الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا
والصلاة والسلام على خير الانام محمد بن عبد الله نبى الرحمة وهادى الامة بإذن ربه العلى القدير
وبعد
فيا أحبابى لنا فى كتاب الله تعالى العبر والعظات وسنجول سويا حول آية يقول الحق فيها سبحانه
(فليعبدوا رب هذا البيت ) والكلام هنا لقريش قبيلة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم التى أنعم الله عليها بأن تقيم فى مكان اخناره الله تعالى بأن يتواجد فيه أفضل بيوت الله فى الارض ألا وهو البيت الحرام حيث أن كل مسجد هو بيت من بيوت الله ربما باختيار خلق الله أما المسجد الحرام فهو بيت الله ياختيار الله له وكان هذا شرف لقريش بأن يكون منهم السدنة والخدمة لهذا البيت مما زادهم شرفا بين القبائل كلها وقد آمنوا تماما أن للبيت الحرام رب هو القادر على أن يدفع عنه الضر أو يجلب اليه النفع من كل بقاع الارض وللبيت رب يحميه هؤلاء القوم خاطبهم الله بقوله موضحا لهم نعمته عليهم حينما قال سبحانه (الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) والسؤال هنا لماذا قدم الله سبحانه الجوع عالى الخوف ؟ الإجابة تحتاج الى نوع من التأمل والعظة حيث أن الله اذا أحل الجوع فى مكان ما يتبعه الخوف الذى يملأ قلوب العباد على أرزاقهم وأولادهم ومستقبلهم إنه نوع من الرجفة التى تنتاب الانسان الذى يسعى ولا يجد ما يكفيه وكذلك تنتاب الانسان الذى وجد السعة المؤقتة ولكنه يخاف عليها من الضياع والسرقة والنهب وخذ مثالا حيا على ذلك الذى حدث ما بين عشية وضحاها فى مصر عندما حدث ما حدث فى التظاهرات الاولى وفجأة تبدل الامر من أمن الى فزع وخوف عم قلوب الأغنياء والفقراء حتى شعر الجميع بقيمة نعمة الامن التى يهبها الله للانسان ولكنه لا يدرك هذا المعنى وهذه النعمة ومن هنا نستطيع أن نقول أن الرخاء والاقتصاد الوافر المبارك فيه يتبعه الأمن فى الحياة صه أخى تماما الى معنى الاقتصاد الوافر المبارك فيه / لأنه ربما يعيش انسان فى اقتصاد وافر ولكنه غير مبارك فيه لأنه من حرام هذا لا يدوم وسرعان ما يتبعه الخوف والقلق لأنه اقتصاد مزيف مستنزف من دم الاخرين فلا بد أن تكون عقباه غير محمودة
أما صاحب اللقمة الحلال والغنى الحلال ربما يتزود فى مسيرة حياته بمحبة الله وهذا من المؤكد حتى تصل ذروة المحبة منه سبحانه الى الابتلاء لأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه وهنا آن الأوان لكى أنتقل بك أخى الى قوله سبحانه من سورة البقرة (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ) وهنا قدم الله تعالى الخوف على الجوع لأن الأمن كان متواجدا والأقتصاد كان مزدهرا فيكون هناك نوع من الابتلاء أو المحنة من الله سبحانه التى تحدد موقف المؤمن الصادق مع الله كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ) والخوف هنا ليس خوفا على ضياع المال أو العيش أو فقدان الولد أو غيره وإنما هو خوف من الله سبحانه لينبهه وينبه غيره من حوله لأن (المؤمن بين مخافتين .....) فإذا سلك المحنة واجتازها بفضل وتوفيق من الله سرعان ما يأتى التعويض من عنده سبحانه وهو المكافأة (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) انها البشرى التى حظى بها كثير من الذين سبقونا وكان موقفهم من الله تعالى يتوافق ونص الايمان الصحيح /تأمل بالله عليك أيوب ماذا حل به وكيف أبدله الله النعمة بعد الاجتياز الأمثل للمحنة التى عاشها وغيره من النبيين والمرسلين
أقول هذه الكلمات وأنا مجتازا لاختبار كان من الله سبحانه كان من اصعب الاختبارات التى يمر بها انسان وهو أننى كنت راكبا دراجتى البخارية عائدا من عملى وفجأة ولأول مرة وجدت غضبة الدراجة الغير علدية تقطعت كل سبل الرجاء فلم أجد فراملا أو دبرياجا أو اى سبيل يمكننى من فصل الحركة علما بأننى من المشار اليهم منذ زمان بعيد فى الخبرة لقيادة مثل هذه الوسائل لم أجد أمامى الا ان اقول رحمتك يارب اذا غضبت الدابة فرضاك انت يطفئ نارغضبها ولم اشعر بنفسى الا بعد اكثر من خمس ساعات وقد نقلت الى عيادة احد الاطباء والامل كان مفقودا فى عودة الذاكرة ولكنه بفضل من الله عادت ولم يحدث سوى خدوش سطحية ......أخى (أليس ذلك بقادر ) على أن يذيقنا طعم الموت فى لحظة ثم ينجينا بفضله ومنه بلى أنت القادر يارب سبحانك .