رياض الجنـّة: منزلة من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر- أخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخل رسول الله
فقال: «يا ابن مسعود» فقلت: لبيك يا رسول الله – قالها ثلاثاً- قال:
«أتدري أي الناس أفضل؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «فإن أفضل الناس
أفضلهم عملاً إذا فقهوا في دينهم». ثم قال: «يا ابن مسعود» قلت: لبيك يا
رسول الله، قال: «تدري أي الناس أعلم؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «إن
أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس، وإن كان مقصراً في العمل، وإن
كان يمشي على إسته زحفاً. واختلف من كان قبلي على ثنتين وسبعين فرقة، نجا
منها ثلاثة وهلك سائرهن: فرقة وازت (واجهت) الملوك، وقاتلوهم على دينهم
ودين عيسى بن مريم، وأخذوهم، وقتلوهم، وقطعوهم بالمناشير، وفرقة لم يكن لها
طاقة بموازاة الملوك ولا أن يقيموا بظهرانيهم، فيدعوهم إلى الله ودين عيسى
بن مريم، فساحوا في البلاد وترهبوا، قال: وهم الذين قال الله عز وجل:
﴿وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا
ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ ﴾ - الآية -، فقال النبي
: «من آمن بي، وصدقني، واتبعني، فقد رعاها حق رعايتها، ومن لم يتبعني فأولئك هم الهالكون».
- أخرج البزار عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله
:
«إنكم على بينة من ربكم ما لم تظهر فيكم سكرتان: سكرة الجهل، وسكرة حب
العيش، وأنتم تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتجاهدون في سبيل الله.
فإذا ظهر فيكم حب الدنيا، فلا تأمرون بالمعروف، ولا تنهون عن المنكر، ولا
تجاهدون في سبيل الله. القائلون يومئذٍ بالكتاب والسنة كالسابقين الأولين
من المهاجرين والأنصار».
- وأخرج البيهقي والنقاش في معجمه عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله
قال: «ألا أخبركم بأقوام ليسوا بأنبياء، ولا شهداء، يغبطهم يوم القيامة
الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله، على منابر من نور يعرفون، قالوا: من
هم يا رسول الله؟ قال: الذين يحببون عباد الله إلى الله، ويحببون الله إلى
عباده، ويمشون على الأرض نصحاً» فقلت: هذا يحبب الله إلى عباده، فكيف
يحببون عباد الله إلى الله؟ قال: «يأمرونهم بما يحب الله، وينهونهم عما
يكره الله، فإذا أطاعوهم أحبهم الله عز وجل».
- أخرج الطبراني في الأوسط عن حذيفة رضي الله عنه قال: قلت للنبي
:
يا رسول الله، متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهما سيدا أعمال
أهل البر؟ قال: «إذا أصاب ما أصاب بني إسرائيل» قلت: يا رسول الله، وما
أصاب بني إسرائيل؟ قال: «إذا داهن خياركم فجاركم، وصار الفقه في شراركم،
وصار الملك في صغاركم، فعند ذلك تلبسكم فتنة تكرون ويكر عليكم»