فضيلة الشيخ : علي عبد الخالق القرني
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمه
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد ..
فإن العمل الدعوي ميدان رحب ومجال الحركة فيه بحر إطاره الأرض مطلق الأرض وميدانه الإنسان من غير حد للون أو الجنس أو اللغة وعمل بهذه الساعة يحتاج إلى تضافر الجهود وبذل المجهود لأقاض العقول الهاجعة ونفخ الروح بوحي الله في الجثث الهامدة وحداء هذه اليقظة الإسلامية الأصلية لتنطلق في وضوح لغايتها فتعرف ما لها وما عليها تتلمس الدواء لأدوائها وتطرح اليأس في خضم آمالها ببعث آمالها. لتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
ومن هذا المنطلق كانت هذه الخواطر المتواضعة المألوفة من شاردة هنا وواردة هناك.
عنونتها بـ (إشارات على الطريق) للدعاة وطلبة العلم.
معتذرا فيها عن التقصير والخطأ ابتداءً. جمعتها من أقوال أهل العلم محيلا إلى كتبهم وغير محيل أحيانا لبعد العهد ليس لي فيها سوى الجمع والتأليف، والصياغة، والفضل لله ثم لأهلها. ألقيتها في محاضرتين بالعلا وينبع قبل بضع سنين ولم يزل بعض إخوتي يلح عليّ في جمعها في ورقات لينتفع بها من يغلب القراءة على الاستماع.
ثم قام أحد الأخوة محتسبا –وفقه الله لما يرضيه- بنسخها وترتيبها وترقيم آياتها وتقديمها لي. فلم يكن عند ذاك بد من النظر العاجل فيها على خاطر كليل وقلم غير بليل وكان.
راجيا أن أكون أحسنت فيما استحسنت مما جمعت، وألا يكون ورما ما استسمنت على أنه لكل كاسد سوق ولكل ساقط لاقط – كما قيل – والحال:
لا خيل عنك تهديها ولا مال........ فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
وما بقيت من اللذات إلا........... مخاطبة الرجال ذوي العقول
وإن كانوا إذا عدوا قليلا .......... فقد أضحوا أقل من القليل
أرجو الله أن تأتي أكلها وأن يخلصها لكاتبها وقارئها وأن يسوقها لأهلها الذين إن وجدوا خيرا عملوا به وبالأجر للقائل دعوا وإن وجدوا خللاً أصلحوا ونصحوا ودفنوا، كما أسأله أن يصلح بها المتربصين الذين إن رأوا هفوة صرخوا وهتفوا كشيطان العقبة وطاروا بها وفرحوا وجاشوا واستجاشوا.
وهو ولي اللذين آمنوا…..
على الله وحده اعتمادي وإليه وجهتي واستنادي، الصواب منه والخطأ من نفسي وتقصيري والخير أردت وإلى الله أنبت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإله أنيب .
والحمد لله رب العالمين .