الكلمـة الطيبـة
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
الكلمة الطيبة لما مزايا عديدة تقرب القلوب وتذهب حزنها وتمسح غضبها وتشعرنا عندما نسمعها أننا في سعادة وحبذا لو رافقتها ابتسامة صادقة
أخـي الداعيـة
المـراد بالكلمـة الطيبـة
هي التي تسر السامع وتؤلف القلب
هي التي تحدث أثرا طيباً في نفوس الآخرين
هي التي تثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله
هي التي تفتح أبواب الخير، وتغلق أبواب الشر
خصائـص الكلمـة الطيبـة
أنها جميلة رقيقة لا تؤذي المشاعر ولا تخدش النفوس
جميلة في اللفظ والمعنى
يشتاق إليها السامع ويطرب لها القلب
نتائجها، مفيدة، وغايتها بناءة، ومنفعتها واضحة
قال تعالى: (( ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ))
الدعـوة إلـى الكلمـة الطيبـة في القرآن الكريـم
قال الله تعالى :- (( وقولوا للناس حسناً )).
وقال سبحانه:-(( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ))
وقال سبحانه :-(( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ))
الدعوة إلـى الكلمـة الطيبـة فـي السنـة النبويـة
قال صلى الله عليه وسلم: (( اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة ))
قال صلى الله عليه وسلم: (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه بها درجات ……))
وقال: (( والكلمة الطيبة صدقة ))
وقال: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ))
(( وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( في الجنة غرفة يُـرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها)) فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: " لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات والناس نيام))
فهنيئـاً لـك أخـي الداعيـة بهـذا الثـواب
فوائـد الكلمـة الطيبـة
الكلمة الطيبة شعار لقائلها ودليل على طيب قائلها
الكلمة الطيبة تحول العدو إلى صديق بإذن الله، وتقلب الضغائن التي في القلوب إلى محبة ومودة
تثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله
تصعد إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء، وتقبل بإذن الله: (( إليه يصعد الكلم الطيب …))
أنها من هداية الله وفضله للعبد، قال تعالى : (( وهدوا إلى الطيب من القول ))
الكلمة الطيبة ثوابها ثواب الصدقة
تطيب قلوب الآخرين، وتمسح دموع المحزونين، وتصلح بين المتباعدين
إلى غير ذلك من الفوائد التي لا يعلمها إلا الله .
الكلمـات التـي ينبغـي للداعيـة استخدامهـا
بعض الكلمات الطيبة التي ينبغي على الداعية أن يمارسها أثناء كلامه مع الناس
جزاك الله خيراً
بارك الله فيك
عفا الله عنك لم فعلت كذا
غفر الله لك
أشكرك أخي الكريم
رحمك الله تعالى
معذرةً أخي الحبيب
لو سمحت أخي الفاضل
ما شاء الله لا قوة إلى بالله
لو تكرمت أخي المسلم
إلى غير ذلك من الكلمات الطيبة التي تطرب الاذن، وتطمئن القلب وتحببك إلى الآخرين
فلتكن الكلمة الطيبة شعارك، ولتجر الكلمة الطيبة دوماً على لسانك
الاستثمـار الدعـوي بالكلمـة الطيبـة
بالكلمة الطيبة تستطيع أن
تنادي المدعو وتدعوه بأحب الأسماء إليه وأوقعها في نفسه، فهو أسلوب محبب إلى قلب المدعو
تدع للمدعو إلى الاستجابة لأمر الله وأمر رسوله من خلال الترغيب في الخير والترهيب من الشر
تربط حياة المدعو بمعاني الإسلام قولاً وعملاً من خلال العيش معه عيشاً جماعياً
تشيع كل عمل إسلامي تراه أو تسمع به، فهي وسيلة لزرع الحس الإسلامي في نفوس الناس
تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة
تذكر المدعو بفضائل الأعمال الصالحة، فهي من أهم الحوافز إلى عمل الخير والاستزادة منه
تشكر كل من ساهم في نشر الخير والدعوة، ففي هذا الشكر تشجيع للعاملين للعمل الخيري والدعوي
تطرح مشاريع خيرية ودعوية في المجالس العامة والخاصة ولك أجر الدلالة على الخير
تشجيع كافة أعمال البر والخير لاسيما في مجال الدعوة ونشر العلم
تكتب مقالاً في مجلة أو جريدة أو إنترنت وغيرها من وسائل الإعلام المقروءة والمرئية
تقدم نصيحة إلى الآخرين، فالدين النصيحة
تهدي ضالاً، وتعلم جاهلاً، وترشد تائهاً، وتذكر غافلاً
تدعو كافراً إلى الإسلام
تبذل شفاعة حسنة
تقدم رأياً وتقترح فكرة
تروح قلباً وتنفس كربةً
تبلغ آية وتروي حديثاً وتنقل فتوى
تحيي سنة وتميت بدعة
تنشر دعوة، تنشط خاملاً، وتنمي موهبة وتخطط مشروعاً
تشغل الناس بالله تعالى وأمره ونهيه وجنته وناره
تعلن عن محاضرة أو كتاب أو شريط مفيد
تقتنص الفرصة بالكلمة الطيبة في الحالات التالية
رفيق السفر في القطار أو الطائرة
فرصة اللقاء العابر على الوليمة أو أي مناسبة
جلسة استراحة في ناد أو مستشفى أو دائرة حكومية
جلسة المرافقة في الدراسة
مجال ارتباط في التجارة أو أي معاملة
في السوق وعند الشراء، أو في الحدائق العامة أو في المسجد أو عند التعارف مع الغير في السفر
ومن هنا ينبغي على الداعية الإيجابي ألا يزهد أبداً بما عنده من العلم والخير، أو يبتعد عن تبليغ الأمانة، فما يدري أين يكون ومتى تؤتى كلمته عطاءها متى تثمر؟ وصلى الله على سيدنا محمد
والحمد لله والصلاة والسلام على رسوله