فزاعــــة الإســــــلام أم فزاعـــة الإخــــوان المسلمين ..!!

فزاعــــة الإســــــلام أم فزاعـــة الإخــــوان المسلمين ..!!

{وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}

- أعلم جيدا إننى أدنو بشدة من الخط الأحمر الذى لا يود الكثيرون الإقتراب منه أو الخوض في الحديث فيه .

- إلا أن بعض الأمور فى الآونة الأخيرة أصبحت لا تحتمل السكوت عليها ، خاصة بعد التطورات السريعة والمتلاحقة والتغيرات المذهلة التى شاهدتها حياتنا السياسية وعاشها مجتمعنا المصرى .

- ودائما عذرنا الوحيد إننا لا نذكر إلا الحقائق ولا نسرد إلا الوقائع مهما كانت مرارتها علينا أو على الغير .

- بعد أن إشتعلت فتيلة ثورة يناير 25 ، وخرج الشعب المصرى بجميع فئاته و طوائفه مطالبين الرئيس السابق بالرحيل ، شعر الساسة الأمريكيين أن الغلبة لا بد و أن تكون للإرادة الشعبية المصرية ، وأن مبارك لا بد راحلا ، فما كان من السيد اوباما و وزيرة خارجيته السيدة كيلنتون إلا أن طالبا الرئيس مبارك بالتخلى عن منصبه الآن NOW بلا أية تباطيء أو تلكؤ .

- لم يجد الرئيس مبارك - حتى ينجح فى إستمالة القرار الأمريكى - الذى طالما راهن عليه ، إلا أن يلعب بورقة ( فزاعة ) الإخوان المسلمين ، وفى إتصال هاتفى - أخير - مع الرئيس اوباما حذره من مغبة تخلية عن السلطة ، و أن الطريق سيصبح ممهدا لإستيلاء الإخوان المسلمون على الحكم .!

- وفجأة وبمجرد سماعهم ل ( فزاعة الإخوان ) تغير الموقف الأمريكى كليا وهم يرون حادثة برجى التجارة بنيويورك لازالت ماثلة أمام أعين المواطن الأمريكى، وأصبح الإتجاه السائد و الإقتراح الغالب لديهم هو أن يستمر الرئيس مبارك فى الحكم حتى نهاية مدته - سبتمبر 2011 - .!!

- إلا أن إرداة الشعب المصرى نجحت فى إسقاط النظام بالكامل ، و سقطتت معه الهيمنة الأمريكية ، وبدأت الثورة المناهضة وفلول النظام السابق وابواقه الإعلامية المتردية محاولاتهم الخبيثة للوقيعة بين طوائف الثورة ، وإنتشرت عبارات مثل ( هناك من يحاول أن يسرق الثورة ) وهناك أيضا ( من يحاول أن يركب الموجة ) ، فى إتهام واضح للإخوان المسلمين بمحاولتهم الإستفادة من الوضع الراهن للوصول الى الحكم .!

- وعلى الرغم من إعلان الإخوان المسلمون فى أكثر من حديث بأنهم لا يسعون الى أغلبية مطلقة بالبرلمان ، ولن يكون لهم مرشح لرئاسة الجمهورية ، إلا أن الخوف من ( فزاعة الإخوان ) لا تزال تسيطر على البعض .

- الموقـــف القبـــطى :

- فى بداية ثورة التحرير أعلن البابا شنوده تأييده الكامل للرئيس مبارك ، إلا أن بعض الرموز القبطية داخل المجتمع المصرى تداركوا مغبة هذا الإعلان الخطير وما قد يسببه من أنشقاق داخل عنصرى الأمة ، فأسرعوا بالتصريح بأن موقف البابا ما هو إلا رأى شخصى ولا يمثل رأى الكنيسة أو الشارع القبطى ، بينما رأى البعض بأن البابا شنودة ربما يكون قد اجبرعلى إعلان هذا التأييد .!!

- وحقيقة الأمر أن كل من ذهب الى ميدان التحرير آبان ثورة التحرير المباركة قد شاهد تناغما جليا بين عنصرى الأمة ، هذا التناغم كان عفويا ولم يكن مرسوما أو مخططا له ، وإنما كان ترجمة حقيقية لما يعيشه الشعب المصرى من تآلف وتوحد منذ الفتح الإسلامى والى يومنا هذا ، تآلف لم ينغصه إلا بعض الشوائب و الاحداث الفردية التى لا يمكن أن تعكرصفو وحدتنا الوطنية .

- المادة الثانية من الدستور المصرى :

قام المجلس العسكرى الأعلى بتشكيل لجنه برئاسة المستشار طارق البشرى وعضوية مجموعة من كبار فقهاء الدستور المصرى ، لتعديل بعض النصوص التى آثارت الكثير من اللغط فى المجتمع المصرى ، ومن أهما المادة 76 و المادة 77 الخاصتين بشروط تعيين رئيس الجمهورية ومدة الرئاسة وأيضا المادة 188 الخاصة بالإشراف القضائى الكامل على الإنتخابات .

- إلا أن البعض من الإخوة الأقباط وقد تزعمهم السيد / نجيب ساويرس قد رأو أيضا ضرورة إلغاء المادة الثانية من الدستور والتى تنص على أن ( مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسي للتشريع) .!
- وبالتالى رفض الكثيرون منهم التعديلات الدستورية المقترع عليها ، وطالبوا بضرورة إلغاء الدستور كليا

- موقف العلمانيين و الليبراليين :

- وربما نجد منطقا لتخوف بعض الأقباط من قيام دولة ذات مرجعية دينية إسلامية ، إعتقادا منهم - خاطئ بكل التأكيد - بأن الإسلام يعتبرهم أهل ذمة ومواطنين من الدرجة الثانية ، خاصة و إن لهم تجارب مريرة مع بعض الجماعات الزائفة التى إرتدت ثوب الإسلام عن جهل و التى أحلت دم ومال الأقباط ، فضلا على حوادث التعدى الغير مبرر على الكنائس ودور العبادة المسيحية التى كان أمن الدولة فى العصر البائن دائما ما يرجعها زورا وظلما الى الإسلاميين.!
- الأمر الذى جعل أحد رموز الأقباط الكبار - السيد نجيب ساويرس - يصرح بإنه إذا ترشح السيد عبد المنعم أبو الفتوح الى كرسى الرئاسة ، فسوف يرشح هو نفسه ( بالعند فيه ) ؟؟؟

- إلا اننا نعجز حقيقة عن فهم تخوف الكثير من الليبراليين المصريين الذين -تشهد هويتهم عن إعتناقهم الدين الإسلامى - الذين ينادون بشعار الدولة المدنية ، بعيدا عن المرجعيات الدينية .
- والذى رفض أغلبهم التعديلات الدستورية التى سوف تأتى من وجهة نظرهم بالإسلاميين الى الحكم وهو ما يرفضونه جملة و تفصيلا .!
- بل أن من النغمات التى كانت تتردد آبان الإقتراع على التعديلات الدستورية أن الإخوان المسلمين وفلول الحزب الوطنى هم المستفيدين الوحيدين من جراء التعديلات الدستورية بإعتبار أنهما الأكثر تنظيما فى الشارع المصرى ؟
( انظر كيف كان يحاول البعض فى محولات خبيثة إظهار الإخوان المسلمين و فلول الحزب الوطنى فى بوتقة واحدة ) بإعتبارهما الأكثر إستفادة من الوضع الراهن ؟!!
- فإذا كان من وجهة نظر الجميع أن الإخوان المسلمين ( وهى الجماعة المحظورة سابقا ) هم الأكثر تنظيما عن كثير من الأحزاب الشرعية ، و أكثر تواجدا فى الشارع المصرى ، أفليس من حقهم الأغلبية البرلمانية والوصول الى كرسى الحكم وهم لهم الغلبة فى الكيان المصرى ؟!

الإســـلام ديـــن ودولـــــة :

- يتميز الدين الاسلامى عن بقية الأديان السماوية كافة بأنه دين ودولة ، لا تقتصر مبادئه وتعاليمة السامية على جانب العبادات فقط ، إنما هو شرعا و منهاجا ينظم جميع جوانب الحياة ، وقد أمرنا المولى عز وجل بالإلتزام بشريعته السمحاء فى وضع نظام الحكم ( الدستور ) .

- فيقول الله فى محكم آياته :

{ فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}

- إذن فقد نهانا الله عن الحكم بما لم ينزله فى قوله تعالى ( لا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا ) ، ونهانا أيضا عن ترك الحكم بشريعتنا الغراء خشية البعض أو إرضاء للبعض ( فلا تخشون الناس الناس و اخشون ) ، بل ووصف الله تعالى من يترك حكم الله ب ( الكافرين ) .

- فهل عسانا أن نترك الحكم بشرع الله ، وهو الذى فرضه علينا و أمرنا به من أجل إرضاء السيد ساويرس وبعض الأقباط و الليبرالين المتخوقين من أن يحكم الله شرعه فى أرضه ؟!!
- نقول للإخوة الأقباط ممن يخافون فزاعة الاسلام و المسلمين ، بأن تعاليم الدين الإسلامى قد علمتنا أن الجميع سواء فى المواطنة ، وإنه لا فرق بين مسلم وقبطى ، فالجميع يعيشون تحت سماء واحدة ويمشون على أرض واحدة ، لكم ما لنا وعليكم ما علينا .

- أما الإخوة العلمانيين و الليبراليين دعاة الدولة المدنية التى يجب ألا يكون لها مرجعية دينية ، وأصحاب مبدأ دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، فنقول لهم إنكم لم تفهموا القرآن جيدا ، إرجعوا الى آيات قرآنكم جيدا لتعلموا أن ما لقيصر زائل بإذن الله ، وأن شريعة الله لا بد هى الغالبة .
- يقول الله عز وجل :

{ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}

صدق الله العظيم

أسال الله العظيم ان يعلمنا
ماينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا

» لا تتبعوا عثرات المسلمين ، فإنه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته ، ومن تتبع الله عثرته يفضحه
» واجب المسلمين تجاه من سخر من الرسول
» ما نرجوه من المسلمين بعد رمضان
» الاجتياح اليهودي وذل المسلمين
» قواعد التعامل مع غير المسلمين