مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 29 الجمعة يناير 07, 2011 12:10 am | |
| الفصل الحادي عشر في بيان حكم الحلف بغير الله والتوسل والاستغاثة والاستعانة بالمخلوق أ - الحلف بغير الله : الحلف : هو اليمين ، وهي : توكيد الحكم بذكر مُعَظَّم على وجه الخصوص . والتعظيم : حق لله تعالى ، فلا يجوز الحلف بغيره ، فقد أجمع العلماء على أن اليمين لا تكون إلا بالله ، أو بأسمائه وصفاته ، وأجمعوا على المنع من الحلف بغيره والحلف بغير الله شرك ؛ لما روى ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك وهو شرك أصغر ، إلا إذا كان المحلوف به معظَّمًا عند الحالف إلى درجة عبادته له فهذا شرك أكبر ، كما هو الحال اليومَ عند عُبَّاد القبور ، فإنَّهم يخافون مَنْ يعظمون من أصحاب القبور ، أكثر من خوفهم من الله وتعظيمه ، بحيث إذا طُلب من أحدهم أن يحلف بالولي الذي يعظمه لم يحلف به إلا إذا كان صادقًا ، وإذا طلب منه أن يحلف بالله حلف به وإن كان كاذبًا . فالحلف تعظيم للمحلوف به لا يليق إلا بالله ، ويجب توقير اليمين ؛ فلا يكثر منها ، قال تعالى : وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . وقال تعالى : وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ . أي : لا تحلفوا إلا عند الحاجة ، وفي حالة الصدق والبر ؛ لأن كثرة الحلف أو الكذب فيها يدلان على الاستخفاف بالله ، وعدم التعظيم له ، وهذا ينافي كمال التوحيد ، وفي الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ثلاثةٌ لا يُكلّمهم الله ، ولا يُزكّيهم ، ولهم عذاب أليم وجاء فيه : ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ، ولا يبيع إلا بيمينه . فقد شدَّد الوعيد على كثرة الحلف ، مما يدلّ على تحريمه احترامًا لاسم الله تعالى ، وتعظيمًا له سبحانه . وكذلك يحرم الحلفُ بالله كاذبًا وهي : اليمين الغَموسُ وقد وصفَ الله المنافقين بأنهم يحلفون على الكذب وهم يعلمون . فتلخص من ذلك : 1- تحريم الحلف بغير الله تعالى ، كالحلف بالأمانة أو الكعبة أو النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن ذلك شرك . 2- تحريم الحلف بالله كاذبًا متعمّدًا ، وهي الغموس . 3- تحريم كثرة الحلف بالله - ولو كان صادقًا - إذا لم تدعُ إليه حاجة ؛ لأنَّ هذا استخفاف بالله سبحانه . 4- جواز الحلفِ بالله إذا كان صادقًا ، وعند الحاجة . ب - التوسل بالمخلوق إلى الله تعالى : التّوسّل : هو التقرب إلى الشيء والتوصل إليه ، والوسيلة : القربة ، قال الله تعالى : وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ . أي القربة إليه سبحانه بطاعته ، واتباع مرضاته . والتوسل قسمان : القسم الأول : توسل مشروع ، وهو أنواع : 1 - النوع الأول : التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته كما أمرَ الله تعالى بذلك في قوله : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . 2 - النوع الثاني : التوسل إلى الله تعالى بالإيمان والأعمال الصالحة التي قام بها المتوسل ، كما قال تعالى عن أهل الإيمان : رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ . وكما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة ، فسدت عليهم باب الغار ، فلم يستطيعوا الخروج ، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم ؛ ففرج الله عنهم فخرجوا يمشون . 3 - النوع الثالث : التوسل إلى الله تعالى بتوحيده ، كما توسل يونس عليه السلام : فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ . 4 - النوع الرابع : التّوسُّلُ إلى الله تعالى بإظهار الضَّعف والحاجة والافتقار إلى الله ، كما قال أيوب عليه السلام : أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . 5 - النوع الخامس : التوسل إلى الله بدعاء الصالحين الأحياء ، كما كان الصحابة إذا أجدبوا طلبوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو الله لهم ، ولما تُوفي صاروا يطلبون من عمه العباس - رضي الله عنه - فيدعو لهم . 6 - النوع السادس : التّوسُّلُ إلى الله بالاعتراف بالذنب : قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي . القسم الثاني : توسل غير مشروع : وهو التوسل بما عدا الأنواع المذكورة في التوسل المشروع ، كالتوسل بطلب الدعاء والشفاعة من الأموات ، والتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - والتوسل بذات المخلوقين أو حقهم ، وتفصيل ذلك كما يلي : 1 - طلب الدعاء من الأموات لا يجوز : لأن الميت لا يقدر على الدعاء ، كما كان يقدر عليه في الحياة ، وطلب الشفاعة من الأموات لا يجوز ؛ لأن عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - ومن بحضرتهما من الصحابة والتابعين لهم بإحسان لمَّا أجدبوا استسقوا وتوسَّلوا واستشفعوا بمن كان حيًّا ، كالعباس وكيزيد بن الأسود ، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لا عند قبره ولا عند غيره ، بل عدلوا إلى البدل كالعباس وكيزيد ، وقد قال عمر : ( اللهم إنّا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ، وإنَّا نتوسل بعمّ نبيّنا فاسْقِنا ) فجعلوا هذا بدلًا من ذلك ، لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه . وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به يعني : لو كان جائزًا . فتركُهم لذلك دليل على عدم جواز التوسل بالأموات ، لا لطلب الدعاء والشفاعة منهم وهم أموات ، فلو كان طلب الدعاء منه والاستشفاع به حيًّا وميّتًا سواء لم يعدلوا عنه إلى غيره ممن هو دونه . 2 - والتوسل بجاه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بجاه غيره لا يجوز : والحديث الذي فيه : إذا سألتم الله فاسألوه بجاهي ، فإن جاهي عند الله عظيم حديث مكذوب ، ليس في شيء من كتب المسلمين التي يُعتمد عليها ، ولا ذكره أحد من أهل العلم بالحديث وما دامَ لا يصح فيه دليل ، فهو لا يجوزُ ؛ لأن العبادات لا تثبت إلا بدليل صريح . 3 - والتوسل بذوات المخلوقين لا يجوز : لأنه إن كانت الباء للقسم ، فهو إقسام به على الله تعالى ، وإذا كان الإقسام بالمخلوق على المخلوق لا يجوز ، وهو شرك كما في الحديث ؛ فكيف بالإقسام بالمخلوق على الخالق جل وعلا ؟ ! وإن كانت الباء للسببية فالله سبحانه لم يجعل السؤال بالمخلوق سببًا للإجابة ، ولم يشرعه لعباده . 4 - والتوسل بحق المخلوق لا يجوز لأمرين : الأول : أن الله سبحانه لا يجب عليه حقّ لأحد ، وإنَّما هو الذي يتفضّل سبحانه على المخلوق بذلك ، كما قال تعالى : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ . فكون المطيع يستحق الجزاء ، هو استحقاق فضل وإنعام ، وليس هو استحقاق مقابلة كما يستحق المخلوق على المخلوق . الثاني : أن هذا الحق الذي تفضل الله به على عبده هو حقٌّ خاص به ، لا علاقة لغيره به ، فإذا توسل به غير مستحقه كان متوسلًا بأمر أجنبي ، لا علاقة له به ، وهذا لا يجديه شيئًا . وأما الحديث الذي فيه : أسألك بحق السائلين فهو حديث لم يثبت ؛ لأن في إسناده عطية العوفي ، وهو ضعيف مجمع على ضعفه ، كما قال بعض المحدثين ، وما كان كذلك فإنه لا يُحتج به في هذه المسألة المهمة من أمور العقيدة ، ثم إنه ليس فيه توسل بحقّ شخص معيّن ، وإنما فيه التوسل بحق السائلين عمومًا ، وحق السائلين الإجابة كما وعدهم الله بذلك . وهو حق أوجبه على نفسه لهم ، لم يوجبه عليه أحد ، فهو توسل إليه بوعده الصادق لا بحق المخلوق | |
|
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 29 الجمعة يناير 07, 2011 4:20 pm | |
| | |
|
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: يا مسلم هذه عقيدتك تعالى تعلمها 29 الجمعة يناير 07, 2011 4:21 pm | |
| | |
|