نموذج إبراهيم
ويأتي ختام السورة، وهو مقارنة بين نموذجين، نموذج لإنسان عاش في نعمة الله (سيدنا إبراهيم عليه السلام) واستشعر نعمة الإيمان، وبالمقابل نموذج لأشخاص عاشوا بعيدين عن الله وهم ظالمين لأنفسهم ومجتمعاتهم التي حولهم...
فسيدنا إبراهيم كان شكره واضحاً على النعمة: (ٱلْحَمْدُ لله ٱلَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى ٱلْكِبَرِ إِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ إِنَّ رَبّى لَسَمِيعُ ٱلدُّعَاء) (39).
فكان دعاؤه الرائع ورجاؤه إلى الله أن يتم عليه نعمة الولد بنعمة أعظم منها وأجل: أن يحفظ الله دينه ودين ذريته بالصلاة:
رَبّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلوٰةِ وَمِن ذُرّيَتِى رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء * رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِى وَلِوَالِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ) (40 – 41).
وانظر لهذا الحنان من أبينا إبراهيم، وهو يدعو لنا ولأولادنا أن يثبتوا على الصلاة.
وبعد ذلك تختتم السورة بأشد آيات القرآن على الظالمين والبعيدين عن الله (وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلله غَـٰفِلاً عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلابْصَـٰرُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء * وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخّرْنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُمْ مّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مّن زَوَالٍ)(42-44).
إن أعظم نعمة في الوجود هي أن تنجو من هذا الموقف، وأسوأ نقمة في الوجود أن تكون مع من قال الله فيهم: (وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى ٱلاْصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمْ ٱلنَّارُ) (49 – 50)...
هذه سورة إبراهيم، سورة نعمة الإيمان ونقمة الكفر، سميت باسم سيدنا إبراهيم كنموذج لمن استشعر نعمة الله الكاملة وأدّى حق شكرها. من فضلك اقرأ هذه السورة واشكر ربنا على هذه النعمة العظيمة، لأن شكرك له سيرقيك في مراتب الإيمان (لَئِن شَكَرْتُمْ لازِيدَنَّكُمْ) (7).
تأملات فى الايات :
الله الذى له ما فى السموات وما فى الارض :
ان الانسان الذى يعيش تحت سماء اله له ملك السموات والارض ...ان امن به فقد انصف نفسه وحياته واخرته ومن لم يؤمن به فويل له ....وهذا الويل فى الدنيا قبل الاخره ...كيف ؟؟ ان الانسان حين تعترضه الصعاب والعقبات والمصائب التى ليس عنده اسباب يدفعها بها ...حين يذكر ان له رب فوق الاسباب يرتاح ويطمئن اما الانسان الذى ليس له رب يغير الاسباب ويهود العقبات تجد مصيره الى انتحار فهو لا يرى امل فى حياه قد تعاقبت وتتابعت فيها المصائب وليس له القدره على دفعها فلا يجد منطقيه فى هذا الوقت الا ل اللجوء الى رب خالق يسبب الاسباب والا فلا قدره له على العيش
الذين يستحبون الحياة الدنيا على الاخرة :
يستحبون :" ان الانسان فى محبه الانحراف والسيئات ينقسم لنوعين ...اما انسان يفعل المعصيه ويكره نفسه على فعلها هو يحب المعصيه باقباله عليها لكنه يكره انه يحبها ..وانسان يحب المعصيه نفسها بجهاله منه ....وفوق ذلك بمنزله انسان اوغل وتكلف فى الحب ..فهو يحب انه يحب الانحراف ويتفاخر بها وكل امتى معافى الا المجاهرين وهو الذى استحب المعصيه والانحراف ....وفوق ذلك بمرتبه من ينقل الضلاله والمعصيه والانحراف الى من حوله فتجده عز وجل يقول ( ويصدون عن سبيل الله ) وفوق ذلك بضلاله يبغونها عوجا فهو يريد ان يشوه المنهج ويثير الشبه بين الناس حتى يكره الناس فيه ويحقق مراده ...فهؤلاء فى ضلال بعييييد ..وهذا الذى ان اردت ان ترده من ضلاله صعب عليك اصلاحه ..