| المقاصد النورانية لسورة البقرة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:37 pm | |
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سورة البقرة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تعريف بالسورة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]سورة البقرة (مدنية) وهي أول ما نزل بالمدينة بعد الهجرة وبقيت تنزل على مدى المرحلة المدنية كلها تقريباً أي أنّها رافقت تكوين المجتمع الإسلامي والأمة الإسلامية من بدايتهما.هي أطول سورة في القرآن وعدد آياتها 286كيف تخاف وهي معك؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ورد في فضل سورة البقرة حديثان: الحديث الأول رواه الإمام مسلم: «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما» تأملوا أيها الأحبة كيف أنّ سورتي البقرة وآل عمران تحاجان - أي تدافعان - عن صاحبهما (الذي حفظهما وعمل بهما وكان يقرأهما كثيراً).وفي رواية «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو ظلّتان»... إنّ حرَّ يوم القيامة شديد، تدنو فيه الشمس من رؤوس الخلائق، فتأتي سورة البقرة على من حفظها أو عمل بها أو كان كثير القراءة لها لتظلل عليه... فتأمل قيمة سورة البقرة!..الحديث الثاني: رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في سورة البقرة يقول «البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان». وفي رواية «..لا يدخله الشيطان ثلاثة أيام». وبالتالي فإنَّ الكثير من الناس يحرصون على قراءة سورة البقرة في البيت لمنع الشيطان من دخوله.أين أصحاب البقرة؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وأكثر من ذلك، فإنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان ينادي حين تشتدّ المعركة على المسلمين ويقول أين أصحاب البقرة؟ وكأنَّ أصحاب البقرة أناس مخصوصون وحين يسمعون النداء يهبّون مباشرة لتلبية النداء...ونحن الآن ننادي على الناس ليكونوا من أصحاب البقرة، حتى يكونوا في الدنيا من الصفوة ويوم القيامة من أصحاب الظلّة.
| |
|
| |
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:38 pm | |
| هدف السورة: أنت مسؤول عن الأرض.[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الحديث عن هدف السورة يساعدنا على فهم الآيات بتسلسل واكتشاف الروابط بين موضوعاتها المختلفة. واللطيف أن بعض العلماء قال بأن تسمية أقسام القرآن بالسور، لأن كل واحدة منها تشتمل على موضوع واحد، وآيات السورة هي كالسور أو السياج الذي يحيط بهدف السورة ويدور حوله ويخدمه. إذاً لكل سورة محور وهدف واحد، فما هو هدف سورة البقرة؟ وما هو المحور الذي يجمع 286 آية على مدى جزئين ونصف من القرآن؟ إن هدف السورة هو الإستخلاف في الأرض، وهذا يعني ببساطة «يا مسلمين أنتم مسؤولون عن الأرض». يا من سوف يقرأ سورة البقرة إعلم أنّك مسؤول عن الأرض وهذا منهجك: سورة البقرة.. وكأنّ القرآن يخاطبنا قائلاً اعلموا أنّ الأرض هذه ملك لله، والله هو مالك الكون خلقكم وملَّككم الأرض لكي تُديروها وفقاً لمنهج الله... السعيد من وعظ بغيره[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إنَّ الله تعالى خلال مسيرة التاريخ قد استخلف أمماً كثيرة على الأرض، فمنهم من نجح ومنهم من فشل وقد حان الدور في نهاية المطاف على هذه الأمة، والله تعالى لا يحابي أحد حتى ولو كانت أمة محمَّد صلى الله علي وسلم. فلو فشلت في المسؤولية فإنّها ستستبدل كما استبدلت أمم من قبلها.. هنا نفهم لماذا كانت سورة البقرة أوّل سورة في القرآن بعد الفاتحة فهي التي سترسم معالم المنهج. ولهذا أيضاً نفهم سبب كون هذه السورة أول سورة أنزلت في المدينة، وظلت تنزل طوال السنين التسعة من المرحلة المدنية، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد هاجر من مرحلة الإستضعاف في مكة إلى مرحلة بناء الأمة، فكان من الطبيعي أن تنزل السورة في مرحلة البناء لترشد الأمة كيف تكون مسؤولة عن الأرض... فينبغي لكل من يقرأ هذه السورة أن يفهم أن كل آية تطلب منه القيام بالمهمة التي خلق من أجلها: أنت مسؤول عن الأرض لإصلاحها وتعميرها وهدايتها ولا بد أن يعلم الإنسان أنَّ المسؤولية تحتم عليه أن لا يكون فاشلاً في حياته فيأخذ بيد الناس، وينجح في حياته وسيظهر ذلك كله خلال قراءة سورة البقرة.أقسام سورة البقرة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إنَّ سورة البقرة مقسّمة إلى مقدمة ثم قسمين فخاتمة. القسم الأول[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هو الجزء الأول من القرآن وهو يعرض نماذج لثلاث مجموعات من الناس قد استخلفهم الله قبلنا(سيدنا ادم والسيده حواء عليهما السلام ثم بنى اسرائيل ثم سيدنا ابراهيم عليه افضل الصلاه واتم التسليم ). والقسم الثاني[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يتكون من الآيات (142-283)، وهو عبارة عن أوامر ونواهي يجب على الأمة وأفرادها أن يتبعوها ليستخلفوا. | |
|
| |
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:38 pm | |
| الجزء الأول من القرآن[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع: ربع الحزب الأول : يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف. الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام. الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل. الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف. تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض. ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف: تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف! وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا منطقياً، فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للتعلم من الأخطاء السابقة وأخذ الدروس والعبر. القسم الأول: نماذج ثلاثة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأول خمس آيات من آيات المقدمة عبارة عن صفات المتقين، ثم آيتان تتحدثان عن صفات الكفار، ثم ثلاث عشرة آية (8-20) عن صفات المنافقين لخطورتهموكأنّ المقدمة تخاطبك قائلة: «هذه أنواع الناس، فحدّد واختر أي الأصناف تريد أن تكون لأنَّ واحداً فقط من هذه الأصناف سيجعله الله تعالى مسؤولاً عن الأرض».. ولاحظ أن أول صفة للمتقين هي "الذين يؤمنون بالغيب". فأهم صفات الأمة المسؤولة عن الأرض هي الإيمان بالغيب وأخطر صفة في الأمة السابقة هي المادية الشديدة وعدم الإيمان إلاّ بما تراه أعينهم، كما سيتبين معنا. | |
|
| |
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:39 pm | |
| أوّل تجربة استخلاف: آدم عليه السلام[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وبعد ذلك تبدأ السورة بسرد قصة آدم عليه السلام وتجد أمامك آية محورية في بداية القسم الأول الذي يلي المقدمة: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلارْضِ خَلِيفَةً (30)فأنت أيها الإنسان مسؤول عن الأرض وقد كان أبوك آدم عليه السلام مسؤولاً عنها أيضاً فالأرض ليست مسؤولية البعيدين عن الله ولا الناكرين لمنهجه. فالأصل أنَّ المسؤول عنها كان أبو البشر آدم عليه السلام. ولاحظ أنَّ رد الملائكة وسؤالهم ليس اعتراضاً على حكم الله (والعياذ بالله) لكنه خوفهم من الإستبدال وبيانهم أنهم لم يفعلوا ما يغضب الله، فكل أوقاتهم تسبيح وعبادة لكن الله قال لهم: (إِنّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).علّم الله آدم تكنولوجية الحياةوالآية التالية هي أيضاً آية محورية: (وَعَلَّمَ ءادَمَ ٱلاسْمَاء كُلَّهَا (31). وماذا يعني ذلك! يعني أنّه تعالى علَّم آدم طبيعه الحياه ومنهجيتها بما فيها أسماء المخلوقات ووظائفها من شمس وقمر وبحر وشجر وثمر. وكان في المعنى تحذيراً للمؤمنين من أن يظنوا بأنهم سيكونون مسؤولين عن الأرض بدون أن يعرفوا طريقة إدارتها وهنا لفتة لطيفة في الآية 22(ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلاْرْضَ فِرَاشاً وَٱلسَّمَاء بِنَاء) ففي هذه الآية يبين لنا الله تعالى أدوات الإستخلاف: تسخير الأرض والسماء والزرع... فهنا تحذير لعدم فهم الإسلام أنّه صلاة وصيام فقط، دون ان يفهم المؤمنون كيف يديرون الحياة والأرض، فالله عزّ وجل قد علّم آدم كيف يدير الأرض حتى يفهمنا أن الأمور لا تدار بالتديّن فقط ولكن بالعلم والتكنولوجيا.المعصية هي سبب الإستبدال[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وتأتي الآية التالية 36 لتبيّن لنا تجربة آدم مع ابليس (فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَـٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ (36).وهنا دلالة أنّ المعصية هي سبب الإستبدال، كأنَّ الآية تخاطبنا في زماننا هذا لتقول: يا أمة محمد، لقد بقيتم 1300 سنة مسؤولين عن الأرض وما حصل لكم في المئة سنة الأخيرة هو بسبب معصيتكم كما حصل لأبيكم آدم عليه السلام، (مع بُعْد التشبيه بين زلة آدم عليه السلام نبي الله وبين المعاصي الفادحة التي تقع بها الأمة ليل نهار) فتعلموا من الأخطاء السابقة واجتنبوا المعاصي ليعود الإستخلاف إليكم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وتمضي الآيات في الحديث عن قصة سيدنا آدم حتى نصل إلى الآية 38 (قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مّنّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (38).وهنا نتذكر أنّ الهدى الذي سيأتي من عند الله تعالى قد ذكر في أول السورة على أنه القرآن (ذٰلِكَ ٱلْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لّلْمُتَّقِينَ)، ونحن ندعو الله في الفاتحة أن نسير على هذا الهدى (ٱهْدِنَا ٱلصّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ) فهل بدأت أخي المسلم تستشعر معي حلاوة القرآن وترابط آياته. | |
|
| |
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:40 pm | |
| تجربة بني إسرائيل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تبدأ تجربة بني إسرائيل بالآية 40 من سورة البقرة لتبيان فشلهم في امتحان مسؤوليتهم عن الأرض. باب المهمة: تذكر النعم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأول آية في هذا السياق تقول: (يَـٰبَنِى إِسْرٰءيلَ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ ٱلَّتِى أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِى أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّـٰىَ فَٱرْهَبُونِ).فأول آية يخاطب الله بها بني إسرائيل (ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ) وأول كلمة خاطبنا الله إياها في منهجنا (ٱلْحَمْدُ لله رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ). وكأنَّ بداية مسؤولية واستخلاف كل أمة تكون بتذكّر نعم الله تعالى. نماذج نعم الله تعالى على بني إسرائيل[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وبعد هذه الآية يبدأ الله تبارك وتعالى بتعداد نماذج من هذه النعم فيقول لهم في الآية 50: (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ ٱلْبَحْرَ فَأَنجَيْنَـٰكُمْ وَأَغْرَقْنَا ءالَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ) ويقول لهم في الآية 52 (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مّن بَعْدِ ذٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ويقول أيضاً في الآية 57 (وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ كُلُواْ مِن طَيِّبَـٰتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـٰكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ). آيات متتالية تتحدث عن النعم ثم تنتقل للحديث عن أخطاء الأمة السابقة، وكل هذا الكلام لكي ننتبه ونتجنب الوقوع في أخطائهم. أخطاء الأمة السابقة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وتبدأ الآيات التي تصف أخطاء بني إسرائيل (وَإِذْ قُلْتُمْ يَـٰمُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى ٱلله جَهْرَةً (55)لأنهم أمة مادية للغاية وكأنَّ الخطأ الجسيم الذي قد تقع به أي أمة ويكون سبباً في استبدالها هو طغيان المادية فيهاً، ومعنى المادية أنهم لا يؤمنون إلا إذا رأوا أمراً ملموساً. وهنا نتذكر أول صفة للمتقين في بداية السورة (ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ (2). وتمضي الآيات الكثيرة في الحديث عن بني إسرائيل والموبقات التي ارتكبوها كقتل الأنبياء بغير الحق، وعصيانهم وكفرهم بآيات الله، واعتداء أصحاب السبت وتحايلهم على آيات الله، إلى أن تصل بنا الآيات إلى القصة المحورية: قصة البقرة.
| |
|
| |
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:42 pm | |
| لماذا سميت السورة بالبقرة؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قد يتساءل البعض لماذا سميت هذه السورة بسورة البقرة؟ قد يجيب البعض بأنها سميت كذلك لأنّ قصة البقرة جاءت في هذه السورة، مع العلم بأنَّ هذه السورة قد جاء بها قصص كثيرة فلماذا سميت السورة باسم هذه القصة دون غيرها؟ إنّ قصة البقرة قد جسّدت الأخطاء الأساسية الكبرى لبني إسرائيل، فسميت السورة باسمها لكي يتذكر المسلم المسؤول عن الأرض هذه الأخطاء ويتجنبهافتجد فى القصه ما يلى ..... الجدل مفتاح الشرور[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وهذه الأخطاء التي ارتكبها بنو إسرائيل تظهر من أول الآية السابعة والستين (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ ٱلله يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِٱلله أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْجَـٰهِلِينَ قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيّنَ لَّنَا مَا هِىَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّـٰظِرِينَ قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيّن لَّنَا مَا هِىَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَـٰبَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء ٱلله لَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلاْرْضَ وَلاَ تَسْقِى ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلئَـٰنَ جِئْتَ بِٱلْحَقّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ (67-71)..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إخيتارها لحكمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] في الختام تأتي آية رائعة بتلخيصها حياة سيدنا يعقوب (وإسرائيل) في أسطر (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِى قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرٰهِيمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133).فهنا حرص سيدنا يعقوب على نقل أمانة الاستخلاف من آبائه إبراهيم واسحق إلى ابنائه وذريته بني إسرائيل. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقصة البقرة أنّ رجلاً من بني اسرائيل قتل ولم يعرف من قتله، فاختلف فيه فأوحى الله إليهم أن اذبحوا بقرة وأن يأخذوا قطعة منها ثم يضربوا بها الميت فيحييه فيقول من الذي قتله ولقد طلب الله تعالى منهم ذلك لأنهم ماديون للغاية وليريهم بأنه تعالى قادر على كل شيء وأن الأمور ليست كما تعوّدوا عليه دائماً فيحيي الميت بالميت فينطق. وبما أنهم لم يفهموا الحكمة وبما أنهم ماديون جداً فقد رفضوا تطبيق الأمر، وقصة البقرة تجسّد أخطاء بني إسرائيل، من المادية إلى الجدل وعدم طاعة أنبيائهم إلى عدم طاعة الله تعالى والإلتواء على منهجه وحتى حين نفّذوا ما أمرهم الله به نفّذوا ذلك مكرهين مجبرين (فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ). | |
|
| |
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:43 pm | |
| دروع الإسلام الحصينة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نصل إلى القسم الرابع الذي يتحدث عن تشريع القتال وأحكام الجهاد (وَقَـٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱلله ٱلَّذِينَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ ٱلله لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ.. (190-191). فهنا تأكيد أنه لا بد من القتال للحفاظ على المنهج، ولا بد من إنفاق المال على الجهاد (وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ ٱلله وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ (195) فهذا المنهج يستلزم قتالاً يحميه من أعدائه الواقفين في طريقه، وليس للإرهاب وسفك الدماء. وسنلاحظ في القرآن قاعدة عامة: كلما يذكر القرآن القتال يذكر معه ضوابطه، فهنا مثلاً حددت الآية قتال المعتدين (وَقَـٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱلله ٱلَّذِينَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ (190) كما وبيّنت الأخلاق الحربية في القتال بعدم الاعتداء (ولا تعتدوا). الحج: محطة وقود[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وتنتقل الآيات للحديث عن أحكام الحج، فما الذي دعا للكلام على الحج بعد القتال؟ إن الحج هو أول تدريب على القتال، والله تعالى يتيح للأمة من خلال الحج فرصة تدريبية (من إعداد نفسي وبدني وروحي) للتدريب على الجهاد وتغيير العادات.. تأمل كيف أن آيات السورة وحدة متماسكة رغم تنوع موضوعاتها.وهنا نتذكر دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام في آخر الجزء الأول من السورة (... وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا...) فكان التفصيل في أحكام الحج في الآيات (196-200) استجابة لدعوة سيدنا إبراهيم في الآية (128). أركان الإسلام[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ويلاحظ أمر هام، وهو أن أركان الإسلام الخمسة لم تأت مفصلة ومجتمعة في أي سورة من القرآن كما في سورة البقرة.. فأحكام الصيام لم ترد إلا في سورة البقرة وأحكام الحج لم تفصل إلا في سورة البقرة وكذلك أحكام الإنفاق وأن الإسلام منهج زكوي تنموي لا ربوي. وأما الشهادتان فأول آيات سورة البقرة تشير إلى (... ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ... (3). نصل إلى عماد الدين: الصلاة، التي تكررت الإشارات اليها من أول(وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلوٰةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ) (43) إلى قوله تعالى (حَـٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوٰتِ وٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ (238) وهنا الآية الوحيدة التي خصصت إحدى الصلوات الخمسة لأهميتها وهي صلاة العصر. آدخلوا في السلم كافة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وبعد أن عرضت الآيات أحكاماً مختلفة نصل إلى آية محورية هامة (يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِي ٱلسّلْمِ كَافَّةً) (208) ومعنى السلم هنا الإسلام. أي أن المعنى: يا أيها الذين أمنوا أدخلوا في الإسلام الكامل الشامل، الإسلام الذي يمثّل هذا المنهج بجميع جوانبه. وسبب ورود الآية في هذا المواضيع أن الآيات السابقة بيّنت معالم المنهج من تعبّد وتشريع جنائي وتركات وقتال وأحكام الحج والإنفاق. فتأتي هذه الآية لتأمر بأخذ الإسلام بأحكامه كلها والتحذير من أخذ جزء وترك جزء آخر كما فعل اليهود (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ ٱلْكِتَـٰبِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ (36).. فهذا تنبيه لأمة محمد صلى الله عليه وسلم على الدخول في الإسلام كافة وإتباعه كافة فلا ينبغي أن نأخذ أجزاء ونترك أجزاء، كالتي تصلي وتترك الحجاب أو تقوم الليل وتؤذي جارتها. | |
|
| |
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:44 pm | |
| اكتمال المنهج: أحكام الأسرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ويستمر المنهج في تبيان أحكام الأسرة والزواج والطلاق والرضاعة والخطبة، على مدى ربعين كاملين، وقد يتساءل البعض عن سبب تأخر أحكام الأسرة وعدم ورودها في الأول.. والجواب أنه لا بد من البدء بطاعة الله والتقوى والصيام والحج للإعداد، لأن تنظيم الأسرة من الأمور الصعبة.. فملايين القوانين تعجز عن إصلاح نفوس تريد الإنحراف. لذلك أغلب آيات هذين الربعين ختمت بتقوى الله أو التذكير بعلمه ومراقبته: (وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱلله بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ) (231)(وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱلله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233)(وَٱلله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)(وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ (237)(وَلِلْمُطَلَّقَـٰتِ مَتَـٰعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ حَقّا عَلَى ٱلْمُتَّقِينَ (241) وتغليف أحكام الأسرة بالتقوى، يعلمنا أن النظام الأخلاقي والنظام العملي في الإسلام مرتبطان دائماً. من سيكمل إلى النهاية؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وتذكر الآيات (246 - 252) قصة قتال طالوت وجالوت، قصة فئة من بني إسرائيل نجحت في المهمة وفئة أخرى فشلت لأسباب عديدة (رفض أمر الله والتولي بعد أن كتب عليهم القتال - عدم طاعة النبي - الفشل في امتحان الشرب من النهر - قياس النصر والهزيمة بالمقاييس المادية). هذه القصة اشتملت على قتال وحرب وأناس خافت من لقاء العدو وأخرى قاتلت، للتأكيد على لزوم القتال لحماية المنهج، وأن الجبناء والخائفين لا يصلحون لحمله وبالتالي لا يصلحون للمسؤولية على الأرض. آية الكرسي: قدرة وعظمة الله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وتصل الآيات إلى أعظم آية في القرآن: آية الكرسي (255) وهي أروع كلام عن الله وصفاته عرفته البشرية في تاريخها.(ٱلله لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِي ٱلاْرْضِ مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْء مّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلاْرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْعَظِيمُ (255) واللطيف أن بعد هذه الآية مباشرة يأتي قوله تعالى في الآية (256) (لا إِكْرَاهَ فِى ٱلدّينِ...( وسبب هذا أن الحجة قد أقيمت على البشر بآية الكرسي فمن آثر الكفر بعدها فلا تكرهوه على الإيمان (قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَيّ).وسبب ورود آية الكرسي في وسط الكلام عن المنهج هو أننا أثناء تطبيق هذا المنهج نحتاج إلى ما يثبتنا ويشعرنا بأن هذا المنهج من الله تعالى، وأن الله ولي من يطبق هذا المنهج (ٱلله وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ). | |
|
| |
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:46 pm | |
| دلائل وبراهين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ويأتي بعد آية الكرسي ثلاث قصص تعرض نماذج حياتية لتؤكد آية الكرسي قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع النمرود (إِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ رَبّيَ ٱلَّذِى يُحْىِ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْىِ وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرٰهِيمُ فَإِنَّ ٱلله يَأْتِى بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِى كَفَرَ (258).وقصة عزير (أَوْ كَٱلَّذِى مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِىَ خَاوِيَةٌ... ثُمَّ بَعَثَهُ... (259).وقصة سيدنا إبراهيم وهو يقول (رَبّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ... (260). فأمره الله تعالى أن يأخذ عدداً من الطيور ويقطّعها ثم يطرقها على رؤوس الجبال ثم يدعوها، فإذا بالريش والدم يعود كما كانوا قبل تقطيعهم، (وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱلله عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260). فهذه للقصص تؤكد قدرة الله على الإحياء والإماته (ٱلله لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ (255) جاءت بعد كل آيات المنهج لتقوية إيمان المسلم ويقينه بالله فتكون عوناً له على تحمل تبعات المنهج الثقيل. النظام المالي والاقتصادي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وتظهر الآيات آخر ملامح المنهج وهو النظام المالي والاقتصادي في الإسلام، والذي عنوانه: الإسلام منهج تنموي وليس منهج ربوي، وتأتي الآيات لتحذر من الربا: (يَمْحَقُ ٱلله ٱلْرّبَوٰاْ وَيُرْبِى ٱلصَّدَقَـٰتِ وَٱلله لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ (276).(يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱلله وَذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ ٱلرّبَوٰاْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ ٱلله وَرَسُولِهِ وَإِن تُبتُمْ فَلَكُمْ رُءوسُ أَمْوٰلِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ (278 - 279). حتى تأتي آية المداينة (وهي أطول آية في القرأن) لتوضح معالم المنهج فأكثر في قضايا الديون وإثباتها جاءت لتفيد التثبت في المعاملات (إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَٱكْتُبُوهُ (282) بعد ذكر قصة إبراهيم في التثبت في العقيدة (وَإِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ رَبّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى (260) لتوحي هاتان الآيتان في داخلك أن التثبت أسلوب المسلم في حياته في كل نواحيها. والملاحظ أن آيات الربا جاءت بين آيات الإنفاق والتنمية لتوضح أن الإسلام لا يحرم شيئاً إلا ويأتي بالبديل الأصلح. سورة البقرة: إشارة الإمارة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بعد أن استعرضنا سورة البقرة وشموليتها لأحكام الإسلام نفهم لماذا كان النبي يولي على القوم من يحفظ سورة البقرة لأنه بذلك قد جمع معالم المنهج. هذا المنهج الشامل الذي هو الصراط المستقيم في سورة الفاتحة، نجده عقيدة في آية الكرسي وعبادة في أحكام الصيام والحج ومعاملات في الإنفاق وتوثيق الديون وتحريم الربا وأحكام القتال، يغلفها جميعها محاور ثلاثة الطاعة، التميز بالوسطية، التقوى.الختام: سمعنا وأطعنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تختم سورة البقرة بآيتين هما كنزٌ من تحت العرش يمدح الله بهما المؤمنين: (وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ (285).فبنو إسرائيل قالوا (سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا (93) أما أمة الإسلام فليكن شعارنا (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا) لنبقى مسؤولين عن الأرض. ويأتي بعدها الدعاء (لاَ يُكَلّفُ ٱلله نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَـٰنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ (286). قد يخطئ الإنسان في حياته أثناء قيامه بهذا المنهج وقد يضعف فالصراط المستقيم هو هداية من الله، لذلك يحتاج المسلم إلى العون الرباني بأن يدعو بالعفو والغفران والرحمة. فإذا قام المسلم بقتال من أراد محاربة المنهج وأهله فهو يسأل الله النصر على القوم الكافرين، ولقد إستجاب الله تعالى لهذه الدعوات بقوله (قد فعلت)...... وذلك فى قوله ( ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ) أي لا تكلفنا من الأعمال الشاقة و إن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية قبلنا من الأغلال و الآصار التي كانت عليهم التي بعثت نبيك محمدا - صلى الله عليه و سلم - نبي الرحمة بوضعه في شرعه الذي أرسلته به من الدين الحنيفي السهل السمح وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ( قال الله نعم ) وعن ابن عباس عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله قد فعلت ) وجاء في الحديث من طرق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ( بعثت بالحنيفية السمحة ) ..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
| |
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:50 pm | |
| | |
|
| |
أم عبد الرحمن عضو ملكي
عدد المساهمات : 1760 نقاط : 2851 السٌّمعَة : 9 تاريخ التسجيل : 28/08/2010
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 3:52 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الوصية الشرعية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هذه الوصية الشرعية كما امر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهيه واجبه على كل مسلم بالغ عاقل ذكر وانثى صغيرا كان او كبيرافارجو كل من قرأها ان يقوم بنشرها ليس فقط في النت بل في المساجد في كل مكان اطبع منها ووزع على كل من عرفت وسوف تاخذ ثوابها بإذن اللهالوصية
أحمد الله عز وجل وأصلي وأسلم على سيدنامحمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه. وبعد .. قال الله تعالى :{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} [البقرة 180]. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ )قال نافع : سمعت عبد الله بن عمر يقول : ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك إلا وعندي وصيتي مكتوبة. رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. وروى ابن ماجة في سننه عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْأَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَأَوْصَى وَكَانَتْ وَصِيَّتُهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا تَرَكَ مِنْ زَكَاتِهِ فِي حَيَاتِهِ ) .
- هذا ما أوصي به وأنا في حال الصحة وتمام العقل أنا/ فلان بن فلان بن فلان ، أني أَشْهَدُ أَنْ لاإله إلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ. - أوصي من تركت من أهلي ومن قرأ هذه الوصية أن يتقوا الله عزوجل ولا تغرنهم الحياة الدنيا ولا يغرنهم بالله الغرور وأن يصلحوا ذات بينهم وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين إذ يقول الله عز وجل :{اتَّقُوا اللَّهَوَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال 1] وأوصيهم بما أوصى به إبراهيم عليه السلام بنيه ويعقوب :{ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلاوَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [البقرة 132]. -
وأوصيكم بتقوى الله تعالى والصبرعند موتي وأن تقولوا خيرا وتكثروا من الاستغفار والدعاء لي بالرحمة ودخول الجنةوالنجاة من النار وتكثروا من قولكم : ( لا إِلَهَ إلا اللَّهُ ) و ( إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا )، وعملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم) : إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَيِّتَ أَوِ الْمَرِيضَ فَقُولُوا خَيْرًا فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ) رواه الإمام أحمد في مسنده عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها.
- وأوصي أن يحضرني بعض الصالحين والعلماء عند إشرافي على الموت ليذكروني بحسن الظن بربي وبرجاء رحمته ويلقنوني الشهادة ( لا إِلَهَ إِلاَ اللَّهُ مُحَمَّدٌرَسُولُ اللَّهِ ) لتكون كلمة التوحيد آخر كلامي عند موتي عملا بقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّة ) رواه أحمد عن معاذ، وأن يهيئوا لي جو الهدوء التام والسكون التام، وأن لا يجلس عندي ساعة الوفاة من كان يكرهني في حياتي لأن شماتته تؤلمني وتؤذيني.
- وأوصي كذلك أن يقع تغميض عيني بعد التحقق من موتي، وأن يقع توجيهي إلى القبلة، ثم تغطيتي بثوب غير الذي مت فيه يستر جميع بدني ( تغيير ملابسي التي متفيها ) حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ الْمَيِّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا ) رواه أبو داود عن أبي سعيد، ثم الدعاء لي بخير.
- وأوصيكم بالإسراع في تجهيزي متى تحقق موتي، ويستحب إعلام قرابتي وأصدقائي وأهل الصلاح، ليكون لهم أجر المشاركة في تجهيزي وغُسلِي وتكفيني والصلاة علي وتشييع جنازتي ودفني ولتكثير المصلين علي والمستغفرين لي ولتنفيذ وصاياي وقضاء ديوني على شرط أن يكون الإعلام خاليا من الضجيج والبكاء والنياحة كما كان يفعل أهل الجاهلية،ووجب أن يكون نعيي مقتصرا على ذكر اسمي واسم أبي وجدي، وبيان زمان ومكان التشييع ونحو ذلك مما هو ضروري في النعي على شرط أن لا يخالف الإسلام وأصوله في شيء ويجوز للمخبر أن يطلب من الناس أن يستغفروا لي لقوله صلى الله عليه وسلم للناس ):- اسْتَغْفِرُوالأَخِيكُمْ ).
- وأوصي أن يمنع ما جرت به عادة النساء وجهلةالرجال من رفع الصوت بالنياحة والعويل وأنا بريء من ذلك كله إذروى البخاري ومسلم عن عمر ابن الخطاب قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِيقَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ )؛ وأبرأ إلى الله تعالى من الندب والجزع بضربالصدروالوجه ولطم الخدود ولبس الأسود وشق الجيوب ونشر الشعر أو حلقه وتسويد الوجه والدعاء بدعوى الجاهلية حيث ورد عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ) رواه البخاري ومسلم عن عبد الله ابن مسعود.
- وأوصي ألا يدخل علي بعد موتي حاقد وأن لا يقبلني بعد موتي من لا يحل له تقبيلي في حياتي؛وأن لا أسمع رنة في البيت وأنا بريء من ذلك.
- وأوصي أن لا يدخل النساء إلى البيت دونما حاجة وأنا بريء من ذبح شيء أمام النعش لمارواه أبو داود عن أنس قال: قال صلى الله عليه وسلم : ( لا عَقْرَ فِي الإسلام ) ؛ ثم يجب على من جلس عندي أنيذكر الله وأن يدعوا الله لي بخير فإن الملائكة تؤمن على الدُعاء أوالبكاء.
- وأوصي أن يغسلني ( ............. ) و ( ............. ) برفق ولين، وأن يقع تغسيلي بمعرفة ثقة أمين صالح يكون فقيها عالما بأحكام الشريعة يعرف كيفية التغسيل وذلك لأنه إذا رأى علي علامة حسن الخاتمة أذاعها وإذا رأى على وجهي علامة سوء الخاتمة كتمها وسترها ولم يذعها، وأن لا يكثر الحاضرون على الغسل إلا من كانت له ضرورة. ويجب على مغسلي أن يبدأ الغسل بقول ''بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم'' ( رواه الترمذي عن ابن عمر ) وأطلب أن أكون عند غسلي متوجها إلى القبلة وعلى جسدي سترة من سرتي إلى ركبتي.
إذا جاء مغسلي عند عورتي فليلبس خرقة لكي لا يلمس عورتي حيث أن لمس العورة حرام. وأن يقع تكفيني بكفن يكون حسنا نظيفا ساترا للبدن وأن يكون الكفن من قماش أبيض ثلاثة أثواب ( والمرآة في خمسة ) ليس فيها قميص أو عمامة وأن يرش الكفن بماء الورد ويبخر ويطيب بالمسك والكافور، فإن كنت محرما فلا يغطى رأسي ولاوجهي ولا يطيب الكفن، ويحرم تكفيني بأثواب من حرير أو ثوب غال ولا بأس أن يكون أحدالأثواب الثلاثة من ملابسي البيضاء.
السكوت عند تشييع الجنازة متفكرين في الموت وما بعده من أهوال البعث، وأن لا يرفع الصوت لا بذكر ولا بقراءة قرآن إذ أن الله يحب الصمت عند ثلاثة : عند تلاوة القرآن وعند الزحف وعند تشييع الميت؛ وأن لا تتبع جنازتي بمبخرة ولا نار، وعليكم الإسراع بجنازتي إسراعا وسطا لا أضطرب منه ولا يحصل منه مشقة للحاملين لجنازتي أو المشيعين لها، ثم إكثار عدد المصلين في صلاة الجنازةمع إخلاص الدعاء لي إذ أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَاصَلَّيْتُمْ عَلَى الْمَيِّتِ فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ ) رواه أبو داود وابن ماجة عن أبي هريرة؛ ثم لا تتعمدوا تأخير دفني لانتظار غائب.
- وأوصيكم بدفني في البلد الذي مت فيه أو في (.............) ولا تنقلوني إلا لضرورة وعليكم بتعميق قبري قدر متر ليكون بداخله اللحد وأن تدخلوني إلى قبري برأسي من عند قدمي. ثم إذا دفنتموني فلينزل معي في القبر ( فلان بن فلان ) أو ( فلان بن فلان ) وليوجهني إلى القبلة وليرفع تحت رأسي على جنبي الأيمن ثم بعد ذلك يقول '' بِسْمِ اللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ '' ( رواه ابن ماجةعن ابن عمر ) ولتحثوا على جسدي التراب ثلاثا فقد روى أَبُو هُرَيْرَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ ثُمَّ أَتَى قَبْرَالْمَيِّتِ فَحَثَى عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ ثَلاثًا؛ ثم أتموا الردم ، ثم رشوا الماء على قبري ليسكن ترابه؛ ثم يدعوا الحاضرون الله لي بالاستغفار وبالتثبيت عند السؤال.
وتمنع الكتابة على القبر أو وضع حجر يسمى الشاهد وكذلك يمُنع غرس أي شيء أخضر فهذا لا أصل له في الشرع ولا يرفع القبر على الأرض أكثر من شبر.
ثم ليمكث المشيعون عند قبري ساعة قدر ذبح الجزور وتوزيع لحمها حتى أستأنس بهم وحتى أستطيع أن أراجع ملائكة ربي.
- وأوصيكم بالدعاء والاستغفار لي واسألوا الله لي التثبيت والرحمة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ ) رواه أبو داود. ويكونالدعاء على النحو التالي : ( اللهم اغفر له اللهم ارحمه اللهم ثبته عند المسألةاللهم ثبته بالقول الثابت في الآخرة كما ثبتته في الدنيا، اللهم ارحمه وألحقه بنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تضلنا بعده ولا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله ولسائر المسلمين ) .
وهذا هو المطلوب بعد الدفن، فمن فعل غير ذلك من البدع والأمور الجاهلية الغير المشروعة فإنما إثمه على نفسه.
- وأوصيكم بعدالانتهاء من الدفن مباشرة بقضاء ديني ( إن وجد ) ولا تتهاونوا في أدائه نظرالأهميته التي بينها النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حِينَمَا قَالَ : ( نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ ) رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
- وأوصي أن يمنع ما جرت به العادة من إقامة السرادقات وكثرة الأنوار والإتيان بمن يقرأ القرآن الكريم أيام المأتم أو كل ليلة جمعة أوالخميس أو الأربعين أو ما يسمونه بالذكرى السنوية، وأوصي أن لا يقع صنع طعام للمعزين و أن لا يقع تأجير جماعة لعمل عتاقة أو سبحة أو إسقاط صلاة فكل ذلك باطل غير مشروع والتعزية مشروعة مدة ثلاثة أيام إذا خلت من البدع والمحرمات وينبغي إحضارأحد العلماء ليفقه الحاضرين في دين الله ليحمل أهلي على الصبر والاحتساب عند الله تعالى ووقوفا عند قول الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا أَصَابَ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي فَإِنَّهَا مِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ ) رواه الدارمي عن مَكْحُول؛ ثم يذكرهم بفناء الدنيا فيتحول مجلس التعزية إلى روضة من رياض الجنة.
-وأوصي أن يقسم مالي تقسيما شرعيا كماأمر الله عز وجل. وهذا ما أوصي به من المال غير ذلك :
- من الديون ( .......................... ) - من النذور ( .......................... )-
من الصدقات [لا يزيد عن الثلث ] و( لا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ ( كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم فيما رواه الدار قطني عن جابر:-
- وأوصي بكتبي لمسجد ( ............. ) أو لــ ( .............. )
- وجعلت النظر في كل ماذكر من أول بند من هذه الوصية للعلماء الأجلاء وأصحاب الفضيلة القضاة أو الشيخ الذي أصلي وراءه.
- وأعلمكم وأشهدكم أني قد سامحت كل إنسان تكلم في حقي وأرجواأن يسامحني كل من يعرفني ويصفح عن حقه إن كان له علي حق.
- وأوصي أهلي وأولادي بآخر وصية أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم أمته فقد روى الإمام أحمد عن علي رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ آخِرُ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليهوسلم :- ( الصَّلاةَ الصَّلاةَ اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) .
- وأوصي أهلي وأولادي بالصبر والرضا بقضاء الله تعالى امتثالا لقوله عز وجل :{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاإِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌوَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}[البقرة 156] وَقَوْلُهُ تَعَالَى { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة 45] ولأمره صلى الله عليه وسلم المروي عَنْ أُمِّ سَلَمَةَقَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا أَصَابَتْ أَحَدَكُمْ مُصِيبَةٌ فَلْيَقُلْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي فَآجِرْنِي فِيهَا وَأَبْدِلْ لِي بِهَا خَيْرًامِنْهَا ) رواه أبو داود. وأوصيكم وإياهم أن إذا اختلفتم في شيء أن تردوه إلى الله والرسول.
- وأوصي من خلفي بتقوى الله عز وجل وأن لا تغرنهم الحياة الدنياوأن يكثروا من الترحم علي وأدعو الله لهم بالتثبيت والتوفيق والهداية.
ومن أهمل في تنفيذ الوصية أو بدلها أو خالف الشرع في شيء ذكر أو لم يذكر فعليه وزره : { فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [البقرة 181]. كانت هذه وصيتي وإني أبرأ إلى الله عز وجل من كل فعل أو قول يخالف الشرعه. سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. تحريرا في يوم ( ........... ) .. / .. / ..14هجرية الموافق .. / .. / ...2 ميلادية.
الموصي الإسم / ........................................
العنوان /........................................ التوقيع / ........................................
الشهود:
........................................ 1-........................................2-
* إن نص الوصية يحتوي على آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة فالرجاء المحافظة عليها
ملاحظةمهمة :- إن واضع نص الوصية يبرأ إلى الله عز وجل من كل تبديل أو تغيير لمحتوى نص الوصية أو النص المرافق لها أو إضافة تخالف شرع الله في شيء ذكر أو لم يذكر وقول الله تعالى شاهد على ذلك:{ فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم } البقرة 181
.
تمـت
بحمـد الله سـورة البقـره | |
|
| |
جلال العسيلى مشرف عام
عدد المساهمات : 5415 نقاط : 7643 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 62
| موضوع: رد: المقاصد النورانية لسورة البقرة الخميس ديسمبر 23, 2010 11:06 pm | |
| | |
|
| |
| المقاصد النورانية لسورة البقرة | |
|