عندمـــــــــا تكلم فى المهــــــد :
- عندما شرع المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى إجراء بعض التعديلات الدستورية اللازمة لإيجاد حالة من الإستقرار ، تساعد فى النهوض بالبلاد ، والوصول الى ما كنا نصبوا إليه من مناخ ديمقراطى سليم .
- خرجت علينا بعض الأصوات التى طالبت بإلغاء المادة الثانية من الدستور والتى تنص على أن الدين الإسلامى هو دين الدولة وأن الإسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع .!!
- وكانت غالبية هذه الأصوات من الإخوة الأقباط والعلمانيين وممن يطلق عليهم الليبراليين ( أصحاب مبدأ دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ) .!!
- وقد تزعمهم فى هذا الشأن السيد نجيب ساويرس ، الذى أعلن صراحة رفضه التام لهذه المادة ، ورأى أنه من الأفضل أن لا يكون للدين دخلا فى السياسة ، ولا يجب أن يكون للحكم أية مرجعية دينية ، بل و الأكثر من ذلك إنه دعى الإخوة الأقباط الى السير على نهجه ، ورفض جميع التعديلات الدستورية ، التى من وجهة نظرهم قد أبقت على المادة الثانية فى الدستور ن وتحول الإستفتاء - للأسف - فى كثير من ربوع مصر الى تحد بين عنصرى الأمة .!
- نقول لكل من الإخوة الأقباط و السادة الليبراليين ومن سار على نهجهم أن الحكم بما شرع الله ليس خيارا للبشر يمكن التنازل عنه أو التفريط فيه من أجل إرضاء شخص بعينه أو فئة ما أو إتجاه سياسى متخلف ، إنما هو أمرا من الله تعالى الى كل دولة تدين بالإسلام
- يقول الله فى محكم الآيات :
اقتباس:
{إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} |
- وحتى نوضح الأمر جليا لكل من غاب عنه أو تناسى بعض الامور ، فإننا هنا نرجع الامور الى نصابها الصحيح ، ونعلم جيدا إننا دائما ما ندنوا من الخط الحمراء الذى لا يفضل البعض الإقتراب منها ، نظرا للحساسية التى غالبا ما تلازمه ، وإيثارا للسلامة ، وللحفاظ على وحدتنا الوطنية التى لا ننكرها ، ونتمنى أن تربط دائما عنصرى الامة .!
- وعذرنا دائما إننا لا نذكر إلا الحقائق ولا نسرد إلا الوقائع وقد أيدناها بآيات من كتاب الله الحكيم ، التى نسأل الله تعالى أن تكون حجة لنا ولا حجة علينا .!
- حقيقة الأمر أن جمهور العلماء قد إختلفوا فى عدد الذين تكلموا فى
المهد ، فمنهم من قال إنهم سبعة ومنهم من قال إنهم أربعة .. ألخ ، إلا أن الجميع قد أجمع على إن نبى الله المسيح عيسى بن مريم - وبنص القرآن الكريم - هو أحد هؤلاء الذين تكلموا فى
المهد .
- يقول المولى عز وجل فى سورة مريم :
- تأمل معى أخى الكريم هذه الآيات الكريمة ، فقد تلحظ أن أول ما قد تكلم بها المسيح فى مهده قوله ( إنى عبد الله ) ، وكأن المسيح أراد أن يؤكد فى أول كلماته عبادته للواحد الأحد ، و أن ينفى عن نفسه صفة الربوبية ، وأن يقول لنا إنه ما هو ألا أحد أنبياء الله الذى أرسلهم هداية للبشر .!
- فى هذا الشأن يقول الله تعالى :
{إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}
- ثم جاء من غالى فى شأن المسيح وقدره وأراد أن يمنحه صفة الربوبية، فمنهم من قال إن المسيح إبن الله :
{وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}
- هؤلاء من يقول الله فى شأنهم :
{وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا، لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا}
- ومنهم من ذهب الى أكثر من ذلك فقال إن المسيح هو الله ، وهو ثالث ثلاثة ، يقول الله تعالى فى شأنهم :
{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
- إذن يعلمنا قرآننا الكريم أن كل من غالى فى شأن نبى الله عيسى بن مريم ، ونعته تارة بإبن الله وتارة آخرى بثالث ثلاثة لهو من الكافرين .
- وقد يقول قائل ، ولكن الله يقول فى سورة المائدة :
{وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ}
- نقول له أكمل الآيات أخى الكريم حتى يصل إليك المعنى جيدا :
{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}
- إذن الأقرب مودة للذين آمنوا هم هؤلاء الذين إذا سمعوا القرآن الكريم تتلى آياته ، فاضت أعينهم من الدمع وهم يعلمون أن هذا ما إلا كلام الله تعالى وسراجه المنير .!
- أما من إتخذوا آيات الله سخريا وهزوا ، فكيف يتسنى لهم أن يكونوا أقرب مودة و أكثر رحما ؟! وهم يكفرون بآيات الله وبرسوله الكريم ، ويقولوا فى شأنه :
{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ}
- نقول إن آيات الله واضحة ، وإن الدين عند الله هو الإسلام ، و إن الإسلام جاء ليجب كل ما قبله ، يقول الله تعالى :
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
- وقد يسأل آخر عن موقف الإسلام فيمن بقوا على دينهم ، ولم يدخلوا فى دين الله ؟
- نقول له هم بلاشك أهل ذمة .
- ومن هم أهل الذمة هؤلاء ؟
- يمكننا القول بأن ( أهل الذمة ) هو مصطلح فقهي إسلامي يقصد به أهل الكتاب الذين يعيشون تحت الحكم الإسلامي أو في البلاد ذات الأغلبية المسلمة.
والمقصود بأنهم أهل ذمة هو كونهم تحت الحماية الإسلامية وتحت مسئولية الدولة. ولا تقصر الشريعة الإسلاميه تلك المسؤولية على الدولة فقط ولكن تصرفها أيضا على المواطن المسلم فلا يجوز للمسلم الإساة للذمي تحت عذر أنه من غير المؤمنين بالقران أو برسول الاسلام محمد وإنما أوضحت الشريعة أن مسألة الإيمان يحاسب عليها الله وحده يوم القيامة.
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فى أهل الجزية :
(من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاما)
- سياســـة الجزيـــــة :
الجزية هي مال يدفعه أهل الكتاب، ومن يلحق بهم، إلى المسلمين مقابل حق أو خدمة أو واجب يقوم به الطرف الأخر، وقد فرضت في مقابل أن يقوم المسلمون بحمايتهم، حيث لم يكن مسموحا لأهل الكتاب بالانتظام بالجيش . وذلك لأن أهل الكتاب هم جزء من الدولة الإسلامية، يعيشون في كنفها، ويستمتعون بخيراتها، والدولة الإسلامية عليها أن تكفل لهم الحماية والأمن وسبل المعيشة الكريمة.
توضيـــح لمعنى الجزيــــة :
- على المسلم القتال والجهاد بينما الذمي له الأمن والحماية :
فضلا عن أن المسلم يقوم بواجب الجهاد دفاعا عن البلاد، فالجزية جزاء حمايتهم وكفايتهم، ويوم أن تتاح الفرصة لأهل الكتاب أن يقاتلوا مع المسلمين، فاذا الجزية تسقط عنهم، لأنها شرعت في مقابل الدفاع عنهم، فيوم أن يقوموا بواجب الدفاع عن أنفسهم مع الدولة الإسلامية الكبرى التي يعيشون في ظلالها، فإن الجزية تسقط عنهم.
-
الذين أعفاهم الإسلام من الجزية :
هم النِّساءَ والصبيانَ والمساكينَ والفقراء والرُّهبان وذوي العاهات من أهل الذمة وإذا كان الإسلام قد فرض جزءًا قليلاً من المال على أهل الكتاب يؤخذ باسم الجزية، فإنه قد فرض على المسلمين تبعاتٍ أكثرَ وأوسعَ، بل زاد الإسلام في فضله فتكفل بالإنفاق على من شاخ وعجز من أهل الذِّمة.
- وهذا هو خامس الراشدين
عمر بن عبد العزيز يكتب إلى عدي بن أرطاة عامله على البصرة:
"أما بعد، فإنَّ الله ـ سبحانَه ـ إنّما أمر أن تؤخَذَ الجزيةُ ممّن رغِب عن الإسلام، واختار الكفر عِتيًّا وخُسرانًا مبينًا، فَضَعِ الجزيةَ على من أطاق حملَها، وخَلِّ بينهم وبين عمارة الأرض، فإنَّ في ذلك صَلاحًا لمعاش المسلمين، وقوة على عدوهم. وانظر من قِبلكَ من أهل الذّمة، مَن قد كَبُرَتْ سنُّه وضعفت قوتُه، وولَّت عنه المكاسب، فأجرِ عليه من بيت مال المسلمين ما يصلحه. فلو أن رجلاً من المسلمين كان له مملوك كبُرت سنُّه، وضعفت قوته، وولَّت عنه المكاسب، كان من الحق عليه أن يَقُوته حتى يفرق بينهما موت أو عِتق، وذلك أنه بلغني أن أمير المؤمنين عمر - يقصد
عمر بن الخطاب ـ مرَّ بشيخ من أهل الذِّمّة، يسأل على أبواب الناس، فقال: "ما أنصفناك، إن كنا أخذنا منك الجزية في شَبابك، ثم ضيَّعْناك في كِبَرِك". ثم أجرى عليه من بيت المال ما يُصلحه".
اقتباس:
فالذمة هي ذمة الله ورسوله، وليست ذمة أحد من الناس. بقاؤها لضمان الحقوق لا إهدارها، ولاحترام الدين المخالف للإسلام لا لإهانته، ولإقرار أهل الأديان على أديانهم ونظمها لا لحملهم على الزهد فيها أو الرجوع عنها. |
جزاء من لا يدفع الجزية :
وردت الآية التالية كما يلي (سورة التوبة:29) (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)
أتمنى أن تكون الصورة قد وضحت تماما ، ونأسف للإطالة و إن كان فى الإطالة دائما الإفادة .!