التعليم
الشفهي : مقاومة متواضعة ضد مدارس المبشرينلا يتطلب الأمر أن يطلب المدرس استعمال الدفاتر و الأقلام،
فالتلاميذ يكررون ما يقوله المدرس شفهيا، و هي طريقة تدريس لا يمكن الإستغناء عنها
في الدول الأفريقية.
18.01.2011 - التعليم الشفهي : مقاومة متواضعة ضد مدارس المبشرين
مروةلوليجيأفريقيا تعتبر جنة للثروة التي تضمها من الطبيعة، لكن الفقر يغطي سكانها، و يصبح
أطفالها عرضة للوقوع في أيدي مدارس المبشرين المسيحيين منذ سن الثالثة.
يبقى التعليم الهدف الرئيسي الذي لا يستغني عنه المسلمون الأفارقة، رغم
الإستعمار و الظروف الصعبة التي يمرون بها، و يقاومون ضد الأنشطة المسيحية.
و يعتبر التعليم الشفهي، إحدى الطرق التي لا يستغنون عنها، و ليس فقط المسلمون
الأفارقة، لكن هذه الوسيلة تقليدية و سائدة في العديد من الدول الأفريقية.
المسيحيةأو
الجهل..حتى لو أن الإستعمار انسحب من الدول الأفريقية، لكن ذلك ظل حبرا على ورق،
فالمبشرون المسيحيون يداومون على دخول هذه البلاد و نشر ثقافتهم و معتقداتهم هناك
بشتى الطرق.
و الطريقة التي يستعملونها الأكثر هي التعليم، حيث يعتمدون على هذه الوسيلة لنشر
معتقداتهم في صفوف مسلمي البالد الأفريقية و السكان بشكل عام.
و تتوفر المدارس الكاثوليكية التي بدأت تنتشر بسرعة في أفريقيا، على وسائل تعليم
و مقاييس عالية مقارنة مع مدارس الحكومات. و تستعملها الدول الأوروبية التي تدعم
هذه المدارس، في نشر سياستها و ثقافتها، و تدرس الدين المسيحي الذي تعتبره شرطا
لتعليم الأطفال، أو يحكم عليهم البقاء في دائرة الجهل.
حتى أن بعض المدارس تقوم بتغيير تاريخ أوروبا، و محو العديد من الحقائق و إضافة
معلومات مزيفة عن المسيحية، و تدرسه للأطفال.
أمام هذه الممارسات، فضلت العديد من العوائل المسلمة، عدم إرسال أطفالها إلى هذه
المدارس و إرسالهم إلى الكتاب، و التعلم بالأسلوب الشفهي كنوع من مقاومة هذه
العمليات التبشيرية.
المدارسالدينية هي البديل
الوحيديولي مسلمو أفريقيا إهتماما كبيرا للمدارس الدينية ( الكتاب )، و بالنسبة إليهم،
لا يوجد تعليم أهم من العلم الذي يقدمه القرآن، و نظرا لأن مثل هذه المدارس تعاني
من نقص شديد في العديد من الوسائل و الأدوات التعليمية، لكنهم يعتمدون على التعليم
الشفهي كأنجع طريقة للتعلم.
و حتى بدون دفاتر أو أقلام، فالتلاميذ يكررون ما يقوله المدرس و يحفظونه عن ظهر
قلب.
و بما أن التعليم هو مقدس بالنسبة إليهم، فالعديد من الأطفال يذهبون إلى الكتاب
حتى و لو كان بعيدا عن مكان إقامتهم، و يقاومون كل الصعاب و العراقيل للحصول عليه.
و على اللوح الذي يخطون عليه ما عليهم حفظه، لا يجرأ أي منهم مسحه قبل حفظ ما كتب
عليه عن ظهر قلب، لكن هذه الكتابات لا تظل على اللوح لمدة أكثر من يوم، لهذا يضطرون
لحفظ الآيات و المعلومات التي تكتب عليه سريعا.
انتشارالمدارس الشفهيةانتشرت المدارس الشفهية مؤخرا في الدول الإسلامية الأفريقية، كإحدى الوسائل
التقليدية للتدريس، و أيضا بسبب استمرار إنتشار الفقر في هذه الدول و انعدام
الوسائل المادية لتقديم تعليم آخر. و أصبحت هذه المدارس جزءا مهما في الحياة
اليومية للأطفال، حيث يذهبون إليها صباح، و عند الظهر يذهبون إلى المدارس، و عند
المساء، لا يعودون إلى المنزل قبل إنهاء واجباتهم في المدارس الشفهية.
بسبب ضعف الإقتصاد، لا يحصل العديد من الأطفال في الدول الأفريقية مثل التشاد،
كينيا، إثيوبيا و غيرها على فرصة ستعمال الأوراق و الأقلام، و يستعملون اللوح
الخشبي الذي يستعملون للكتابة عليه الفحم أو السواد من على الطناجر كحبر.
يبقى التعليم الأساس في حياة مسلمي أفريقيا، و يقاومون بكل قوتهم من أجل تنشأة
أطفالهم على حب التعليم و عدما لتخلي عنه، و كل أسرة تسعى لأن يكون ضمنها على الأقل
أحد حفظة القرآن، و المقاومة ضد الأنشطة التنصيرية للمبشرين.
و تبقى الألواح الخشبية شاهدا على هذه المقاومة التي تصمد في وجه كل الصعوبات و
العراقيل في أفريقيا.