بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله القائل
"وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً "
والزواج الناجح مؤشر لبناء
اسرة سعيدة بمشيئة الرحمن والحياة لا تخلو من المنغصات وبعضها
ضروريٌ كالملح للطعام إذ أن الوتيرة الواحدة في كل شيئ تدعو للملل
ولكن يجب أن تكون هنالك خطوطٌ حمراء لا يتجاوزها الطرفان
كما يجب أن تكون لغة الحوار هي السائدة
وفي دراسة تمت مؤخرا في السعودية تقول الدكتورة نورة الشملان
أن نسبة الطلاق تمثل رقما مخيفا في العشرين سنة الماضية فهي
تكاد تلامس سقف 40 % من نسبة الزواج وفندت أن بعض الأسباب تعود
لجهل الزوجين وتحرر الزوجين واستقلاليتهم من كنف الأسرة الذين
كانت تقع عليهم مسؤولية توعية الطرفين في الغالب وإن كان تدخل
الأسرة يكون مدمرا في بعض الحالات
ومن وجهة نظري أن ثقافة الزواج لدينا في الحضيض من الطرفين
فالشاب أصبح ينافس زوجته في الموضة بدءً من السيارات الفارهة
وأرقام لوحاتها المميزة وشرائح الجوال ذات الأرقام المميزة
خلاف الساعات المرصعة بالمجوهرات وقصات الشعر الأنثوية
فكيف نتوقع منه أن يكون مسؤولا عن أسرة وقوامتها ؟
والفتاة ليست ببعيدة عن حاله سوءا فبالكاد تضع بيضة على النار
لتسلقها أو تحضر كوبا من الشاهي فوقتها ضائع بين القنوات
الفضائية أو غرف الشات والماسنجر ومحادثات الجوال حتى لو منعها
زوجها فبطاقات الشحن المسبق الدفع سهلة المنال والطرق
الملتوية فنٌ لا يدركه سواها
ناهيك عن تفاهة التفكير لدى بعضهن إذ فاجأني أحد الزملاء الذي
أُشتهر في بلدتنا الصغيرة بعشقه لزوجته قبل الدخول عليها ولم
يمضِ سوى قليل وقت حتى طلقها فصعقنا جميعا !!!! ما الخبر وما دهاك
أيها العاشق المتيّم ؟ هل الطلاق هو الحل الوحيد للخلافات الزوجية ؟
وهل كنت تنتظر العسل مدى الحياة ؟ قال والدموع في عينيه :
ليت الأمر خلافا يستحق الطلاق ولكنه من أتفه الأسباب فتشنفت أذني
لأسمع القضية التافهة التي أدت إلى قطع الرباط المقدس وهدم بيتٍ
كنا نتعشم أن يقوم على الحب عامرا
قال في ذات ليلة حميمية سافرنا بشريط الذكريات للأيام الجميلة
حين تعرفت عليها وخطبتها حتى انتهى بنا الأمر للزواج وقالت :
حبيبي أجبني على سؤالٍ يحيرني دوما : ماذا ستفعل بعدما أموت ؟
وهل سوف تنساني وتتزوج من بعدي ؟
فعلا صعقني السؤال إذ أن الأعمار بيد الله فقد أكون السابق لها
والغيب يعلمه الله فما هو مقدرٌ علينا سنعيشه بلا خيارات لنا
فقلت لها معذرة حبيبتي أعتذر عن الإجابة ففقدت أعصابها وثارت
وألحت على طلب الطلاق لأنها وبزعمها لم تعد عندي غير متعة ونزوة
تنتهي بموتها ومن ثم سوف أبحث عن البديل !!!!
عند ذلك طلقتها لأنني أكتشفت تفاهة تفكيرها
تلك قصة من عشرات القصص التافهة قُوضت فيها البيوت وتيتم الأطفال
فأين أئمة الجوامع الذين يركزون على كوسوفا ودارفور والأسهم
وتناسوا أن المجتمع يسر صعودا للهاوية ؟