولا أُزكي على الله أحدًا ، حسيبه الله ، إن كان يرى أنه كذلك " ( ).
المدح يجعل الإنسان ينتشي ويكبر عند نفسه ، فيؤدي ذلك إلى التكبر على الناس ، لإحساسه بأنهم دونه في المستوى ، وينعكس ذلك الإحساس على تصرفاته معهم .
وإن لم يتكبر على الناس فيكفيه فُتوره وعدم حرصه على معرفة عيوبه ونواقصه ، لإحساسه بشيء من الكمال في نفسه .
فالحرص الحرص على عدم المدح في الوجه .
****
أخي في الله ..
حافظ على حرمتي ، فلا تغتابني تحت أي مسمى من المسميات مثل المصلحة وغيرها ، تخيل أنك مكاني ، ماذا سيكون شعورك تجاهي عندما تبلغك غيبتي لك ؟!
وتذكر قول الله تعالى : ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات/12] .
ولا تحاول أن تسخر مني أو تستهزئ بي بدعوى المزاح ، فإن ذلك قد يحزنني ، ولا تعمل يا أخي على إحراجي بين الناس ، وتذكر قول الله عز وجل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ﴾ [الحجرات/11] .
واعمل على ألا تكلفني مالا أطيق .
ولا تأخذ مني شيء دون رضاي ، فقد يمنعني الحياء من محاولة استرداده ، وتأمل قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعِبًا ولا جادًا ، فمن أخذ عصا أخيه فليردها عليه " ( ) .
ونادني يا أخي بأحب الأسماء إليَّ ، ولا تُطلق عليَّ لقبًا فيه سخرية أو استهزاء ، وتأمل قول الله عز وجل : ﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ﴾ [الحجرات/11] .
ولا تُنَاجِ أحدًا وتُسر إليه بالحديث وأنا معك ، فقد تفتح عليَّ بذلك بابًا للشيطان ، فكما قال صلى الله عليه وسلم : " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث ، فإن ذلك يُحزنه " ( ) .
ولا تروعنى بأى صورة من الصور ، مثل أن تأخذ منى شيئًا وتخفيه أو نحو ذلك ، سواء كنت جادًّا أو مازحًا .
وتأمل ما حدث بين الصحابة عندما كانوا يسيرون مع النبى صلى الله عليه وسلم فنام رجل منهم ، فانطلق بعضهم إلى حبل معه فأخذه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا " ( ) .
****
أخى فى الله :
لا تاخذنى بالظن فإن الظن أكذب الحديث كما قال صلى الله عليه وسلم ، فلا تصدر عليّ حكما بغير دليل بيِّن وراجح ، ولا تعاملني على أساس هذا الظن ، فالمؤمن لا يظن بأخيه المؤمن إلا خيرًا ويلتمس له المعاذير .
فإن لم تستطع أن تتغلب على ظنونك فلا تحملها فى صدرك أو تحدث بها أحدًا ، بل سارع إليَّ وواجهني بها حتى أُبين لك الحقيقة ، فأقرب طريق بين النقطتين هو الخط المستقيم .
فلو عامل كل منا الآخر بالظنون لحمل الكثير في صدره تجاه أخيه ، ولأصبحت علانيتنا مخالفة لسرائرنا .
ولا تجعل يا أخي أذنيك هي مصدرك الرئيسي في تلقي المعلومات ، بل حقق بنفسك وشاهد بعينك ، فالأشخاص يختلفون فيما بينهم في تقييم ما يصلهم من أخبار ، فالبعض قد يستصغر أمرًا يعظمه ويهوله آخر ، فكما قالوا : آفة الأخبار رواتها .
****
أخى فى الله :
تثبت مما تقول عند نقلك للكلام ، فلا تنقل كلاما لأحد إلا إذا كنت متأكدًا منه تمامًا فكما قال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع " ( ) .
ولا تجعل الكلام ينتقل عن طريق الألسنة دون إمراره على العقل للتفكير فيه وتحكيم الشرع فيه ، حتى لا نُصيبَ قومًا بجهالة فنصبح كما قال عز وجل لبعض المؤمنين في حادث الإفك :﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور/15].
فإذا بلغك شيء عني وحاك في صدرك ولا تريد أن تصارحني به ، فلا تحدث به أحدًا من حولك ، واسلك سبيل المؤمنين في ذلك كما قال تعالى :﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء/83] .
*****
أخي في الله ..
لا تنقل إليّ عن إخواني إلا الطيب ، حتى لا أخرج إليهم وفي صدري شيئ تجاههم ، فكما تعلم يا أخي أن أدنى درجات الأخوة سلامة الصدر .
وكما قال صلى الله عليه وسلم : " لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئًا ، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " ( ) .
فلنتق الله في إخواننا ولنحذر أن نكون سببًا في إيغار الصدور بينهم دون قصد .
ولا تحاول يا أخي أن تتحسس خطأ إخوانك وتعرف أسرارهم ( ) ، وإذا ما رأيت أحدًا يتحدث معي في شيئ يخصه فتحاشى استراق السمع ، ولا تحاول أن تسألني عما دار بيننا بعد ذلك ، فكما قال صلى الله عليه وسلم : " من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه " ( ) . وإذا ما تحدثت معك عن مشكلة لشخص ما ولم أُسمِّه لك فلا تحاول أن تعرف اسمه ، وجاهد نفسك لتتغلب على فضولك .
أخي:
يقول الله عز وجل : ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإسراء/53] ، فليحرص كل منا على انتقاء ألفاظه مع الآخر ، فرب كلمة جاءت في غير موضعها تركت آثارًا سيئة للغاية في نفس مستمعها .
وليتجنب كل منا أي لفظ قد يُسيء للآخر ، أو يحرجه من قريب أو بعيد ، فالكلمة الطيبة صدقة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
فكل إنسان له عورات ، ومواضع نقص ، ومن أصعب الأشياء على النفس الكشف عن هذه العورات والنقائص ، وما أكثر ما جُرحت نفوس بسبب عدم مبالاة البعض واسترسالهم في الكلام دون تخير وانتقاء للألفاظ .
****
أخي في الله ..
قد أختلف معك في الرأي ووجهات النظر ، فلا يوغر ذلك صدرك تجاهي ، فالخلاف في الرأي لا يُذم في حد ذاته ، فهو أمر واقع ماله من دافع ، لاختلاف طبائعنا ومشاربنا وطريقة تفكيرنا ، بل إن الخلاف في الرأي قد يكون أمرًا محمودًا إن كان من أجل الوصول إلى الحق ، وروعيت فيه آدابه .
فلا يحاول كل منا أن ينتصر لرأيه ويرغم اخاه على قبوله ، أو يحاول أن يسفه من رأي أخيه ، أو يتمنى خطأه ليظهر لمن حوله أنه كان على صواب فيما أبدى من رأي .
ولا ينبغي لأي منا أن يحمل شيئًا في صدره لأخيه إذا انتقده أو عارضه ، بل يفسح لأخيه صدره ويشجعه على مزيد من النقد طالما كان من أجل الحق ، فالدين النصيحة كما قال صلى الله عليه وسلم .
أخي في الله ..
إن كنا ننادي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين الناس ، فإن الواجب يُحتم علينا أن نبدأ بأنفسنا أولًا .
فلنتناصح فيما بيننا ، ولنتعود على ذلك لنتربى عليه ، فإن رأي أحدنا منكرًا يرتكبه الآخر فلينهه عنه بالطريقة الصحيحة التي بينها العلماء .
وليُقوِ كل منا عزائمه ، ويستجمع شجاعته ليقول للمسيء : أسأت ، وللمخطئ : أخطأت ، مهما كانت مكانته .
فلينصح الكبير الصغير بحنان ورفق ، ولينصح الصغير الكبير بأدب واحترام .
ولا يظنن الصغير أن الحياء هو الذي يمنعه من نصح الكبير ، فالحياء لا يأتي إلا بخير .
فإن لم نستطع أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر فيما بيننا فلن نستطيع أن نقوم به على الوجه الصحيح بين الناس ، ففاقد الشيء لا يعطيه .
أخي في الله ..
تعصب للحق ولا تتعصب للأشخاص وإن كانوا من أقرب الناس إليك ، فالحق واحد لا يتعدد ولا يتجزأ .
وليَزِن كل منا الآخر على ميزان الحق ، ولا يزن الحق عليه .
ولنبتعد عن الاقتداء بالأحياء ، وليكن اقتداؤنا بالأموات كما قال أسلافنا : من أراد أن يقتدي فليقتد بمن مات ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة .
وليكن الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا الأولى ولتكن تصرفاته وأفعاله وأقواله هي الميزان الذي نزن به أنفسنا ، والمرجع الذي نُرَدُ إليه إن تشابهت علينا الأمور .
أخي في الله ..
تذكر أني بشر غير معصوم ، الأصل فيه النقص والضعف ، فإن أخطأت في حقك وأسأت إليك فلا تندهش ، ولا تنقلب عليّّ لخطئي فيك ، وتذكر أنه كما أن لي عندك سيئات ، لي أيضًا حسنات .
فلا تأخذك العاطفة وتدفعك لأن تهيل التراب على أُخوتنا ، ولا تطغ يا أخي في الميزان ، ولا يدفعك خطأي معك لأن تفشي ما كان بيننا من أسرار ، وكن كالكريم الذي قال عنه الشاعر :
ليس الكريم الذي إن ذل صاحبه *** بث الذي كان من أسراره علما
إن الكريــــــم الذي تبقى مودته *** ويحفظ السر إن صافا وإن صرما
****
أخي في الله ..
- إذا أسديت إليّ معروفا فلا تحاول أن تمن عليّ به فتجرحني بذلك وتذكر قول الله عز وجل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى ﴾ [البقرة/264].
- تعود يا أخي على العطاء بلا مقابل ، فالأخوة مغرم وليست مغنمًا ، وتذكر معنى الإيثار ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ﴾ [الحشر/9] .
- واستصغر دائمًا ما تقدمه لإخوانك ، واستعظم ما يقدمونه لك .
- ليرحم كل منا الآخر ، وليحتمله في غضبه ، ولنكن كما قال تعالى : ﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة/54] .
- ليتغاض كل منا عن عثرات الآخر وليترك تأنيبه عليها ، وليصفح كل منا عن الآخر صفحًا جميلًا ، بلا تقريع ، ولا تأنيب ، ولا معاتبة ، وليبتعد كل منا عن تذكير الآخر بزلاته أو ماضيه ، جادًّا أو مازحًا ، لئلا يجرحه ذلك .
ليعمل كل منا على ألا يحسد الآخر على ما يرى عليه من آثار نعم الله ، بل يفرح بذلك ، ويحمد الله على ما يرى من النعمة على أخيه ، كما يحمده على نعمته على نفسه ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " ( ) .
- إذا جئتك معتذرًا عن خطأ ارتكبته في حقك فاقبل عذري – وإن كان واهيًا من وجهة نظرك - ، وتذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبل عذر المنافقين ، فكيف بعذر أخيك ؟!!
أخي ..
- قد تبتعد داري عن دارك ، فلا ينسينك بُعد الدار عهد الأخوة الذى بيننا.
- قد يمنعنى الحياء من الحديث معك عن حقيقة ظروفى ، فلا تنتظر حديثي وتحسسها أنت بنفسك .
- شاورني في أمورك ، وأشركني في مشاكلك – ما تيسر ذلك– فما ندم من استشار كما قال صلى الله عليه وسلم .
- لا تعدني وعدًا ثم تخلفه ، فالمؤمن إذا وعد وفَّى ، فكما قال أحد السلف : لا تعد أخاك وعدًا فتخلفه ، فتستبدل المودة بغضًا .
لا تقابلني بعبوس وجه مهما كانت ظروفك ومشاكلك ، فأنت لا تعلم مدى تأثير رؤيتك عليّ ، فاحرص يا أخي على بشاشة الوجه عند رؤيتي ، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " كل معروف صدقة ، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك " ( ) .
ليحرص كل منا على رد المظالم للآخر ، فكما قال صلى الله عليه وسلم : " من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء ، فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم يكن له حسنات ، أخذ من سيئات صاحبه فحُمل عليه " ( ).
فليتذكر كل منا مظالم أخيه عنده سواء كانت مظالم مادية أو معنوية ، وليعمل على استحلالها منه بكل الوسائل والطرق الممكنة .
- لينصر كل منا أخاه ظالما أو مظلوما ، ونصرتك لى ظالما أن تردني عن ظلمي إن رأيتني ظالما لنفسي باتباع هواها ، أو ظالما لدعوتي بعدم التجرد لها أو التضحية من أجلها ، أو ظالمًا لأهلي بعدم الوفاء بحقوقهم ، أو ظالمًا لأحد من إخواني أو الناس بإيذائه أو غيبته أو السخرية منه أو الاستهزاء به ، أو... .
- ليحافظ كل منا على مال أخيه ، فإن عمل معه فلا يجعل أُخُوته له سلمًا لتحقيق المنافع ، أو حاجزًا يحجز عنه محاسبة الآخرين له .
فلا ينبغي لأحدنا أن يتضايق وتأخذه العزة إذا ما حاسبه أخوه عن تقصيره في حق العمل ، بل على العكس ، فعمل أحدنا مع الآخر لابد وأن يدفعه لمزيد من الجهد والبذل والالتزام ليُنجح له عمله ، لا التراخي والتهاون والتكاسل بدافع الأخوة .
- وقد نكون شركاء في عمل تجاري نتكسب منه ؛ فلا يستحي أي منا أن يخبر الآخر بكل ما في نفسه ويتفق معه على الصغيرة والكبيرة منذ البداية .
فإننا إن لم نفعل ذلك واستحى كل منا من الآخر فستتراكم الرواسب في الصدور ، وسيجد كل منا في نفسه من أخيه الكثير ، وقد يؤدي ذلك إلي كثير من المشاكل التي يصعب معها العلاج .
فلنصلح البداية لنجني الثمار الطيبة في النهاية .
- إن كنا نطالب بالعدل وعدم المحاباة بين الناس ، فليكن ذلك بيننا أولًا ، فلا تعطني حقًّا لا أستحقه أو يستحقه غيري قبلي ، ولا تتركني بدون حساب وتحاسب غيري بدافع الأخوة .
فالكل ينظر إلينا ويرقبنا ، فلنتق الله ولنحرص على ألا نكون فتنة للناس .
****
أخي في الله ..
قد تحدث لي ظروف شديدة ، وقد أقع في محنة ، فلا تبتعد عني ولا تتركني ولو كنت ممن أضير مني ، فأنا أحوج ما أكون إليك في ذلك الوقت ، فلو تركتني في محنتي فقد أسقط نهائيًّا ، فتغلب على نفسك وتناس أحزانك ، واقترب مني ، ولا تغلق بابك في وجهي .
وأعمل على إحاطتي من كل الجوانب ، فالشيطان في هذه الفترة يكون أنشط ما يكون ، وله من المداخل ما لا يُحصى ولا يُعد ، فحاول أن تسد عليّ منافذه ، ولا تكن أنت أحد مداخله عليَّ .
وأعمل على تضييق الفجوة التي قد تحدث في يوم من الأيام بيننا .
ولنعمل سويًّا على زيادة الحب بيننا عند وجود أي مشكلة ، فالحب قادر على استيعابها وحلها .
****
أخي ..
يا من أتقرب إلى الله بحبه ..
ذكرني إذا نسيت ...
ذكرني بالله إذا نسيته وانشغلت بغيره ...
وذكرني بالموت إن غفلت عنه ...
وذكرني بحقيقة الدنيا إن لاحظت عليّ حبًّا لها وانشغالًا بها ...
وذكرني بدعوتنا وأهمية ارتباطنا بها وأننا بها نُكرم ، وبدونها لا نساوي شيئًا ، وهى بنا وبغيرنا ، إن رأيتني مقصرًا في حقوقها ...
وذكرني بالمسجد والجماعة والصف الأول إن افتقدتني فيهم...
وذكرني بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم إن رأيتني بعدت عنها ...
وذكرني بورد القرآن والمأثورات وورد الرابطة إن لاحظت عدم محافظتى عليهم .
****
أخي ..
شاركني في سرائي وضرائي ولا تتأخر عليَّ ، فإن عيني تبحث عنك بين الحاضرين ، ويدق قلبي كلما طرق الباب شوقًا لرؤيتك ، ويزداد حزني كلما طال غيابك ، فاعمل أخي على المسارعة برؤيتي في تلك الأوقات حتى لا تُطفأ فرحتي في سرائي ، أو تزيد حزني وألمي في ضرائي .
****
أخي ..
يا من أنتظر لقاءه ، وأسعى إلى رؤيته ، لا تنسني وقت الغروب ، واذكرني في دعائك ، عسى الله أن يجمع بيننا في الجنة كما جمع بين قلوبنا في الدنيا ﴿ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر/47] .
ولعله سبحانه يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، ويسوقنا سويًّا مع زُمَر الصالحين إلى الجنة ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ﴾ [الزمر/73] .
فنسير مع إخواننا إلى الجنة سويًّا كما كنا في الدنيا فندخلها سويًّا ..
وهناك نتمتع برؤية مولانا وحبيبنا الذي أحببتك من أجله ، ونرى محمدًا صلى الله عليه وسلم وصحبه ، ونرى كذلك إخواننا وشهداءنا ممن سمعنا وقرأنا عنهم .
عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أهل الجنة الجنة فيشتاق الإخوان بعضهم إلى بعض ، قال : فيسير سرير هذا إلى سرير هذا ، وسرير هذا إلى سرير هذا حتى يجتمعا جميعًا ، فيقول أحدهما لصاحبه : تعلم متى غفر الله لنا ؟ فيقول صاحبه : يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا الله فغفر لنا " ( ).
****
وفي النهاية :
فإني أكتب هذه الوصايا ولا أرى أحدًا أحوج إليها من نفسي ، أسأل الله عز وجل أن يعيننا على القيام بحقوق الأخوة .
وأسأله تعالى أن يتقبل منها ، وان يغفر لنا ، وأن يثبتنا على طريقه ، إنه سميع مجيب ، ، ،
والحمد لله رب العالمين