صحبة الخير منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام |
بسم الله الرحمن الرحيم
رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ صدق الله العضيم
|
|
| استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:32 pm | |
| يحرص بعض المسلمين على أن يحجوا كل عام، ربما حرصوا - مع ذلك - أن يعتمروا أيضًا في كل رمضان، مع ما في الحج في هذه السنين من زحام شديد، يسقط معه بعض الناس صرعى، من كثافة التزاحم - وخاصة عند الطواف والسعي ورمي الجمار. أليس أولى بهؤلاء أن يبذلوا ما ينفقونه في حج النافلة، وعمرة التطوع، في مساعدة الفقراء والمساكين، أو في إعانة المشروعات الخيرية، والمؤسسات الإسلامية، التي كثيرًا ما يتوقف نشاطها، لعجز مواردها، وضيق ذات يدها ؟ أم تعتبر النفقة في تكرار الحج والعمرة أفضل من الصدقة والإنفاق في سبيل الله ونصرة الإسلام ؟ أرجو توضيح ذلك في ضوء الأدلة الشرعية .. وشكرًا. رد الشيخ القرضاوي بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: ينبغي أن يعلم أن أداء الفرائض الدينية أول ما يطالب به المكلف، وبخاصة ما كان من أركان الدين، كما أن التطوع بالنوافل مما يحبه الله تعالى، ويقرب إلى رضوانه. وفي الحديث القدسي الذي رواه البخاري: " ما تقرب إلى عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به.. " الحديث ولكن ينبغي أن نضع أمام أعيننا القواعد الشرعية التالية .. أولأً: أن الله تعالى لا يقبل النافلة حتى تؤدي الفريضة . وبناء عليه، نرى أن كل من يتطوع بالحج أو العمرة وهو - مع هذا - يبخل بإخراج الزكاة المفروضة عليه كلها أو بعضها، فحجه وعمرته مردودان عليه. وأولى من إنفاق المال في الحج والعمرة أن يطهره أولاً بالزكاة. ومثل ذلك من كان مشغول الذمة بديون العباد من التجار وغيرهم، ممن باع له سلعة بثمن مؤجل فلم يدفعه في أوانه، أو أقرضه قرضًا حسنًا، فلم يوفه دينه. فهذا لا يجوز له التنفل بالحج أو العمرة قبل قضاء ديونه. ثانيًا: أن الله لا يقبل النافلة إذا كانت تؤدي إلى فعل محرم، لأن السلامة من إثم الحرام مقدمة على اكتساب مثوبة النافلة. فإذا كان يترتب على كثرة الحجاج المتطوعين إيذاء لكثير من المسلمين، من شدة الزحام مما يسبب غلبة المشقة، وانتشار الأمراض، وسقوط بعض الناس هلكى، حتى تدوسهم أقدام الحجيج وهم لا يشعرون، أو يشعرون ولا يستطيعون أن يقدموا أو يؤخروا - كان الواجب هو تقليل الزحام ما وجد إلى ذلك سبيل. وأولى الخطوات في ذلك أن يمتنع الذين حجوا عدة مرات عن الحج ليفسحوا المجال لغيرهم، ممن لم يحج حجة الفريضة. وقد ذكر الإمام الغزالي من الآداب التي يجب أن يراعيها الحاج: ألا يعاون أعداء الله سبحانه بتسليم المكس (وهو ضريبة تؤخذ ظلمًا) وهم الصادون عن المسجد الحرام من أمراء مكة، والأعراب المترصدين في الطريق . فإن تسليم المال إليهم، إعانة على الظلم وتيسير لأسبابه عليهم، فهو كالإعانة بالنفس، فليتلطف في حيلة للخلاص . فإن لم يقدر فقد قال بعض العلماء - ولا بأس بما قاله - إن ترك التنفل بالحج والرجوع عن الطريق أفضل من إعانة الظلمة. ولا معنى لقول القائل: إن ذلك يؤخذ مني وأنا مضطر . فإنه لو قعد في البيت، أو رجع من الطريق لم يؤخذ منه شيء، فهو الذي ساق نفسه إلى حالة الاضطرار. (انظر: الإحياء ج 1 ص 236ط . الحلبي . وانظر أيضًا كتابنا: " العبادة في الإسلام " ص 324 وما بعدها، ط ثانية أو ثالثة). وشاهدنا من هذا النقل: أن التنفل بالحج إذا كان من ورائه ارتكاب محرم، أو مجرد معاونة عليه، ولو غير مباشرة، غير محمود ولا مشروع، وتركه أولى بالمسلم الذي يسعى لإرضاء ربه. وهذا هو الفقه النير. ثالثًا: أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وخصوصًا إذا كانت المفاسد عامة، والمصالح خاصة. فإذا كانت مصلحة بعض الأفراد أن يتـنـفل بالحج مرات ومرات. وكان من وراء ذلك مفسدة عامة للألوف ومئات الألوف من الحجيج مما يلحقهم من الأذى والضرر في أنفسهم وأبدانهم حتى هؤلاء المتنفلون أيضًا يتأذون من ذلك - كان الواجب منع هذه المفسدة بمنع ما يؤدي إليها وهو كثرة الزحام. رابعًا: إن أبواب التطوع بالخيرات واسعة وكثيرة، ولم يضيق الله على عباده فيها، والمؤمن البصير هو الذي يتخير منها ما يراه أليق بحاله، وأوفق بزمانه وبيئته. فإذا كان في التطوع بالحج أذى أو ضرر يلحق بعض المسلمين - فقد فسح الله للمسلم مجالات أخر، يتقرب بها إلى ربه دون أن تؤذي أحدًا. فهناك الصدقة على ذوي الحاجة والمسكنة ، ولا سيما على الأقارب وذوي الأرحام فقد جاء في الحديث: " الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم ثنتان: صدقة وصلة " (رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم عن سلمان بن عامر الصيفي بإسناد صحيح) وقد تكون نفقتهم عليه واجبة، إذا كان من أهل اليسار وهم من أهل الإعسار. وكذلك على الفقراء من الجيران ، لما لهم من حق الجوار بعد حق الإسلام، وقد ترتفع المساعدة المطلوبة لهم إلى درجة الوجوب، الذي يأثم من يفرط فيه. ولهذا جاء في الحديث: " ليس بمؤمن من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع ". (رواه الطبراني وأبو يعلي عن ابن عباس ورواه الحاكم عن عائشة والطبراني والبزار عن أنس مع اختلاف في اللفظ). وهناك الإنفاق على الجمعيات الدينية ، والمراكز الإسلامية، والمدارس القرآنية، والمؤسسات الاجتماعية والثقافية التي تقوم على أساس الإسلام، ولكنها تتعثر وتتخبط، لعدم وجود من يمولها ويعينها . على حين تجد المؤسسات التبشيرية مئات الملايين من الدولارات أو الجنيهات أو غيرها من العملات، ترصد لها، ولإنجاحها في سبيل التشويش على الإسلام، وتمزيق وحدة المسلمين، ومحاولة إخراج المسلم عن إسلامه، إن لم يكن إدخاله في النصرانية . المهم زعزعة إسلامه وإن بقي بغير دين. وإخفاق كثير من المشروعات الإسلامية ليس لقلة مال المسلمين، فمن الأقطار الإسلامية اليوم ما يعد أغنى بلاد العالم، ولا لقلة أهل الخير والبذل فيهم، فلا زال في المسلمين الخيرون الطيبون، ولكن كثيرًا من البذل والإنفاق يوضع في غير موضعه. ولو أن مئات الألوف الذين يتطوعون سنويا بالحج والعمرة رصدوا ما ينفقون في حجهم وعمرتهم لإقامة مشروعات إسلامية، أو لإعانة الموجود منها، ونظم ذلك تنظيمًا حسنًا، لعاد ذلك على المسلمين عامة بالخير وصلاح الحال والمآل، وأمكن للعاملين المخلصين للدعوة إلى الإسلام أن يجدوا بعض العون للصمود في وجه التيارات التبشيرية والشيوعية والعلمانية وغيرها من التيارات العميلة للغرب أو الشرق، التي تختلف فيما بينها، وتتفق على مقاومة الاتجاه الإسلامي الصحيح، وعرقلة تقدمه، وتمزيق الأمة الإسلامية بكل سبيل. هذا ما أنصح به الإخوة المتدينين المخلصين الحريصين على تكرار شعيرتي الحج والعمرة أن يكتفوا بما سبق لهم من ذلك، وإن كان ولابد من التكرار، فليكن كل خمس سنوات، وبذلك يستفيدون فائدتين كبيرتين لهم أجرهما : الأولى: توجيه الأموال الموفرة من ذلك لأعمال الخير والدعوة إلى الإسلام، ومعاونة المسلمين في كل مكان من عالمنا الإسلامي، أو خارجه حيث الأقليات المسحوقة. الثانية: توسيع مكان لغيرهم من المسلمين الوافدين من أقطار الأرض، ممن لم يحج حجة الإسلام المفروضة عليه . فهذا أولى بالتوسعة والتيسير منهم بلا ريب . وترك التطوع بالحج بنية التوسعة لهؤلاء، وتخفيف الزحام عن الحجاج بصفة عامة، لا يشك عالم بالدين أنه قربة إلى الله تعالى، لها مثوبتها وأجرها " وإنما لكل امرئ ما نوى ". ومما يذكر هنا: أن جنس أعمال الجهاد أفضل من جنس أعمال الحج، وهذا ثابت بنص القرآن، يقول تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)(20). (سورة التوبة: 19، 20). والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:35 pm | |
| أنا كنت أعمل في بنك غير إسلامي لمدة طويلة وأديت الفريضة أنا وزوجتي، والآن انتقلت من العمل البنكي غير الإسلامي إلى عمل جديد غير بنكي وسؤالي: هل يتوجب علي أن أحج مرة أخرى باعتباري حججت من دخلي وهو من بنك غير إسلامي أم لا؟ رد الشيخ القرضاوي بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. إذا كان السائل قد عمل في البنك الربوي لأنه لم يجد عملا آخر يتعيش منه، واضطر للعمل فيه، فإن الضرورات تبيح المحظورات، والحاجة تنزل منزلة الضرورة، وبهذا يكون عمله في البنك مباحا له لظروفه الخاصة، وكذلك إذا عمل في البنك بناء على فتوى من عالم ثقة في علمه ودينه بجواز عمله في البنك الربوي مرحليا ليكتسب منه الخبرة، ثم يوظفها بعد ذلك في خدمة المصارف الإسلامية. وعلى كل حال، من باب الاحتياط، أنا أقترح على الأخ أن يحج مرة أخرى بنفقة طيبة تماما لأن من شروط الحج المبرور أن تكون النفقة طيبة لا شبهة فيها، ولا شك أن المال من بنك ربوي فيه شبهات، فلكي يطمئن الأخ تماما على قبول حجته، يحسن أن يتيح لنفسه الفرصة بأن يحج للمرة الثانية بمال حلال وربنا يتقبل منه إن شاء الله. والله أعلم. ربما اختلف مع الفتوي ولكنني اردت ان اكون امينا في نقلي | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:38 pm | |
| كون الحج مقيدا بالاستطاعة وكونه في المرتبة الخامسة من مراتب أركان الإسلام، فقد يقول الإنسان: إنني غير مستطيع الآن، فهو يؤجل أو يسوِّف؟ فيا حبذا لو تلقون الضوء على هذا الجانب رد الشيخ القرضاوي بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. لا شك أن الحج فريضة من أعظم فرائض الإسلام، وإحدى شعائره الكبرى، وقد ثبتت فرضيته بالقرآن والسنة والإجماع. أما القرآن ففي قول الله تبارك وتعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)، (من كفر) أي من لم يحج أو من أعرض عن الحج وقصد تركه، هنا وضع كلمة الكفر للتهديد والتخويف. وهناك الأحاديث الكثيرة، منها الحديث الذي ذكرته ويحفظه أطفال المسلمين وكبارهم، حديث "بني الإسلام على خمس.. " وأحاديث كثيرة عن الحج، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :"يا أيها الناس، إن الله فرض عليكم الحج فحجوا" قالوا يا رسول الله أفي كل عام؟ فقال: "لو قلت: نعم، لوجبت، ولما استطعتم"، ومن رحمة الله أنه لم يفرض علينا الحج إلا مرة واحدة في العمر، ولذلك كان السلف يسمون الصلاة أو الصلوات الخمس ميزان اليوم، ويسمون صلاة الجمعة ميزان الأسبوع، ويسمون صيام رمضان ميزان السنة، ويسمون الحج ميزان العمر، ففرض الله الحج بالقرآن والسنة والإجماع، اجتمعت الأمة كلها على اختلاف مذاهبها ومدارسها وفرقها أن الحج فريضة على من استطاع إليه سبيلا. لماذا قيل في الحج "من استطاع إليه سبيلا"؟ لأن الحج عبادة بدنية ومالية، والعلماء يقسمون العبادات إلى عبادات بدنية، أي أن الإنسان يقوم بها ببدنه مثل الصلاة، فالصلوات الخمس، فالإنسان يغالب فيها الكسل والنوم، والصلاة خير من النوم في الفجر، فيقوم ويذهب إليها ويتوضأ في البرد، فهي عبادة بدنية، وكذلك حركات جسمه، فالصلاة أقوال وأفعال مبتدأة بالتكبير مختتمة بالتسليم، وكذلك الصوم فهو عبادة بدنية ولكنها عبادة تركية، فالصلاة فعل والصوم ترك، إمساك عن شهوتي البطن والفرج، أو عن الطعام والشراب ومباشرة النساء، كلتاهما عبادة بدنية: الصلاة والصوم، والزكاة عبادة مالية، الإنسان يبذل فيها المال وهو شقيق الروح، والحج عبادة بدنية ومالية، فالإنسان يفارق وطنه ويسافر ويركب المشقات ويعيش حياة أشبه بحياة الكشافة، ينام في خيمة، ينام على الأرض، فهو يتحمل المشقة، ومن ناحية أخرى يبذل المال لأنه يحتاج أن يتنقل من بلده إلى البلد الحرام، الأرض المقدسة، حيث المناسك هناك، فيحتاج أيضا إلى إنفاق مالي، ولأجل هذا قيل: (من استطاع إليه سبيلا). جاء في بعض الأحاديث في تفسير الاستطاعة أو السبيل: أنها الزاد والراحلة بمعنى أن تكون عنده مقدرة على أن يهيئ زادا يكفيه لمدة السفر والإقامة، والراحلة التي يركب عليها، وهذا يدل على أن الله لم يكلفه أن يحج ماشيا فيحج راكبا، ولكن الركوب يحتاج إلى مال. فإذا أردنا أن نعبر عن الزاد والراحلة بلغتنا العصرية قلنا: نفقات السفر والإقامة، أن يملك الإنسان النفقات لسفره بما يلائم حاله، فهناك من يحتاج إلى أن يكون عنده أجرة الباص، وآخر يحتاج إلى سيارة صغيرة، وآخر يقول: أنا لا أستطيع أن أسافر إلا بالطائرة، وآخر يكفيه أن يسافر في الباخرة، فكلُ حسب حاله واستطاعته، هذا بالنسبة لنفقات السفر. ثم هناك نفقات الإقامة، فهناك من يحتاج إلى أن يقيم في فندق أو في بيت يستأجره، ويدخل في هذا ما يدفع للمطوف أو للمتعهد، فهذه نفقات السفر والإقامة بالإضافة إلى ما يكفي أهله حتى يعود، فلا يترك أهله بلا زاد ـ كما يقولون على الحديدة ـ فهذا غير مقبول، هذا معنى الاستطاعة، والصلاة ليس مطلوبا فيها مثل هذا ولا الصيام، إنما هذا مطلوب في الحج، لأنه هجرة إلى الله وارتحال، ويحتاج إلى هذه النفقات ولذلك قال (من استطاع إليه سبيلا). والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:41 pm | |
| هل يجوز الجمع بين الحج والأعمال الدنيوية كبيع الأشياء للحجاج أو صنع الأشياء لهم أو خدمتهم بأجر ونحو ذلك؟ رد الشيخ القرضاوي بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. هذا سؤال يسأله الكثيرون من مقاولي الحج ومن يعمل معهم لخدمة الحجيج بأجر، كالسائقين وأمثالهم. ومثلهم الأطباء والممرضون الذي يذهبون في البعثة الطبية لخدمة الحجاج، من الدول المختلفة.. وكذلك يسأله أهل مكة الذي يبيعون الأشياء للحجاج، كالطعام والفاكهة، وغيرها، والذين يصنعون لهم الخبز، ويوفرون لهم الماء، ونحو ذلك. وهؤلاء جميعا وأشباههم يؤدون شعيرة الحج مع أعمالهم هذه التي يتقاضون عليها أجرا، أو يكسبون من ورائها ربحا، فهل حجهم هذا يعتبر شرعا، وهل هم مثابون ومأجورون عليه؟ ومما لا شك فيه أن حج هؤلاء معتبر شرعا، ما دام مستوفيا لأركانه وشروطه، وهم مأجورين عليه على قدر نيتهم وإخلاصهم، وحسن تعاملهم مع الحجيج، ورفقهم بهم، وتفانيهم في خدمتهم، ولكل مجتهد نصيب، وإنما لكل امرئ ما نوى، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا. على أن أجر الواحد من هؤلاء، لا يكون كأجر من كان متجردا للحج وحده دون مزاحم إلا من كان له فضل خاص، فهو يثاب عليه. والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:44 pm | |
| ما هي نية الحج عن الغير وهل يستحضر النية في كل مكان، أو في كل عمل من أعمال الحج، يعني مثلا عند الإحرام يقول لبيك اللهم عن فلان أو فلانه، وعند الطواف يستحضر النية أم تكفي النية عند الإحرام؟ رد الشيخ القرضاوي بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. تكفي النية الأولى عندما يُحرم يقول: لبيك اللهم عن فلان، وتكون كل أعمال الحج بعد ذلك لهذا الشخص، ليس من الضروري أن يستحضر النية في كل عمل، النية مطلوبة في الصلاة ساعة قول: الله أكبر وليس من الضروري أن يستحضرها في كل أجزاء الصلاة وكذلك نية الحج عند الإحرام. لكن قد يسأل بعض الناس إذا حج الواحد عن الغير هل له ثواب؟ طبعا هو ليس له ثواب بالنسبة للحج، فالحج لفلان، لكن الإنسان أثناء الحج يعمل أعمالا أخرى غير أعمال الحج، فهو يصلي في الحرم فهذه الصلاة له وليست لمن يحج عنه، يقرأ القرآن في الحرم، يطوف طواف التطوع مثلا، وليس طواف الإفاضة أو الأشياء الأخرى المطلوبة في الحج، فهذا له، يدعو الله يذكر الله سبحانه و تعالى، كل هذه الأشياء للإنسان لنفسه، لكن أعمال الحج هي لمن يحج عنه. والله أعلم.
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:46 pm | |
| ما حكم من يمتلك القدرة البدنية والاستطاعة المالية ولا يؤدي الفريضة؟ رد الشيخ القرضاوي بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. العلماء مختلفون بالنسبة للحج، هل الحج واجب على الفور أو على التراخي؟ الذين قالوا الحج على الفور استدلوا ببعض الأحاديث التي قالت: "تعجلوا إلى الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له" وآخر يقول: " قد يمرض الصحيح وتضل الراحلة ... " أي الأمور تتغير، الصحيح قد يمرض، والشاب يشيخ، والحي يموت، والموت يأتي بغتة، فالأولى أن الإنسان يبرئ ذمته، ويؤدي ما عليه بمجرد ما تتحق الاستطاعة ولا يوجد مانع، هذا رأي.
وهناك رأي آخر يقول: هذه الأحاديث تدل على استحباب التعجيل (فاستبقوا الخيرات)، (سارعوا إلى مغفرة من ربكم) ولكن ليس هناك دليل على فرضية الفورية، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا في آخر سنة في حياته في السنة العاشرة من الهجرة، ولم يحج مثلا مع أبي بكر، قبل ذلك كانت لم تفتح مكة ولمن يمكن الذهاب إليها، مع أن الحج فرض في السنة السادسة، فلهذا ذهب عدد من العلماء إلى أن الحج واجب على التراخي، ورغم أنه واجب على التراخي، قالوا يتحمل المسؤولية، بحيث لو أتيحت له الفرصة وتمكن من الحج ثم تراخى وقصر وتكاسل ثم بعد ذلك ضاعت هذه الفرصة (كان غنيا فافتقر، كان صحيحا فمرض) إذن أنت المسؤول، أي يقع عليك الإثم، الإمام الغزالي يقول في الإحياء في كتاب الحج، إنه تمام الأمر وختام العمر..الخ.
وكان الناس في الزمن الماضي يختمون حياتهم بالحج، الآن والحمد لله في زمن الصحوة الإسلامية، تجد مواسم الحج والعمرة حافلة بالشباب، جمهور الحجاج، وجمهور المعتمرين في شهر رمضان تجدهما من الشبان والشابات والحمد لله، وهذا دليل خير بالنسبة للأمة الإسلامية، وأنا أرى أن التعجيل بالحج أولى لأن الإنسان لا يضمن صحته ولا حياته ولا العوائق التي قد تعوق، فالأولى أن يستبق الخيرات، ويعجل بهذا ويبرئ ذمته ويستريح.
والله أعلم.
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:49 pm | |
| فضيلة الدكتور ، هناك بعض الحجيج ربما لا يملكون نفقة الحج الآن، ولكنهم يعملون ولديهم موارد معينة، فهل يمكن أن يستدين نفقة الحج على أن يسددها بعد ذلك؟ رد الشيخ القرضاوي بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. له أن يفعل ذلك، ولكن لم يكلفه الله ذلك، الله لم يكلف الإنسان الاستدانة للحج، لأن الدين هم بالليل ومذلة بالنهار، والنبي صلى الله عليه وسلم علم بعض أصحابه أن يستعيذ بالله من غلبة الدين وقهر الرجال، وكان يستعيذ بالله من المأثم والغرم (المغرم الاستدانة)، قالوا: يا رسول الله ما أكثر ما تستعيذ من المغرم! قال: " إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف " (حديث البخاري)، من أجل هذا لا يندب للمسلم أن يدخل نفسه ويسجنها في الدين، لكن لو فعل ذلك لأن أمامه فرصة قد لا تتاح له ثانية وهناك ظروف أمامه وهو مطمئن إلى من عنده موارد ستجعله قادرا على الوفاء بدينه لم يكن عليه حرج، وإن لم يكن واثقا فلا. والله أعلم.
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:51 pm | |
| هل يجب الهدي على أهل مكة لمن أحرم منهم بالحج فقط، وهل يصح في حقهم التمتع أم القران في الحج؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل؟ رد الشيخ القرضاوي بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. يصح حج التمتع والقران من أهل مكة ، لكن ليس على أهل مكة هدي إذا تمتعوا بالحج إلى العمرة أو قرنوا بينهما، وإنما الهدي على غيرهم من القادمين إلى مكة متمتعين أو قارنين. لقول الله تعالى: فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ . سورة البقرة، الآية 196 . والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:54 pm | |
| فضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سائل يسأل : عن حكم رمي الجمرات قبل الزوال أيام التشريق. رد الشيخ سلمان العودة بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. أجمع أهل العلم على أن السنة رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق بعد الزوال، فهو الذي ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم - .. واختلفوا في الرمي قبل الزوال على أقوال : القول الأول : لا يجوز الرمي قبل الزوال، ومن فعل فعليه أن يعيد. وهو قول الجمهور، فقد ذهب إليه ابن عمر، والحسن، وعطاء، وهو مذهب أبي حنيفة في المشهور عنه، ومالك، والثوري، والشافعي، وأحمد، وأصحاب الرأي، وابن المنذر، وداود الظاهري، وغيرهم. واستدل أصحاب هذا القول بما يلي: الدليل الأول: أنه فعل النبي – صلى الله عليه وسلم - ، حيث لم يرمِ أيام التشريق إلا بعد الزوال، كما ثبت ذلك في غير ما حديث صحيح. وقد قال: (خذوا عني مناسككم). الدليل الثاني: ما أخرجه البخاري في صحيحه 1746 عن وبرة قال: سألت ابن عمر – رضي الله عنه - متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامك فارمه. فأعدت عليه المسألة، فقال: كنا نتحين فإذا زالت الشمس رمينا. الدليل الثالث: ما أخرجه مالك في الموطأ 918، قال: حدثني نافع عن ابن عمر أنه قال: لا ترمِ الجمار في الأيام الثلاثة حتى تزول الشمس. القول الثاني: جواز رمي الجمرات قبل الزوال كل أيام التشريق. وهو قول طاووس، وعطاء في إحدى الروايتين عنه، ومحمد الباقر، وهو رواية غير مشهورة عن أبي حنيفة، وإليه ذهب ابن عقيل، وابن الجوزي من الحنابلة، والرافعي من الشافعية، ومن المعاصرين: الشيخ عبدالله آل محمود، والشيخ مصطفى الزرقاء، والشيخ صالح البليهى رحمهم الله، وطائفة من أهل العلم. واستدل أصحاب هذا القول بما يلي: الدليل الأول: حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - أرخص للرعاة أن يرموا جمارهم بالليل، أو أية ساعة من النهار. أخرجه الدارقطني في سننه 2/276. وفي إسناد هذا الحديث ضعف وله شواهد عن ابن عباس وابن عمر ضعيفة أيضاً. قال ابن قدامة (الكافي 1/195): "وكل ذي عذر من مرضٍ أو خوفٍ على نفسه أو ماله كالرعاة في هذا؛ لأنهم في معناهم" أهـ. قال الشيخ عبد الله آل محمود: "والظاهر من المذهب جوازه لكل أصحاب الأعذار. فمتى أجيز لذوي الأعذار في صريح المذهب أن يرموا جمارهم في أي ساعة شاءوا من ليل أو نهار، فلا شك أن العذر الحاصل للناس في هذا الزمان من مشقة الزحام والخوف من السقوط تحت الأقدام أشد وآكد من كل عذر، فيدخل به جميع الناس في الجواز بنصوص القرآن والسنة وصريح المذهب" أهـ. الدليل الثاني: ما أخرجه البخاري في صحيحه 1735 من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: "كان النبي – صلى الله عليه وسلم - يسأل يوم النحر بمنى، فيقول: لا حرج فسأله رجل فقال: حلقت قبل أن أذبح، فقال أذبح ولا حرج، وقال: رميت بعد ما أمسيت فقال: لا حرج وأنه صلى الله عليه وسلم ما سئل في ذلك اليوم عن شيء قدم أو أخر إلا قال: أفعل ولا حرج. فالنبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم العيد بين للناس ما يحتاجون إليه، فنفى – صلى الله عليه وسلم – وقوع الحرج من كل ما يفعله الحاج من التقديم والتأخير لأعمال الحج التي تفعل يوم العيد وأيام التشريق، فلو كان يوجد وقت نهي غير قابل للرمي لبينه بنص جلي قطعي خاصة أنه خطب الناس بعد ذلك أوسط أيام التشريق، والناس مظنة للتقديم والتأخير في بقية أيام التشريق كما كانوا يوم النحر ومع ذلك لم ينههم النبي – صلى الله عليه وسلم ببيان ظاهر وإنما أبقاهم على ما فهموه يوم النحر من نفي الحرج عن التقديم والتأخير. الدليل الثالث : عدم وجود دليل صريح في النهي عن الرمي قبل الزوال، لا من الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من القياس. وأما رمي الرسول – صلى الله عليه وسلم - بعد الزوال فهو بمثابة وقوفه بعرفه بعد الزوال إلى الغروب، ومن المعلوم أن الوقوف لا ينتهي بذلك الحد، بل الليل كله وقت وقوف أيضاً. ولو كان الرمي قبل الزوال منهياً عنه لبيَّنه النبي – صلى الله عليه وسلم - بياناً شافياً صريحاً حينما أجاب السائل الذي سأله عن رميه بعدما أمسى، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. القول الثالث: جواز الرمي قبل الزوال (يوم النفر الآخر)، وهو قول عكرمة، وإسحاق، والمشهور عن أبي حنيفة، ورواية عن أحمد، إلا أنه اشترط ألا ينفر إلا بعد الزوال، وفي رواية عن أبي حنيفة جواز الرمي قبل الزوال في النفر الأول إن كان قصده التعجل. واستدل أصحاب هذا القول بما يلي: الدليل الأول: قوله تعالى: (وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ). البقرة : 203 . وجه الدلالة: أن الله رخص لمن تعجل في يومين ـ وهما يوم الحادي عشر والثاني عشرـ واليوم ظرف لما يصدق عليه اسم اليوم، ولو ببعض الساعات الأولى من النهار، فمن تعجل ورمى قبل الزوال فقد دخل في رخصة الله سبحانه. الدليل الثاني : ما رواه البيهقي في سننه الكبرى (5/152) عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: "إذا انتفخ النهار من يوم النفر الآخر فقد حل الرمي والصدر" والانتفاخ : الارتفاع . وفي إسناد هذا الأثر ضعف. الدليل الثالث: أن له أن ينفر قبل اليوم الثالث ويترك الرمي فيه، فإذا جاز له ترك الرمي أصلاً، فلأن يجوز له الرمي قبل الزوال أولى. وبذلك يعلم أن الرمي بعد الزوال في أيام التشريق هو السنة الموافق لفعل النبي – صلى الله عليه وسلم – ولكن القول بالرمي قبل الزوال وبخاصة في يوم النفر الأول قول له أدلته ووجاهته وقال به أئمة هدى ومن عمل به فقد اتبع قولاً مدللاً واقتدى بسلف صالح. والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:56 pm | |
| أنا أحج كل عام. ولكن لا أبيت في المزدلفة وإنما أقضي فيها حوالي ثلاث ساعات فهل علي فدية أم لا؟ رد الشيخ القرضاوي بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. أما المبيت في المزدلفة، فقد اختلف فيه الفقهاء، هل يجب أن يبيت الحاج فيها كما بات النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسفار من الصبح، أم أنها مجرد منزل يصلى فيها المغرب والعشاء جمعا كما فعل النبي عليه الصلاة والسلام ويبقى مدة قدرها بعضهم إلى نصف الليل كما هو مذهب الحنابلة. وبعضهم كالمالكية، قالوا: إنها مجرد منزل، ليس عليه أن يبقى فيها إلا بمقدار ما يصلى العشاء مع المغرب جمعا، وبمقدار ما يأكل بعض الطعام، ثم لا بأس أن يتابع سيره. وأعتقد أن مذهب المالكية في هذا مذهب ميسر، وأنا أميل إلى التيسير في أمور الحج في هذه السنين، نظرا لكثرة الحجاج والأعداد الهائلة الكبيرة التي تفد سنويا لأداء هذه الفريضة. وإذا لم نأخذ بهذه الأقوال الميسرة شققنا على الناس مشقة شديدة فمثلا لا يمكن أن نقول لجميع الناس: ابقوا في مزدلفة إلى الصباح، وهم مليون ونصف أو أكثر. وقد يتضاعف العدد في السنوات القادمة. فإذا لم يرتحل الناس أفواجا يتلو بعضها بعضا منذ أول الليل إلى آخره، يكون في الأمر حرج شديد، نتيجة لهذا الازدحام ولو أن الأئمة الأولين شاهدوا ما نشاهد من الازدحام الشديد هذه الأيام، لقالوا مثلما نقول، فإن دين الله يسر لا عسر فيه. والنبي عليه الصلاة والسلام ما سئل عن أمر من أمور الحج قدم أو أخر إلا قال: افعل ولا حرج. تيسيرا على الناس، مع أن العدد الذي كان معه لم يكن كما في يومنا هذا من الكثرة والازدحام. ولهذا أرى رأي المالكية في أن الحاج ليس عليه أن يبقى في المزدلفة إلا بمقدار ما يصلى المغرب والعشاء جمعا، ويتناول طعامه. وخصوصا إذا كان معه نساء أو أولاد صغار. وإذن لا يكون على الأخ السائل فدية. والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 9:59 pm | |
| الجهات الرسمية تشترط أحيانا شروطا معينة في الراغبين للسفر لأداء فريضة الحج، من بين هذه الشروط خلو المسافر من أمراض بعينها، فهل يجوز لحامل أي من هذه الأمراض أن يتحايل بتقديم شهادات مزورة ليتمكن من أداء الفريضة ؟ أ.د عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
لا يجوز لحامل أي مرض من الأمراض المحظور سفر أصحابها لأداء النسك, أن يتحايل علي ذلك بتقديم شهادة مزورة أو نحوها, لأن هذه الشروط ما وضعت إلا لمراعاة مصلحة من يؤدون النسك, وأن سفرهم لأدائها عند تفشي الأوبئة قد يودي بحياتهم, وسفرهم وهم مرضي بها يعد من قبيل الإلقاء بالنفس إلي التهلكة, فضلا عما في تزوير هذه الشهادات من الكذب والتدليس والغش, وكل ذلك نهي عنه الشارع .
والله أعلم.
| |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 10:01 pm | |
| أديت مناسك الحج ونسيت الحلق ثم تحللت ولبست ملابسي العادية ثم تذكرت بعد ذلك فماذا علي؟ دكتور رجب ابومليح بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه الحلْق أو التقصير ثابت بالكتاب والسُّنَّة، أما الكتاب فقوله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) الحجرات: {27}.
وأما السُّنَّةُ فقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "اللهمَّ اغْفِرْ للمُحَلِّقِينَ" قالوا: يا رسول الله وللمُقصِّرين. قال: "اللهم اغفرْ للمُحلِّقين" قالوا: يا رسول الله وللمُقصِّرين. قال: "وللمُقصِّرين". متفق عليه.
وإنما حدث الخلاف بين الفقهاء حول حكم الحلق والتقصير هل هو نسك أم خروج من النسك؟
فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه نسك، يجب بتركه دم، واختلفوا في كونه ركنا أم واجبا، وذهب بعض الفقهاء إلى أنه خروج من النسك، ولا يجب في تركه شيء.
يقول الإمام ابن قدامة الحنبلي في كتابه المغني : والحلق والتقصير نسك في الحج والعمرة ، في ظاهر مذهب أحمد ، وقول الخرقي الحنبلي ، وهو قول مالك ، وأبي حنيفة ، والشافعي . وعن أحمد أنه ليس بنسك ، وإنما هو إطلاق من محظور كان محرمًا عليه بالإحرام ، فأطلق فيه عند الحل ، كاللباس والطيب وسائر محظورات الإحرام . فعلى هذه الرواية لا شيء على تاركه ، ويحصل الحل بدونه أ. هـ.
وذكر الإمام النووي رحمه الله في (المجموع) مذاهب العلماء في الحلق: هل هو نسك أولا؟ قال: ذكرنا أن الصحيح في مذهبنا أنه نسك، وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحمد وجمهور العلماء. وظاهر كلام ابن المنذر والأصحاب: أنه لم يقل بأنه ليس بنسك أحد غير الشافعي في أحد قوليه. ولكن حكاه القاضي عياض عن عطاء، وأبي ثور، وأبي يوسف أيضا .
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: يرى الحنفية والمالكية والشافعية في أظهر القولين والحنابلة على ظاهر المذهب أن الحلق أو التقصير نسك في الحج والعمرة ، فلا يحصل التحلل في العمرة والتحلل الأكبر في الحج إلا مع الحلق.
وقال الشافعية في أحد القولين - وهو خلاف الأظهر - وأحمد في قول: إن الحلق أو التقصير ليس بنسك، وإنما هو إطلاق من محظور كان محرما عليه بالإحرام فأطلق فيه عند الحل، كاللباس والطيب وسائر محظورات الإحرام، وهذا ما حكاه القاضي عياض عن عطاء وأبي ثور وأبي يوسف أيضا .
وما نرجحه للفتوى أن الحلق أو التقصير نسك، لا يجوز للحاج تركه بغير عذر، فإن نسي أو تعذر الحلق وكان قادرا على تقديم الفدية فعل، فإن عجز عنها وسعه اختلاف الفقهاء ولا شيء عليه، خاصة إن كان هذا نسيانا، وقد رفع الله تعالى عنا الإثم مع النسيان، وقد علم الله تعالى المؤمنين أن يدعوا فيقولوا: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) البقرة:286.
وجاء في الصحيح أن الله تعالى استجاب هذا الدعاء، كما جاء في الحديث الآخر: (أن الله وضع عن هذه الأمة الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه) والله أعلم . | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 10:06 pm | |
| يثير بعض المشككين الشبهات حول تقبيل المسلمين للحجر الأسود والتمسح به، ويقولون أن هذا التصرف من بقايا الجاهلية، وأنه تشبه بعبادة الأصنام فكيف نرد عليهم ؟ دكتور رجب ابو مليح بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه لا يوجد دين حارب الخرافة والجهل ، وحرر الفكر والعقل كما فعل الدين الإسلامي، وقد كانت القضية الكبرى التي جاهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسببها قومه، ونشأت بينهم العداوات ، وقامت الحرب هي قضية التوحيد؛ توحيد الله تعالى، ونبذ عبادة الأصنام، والقضاء على كل مظاهر الشرك والوثنية . فعنوان رسالته ـ صلى الله عليه وسلم ـ التوحيد يقول الله تعالى: (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) البقرة : {163} (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المائدة :{73} (...أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ) الأنعام: {19} (وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ) النحل : {51}. وتقبيل الحجر الأسود ليس من أركان الحج ولا من واجاباته، ولكنه سنة من سنن الحج ، لا يجب بتركها شيء، ولا بد أن يفهم هذا الفعل في ضوء القواعد العامة للشريعة الإسلامية التي تحارب كل ما يمت للشرك أو الوثنية بصلة. ولقد قطع عمر بن الخطاب ـ رضي الله تعالى عنه ـ هذا الشك الذي ربما يساور بعض المسلمين، ودحض هذه الشبه التي يريد أن يلصقها بالإسلام بعض الحاقدين الحانقين. فقد ورد في الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قبل عمر بن الخطاب الحجر ثم قال: أما والله لقد علمت أنك حجر ولولا أني رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقبلك ما قبلتك. بل من السنة عدم المزاحمة على الحجر، إن كان هذا سيسبب إيذاء للآخرين، حيث لا ضرر ولا ضرار. والذين يتهمون الإسلام بمثل هذه التهم لا يفهمون طبيعة الإسلام، فإن الذي وضع هذا الحجر في مكانه أول مرة هو الخليل إبراهيم عليه السلام الذي حارب عبادة الأصنام، وعرض نفسه للقتل بأبشع الطرق، وأشدها إيلاما وهي الحرق بسبب تحطيم الأصنام. والحكمة من هذا التقبيل هو الاتباع والخضوع لأوامر الله ـ تعالى ـ ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سواء فطن المسلم للحكمة من ذلك أم لا، ولو لم يكن من الحكم في تقبيل الحجر واستلامه إلا أنه من آثار إبراهيم الخليل عليه السلام، أو أنه رمز لتجديد العهد مع الله تعالى، وأنه حجر من الجنة كما وردت بذلك الآثار لكان كافيا للامتثال، وكان ردا على من يتهمون الإسلام بأن فيه بقايا الجاهلية الأولى . والله أعلم . | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 10:08 pm | |
| ما هو تعريف الحج لغة واصطلاحا ؟ وما الدليل على فرضيته؟ وما شروطه بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. الحج بكسر الحاء وفتحها في اللغة: القصد . وفي الشرع: عرف بتعريفات متقاربة ، منها: ما ذكره ابن أبي هبيرة في الإفصاح من أنه: أفعال مخصوصة في أماكن مخصوصة في زمان مخصوص . وقوله: أفعال مخصوصة ، تشمل جميع ما يفعله المحرم وما يتجنبه ، وقوله: في أماكن مخصوصة ، تشمل المسجد الحرام والمشاعر ، وقوله: في زمان مخصوص ، أي وقت أداء أفعال الحج . وعرفه فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنه: "التعبد لله عز وجل بأداء المناسك على ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
حكم الحج : هو أحد الأركان الخمسة التي بني عليها الإسلام .
والأصل فى وجوبه: الكتاب والسنة والإجماع
أما الكتاب: فقول الله تعالى: سورة آل عمران الآية 97 وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا .
وحرف " على " للإيجاب لا سيما إذا ذكر المستحق ، فقيل: لفلان على فلان . وقد أتبعه بقوله: سورة آل عمران الآية 97 وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ؛ ليبين أن من لم يعتقد وجوبه فهو كافر. وقال الله تعالى: سورة البقرة الآية 196 وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ .
وأما السنة: فقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس ..." ، وذكر منها الحج . وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيها الناس ، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا. فقال رجل: أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. ثم قال: ذروني ما تركتكم " . ، وأجمعت الأمة على وجوبه على المستطيع في العمر مرة واحدة .
ورد في فضل الحج أحاديث كثيرة صحيحة ، منها: 1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ فقال: " إيمان بالله ورسوله " قيل ثم ماذا؟ قال: " جهاد في سبيل الله " قيل: ثم ماذا؟ قال: " حج مبرور .
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه .
3 - وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله ، نرى الجهاد أفضل العمل ، أفلا نجاهد ؟ قال: ولكن أفضل الجهاد حج مبرور .
والمبرور قيل: المقبول ، وقيل: الذي لا يخالطه شيء من الإثم ، وقيل: إن الأقوال التي ذكرت فيه متقاربة المعنى ، وهي أنه الحج الذي وفيت أحكامه ، ووقع موقعا لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل .
شروط وجوب الحج خمسة ، هي: الإسلام ، والعقل ، والبلوغ ، والحرية ، والاستطاعة وهي متفق عليها بين الفقهاء .
وتنقسم هذه الشروط ثلاثة أقسام: -منها ما هو شرط للوجوب والصحة ؛ وهو الإسلام والعقل ، فلا يجب على كافر ، ولا مجنون ، ولا يصح منهما ؛ لأنهما ليسا من أهل العبادات أي على هذه الحالة، فالكافر لا تصح منه حتى يسلم، والمجنون حتى يفيق. - ومنها ما هو شرط للواجب والإجزاء ؛ وهو البلوغ والحرية ، وليس بشرط للصحة ؛ فلو حج العبد والصبي صح منهما ولم يجزئهما عن حجة الإسلام . - ومنها ما هو شرط للوجوب فقط؛ وهو الاستطاعة ، فلو تجشم غير المستطيع المشقة وسار بغير زاد وراحلة ، فحج كان حجه صحيحا مجزئا؛ كما لو تكلف القيام في الصلاة والصيام من يسقط عنه أجزأه .
واختلف العلماء في شرطين ، وهما: 1- تخلية الطريق ، بمعنى ألا يكون في الطريق مانع من عدو أو غيره . 2- إكمال المسير ، وهو اكتمال هذه الشرائط والوقت متسع يمكنه الخروج إليه. والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 10:11 pm | |
| لقد عزمت على الحج هذا العام، وأرغب منكم بياناً مفصلاً عن أعمال الحج حتى أستطيع أداء المناسك على الوجه الصحيح، وأرجو التفصيل في ذلك ؛ لأن هذا يهم الراغبين في الحج ولقرب موسم الحج هذه الأيام . أثابكم الله وجزاكم الله خيراً. الشيخ عبد العزيز بن باز بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. أيها المسلمون من حجاج بيت الله الحرام: أسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يرضيه والعافية من مضلات الفتن، كما أسأله سبحانه أن يوفقكم جميعاً لأداء مناسككم على الوجه الذي يرضيه، وأن يتقبل منكم وأن يردكم إلى بلادكم سالمين موفقين، إنه خير مسؤول.
أيها المسلمون من الحجاج وغيرهم: إن وصيتي لكم هي تقوى الله سبحانه في جميع الأحوال والاستقامة على دينه والحذر من أسباب غضبه، وإن أهم الفرائض وأعظم الواجبات هو توحيد الله والإخلاص له في جميع العبادات ، مع العناية باتباع رسوله –صلى الله عليه وسلم- في الأقوال والأعمال، وأن تؤدى مناسك الحج وسائر العبادات على الوجه الذي شرعه الله لعباده على لسان رسوله وخليله وصفوته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم-. وإن أعظم المنكرات وأخطر الجرائم هو الشرك بالله سبحانه، وهو صرف العبادة أو بعضها لغيره سبحانه؛ لقول الله –عز وجل-: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" وقوله سبحانه يخاطب نبيه محمداً –صلى الله عليه وسلم-:" ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين".
حجاج بيت الله الحرام: إن نبينا –صلى الله عليه وسلم- لم يحج بعد هجرته إلى المدينة إلا حجة واحدة وهي حجة الوداع وذلك في آخر حياته –صلى الله عليه وسلم- ، وقد علَّم الناس فيها مناسكهم بقوله وفعله، وقال لهم –صلى الله عليه وسلم- :" خذوا عني مناسككم".
فالواجب على المسلمين جميعاً أن يتأسَّوا به في ذلك، وأن يؤدوا مناسكهم على الوجه الذي شرعه لهم؛ لأنه –صلى الله عليه وسلم-هو المعلم المرشد، وقد بعثه الله رحمة للعالمين وحجة على العباد أجمعين، فأمر الله عباده بأن يطيعوه، وبين أن اتباعه هو سبب دخول الجنة والنجاة من النار ، وأنه الدليل على صدق حبّ العبد لربِّه وعلى حبِّ الله للعبد، كما قال الله تعالى:" وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" وقال سبحانه :" وأقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون" وقال –عز وجل-:" من يطع الرسول فقد أطاع الله" وقال سبحانه :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" وقال سبحانه :" تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم*ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين" وقال عز وجل :" قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون" وقال تعالى :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" والآيات في هذا المعنى كثيرة.
فوصيتي لكم جميعاً ولنفسي تقوى الله في جميع الأحوال والصدق في متابعة نبيه –صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله لتفوزوا بالسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.
إلى منى يوم التورية: حجاج بيت الله الحرام: إن نبينا محمداً –صلى الله عليه وسلم- لما كان يوم الثامن من ذي الحجة توجه من مكة إلى منى ملبياً وأمر أصحابه –رضي الله عنهم- أن يهلُّوا بالحج من منازلهم ويتوجهوا إلى منى، ولم يأمرهم بطواف الوداع، فدلَّ ذلك على أن السنة لمن أراد الحج من أهل مكة وغيرهم من المقيمين فيها ومن المحلِّين من عمرتهم وغيرهم من الحجاج أن يتوجهوا إلى منى في اليوم الثامن ملبين بالحج، وليس عليهم أن يذهبوا إلى المسجد الحرام للطواف بالكعبة طواف الوداع.
ويستحب للمسلم عند إحرامه بالحج أن يفعل ما يفعله في الميقات عند الإحرام: من الغسل والطيب والتنظيف، كما أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- عائشة بذلك لما أرادت الإحرام بالحج وكانت قد أحرمت بالعمرة فأصابها الحيض عند دخول مكة وتعذر عليها الطواف قبل خروجها إلى منى، فأمرها –صلى الله عليه وسلم- أن تغتسل وتهل بالحج ففعلت ذلك فصارت قارنة بين الحج والعمرة.
وقد صلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه-رضي الله عنهم- في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً من دون جمع، وهذا هو السنة تأسياً به –صلى الله عليه وسلم-، ويسن للحجاج في هذه الحالة أن يشتغلوا بالتلبية وبذكر الله –عز وجل- وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير، كالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان إلى الفقراء.
إلى عرفة بعد طلوع الشمس يوم التاسع: فلما طلعت الشمس يوم عرفة توجه –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه –رضي الله عنهم- إلى عرفات منهم من يلبي ومنهم من يكبّر، فلما وصل عرفات نزل بقبة من شعر ضربت له في نمرة واستظل بها –عليه الصلاة والسلام- ، فدلّ ذلك على جواز استظلال المحرم بالخيام والشجر ونحوها.
فلما زالت الشمس ركب دابته –عليه الصلاة والسلام- وخطب الناس وذكرهم وعلمهم مناسك حجهم وحذرهم من الربا وأعمال الجاهلية، وأخبرهم أن دماءهم وأموالهم وأعراضهم عليهم حرام، وأمرهم بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-، وأخبرهم أنهم لن يضلّوا ما داموا معتصمين بكتاب الله وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- . فالواجب على جميع المسلمين من الحجاج وغيرهم أن يلتزموا بهذه الوصية وأن يستقيموا عليها أينما كانوا، ويجب على حكام المسلمين جميعاًَ أن يعتصموا بكتاب الله وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم- وأن يحكّموهما في جميع شؤونهم وأن يلزموا شعوبهم بالتحاكم إليهما، وذلك هو طريق العزة والكرامة والسعادة في الدنيا والآخرة، وفق الله الجميع لذلك.
ثم إنه –صلى الله عليه وسلم- صلى بالناس الظهر والعصر قصراً وجمعاً جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ثم توجّه إلى الموقف واستقبل القبلة ووقف على دابته يذكر الله ويدعوه، ويرفع يديه بالدعاء حتى غابت الشمس، وكان مفطراً ذلك اليوم، فعلم بذلك أن المشروع للحجاج أن يفعلوا كفعله –صلى الله عليه وسلم- في عرفات، وأن يشتغلوا بذكر الله والدعاء والتلبية إلى غروب الشمس ، وأن يرفعوا أيديهم بالدعاء ، وأن يكونوا مفطرين لا صائمين، وقد صحّ عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم ملائكته"، وروي عنه –صلى الله عليه وسلم- أن الله يقول يوم عرفة لملائكته :" انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً يرجون رحمتي، أشهدكم أني قد غفرت لهم" . وصح عنه –صلى الله عليه وسلم- أنه قال :" وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف".
إلى مزدلفة بعد الغروب للمبيت بها: ثم إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بعد الغروب توجه ملبياً إلى مزدلفة وصلَّى بها المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين ثم بات بها وصلَّى بها الفجر مع سنتها بأذان وإقامة، ثم أتى المشعر فذكر الله عنده وكبره وهلله ودعا ورفع يديه وقال: " وقفت ها هنا وجمع كلها موقف"، فدل ذلك على أن جميع مزدلفة موقف للحجاج يبيت كل حاج في مكانه ويذكر الله ويستغفره في مكانه، ولا حاجة إلى أن يتوجه إلى موقف النبي –صلى الله عليه وسلم-. وقد رخص النبي –صلى الله عليه وسلم- ليلة مزدلفة للضعفة أن ينصرفوا إلى منى بليل، فدلًَّ ذلك على أنه لا حرج على الضعفة من النساء والمرضى والشيوخ ومن تبعهم في التوجه من مزدلفة إلى منى في النصف الأخير من الليل عملاً بالرخصة وحذراً من مشقة الزحمة.
ويجوز لهم أن يرموا الجمرة ليلاً، كما ثبت ذلك عن أم سلمة وأسماء بنت أبي بكر –رضي الله عنهم- في آخر الليل.
ذكرت أسماء بنت أبي بكر –رضي الله عنهما- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أذن للنساء بذلك ثم إنه –صلى الله عليه وسلم- بعد ما أسفر جداً دفع إلى منى ملبياً قبل أن تطلع الشمس، فقصد جمرة العقبة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ثم نحر هديه ثم حلق ثم طيبته عائشة –رضي الله عنها- ثم توجه إلى البيت فطاف به.
أعمال يوم النحر: وسئل –صلى الله عليه وسلم- في يوم النحر عمَّن ذبح قبل أن يرمي، ومن حلق قبل أن يذبح ، ومن أفاض إلى البيت قبل أن يرمي ، فقال:" لا حرج" قال الراوي: فما سئل يومئذٍ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال:" افعل ولا حرج". وسأله رجل فقال: يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف، فقال:" لا حرج" فعلم بهذا أن السنة للحجاج أن يبدأوا برمي الجمرة يوم العيد ثم ينحروا إذا كان عليهم هدي ثم يحلقوا أو يقصروا.
والحلق أفضل من التقصير فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- دعا بالمغفرة والرحمة ثلاث مرات للمحلقين، ومرَّة واحدة للمقصرين.
التحلّل الأول والتحلّل الأكبر: وبذلك يحصل للحاج التحلل الأول فيلبس المخيط، ويتطيب ويباح له كل شيء حُرِّم عليه بالإحرام إلا النساء، ثم يذهب إلى البيت فيطوف به في يوم العيد أو بعده، ويسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعاً، وبذلك يحل له كل شيء حُرِّم عليه بالإحرام حتى النساء.
أما إن كان الحاج مفرداً أو قارناً فإنه يكفيه السعي الأول الذي أتى به مع طواف القدوم. فإن لم يسع مع طواف القدوم وجب عليه أن يسعى مع طواف الإفاضة.
المبيت بمنى أيام التشريق: ثم رجع –صلى الله عليه وسلم- إلى منى فأقام بها بقية يوم العيد واليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، يرمي الجمرات كل يوم من أيام التشريق بعد الزوال، يرمي كل جمرة بسبع حصيات، ويكبر مع كل حصاة ويدعو ويرفع يديه بعد الفراغ من الجمرة الأولى والثانية مستقبلاً القبلة ويجعل الأولى عن يساره حين الدعاء، والثانية عن يمينه ولا يقف عند الثالثة.
ثم دفع –صلى الله عليه وسلم- في اليوم الثالث عشر بعد رمي الجمرات بعد الزوال فنزل بالأبطح وصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
ثم نزل إلى مكة في آخر الليل وصلى الفجر بالناس –عليه الصلاة والسلام-، وطاف للوداع ثم توجه بعد الصلاة إلى المدينة في صبيحة اليوم الرابع عشر، عليه من ربِّه أفضل الصلاة والتسليم.
فعلم من ذلك أن السنة للحاج أن يفعل كفعله –صلى الله عليه وسلم- في أيام منى، فيرمي الجمار الثلاث بعد الزوال في كل يوم: كل واحدة بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة، ويشرع له أن يقف بعد رميه الأولى ويستقبل القبلة ويدعو ويرفع يديه ويجعلها عن يساره ويقف بعد رمي الثانية كذلك ويجعلها عن يمينه يستقبل القبلة ويدعو، وهذا مستحب وليس بواجب، تأسياً بالنبي –صلى الله عليه وسلم- ولا يقف بعد رمي الثالثة.
فإن لم يتيسر له الرمي بعد الزوال وقبل غروب الشمس رمى في الليل عن اليوم الذي غابت شمسه إلى آخر الليل في أصح قولي العلماء رحمة من الله سبحانه بعباده وتوسعة عليهم.
ومن شاء أن يتعجل في اليوم الثاني عشر بعد رمي الجمار بعد الزوال فلا بأس، ومن أحب أن يتأخر حتى يرمي الجمار في اليوم الثالث عشر فهو أفضل؛ لكونه موافقاً لفعل النبي –صلى الله عليه وسلم-.
والسنة للحاج أن يبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر، وهذا المبيت واجب عند كثير من أهل العلم، ويكفي أكثر الليل إذا تيسر ذلك، ومن كان له عذر شرعي كالسقاة والرعاة ونحوهم فلا مبيت عليه.
أما ليلة الثالث عشر فلا يجب على الحجاج أن يبيتوها بمنى إذا تعجلوا ونفروا من منى قبل الغروب، أما من أدركه المبيت بمنى فإنه يبيت ليلة الثالث عشر ويرمي الجمار بعد الزوال يوم الثالث عشر ثم ينفر، وليس على أحد رمي بعد الثالث عشر ولو أقام بمنى.
طواف الوداع: ومتى أراد الحاج السفر إلى بلاده وجب عليه أن يطوف بالبيت للوداع سبعة أشواط؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم- :" لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت"، إلا الحائض والنفساء فلا وداع عليهما؛ لما ثبت عن ابن عباس –رضي الله عنهما-، قال: " أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض" والنفساء مثلها، ومن أخَّر طواف الإفاضة فطافه عند السفر أجزأه عن الوداع؛ لعموم الحديثين المذكورين.
وأسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه، وأن يتقبل منَّا ومنكم ويجعلنا وإياكم من العتقاء من النار إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 10:14 pm | |
| إذا أحرمت المرأة للعمرة ثم أتتها العادة الشهرية قبل الطواف وبقيت في مكة ثم طهرت وأرادات أن تغتسل فهل تغتسل من مكة أم تذهب لتغتسل من التنعيم؟ الشيخ بن عثيمين رحمه الله بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. إذا أحرمت المرأة بالعمرة وأتاها الحيض أو أحرمت بالعمرة وهي حائض فعلاً ثم طهرت فإنها تغتسل في مكان إقامتها في بيتها ثم تذهب وتطوف وتسعى وتؤدي عمرتها ولا حاجة إلى أن تخرج إلى التنعيم ولا إلى الميقات لأنها قد أحرمت من الميقات .
لكن بعض النساء إذا مرت بالميقات وهي حائض وهي تريد عمرة لا تحرم وتدخل مكة وإذا طهرت خرجت إلى التنعيم فأحرمت منه وهذا خطأ لأن الواجب على كل من مر بالميقات وهو يريد العمرة أو الحج أن يحرم منه حتى المرأة الحائض تحرم وتبقى على إحرامها حتى تطهر .
ويشكل على النساء في هذه المسألة أنهن يظنن أن المرأة إذا أحرمت بثوب لا تغيره وهذا خطأ لأن المرأة في الاحرام ليس لها لباس معين كالرجل. الرجل لا يلبس القميص والبرانس والعمائم والسراويل والخفاق والمرأة يحل لها ذلك تلبس ما شاءت من الثياب فإذا أحرمت بثوب غيرته إلى ثوب آخر فلا حرج .
لذلك نقول للمرأة أحرمي إذا مررت بالميقات وأنت تريدين العمرة أو الحج وإذا طهرت فاغتسلي ثم اذهبي إلى الطواف والسعي والتقصير وتغيير الثياب لا يضر ولا أثر له في هذا الأمر أبداً نعم. والله أعلم . | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 10:17 pm | |
| معوق ساقه اليسرى أقصر من اليمنى ويقوم بتعويض ذلك بحذاء طبي وقد أكرمه الله سبحانه بالحج هذا العام فهل يجوز له لبس الحذاء الطبي وهو يؤدي المناسك داخل المسجد الحرام من طواف وسعى وهل عليه فدية في ذلك أم لا ؟ وهل رباط الحذاء يعتبر مخيط أم لا؟ الشخ علي جمعه بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. يجوز لبس الحذاء الطبي وربطه برباطه المعد إليه في مثل حالة السائل لأن هذه ضرورة والضرورات تبيح المحظورات لقوله تعالى { وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِى الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ } [الحج 078] ولقوله عز وجل { مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ } [المائدة :6 ] . ولقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ" . وأنه على صاحب السؤال الذي يرتدي الحذاء الطبي أن يخرج فدية من صيام ثلاثة أيام أو إطعام ستة مساكين-وله إخراج القيمة لكل مسكين- أو بذبح شاة وذلك قياساً على من غطى رأسه لمرض بها أو أي أذى يلحقه لقوله سبحانه { فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ } [البقرة 196] . ومما ذكر يعلم الجواب عن السؤال. والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 10:19 pm | |
| أسأل عن تحية المسجد الحرام كيف تكون؟ هل هي صلاة ركعتين أو الطواف؟ بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. فقد اشتهر عند كثير من الناس أن تحية المسجد الحرام الطواف، وليس كذلك، ولكن تحيته الطواف لمن أراد أن يطوف، فإذا دخل الإنسان المسجد الحرام يريد الطواف فإن طوافه يغني عن تحية المسجد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد الحرام للطواف ولم يصل التحية. لكن إذا دخل المسجد الحرام بنية انتظار الصلاة، أو حضور مجلس العلم، أو ما أشبه ذلك فإن تحيته أن يصلي ركعتين كغيره من المساجد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين"، وهذا يشمل المسجد الحرام. ولا يخلو حال الداخل إلى المسجد الحرام من حالين : الأول : أن يدخله بقصد الطواف ، سواء كان للحج أو العمرة أو تطوعاً : فهذا أول ما يبدأ به الطواف ، ولا يشرع له البدء بركعتي تحية المسجد قبل الطواف ، إذ لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا أحد من أصحابه ، وهذا ما عليه جمهور الفقهاء ، ولم يخالف في ذلك إلا أفراد ، منهم ابن عقيل من الحنابلة – كما نقله عنه ابن تيمية في "شرح عمدة الفقه" - . ويستثنى من ذلك ما إذا منع مانعٌ كالزحام الشديد عن البدء بالطواف ، فيصلي ركعتين تحية المسجد ، وينتظر حتى ينجلي الزحام ليشرع في الطواف . الثاني : أن يدخله بقصد الصلاة أو الجلوس أو حضور حلق العلم أو الذكر أو قراءة القرآن أو غيرها من العبادات : فيستحب له أن يصلي ركعتي تحية المسجد ؛ لعموم حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين ) أخرجه البخاري (1167) ومسلم (714) وأما ما يرويه الناس من حديث ( تحية البيت الطواف ) فليس له أصل في كتب السنة ، ولم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد أصلا ، فلا يجوز نسبته إليه . قال الشيخ الألباني في "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (رقم/1012) :" لا أعلم له أصلا وإن اشتهر على الألسنة ، وأورده صاحب " الهداية " من الحنفية بلفظ :( من أتى البيت فليحيه بالطواف ) ، وقد أشار الحافظ الزيلعي في تخريجه إلى أنه لا أصل له ، بقوله (2/51) : " غريب جدا " ، وأفصح عن ذلك الحافظ ابن حجر ، فقال في "الدراية" (ص192) : " لم أجده " . قلت – أي الشيخ الألباني - : ولا أعلم في السنة القولية أو العملية ما يشهد لمعناه ، بل إن عموم الأدلة الواردة في الصلاة قبل الجلوس في المسجد تشمل المسجد الحرام أيضا ، والقول بأن تحيته الطواف مخالف للعموم المشار إليه ، فلا يقبل إلا بعد ثبوته ، وهيهات ، لا سيما وقد ثبت بالتجربة أنه لا يمكن للداخل إلى المسجد الحرام الطواف كلما دخل المسجد في أيام المواسم ، فالحمد لله الذي جعل في الأمر سعة ، ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) . وإن مما ينبغي التنبه له أن هذا الحكم إنما هو بالنسبة لغير المحرم ، وإلا فالسنة في حقه أن يبدأ بالطواف ثم بالركعتين بعده ، انظر : بدع الحج والعمرة في رسالتي " مناسك الحج والعمرة " رقم البدعة (37) " انتهى . وقال الحطاب المالكي في "مواهب الجليل شرح مختصر خليل" (2/375): " من دخل مسجد مكة فتحية المسجد الحرام في حقه الطواف بالبيت , وهذا في حق القادم المحرم ، فإنه يطلب منه أنه إذا دخل المسجد الحرام البداءة بطواف القدوم - إن كان محرما بحج أو قران - ، وبطواف العمرة - إن كان محرما بعمرة - ، وبطواف الإفاضة - إذا دخله بعد الرجوع من عرفة - , ولا يطلب منه الركوع (أي : الصلاة) عند دخوله . وكذلك غير القادم - إذا دخل المسجد الحرام ونيته أن يطوف عند دخوله - فتحية المسجد في حقه الطواف , ولا يطلب منه حينئذ الركوع . وأما غير القادم إذا دخل المسجد الحرام ونيته الصلاة في المسجد أو مشاهدة البيت الشريف , ولم يكن نيته الطواف ، فإنه يصلي ركعتين.. قال ابن رشد: الطواف بالبيت صلاة , فإذا دخله يريد الطواف بدأ بالطواف , وإن دخله لا يريد الطواف في وقت تنفل بدأ بالركعتين " انتهى باختصار. وجاء في "الموسوعة الفقهية" (10/306): " ذهب جمهور الفقهاء إلى أن تحية المسجد الحرام الطواف للقادم لمكة , سواء كان تاجرا أو حاجا أو غيرهما, لقول عائشة رضي الله عنها عنها: (إن النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم مكة توضأ, ثم طاف بالبيت) وركعتا تحية المسجد الحرام تجزئ عنهما الركعتان بعد الطواف .وأما المكي الذي لم يؤمر بطواف، ولم يدخله لأجل الطواف، بل للصلاة أو لقراءة القرآن أو للعلم، فتحية المسجد الحرام في حقه الصلاة، كتحية سائر المساجد" انتهى باختصار. وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن : هل تحية المسجد الحرام صلاة ركعتين أو الطواف ؟ فأجاب : "المسجد الحرام كغيره من المساجد من دخل ليصلي ، أو ليستمع الذكر ، أو ما أشبه ذلك من الإرادات فإنه يصلي ركعتين كغيره من المساجد ، لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ الْمَسْجِدَ فَلَا يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ) رواه البخاري (1167) أما إذا دخل ليطوف كإنسان معتمر دخل ليطوف طواف العمرة ، أو ليطوف تطوعاً فهنا يغني الطواف عن ركعتي تحية المسجد ؛ لأنه إذا طاف فسوف يصلي ركعتين بعد الطواف" انتهى ."مجموع فتاوى ابن عثيمين" (22/286) . والله أعلم . | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 10:21 pm | |
| يوجد رجل نفر من عرفات قبل غروب الشمس وعندما سأل أفتاه البعض بأن عليه دماً وقال له بعض أصحابه بأنه آثم ولا دم عليه فما تقولون في ذلك جزاكم الله خيراً؟ سليمان بن ناصر بن عبد الله العلوان من علماء السعودية بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. اتفق أهل العلم على أن الوقوف بعرفات ركن من أركان الحج فلا يصح الحج بدون الوقوف، وينتهي الوقوف بطلوع الفجر من يوم النحر. ومن وقف قبل طلوع الفجر ولو شيئاً يسيراً فقد صح وقوفه . والسنة الثابتة من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف بعرفة بعد زوال الشمس ومكث حتى غربت . جاء هذا في صحيح مسلم ( 1218 ) من حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات وجعل حبل المشاة بين يديه واستقبل القبلة فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القُرص وأردف أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) . وقد اختلف العلماء فيمن دفع من عرفات قبل الغروب . فقيل لا يصح حجه لأنه لم يقف شيئاً من الليل وهذا مذهب مالك وهو ضعيف ولا دليل عليه وعامة أهل العلم على خلافه فقد روى أحمد وأهل السنن بسند صحيح عن عروة بن مضرس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف بعرفة قبل ذلك ليلاً أو نهاراً فقد أتم حجه وقضى تفثه ) . فالحديث صريح في أن من وقف بعرفة من ليل أو نهار فقد تم حجه وظاهر الخبر أنه لا يجب الجمع بين الليل والنهار فإذا دفع من عرفات قبل غروب الشمس فحجه تام ولا شيء عليه وهذا الصحيح في مذهب الشافعية وقال به الإمام ابن حزم رحمه الله انظرالمحلى( 5 / 115 ) . وقال أبو حنيفة وأحمد حجه صحيح ويجب عليه الدم لأن الوقوف بعرفات إلى غروب الشمس واجب فإن النبي صلى الله عليه وسلم وقف إلى الغروب ووقف الصحابة من بعده إلى الغروب فظاهر هذا أن الأمر متقرر بينهم ولم يُذكر عن أحد منهم أنه دفع قبل الغروب أو أنه رخص في ذلك ولا سيما أنهم قادمون على ليلٍ مظلم زيادة على ذلك وعورة الطريق فهذه الدلالات وغيرها تؤكد أو الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس واجب فقد قال صلى الله عليه وسلم ( خذوا عني مناسككم ) رواه النسائي من حديث جابر وجاء في صحيح مسلم بلفظ ( لتأخذوا عني مناسككم ) . وفي رواية عن الإمام أحمد أنه لا دم عليه إن كان له عذر في الإفاضة قبل الغروب . والصحيح في هذه المسألة أنه لا دم على من دفع قبل غروب الشمس وحجه صحيح وهذا الصحيح من مذهب الشافعية واختاره ابن حزم وقد تقدم ، فإن أموال المسلمين معصومة بعصمة دمائهم فلا يجب عليهم شيء بدون دليل تقوم به حجة وتبرأ به الذمة . وقد تقدم حديث عروة بن مضرس وقوله صلى الله عليه وسلم : ( وقد وقف بعرفة ليلاً أو نهاراً فقد أتم حجه وقضى تفثه ) . فظاهره أنه لو وقوف شيئاً يسيراً من ليل أو نهار فحجه صحيح ولم يذكر دماً ولا غيره وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع . ويحمل فعله صلى الله عليه وسلم ووقوفه بعرفات حتى غروب الشمس على تأكيد السنية، ولأنه إذا جاز الوقوف ليلاًً ولا دم عليه باتفاق العلماء فلأن يجوز الوقوف نهاراً دون الليل من باب أولى . وإذا لم يجب الدم على من اقتصر في وقوفه على الليل لم يجب على من اقتصر على النهار دون الليل ؟ ولا فرق بين الأمرين فحديث عروة صريح في جواز الأمرين والتفريق بينهما تفريق بين المتماثلين فإن قيل الفرق بينهما بأن الوقوف بعرفات إلى الغروب فيه مخالفة للمشركين فيقال هذا لا يثبت من وجه صحيح . وقد سبق بحث هذه المسألة في جواب أطول من هذا وذكرت وجوهاً كثيرة تؤيد هذا القول والله أسأل أن يفقهنا في الدين وأن يوفقنا للحق والصواب . والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الخميس أكتوبر 28, 2010 10:24 pm | |
| ما الحكم في من يذهب إلى مكة لأداء العمرة في رمضان ثم يتخلف في البلاد حتى يؤدي فريضة الحج متخفيا عن أعين السلطات حيث إن السلطات تمنع ذلك، ومن هؤلاء من يدعي أنه قد أفتاه بعض المشايخ بالجواز؟ الشيخ علي جمعه بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. فالظاهر من السؤال أن هؤلاء المعتمرين قد دخلوا البلاد بتأشيرة للعمرة وأن قوانين تلك البلاد تُحتِّم عليهم المغادرة بعد الانتهاء من أعمال العمرة ولا تسمح لهم بالبقاء حتى الحج، وأنّ إقامتهم في هذه الحال مخالفة لقوانين تلك البلاد. وإذا كان ذلك كذلك، فالذي نفيده في هذا الشأن هو عدم الجواز؛ لما يلي: أولاً : ما في ذلك من مخالفة أمر الحاكم، ومخالفة أمر الحاكم -طالما لم يكن بمحرَّم- لا تجوز ؛ لأن الله تعالى قد أوجب طاعة أولي الأمر قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} [النساء: 59] ، وأخرج الستة عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره, ما لم يؤمر بمعصية, فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة"، والأدلة على هذا كثيرة، وطاعة أولي الأمر سبب لاجتماع الكلمة وانتظام المعاش؛ فلابد للناس من مَرجِع يأتمرون بأمره رفعًا للنزاع والشقاق، وإلا لَعَمَّت الفوضى ودخل على الناس فساد عظيم في دينهم ودنياهم، والإجماع منعقد على ذلك، وعلى هذا فللحاكم أن يسن من التشريعات مايراه محققًا لمصالح العباد؛ فإنَّ تصرف الإمام على الرعية منوط بالمصلحة، والواجب له على الرعية الطاعة والنصرة. ومن دخل إلى البلاد فعليه الالتزام بقوانينها، وتحرم عليه المخالفة، وهنا الحاكم قد أمر بمغادرة البلاد بعد العمرة فتجب طاعته على الفور، ولا يجوز التخلُّف للحج، ويتأكد ذلك أيضًا إن قلنا الحج واجب على التراخي. ثانيًا : ما يترتب على ذلك من الضرر الذي يلحق بالآخرين، والمقرر في قواعد الشرع أن الضرر يزال؛ وقد روى ابن ماجه ومالك وأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا ضرر ولا ضرار". وليس الهدف من التشريعات المتعلقة بضبط أعداد الحجيج سواء أكان من داخل المملكة أم من خارجها إلا مصلحة المسلمين وتيسير أدائهم لتلك الفريضة الجليلة ودفع ما يترتب على زيادة أعدادهم عن الحد الذي قررته السلطات من مضار قد تصل أحيانًا إلى حد الوفاة. ثم ها هنا قد تعارضت مصلحتان إحداهما قاصرة وهي حج من تخلف بعد العمرة، والأخرى مصلحة لعموم المسلمين لا تحصل إلا بضبط أعدادهم، وقد تعارضتا، فتقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، والمصالح التي تفوت بمثل تلك الممارسات عظيمة؛ فتقدَّم على أداء الحج للمتخلف بعد العمرة، بل لقد راعى الفقهاء من المصالح ما هو أقل من ذلك؛ فقد نصوا على تقديم صون الأموال على الحج إذا أفرطت الغرامات في الطرقات، كما ذكره القرافي في الفروق. ثالثًا : ما يحصل للمتخلف من ذُلٍّ في حال اكتشاف أمره حيث يتم ترحيله، والناس لا ينظرون إلى الذين يتم ترحيلهم في كل الدنيا إلا نظرة ازدراء، والمسلم لا ينبغي له أن يذل نفسه؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد من حديث حذيفة رضي الله عنه: "لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه". وإذا كان المسلم لا يلزمه قبول هبة ثمن الماء الذي يحتاجه لوضوئه وقد عَلَّل الفقهاء ذلك بما يلحقه من المنَّة -والشرع الشريف قد راعى هذا الأمر- فلأن لا يجب على المسلم تحصيل الحج بهذه الطرق المحرمة من باب أولى، بل يتغلظ الأمر في هذه الحال؛ إذ الأمر لا يقتصر على هذا المتخلف وحده بل يتعداه فيَتَعَيَّر أهل بلدته بذلك، وربما كان ذلك داعيًا إلى سن تشريعات زائدة بخصوص أهل تلك البلد إذا تكرر من أبنائها مثل هذه الأعمال. رابعًا : الواجب لا يُترَك إلا لواجب كما تقرر في قواعد الفقه، وهنا الحاكم قد أمر بمغادرة البلاد عقب أداء العمرة، وطاعته واجبة، والحج الذي تخلف لأجله ليس بواجب في هذه الحال؛ لعدم استطاعته فعله إلا بمخالفات جسيمة. خامسًا : ما يحصل من بعض المتخلفين من أمور تسيء إلى أنفسهم وإلى بلادهم كالتسول وافتراش الطرقات. والافتراش الذي يحصل في أماكن عدة تحصل عنه أضرار كبيرة تشاهد في كل موسم من جَرَّاء تعثر الحجاج بالمفترشين وسقوطهم فوق بعضهم، وفيهم من هو ضعيف أو مريض أو كبير السن، ويشتد الخطر مع ما يحملونه من أمتعة ثقيلة، ومع شدة الزحام فإن الأمر يؤدي إلى حدوث إصابات بالغة قد تصل إلى الموت. فإن قيل : إن بعض الناس يفتي بجواز التخلف بعد العمرة لأداء الحج. فالجواب : إن هؤلاء المفتين إما أن يكونوا ممن يجوز لهم إفتاء الناس أو لا، فإن لم يكونوا ممن يجوز لهم الإفتاء فالأمر ظاهر؛ إذ هم ساقطون عن درجة الاعتبار، وإن كانوا ممن تعتبر أقوالهم فلا يسوغ متابعتهم في فتاويهم؛ لأنا إذا قدرنا هذه المسألة على سبيل التنزل من مسائل الخلاف، فحكم الحاكم في مسائل الخلاف يرفع الخلاف، والحاكم قد منع هذه الأعمال. والله أعلم . | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الجمعة أكتوبر 29, 2010 8:16 pm | |
| السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته في البداية أود أن أشكركم على هدا الموقع الدي نستفيد منه بأشياء و تساؤلات كتيرة تساعدنا و تنمي حب المعرفة أكتر فأكتر, سؤالي هو:إن شاء الله نويت أنا و زوجي الدهاب للعمرةالأسبوع القادم من هدا الشهر"رجب", من فضلكم أود معرفة كيف يمكنني بإدن الله أن أتيسر في قضاء عمرة يتقبلها الله مني لأنني خائفة من أن أتهاون في فرض لقلة درايتي بكيفية أداء العمرة, إضافة إلى أنني أتمنى لو يمكنكم تزويدي بأدعية يمكنني حفظها و الإستعانة بها إلى جانباالأدعية التي أحفظها لمراضات الله و التقبل مني إنشاء الله. أنتظر منكم الإجابة بسرعة جزاكم الله خيرا و أتمنى إرسال الجواب على إميلي الخاص و شكرا جزيلا وفاكم الله كل خير بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. فنحمد الله عز وجل الذي وفقنا وهدانا إلى خدمة دينه، ونسأل الله القبول وجزاك الله خير الجزاء على هذا الدعاء الطيب المبارك، وإليك وصف ميسر للعمرة إن شاء الله ، سواء كانت هذه العمرة في رمضان أوفي فترة رجب ، أو في بقية أيام العام :
* إذا أراد المسلم أن يُحرم بالعمرة فالمشروع بداية أن يحرم من الميقات المحدد له، ثم يتجرد من ثيابه ويغتسل كما يغتسل من الجنابة، والاغتسال عند الإحرام سُنة في حق الرجال والنساء حتى الحائض والنفساء. ثم بعد الاغتسال يلبس ثياب الإحرام ويلف رداءه على كتفه، ولا يُخرج الكتف الأيمن إلا في طواف القدوم، ثم يُصلي (غير الحائض والنفساء) الفريضة إن كان وقت فريضة، وإلا صلى ركعتين ينوي بهما سُنة الوضوء، وإن لم يُصل فلا حرج. * إذا فرغ من الصلاة أحرم وقال: لبيك عُمرة،يحظر عليه بعد الإحرام، الطيب، والنساء،ولبس المخيط ،والأخذ من شعر الجسم، ثم يقول لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والمُلك، لا شريك لك يرفع الرجل صوته بذلك، والمرأة تقوله بقدر ما يسمع من بجوارها فقط . وينبغي للمُحرم بالعمرة أن يُكثر من التلبية ( خصوصاً عند تغير الأحوال والأزمان، مثل أن يعلو مرتفعاً، أو ينزل منخفضاً، أو يُقبل الليل أو النهار، وأن يسأل الله بعدها رضوانه والجنة، ويستعيذ برحمته من النار ) إلى أن يبتدئ بالطواف. * إذا دخل المسجد الحرام، قدم رجله اليمنى وقال: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم). * ثم يتقدم إلى الحجر الأسود ليبتدئ الطواف، فيستلم الحجر بيده اليمنى ويقبله، فإن لم يتيسر استلامه بيده فإنه يستقبل الحجر، ويُشير إليه بيده اليمنى إشارة ولا يُقبل يده . والأفضل ألا يزاحم فيؤذي الناس أويتأذى بهم. ويقول عند استلام الحجر: (بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاء بعهدك، واتباعاً لسُنة نبيك محمد صلى الله عليه و سلم ). ثم ليجعل البيت عن يساره، فإذا بلغ الرُكن اليماني استلمه من غير تقبيل، فإن لم يتيسر فلا يُزاحم عليه ولا يُشير إليه، ويقول بينه وبين الحجر الأسود (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).وكلما مر بالحجر الأسود كبّـر. ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن فإنما جُعل الطواف بالبيت والصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله. وفي هذا الطواف ينبغي للرجل أن يفعل شيئين: (1) الاضطباع من ابتداء الطواف إلى انتهائه، والاضطباع( أن يجعل وسط ردائه داخل إبطه الأيمن، وطرفيه على كتفه الأيسر)فإذا فرغ من الطواف أعاد رداءه إلى حالته قبل الطواف، لأن الاضطباع محله الطواف فقط. (2) الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط: والرمل هو إسراع المشي مع مقاربة الخطوات، وأما الأشواط الأربعة الباقية فليس فيها رمل، وإنما يمشي كعادته. فإذا أتم الطواف سبعة أشواط، تقدم إلى مقام إبراهيم وقرأ قوله تعالى: (واتخِذوا من مقام إبراهيم مصلى) ثم صلى خلفه ركعتين خفيفتين، يقرأ في الأولى: (قل يا أيها الكافرون) وفي الثانية (قل هو الله أحد)، وذلك بعد الفاتحة. *فإذا فرغ من صلاة الركعتين، رجع إلى الحجر الأسود فاستلمه إن تيسر له، وإلا فليُشر إليه. *بعدها يسن الشرب من ماء زمزم وينوي عند شربه الشفاء ويسأل الله من خير الدنيا والآخرة، ويستقبل القبلة، ويتضلع منه أي (يشبع) لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم،فيه طعام الطعم ،وشفاء السقم) * ثم يخرج إلى المسعى، فإذا دنا من الصفا قرأ: (إن الصفا والمروة من شعائر الله) * ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها، ويرفع يديه كرفعهما في الدعاء، فيحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه و سلم هنا: (لا إله إلا الله، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده) يكرر ذلك ثلاث مرات ويدعو بين ذلك. * ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشياً، فإذا بلغ العلم الأخضر أسرع الرجل قليلاً ولا يؤذي أحداً، فإذا بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته، إلى أن يصل إلى المروة فيرقى عليها ويستقبل القبلة، ويرفع يديه كرفعهما في الدعاء، ويقول ما قاله على الصفا. * ثم ينزل من المروة إلى الصفا، فيمشي في موضع مشيه، ويسرع في بين العلمين الأخضرين. * فإذا وصل الصفا، فعل كما فعل أول مرة، وهكذا المروة حتى يُكمل سبعة أشواط، ذهابُهُ من الصفا إلى المروة شوط، ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر. ويقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن. * إذا أتم سعيه سبعة أشواط، حلق رأسه أو قصر إن كان رجلاً، وإن كانت امرأة فإنها تقصر من أطراف شعرها قدر أنملة. وبالنسبة إلى الرجال ينبغي أن يكون الحلق شاملاً لجميع الرأس، وكذلك التقصير يعم به جميع جهات الرأس. والحلق أفضل من التقصير، وبهذه الأعمال تمت العمرة. ثم بعد ذلك يُحل من إحرامه إحلالاً كاملاً، ويفعل كما يفعله المُحلّون من اللباس والطيب والنكاح وغير ذلك. وفقك الله ،وبارك فيك، وتقبل منك ، ولاتنسانا بالدعاء حفظك الله. _____________________ أما عن أدعية العمرة فيقول الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله : الدعاء المأثور الذي ورد في أدعية الطواف هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار". وورد عن الإمام الشافعي أنه كان يقول: "اللهم اجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً"، هذا ورد عن بعض الصحابة أو نحو ذلك. إنما هذه الأدعية التي يرددها الناس، بعضها أدعية مأثورة في غير الحج والعمرة مثل دعاء: "اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك" أو "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي"، وهناك أدعية كثيرة وردت في القرآن وفي السنة لا بأس بها في الطواف . لكن ليس هناك دعاء اسمه دعاء الشوط الأول، ولا دعاء الشوط الثاني، فلم يرد شيء من هذاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاأصحابه رضي الله عنهم. وبعض الناس تسير وراء المطوف، والمطوف يردد الدعاء كلمة بكلمة والناس تردد من خلفه كلمة بكلمة دون فهم للدعاء، وأنا أقول بدلاً من أن يردد المسلم هذه الأدعية وهو لايفهمها، فالاولى له الدعاء بما يفيض الله عليه وماينطق به لسانه، لأن كل واحد مناله حاجات عند الله، يريد الرزق فيقول: يا رب ارزقني رزقاً واسعاً، يريد المغفرة فيقول: يا رب اغفر لي ذنوبي، يريد الدعاء للأولاد فيقول: اللهم ارزقني أولاد صالحين، يريد أن يتزوج فيقول: يا رب ارزقني الزوجة الصالحة، فكل واحد يعرف ماذا يريد من ربه، الأفضل أن يطلب المسلم بلسانه ، ولايجعل أحد يلقنه كلمات لايعلم عنها ، ولايتفاعل معها. وعلى الحاج أو المعتمرأن يردد الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم إن وجد وإلا فيدعو بما فتح الله عليه من الدعاء ، وهذا ما ينبغي فعله. ___________________ بعض الأدعية العامة التي يمكن الدعاء بها في العمرة وفي غيرها: اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي . اللهم استر عوراتي , وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي , وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي , وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي . اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي , اللهم عافني في بصري . لا إله إلا أنت . اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ومن عذاب القبر , لا إله إلا أنت . اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني , وأنا عبدك , وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت , أعوذ بك من شر ما صنعت , أبوء لك بنعمتك علي , وأبوء بذنبي , فاغفر لي , إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن , وأعوذ بك من العجز والكسل , ومن البخل والجبن , وأعوذ بك من غلبة الدين , وقهر الرجال . اللهم اجعل أول هذا اليوم صلاحا وأوسطه فلاحا , وآخره نجاحا , وأسألك خيري الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين . اللهم إني أسألك الرضى بعد القضاء , وبرد العيش بعد الموت , ولذة النظر إلى وجهك الكريم , والشوق إلى لقائك , في غير ضراء مضرة , ولا فتنة مضلة , وأعوذ بك أن أَظلم أو أُظلم , أو أَعتدي أو يُعتدى علي , أو أكتسب خطيئة أو ذنبا لا تغفره . اللهم إني أعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر . اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت . . واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت . اللهم أصلح لي ديني , ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي . اللهم إني أعوذ بك من القسوة والغفلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الكفر والفسوق والشقاق والسمعة والرياء . وأعوذ بك من الصمم والبكم والجذام وسيئ الأسقام . اللهم آت نفسي تقواها , وزكها , أنت خير من زكاها , أنت وليها ومولاها . اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع , وقلب لا يخشع , ونفس لا تشبع , ودعوة لا يستجاب لها . اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت , ومن شر ما لم أعمل , وأعوذ بك من شر ما علمت , ومن شر ما لم أعلم . اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك , وتحول عافيتك , وفجاءة نقمتك , وجميع سخطك . اللهم إني أعوذ بك من الهدم والتردي ومن الغرق والحرق والهرم , وأعوذ بك من أن يتخبطني الشيطان عند الموت , وأعوذ بك من أن أموت لديغا , وأعوذ بك من طمع يهدي إلى طبع . اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء , وأعوذ بك من غلبة الدين , وقهر العدو , وشماتة الأعداء . اللهم أصلح لي ديني , الذي هو عصمة أمري , وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي , وأصلح لي آخرتي , التي إليها معادي , واجعل الحياة زيادة لي في كل خير , واجعل الموت راحة لي من كل شر , رب أعني ولا تعن علي , وانصرني ولا تنصر علي , واهدني ويسر الهدى لي . اللهم اجعلني ذكّارا لك , شكّارا لك , مطواعا لك , مخبتا إليك , أواها منيبا , رب تقبل توبتي , واغسل حوبتي , وأجب دعوتي , وثبت حجتي , واهد قلبي وسدد لساني , واسلل سخيمة صدري . اللهم إني أسألك الثبات في الأمر , والعزيمة على الرشد , أسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك , وأسألك قلبا سليما , ولسانا صادقا , وأسألك من خير ما تعلم , وأعوذ بك من شر ما تعلم , وأستغفرك مما تعلم , وأنت علام الغيوب . اللهم ألهمني رشدي , وقني شر نفسي . اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات , وحب المساكين , وأن تغفر لي وترحمني , وإذا أردت بعبادك فتنة , فتوفني إليك منها غير مفتون . اللهم إني أسألك حبك , وحب من يحبك , وحب كل عمل يقربني إلى حبك . اللهم إني أسألك خير المسألة , وخير الدعاء وخير النجاح , وخير الثواب , وثبتني وثقل موازيني , وحقق إيماني , وارفع درجتي , وتقبل صلاتي , واغفر خطيئاتي , وأسألك الدرجات العلى من الجنة . اللهم إني أسألك فواتح الخير , وخواتمه , وجوامعه , وأوله وآخره , وظاهره وباطنه والدرجات العلى من الجنة اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري , وتضع وزري , وتطهر قلبي , وتحصن فرجي , وتغفر لي ذنبي , وأسألك الدرجات العلى من الجنة , اللهم إني أسألك أن تبارك في سمعي , وفي بصري , وفي روحي , وفي خَلقي , وفي خُلقي , وفي أهلي , وفي محياي , وفي عملي , وتقبل حسناتي , وأسألك الدرجات العلى من الجنة . اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء , ودرك الشقاء , وسوء القضاء , وشماتة الأعداء , اللهم مقلِّب القلوب , ثبت قلبي على دينك . اللهم مصرِّف القلوب والأبصار , صرِّف قلوبنا على طاعتك . اللهم زدنا ولا تنقصنا , وأكرمنا ولا تهنا , وأعطنا ولا تحرمنا , وآثرنا ولا تؤثر علينا . اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها , وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة . اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك , ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك , ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا , ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعلها الوارث منا , واجعل ثأرنا على من ظلمنا , وانصرنا على من عادانا , ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا . اللهم إني أسألك موجبات رحمتك , وعزائم مغفرتك , والغنيمة من كل بر , والسلامة من كل شر , والفوز بالجنة , والنجاة من النار . اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته , ولا عيبا إلا سترته , ولا هما إلا فرجته , ولا دينا إلا قضيته , ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضا ولنا صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين . اللهم إني أسألك رحمة من عندك , تهدي بها قلبي , وتجمع بها أمري , وتلم بها شعثي , وتحفظ بها غائبي وترفع بها شاهدي , وتبيض بها وجهي , وتزكي بها عملي , وتلهمني بها رشدي , وترد بها الفتن عني , وتعصمني بها من كل سوء . اللهم إني أسألك الفوز يوم القضاء , وعيش السعداء , ومنزل الشهداء , ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء . اللهم إني أسألك صحة في إيمان , وإيمانا في حسن خلق , ونجاحا يتبعه فلاح , ورحمة منك وعافية منك ومغفرة منك ورضوانا . اللهم إني أسألك الصحة والعفة , وحسن الخلق , والرضاء بالقدر . اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي , ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها , إن ربي على صراط مستقيم . اللهم إنك تسمع كلامي , وترى مكاني وتعلم سري وعلانيتي , ولا يخفى عليك شيء من أمري وأنا البائس الفقير , والمستغيث المستجير , والوجل المشفق المقر المعترف إليك بذنبه أسألك مسألة المسكين , وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل , وأدعوك دعاء الخائف الضرير , دعاء من خضعت لك رقبته , وذل لك جسمه , ورغم لك أنفه . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . والله أعلم .
عدل سابقا من قبل مسلم في الجمعة أكتوبر 29, 2010 8:33 pm عدل 1 مرات | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الجمعة أكتوبر 29, 2010 8:18 pm | |
| لماذا نجعل الكعبة على الجهة اليسرى حين البدء بالطواف ؟! بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. فيقول الشيخ محمد صالح المنجد من علماء السعودية : السبب الأساس لجعل الكعبة عن يسار الطائف والدوران حولها هو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى : ( وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) ، وقال عزّ وجلّ : ( قل إن كنتم تحبّون الله فاتبّعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في شأن أعمال الحجّ والعمرة : " خذوا عني مناسككم " رواه النسائي عن جابر رضي الله عنه وهو في صحيح الجامع 7882 ويكفي هذا سببا للمسلم ليطوف في هذا الاتجّاه المعيّن ولسنا بحاجة إلى أسباب أخرى كربط ذلك بحركة الأفلاك أو النجوم أو دوران الكواكب وغير ذلك لأنّ من طبيعة المسلم الإيمان والتسليم والتنفيذ لكلّ ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم فإذا عرف سببا أو حكمة فالحمد لله وإلاّ فهو مستسلم لأمر الله ورسوله مأجور على الاتّباع والتنفيذ، وهذا الدوران خاصّ بالكعبة ولا يُفعل في غيرها تعبدًّا . والله أعلم . | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الجمعة أكتوبر 29, 2010 8:22 pm | |
| إذا صار المحرم جنبًا بسبب الاحتلام ،أو لخروج المني بسبب البرد هل يجوز له الغسل أم يبقى جنبًا ويؤدي المناسك وهوجنب؟ ا.د عبد الكريم زيدان بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. فإذا صار المحرم جنبًا بسبب الاحتلام، أو خروج المني لسبب البرد، فيجوز له أن يؤدي مناسك الحج دون غسل إلا الطواف والسعي بين الصفا والمروة. ففيها خلاف . يقول الدكتور عبد الكريم زيدان أستاذ ورئيس قسم الشريعة بجامعة بغداد سابقاً: لا يشترط الطهارة من الحدث الأصغر ومن الجنابة والحيض والنفاس لجواز أداء المناسك وهذا مذهب الحنابلة أو المالكية والشافعية والحنفية وغيرهم ،والحجة لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حيث حاضت "اقض ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي" ولكن الطهارة من الحدث والأصغر مستحبة. أما السعي بين الصفا والمروة فيرى الحنفية أنه يجوز للجنب والحائض إذا كان طوافهما بالبيت قد حصل وهما على طهارة من الجنابة والحيض؛ لأن السعي مرتب على الطواف ومن توابعه. أما الطواف فيشترط فيه الطهارة عند الإمام أحمد ومالك والشافعي أما عند الحنفية فالطهارة من الحدث ومن الجنابة ليست شرطًا لجواز الطواف بل هي واجبة وعندهم الطواف صحيح لكن تجب إعادته ما دام بمكة وإلا وجب عليه الفداء.انتهى كلام الشيخ المحرر: يجوز أن تؤدي الشعائر دون طهارة عدا الطواف فيشترط فيه الطهارة، غير أنه ينبغي على السائل المسارعة إلى الاغتسال تماشياً مع المناسك وروحانيتها ، ولأداء الصلوات في وقتها ، وهذا هو الأصل إلا إذا وجدت ضرورة تمنع ذلك، والضرورة تقدر بقدرها. أما خلاف العلماء الذي ذكرناه فظاهره التيسير على الناس لا التكاسل عن الغسل . والله أعلم. | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الجمعة أكتوبر 29, 2010 8:24 pm | |
| حكم من يرتكب المعاصي ويهمل الطاعات ويقول أن الحج يغفر كل الذنوب؟ الشيخ عطية صقر بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. يقول الشيخ عطية صقر-رحمه الله-رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف سابقا: قال اللّه تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} النساء: 48، وقال صلى الله عليه وسلم "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" رواه البخاري ومسلم . وقال "والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " رواه البخاري ومسلم.
ويقول العلماء : إن الذنوب منها كبائر ومنها صغائر، كما قال تعالى {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} النساء:31، وقال تعالى {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} النجم :32، والصغائر مكفراتها كثيرة، فإلى جانب التوبة والاستغفار يكفرها اللّه بأي عمل صالح، قال تعالى {إن الحسنات يذهبن السيئات} هود:114، وقد نزلت في رجل ارتكب معصية وقال له النبي صلى الله عليه وسلم " أشهدت معنا الصلاة"؟ قال : نعم ، فقال له "اذهب فإنها كفارة لما فعلت " وقال صلى الله عليه وسلم " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر" رواه مسلم ، وقال "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" رواه الترمذى بسند حسن . أما الكبائر فتكفرها التوبة النصوح كما قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى اللَّه توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم } التحريم : 8، وكما قال بعد ذكر صفات عباد الرحمن وأن من يفعل الكبائر يضاعف له العذاب { إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يبدل اللَّه سيئاتهم حسنات وكان اللَّه غفورًا رحيمًا} الفرقان : 70، . أما الأعمال الصالحة غير التوبة فلا تكفر الكبائر، لأن هذه الأعمال الصالحة لا تؤثر فى تكفير الذنوب الصغيرة إلا إذا اجتنيت الكبائر كما تقدم في حديث مسلم . وعلى هذا قالوا : إن النصوص العامة التي فيها تكفير الأعمال الصالحة لكل الذنوب - كحديث الحج المتقدم - مخصوصة بالذنوب الصغيرة ، أما الكبيرة فلا يكفرها إلا التوبة . وليكن معلومًا أن التوبة لا تكفر الذنوب التي فيها حقوق العباد لأن من شروطها أو أركانها أن تبرأ الذمة منها ، إما بردها لأصحابها وإما بتنازلهم عنها . وبالتالي فالحج أو غيره من الطاعات لا يكفر الذنب الذي فيه حق للعباد حتى تبرأ الذمة منه ويؤيد ذلك أن الشهادة في سبيل اللَّه ، وهى في قمة الأعمال الصالحة ، لا تكفِّر حقوق العباد، كما ورد في حديث مسلم " يغفر اللَّه للشهيد كل شيء إلا الديْن " . أما الذنوب التي هي حق للَّه فهي قسمان ، قسم فيه بدل وعوض ، وقسم ليس فيه ذلك ، فالأول كمن أذنب بترك الصلاة أو الصيام فلا يكفر إلا بقضاء ما فاته من صلاة وصيام كما وردت بذلك النصوص الصحيحة ، والثاني كمن أذنب بشرب الخمر مثلاً، فإن مجرد تركه والتوبة منه يكفره اللّه تعالى ، والتوبة تكون بإقامة الحد عليه إن كانت الحدود تقام ، وإلا فهي الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على عدم العود . وقد وردت نصوص تدل على أن التبعات والمظالم يكفرها اللَّه بالحج ، لكن هذه النصوص غير قوية فلا تعارض ما هو أقوى منها ، فالتوبة لا تكفر التبعات والمظالم إلا ببراءة الذمة، وكذلك الحج لا يكفرها إلا بذلك . وكل ما تقدم محله إذا لم تتدخل مشيئة اللّه، فإن تدخلت غفر اللّه كل شيء من الذنوب يقع من العبد ما عدا الإِشراك باللّه كَما قال سبحانه {إن اللَّه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} النساء :116 وعليه فالإنسان الذي يفعل المعاصي اعتمادًا على أن الحج يكفرها - لا يجوز له أن يرتكن على الحديث المذكور ، ولا أن يرتكن على مشيئة اللّه الذي يغفر الذنوب جميعًا ، فربما لا يغفر الله له نسأل الله العفو والعافية . والله أعلم . | |
| | | مسلم Admin
عدد المساهمات : 9693 نقاط : 17987 السٌّمعَة : 67 تاريخ التسجيل : 11/03/2010 العمر : 55
| موضوع: رد: استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا الجمعة أكتوبر 29, 2010 8:28 pm | |
| هناك من يقول بأن حج التمتع هو أفضل المناسك بنص الحديث الصحيح وأن غيره من الأنواع مرفوض وقد قرأت في بعض المذاهب غيرذلك فأرجو التوضيح؟ جزاكم الله خيراً رد الشيخ القرضاوي بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد.. فأنواع الإحرام الثلاثة جائزة ومشروعة . فالقران مقبول وهو الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعضهم يقول "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لايرضى إلا أفضل الأحوال وفيه النسكان معاً والاستمرار في الإحرام كالإفراد. والإفراد قال بأفضليته بعض المذاهب وفيه استمرارالإحرام ويظل فيه المحرم مدة طويلة محروماً من الاستمتاع بما يحل للآخرين، ولذلك يظل شعثاً تفلاً، لذا يقال الحاج هو الشعث التفل. والتمتع هو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أمرهم أن يتحللوا من القران ويتمتعوا ولأن هذا هو الأسهل والأيسر اختاره النبي عليه الصلاة والسلام، وكان عليه الصلاة والسلام ما خُير بين أمرين إلا اختار أيسرهما. وقال صلى الله عليه وسلم "لولا أني سقت الهَدي لحللت معكم" وسأله بعضهم أهذا لنا خاصة أم لأبد قال "لأبد الأبد، دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة". ومن هنا ذهب الحنابلة ومن وافقهم إلى أن أفضل الأنساك هو التمتع لأنه هو الذي تمناه النبي عليه الصلاة والسلام وهو لا يتمنى إلا الأفضل وأمر به أصحابة وهو الأيسر لأن فيه التحلل من العمرة، ويظل الإنسان حراً مستمتعاً بالحياة فهذا فضل من الله وتيسير على عباده. ولكن أي هذه الأنساك فعلها الإنسان فهي مقبولة. بعض المتعصبين يقول أن الرسول أمر بالتمتع فلا يجوز غيره، هذا أمر مرفوض تماماً لأن الإفراد والتمتع قال بهما أئمة محترمون وأجمعوا على أن كل الأنساك مشروعة وجائزة. والله أعلم . | |
| | | | استشارات دينية في الحج والعمرة مفيدة جدا | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|