صفعة بلوتوث!
يرويها فضيلة الشيخ محمد بن إبراهيم العباد
عريس ليس له إلا أسابيع على زواجه، يعني فيما يسمى (شهر العسل)، وفي حالة
تبريك من الزملاء والإخوان والأقارب والأصدقاء، وفي يوم من الأيام ذهب وجلس
مع مجموعة من الشبان، يستعرضون ما جد من البلوتوث في الجوالات، فتارة
يضحكون وتارة يحزنون، وقد حرصوا على هذا العريس بإدخال الفرح والسعادة
عليه، وبينما العريس يشاهد ما يعرضه عليه الزملاء، إذ يشاهد في إحدى
الشاشات امرأة تعرض مع مجموعة من النساء في أحد المجمعات أو الأندية، وقد
بدت شبه عارية، وقد تخلعت، وفي طريقها للتعري، فتفاجأ العريس إذ إن هذه
الفتاة تشبه زوجته، وشك أن تكون زوجته بالفعل، فتغير لون وجهه، وانغلقت
ابتسامته، وحاول أن يخفي ما أصابه ويظهر خلال ذلك، لكن هيهات، فالأمر خطير،
وما زال الذهن يركب الصورة، ويطابقها على من تسكن في منزله.. فأسرها في
نفسه ثم ملك أعصابه، ونقل هذا العرض إلى جواله، وحاول ألا يظهر حرصه على
هذا المشهد بالذات، فلما قضى وطره، استأذن وهو في دوامة شديدة، وارتباك
شديد، إلى من يذهب، وكيف يتأكد؟! فعلى الفور قادته نفسه وذهب إلى الزوجة،
وهي تنتظره بفارغ الصبر، وقد تجملت له، وأعدت له الطعام، وإذ يأتيها بالوجه
الذي لم يكن يأتيها به، فصر، وحاولت العروس أن يفضفض لها، فانفجر عليها،
وتكلم عليها بكلام لاذع، ورماها بسهام موجعة، وكأنها هي صاحبة الفيلم، ثم
أراها المشهد، فلما شاهدته بكت، ودخلت إلى إحدى الغرف، واختبأت، فلما جاء
الصباح، وفي حال افتراق، اتجه الزوج وأخذ معه الزوجة عنوة، وحضر إلى
القاضي، وطلب الزوج من القاضي إثبات الطلاق، فحاول القاضي محاولة الإصلاح
بينهما، والعدول عن رغبته، فقص الزوج للقاضي كل القصة، وسأل القاضي، فقال:
لعل الصورة التي يقول الزوج ليست صورتك؟ قالت: بل هي صورتي وأنا لم أتوقع
أن أحداً يصورني، فقد كنت في النادي الصحي وأنا..
فقال الزوج: أنت طالق.. ولا رغبة لي فيك، وانحل عقد الوثاق والميثاق بصورة بلوتوث.
ونستفيد من هذه القصة أن الله سبحانه منَّ علينا في هذا الزمان بنعم لا تعد
ولا تحصى، يسر لنا سبل الراحة من مواصلات واتصالات، وإن نعم الله إذا شكرت
قرت، وإذا كفرت فرت، والوسائل الحديثة للاتصالات قربت البعيد، وسهلت صلة
الرحم، لكن مما يؤسف له أن البعض ينقل هذه الوسائل في الدمار لا في العمار
في إرضاء الشيطان ومعصية الرحمان، ومما ابتلينا به جهاز الجوال بكاميرا
الذي جلب العديد من المشكلات، كم فرق بين زوجين، وعادى بين صديقين، وهتك
عرض الكثيرين من شباب وشابات، وبخاصة الجهاز الذي به خدمة البلاتوث، إذ يتم
عن طريق تداول المشاهد والصور بأسرع وقت، ولأكبر شريحة في المجتمع،
والأجهزة الحديثة هي حسب استغلالها، فإن استغلت في الخير فأنعم وأكرم، وإن
استغلت في الشر فالدمار والعار، وضعاف التقوى من جنود إبليس هم كثر - لا
كثرهم الله - يستغلون الناس وهم في غفلة، فيقومون بتصويرهم، وبخاصة النساء،
وهم في حالات يرثى لها من العري والتفسخ، ثم يقومون بعد ذلك بنشر هذه
الصور عبر هذا الجهاز، والإنترنت، وقد يحصل منهم ابتزاز لصاحب هذه الصورة،
أو صاحبتها، والمرأة عندما تخلع ثوبها خارج بيت أهلها في الأندية وخلافه،
فأين الأمان؟ والله المستعان.. فاللعنة تلاحقها في كل مكان، فينبغي لها
الحذر، وينبغي لأولياء الأمور الحذر والتنبه، ولا يحملنكم حسن النية في فعل
ما تريدونه.. كذلك الشاب ينبغي له الحذر في التردي في مهاوي الردى، فيوم
لك ويوم عليك.
منقول