صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 كشف حساب لعام 1431

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

كشف حساب لعام 1431 Empty
مُساهمةموضوع: كشف حساب لعام 1431   كشف حساب لعام 1431 Emptyالإثنين نوفمبر 29, 2010 11:50 pm

::: كــشف حساب سنه 1431 :::
هل مستعد لتقديمه !!!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

كشف حساب لعام 1431 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشف حساب لعام 1431   كشف حساب لعام 1431 Emptyالإثنين نوفمبر 29, 2010 11:54 pm

الحمد لله وكفى, الذي بسط الأرض ورفع السماء وما اكتفى ،فقطرة من فيض جوده تبعث الشفا, وذرة من رحمته تداوي الفؤاد العليل وتقرب من غفل وجفى , واصلي واسلم على حبيبي ونور قلبي محمد المصطفى, وعلى اله وصحبه ومن بهديه اهتدى وبسنته اقتفى.. ثم أما بعد:
أخوتي في الله تعالوا بنا نحاسب انفسنا ونعاتبها ولو لدقائق معدوده ,فحري بنا ان نفعل ذلك ..كيف لا ونحن سنحاسب غدا امام من لا تخفى عليه خافيه في الارض ولا في السماء.. سيقف كل منا وحده امام الجبار وتعرض عليه "حساباته".. يومئذ لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.

يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [الحشر:18]، قال ابن كثير في تفسيره: وقوله: وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادّخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم.
وفي الحديث عن أنس بن مالك عن رسول الله قال: { الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني } [رواه الإمام أحمد والترمذي]. وروى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن عمر بن الخطاب أنه قال: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غداً، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18] )،تجهزي بجهاز تبلغين به *** يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثاً


وحاذري سقطة الذل وانكسري *** باب كريم كم هدى وعفا


واخشي حوادث صرف الدهر في مهل *** واستيقظي لا تكوني كالذي سقطا


في هوة الذل كان فيها قطع مدته *** فوافت النفس سعيها كما سلفا

قال ابن قدامة في منهاج القاصدين: ( واعلم أن أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك، وقد خلقت أمارة بالسوء، ميالة إلى الشر، وقد أمرت بتقويمها وتزكيتها وفطامها من مواردها وأن تقودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربها، فإن أهملتها جمحت وشردت ولم تظفر بها بعد ذلك وإن لزمتها بالتوبيخ رجونا أن تصير مطمئنة، فلا تغفلن من تذكيرها.

ولمحاسبة النفس آثار ومنافع عظيمة منها:

1 - الإطلاع على عيوب النفس ومن لم يطلع على عيوب نفسه لم يمكنه إزالتها.

2 - المحاسبة توجب للإنسان أن يمقت نفسه في جانب حق الله عليه، وهذه كانت حال سلف الأمة، كانوا يمقتون أنفسهم في مقابل حق الله عليهم. روى الإمام أحمد عن أبي الدرداء أنه قال: ( لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في جنب الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشد مقتاً ).

وقال محمد بن واسع محتقراً نفسه وهو من العباد: لو كان للذنوب ريح ما قدر أحد أن يجلس معي. قال ابن القيم رحمه الله: ( ومقت النفس في ذات الله من صفات الصدِّيقين، ويدنو العبد به من ربه تعالى في لحظة واحدة أضعاف أضعاف ما يدنو بالعمل ). وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: ( من مقت نفسه في ذات الله آمنه الله من مقته ).

3 - ومن ثمار محاسبة النفس إعانتها على المراقبة، ومعرفة أنه إذا إجتهد بذلك في محياه إستراح في مماته، فإذا أخذ بزمامها اليوم وحاسبها إستراح غداً من هول الحساب.

4 - ومن ثمارها أنها تفتح للإنسان باب الذل والإنكسار لله، والخضوع له والإفتقار إليه.

5 - ومن أعلى ثمارها الربح بدخول جنة الفردوس وسكناها، والنظر إلى وجه الرب الكريم سبحانه، وإن أهمالها يعرض للخسارة ودخول النار، والحجب عن الله وصَلَى العذاب الأليم.

وترك محاسبة النفس وإهمالها، له أضرار عظيمة، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ( وأضر ما عليه: الإهمال، وترك المحاسبة والإسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتها، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذه حال أهل الغرور، يغمض عينيه عن العواقب ويمشي الحال ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأَنِس بها، وعسر عليه فطامها، ولو حضره رشده لعلم أن الحمية أسهل من الفطام وترك المألوف والمعتاد ).


إذا ما أطعت النفس في كل لذة *** نسيت إلى غير الحجا والتكرم


إذا ما أجبت النفس في كل دعوة *** دعتك إلى الإمر القبيح المحرم

فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم، فإن صلاح القلب وسلامته بمحاسبة النفس، وفساده وعطبه بإهمال النفس والإسترسال في ملذاتها، وشهواتها وإهمال ما به كمالها، فاحذروا ذلك تُعِزُّوا أنفسكم وتسعدوا عند لقاء ربكم.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
أم عبد الرحمن
عضو ملكي
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 1760
نقاط : 2851
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 28/08/2010

كشف حساب لعام 1431 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشف حساب لعام 1431   كشف حساب لعام 1431 Emptyالثلاثاء نوفمبر 30, 2010 12:07 am

بارك الله فيكم

ما اجملها من دقائق يخلو كلا منا الي نفسه فيحاسبها علي تقصيرها

ويعاهدها علي فعل الخيرات

ينظر الي اعمال الخير ولا يحصيها علي الله ويدعو بقبولها

ويمني نفسه بالهمة العالية والاستزادة منها

وينظر الي ما عمل من صغائر فيستغفر الله ويندم ويشهد الله علي عدم اتيانها

ويطلب من الله العون والمدد علي تركها

انها لحظات بسيطة قبل نومك لا تنتظر حتي ياتيك عام فتقدم كشف حسابك

فتري الجبال من الاثام وصغائر الامور

فجميعا يعلم بالرجل الذي بشره الرسول صلي الله عليه وسلم بالجنة ثلاث مرات

فيخرج عليهم رجلا تتساقط من لحيته قطرات الماء من وضوئه

ويأبي بن عمر الا ان يعلم لماذا بشره الله بالجنة فيعمل مثله

فما كان منه الا ان طلب من الرجل ان يستضيفه

وراقب اعماله فلم يجد شئ غير ما يفعل

الصلوات علي وقتها وركعتين في جوف الليل

وفي اليوم الثالث اخبره عبد الله بن عمر انه لم يري منه غير ما يفعله فلماذا كانت البشري والسبق

فاخبره الرجل انه لا يفعل غير ما راي ا انه لا ينام وفي قلبه ضغينة لاحد

فهل نتعلم الدرس ونجعل لنا وردا يوميا للمحاسبة

طبتم وطاب مسعاكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم عبد الرحمن
عضو ملكي
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 1760
نقاط : 2851
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 28/08/2010

كشف حساب لعام 1431 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشف حساب لعام 1431   كشف حساب لعام 1431 Emptyالثلاثاء نوفمبر 30, 2010 12:08 am

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، أما بعد:
أخي المسلم الحبيب: هل خلوت بنفسك يوماً فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال؟ وهل حاولت يوماً أن تعد سيئاتك كما تعد حسناتك؟ بل هل تأملت يوماً طاعاتك التي تفتخر بذكرها؟! فإن وجدت أن كثيراً منها مشوباً بالرياء والسمعة وحظوظ النفس فكيف تصبر على هذه الحال، وطريقك محفوف بالمكارة والأخطار؟! وكيف القدوم على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار؟ قال الله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 18 وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [الحشر:19،18]. وقال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [الزمر:54].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ).


عبادة وخشية

وقد مدح الله تعالى أهل طاعته بقوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ 57 وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ 58 وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ 59 وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ 60 أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون:61،57].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: { سألت رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عن هذه الآية فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟ فقال: "لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون، ويتصدقون، ويخافون ألا يتقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات" } [الترمذي وابن ماجه واحمد].
أخي المسلم: هكذا كان سلفنا الكرام، يتقربون إلى الله بالطاعات، ويسارعون إليه بأنواع القربات، ويحاسبون أنفسهم على الزلات، ثم يخافون ألا يتقبل الله أعمالهم.
فهذا الصديق رضي الله عنه: كان يبكي كثيراً، ويقول: ابكوا، فإن لم تبكروا فتباكوا، وقال: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد.
وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إن عذاب ربك لواقع [الطور:7]. فبكى واشتد في بكاؤه حتى مرض وعادوه. وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه، فيبقى في البيت أياماً يعاد، يحسبونه مريضاً، وكان في وجهه خطان أسودان من البكاء!!.
وقال له ابن عباس رضي الله عنهما: مصر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح وفعل، فقال عمر: وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر!!.
وهذا عثمان بن عفان ـ ذو النورين ـ رضي الله عنه: كان إذا وقف على القبر بكى حتى تبلل لحيته، وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير!!.
وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كان كثير البكاء والخوف، والمحاسبة لنفسه. وكان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل واتباع الهوى. قال: فأما طول الأمل فينسى الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق.


واعظ الله في القلب

عن النواس بن سمعان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عن النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال: { ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيها أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى الصراط داع يدعو يقول: يا أيها الناس!! اسلكوا الصراط جميعاً ولا تعوجوا، وداع يدعو على الصراط، فإذا أراد أحدكم فتح شيء من تلك الأبواب قال: ويلك! لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه. فالصراط: الإسلام. والستور: حدود الله. والأبواب المفتحة: محارم الله. والداعي من فوق: واعظ الله يذكر في قلب كل مسلم } [أحمد والحاكم وصححه الألباني].
فهلا استجبت ـ أخي المسلم ـ لواعظ الله في قلبك؟ وهلا حفظت حدود الله ومحارمه؟ وهلا انتصرت على عدو الله وعدوك، قال تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير [فاطر:6].
عن خالد بن معدان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال: ما من من عبد إلا وله عينان في وجهه يبصر بهما أمر الدنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة، فإذا أراد الله بعبد خيراً، فتح عينيه اللتين في قلبه، فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب، وإذا أراد به غير ذلك، تركه على ما فيه ثم قرأ: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أم على قلوب أقفالها [محمد:24].


.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم عبد الرحمن
عضو ملكي
أم عبد الرحمن


عدد المساهمات : 1760
نقاط : 2851
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 28/08/2010

كشف حساب لعام 1431 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشف حساب لعام 1431   كشف حساب لعام 1431 Emptyالثلاثاء نوفمبر 30, 2010 12:10 am

أقوال في محاسبة النفس

1 - كتب عمر بن الخطاب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إلى بعض عماله: (حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة).
2 - وقال الحسن: لا تلقي المؤمن إلا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه.
3 - وقال قتادة في قوله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف:28] أضاع نفسه وغبن، مع ذلك تراه حافظاً لماله، مضيعاً لدينه.
4 - وقال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته.
5 - وقال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك.
6 - وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلوا فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب.
7 - وكان الأحنف بن قيس يجئ إلى المصباح، فيضع إصبعه فيه ثم يقول: حس يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟
8 - وقال الحسن: المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.
إن المؤمن يفجأه الشيء ويعجبه فيقول: والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي، ولكن والله ما من صلة إليك، هيهات هيهات، حيل بيني وبينك. ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول: ما أردت إلى هذا؟ مالي ولهذا؟ والله لا أعود إلى هذا أبداً.
إن المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم.
إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره، وفي لسانه وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كله.
9 - وقال مالك بن دينار: رحمه الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ألزمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائداً.
10 - وقال ابن أبي ملكية: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل!!
أخي المسلم الموفق:
قال الإمام ابن الجوزي: أعجب العجاب أن النقاد يخافون دخول البهرج في أموالهم، والمبهرج آمن!! هذا الصديق يمسك لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد، وهذا عمر يقول: يا حذيفة هل أنا منهم ـ يعني من المنافقين ـ والمخلط على بساط الأمن!!
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ( ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير، بل التفريط والأمن ).
هكذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن نفسه وعصره، فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا؟!
فيا أخي الحبيب:
لا تضيع أيامك، فإنها رأس مالك، فإنك ما دمت قادراً على رأس مالك قدرت على الريح، وإن بضاعة الآخرة كاسدة في يومك هذا، فاجتهد حتى تجمع بضاعة الآخرة في وقت الكساد، فإنه يجئ يوم تصير هذه البضاعة فيه عزيزة، فاستكثر منها في يوم الكساد ليوم العز، فإنك لا تقدر على طلبها في ذلك اليوم.


أقسام محاسبة النفس

محاسبة النفس نوعان: نوع قبل العمل ونوع بعده.
النوع الأول: محاسبة النفس قبل العمل فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه. قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر.
النوع الثاني: محاسبة النفس بعد العمل.
وهو ثلاثة أنواع:
أحدها: محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى، قلم توقعها على الوجه الذي ينبغي.
وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور وهي:
1 - الإخلاص في العمل.
2 - النصيحة لله فيه.
3 - متابعة الرسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فيه.
4 - شهود مشهد الإحسان فيه.
5 - شهود منة الله عليه فيه.
6 - شهود تقصيره فيه.
فيحاسب العبد نفسه هل وفى هذه المقامات حقها؟
وهل أتى بها جميعاً في هذه الطاعة؟
الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.
الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟ فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.


الأسباب المعينة على محاسبة النفس

هناك أسباب تعين الإنسان على محاسبة نفسه وتسهل عليه ذلك منها:
1 - معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استرح من ذلك غداً، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غداً.
2 - معرفته أن ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس، والنظر إلى وجه الرب سبحانه، ومجاورة الأنبياء والصالحين وأهل الفضل.
3 - النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار، ودخول النار والحجاب عن الرب تعالى ومجاورة أهل الكفر والضلال والخبث.
4 - صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ويطلعونه على عيوب نفسه، وترك صحبة من عداهم.
5 - النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح.
6 - زيارة القبور والتأمل في أحوال الموتى الذين لا يستطيعون محاسبة أنفسهم أو تدرك ما فاتهم.
7 - حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير فإنها تدعو إلى محاسبة النفس.
8 - قيام الليل وقراءة القرآن والتقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات.
9 - البعد عن أماكن اللهو والغفلة فإنها تنسي الإنسان محاسبة نفسه.
10 - ذكر الله تعالى ودعاؤه بأن يجعله من أهل المحاسبة والمراقبة، وأن يوفقه لكل خير.
11 - سوء الظن بالنفس،فإن حسن الظن بالنفس ينسي محاسبة النفس، وربما رأى الإنسان ـ بسب حسن ظنه بنفسه ـ عيوبه ومساوئه كمالاً.
أخي الحبيب:
حق على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطراتها وخطواتها، فكل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة يمكن أن يشتري بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد. فإضاعة هذه الأنفاس، أو اشتراء صاحبها ما يجلب هلاكه خسران عظيم، لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلاً، وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا [آل عمران:30].
أخي الكريم:
كان توبة بن الصمة من المحاسبين لأنفسهم فحسب يوماً، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: يا ويلتي! ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب؟ كيف وفي كل يوم آلاف من الذنوب؟ ثم خر مغشياً عليه، فإذا هو ميت، فسمعوا قائلاً يقول: ( يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى ).


كيفية محاسبة النفس

ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن محاسبة النفس تكون كالتالي:
أولاً: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصاً تداركه.
ثانياً: ثم المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.
ثالثاً: محاسبة النفس على الغفلة ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.
رابعاً: محاسبة النفس على حركات الجوارح، كلام اللسان، ومشي الرجلين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته.


فوائد محاسبة النفس

ولمحاسبة النفس فوائد جمة منها:
1 - الإطلاع على عيوب النفس، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته.
2 - التوبة والندم وتدارك ما فات في زمن الإمكان.
3 - معرفة حق الله تعالى فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى.
4 - انكسار العبد وذلته بين يدي ربه تبارك وتعالى.
5 - معرفة كرم الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته بعباده في أنه لم يعجل عقوبتهم مع ما هم عليه من المعاصي والمخالفات.
6 - مقت النفس والإزراء عليها، والتخلص من العجب ورؤية العمل.
7 - الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد.
8 - رد الحقوق إلى أهلها، وسل السخائم، وحسن الخلق، وهذه من أعظم ثمرات محاسبة النفس.


قطار العمر

أخي المسلم:
قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تصل!!
وقال أبو الدرداء: إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
فيا أبناء العشرين ! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟!
ويا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم؟
ويا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم!!
ويا أبناء الخمسين ! تنصفتم المائة وما أنصفتم!!
ويا أبناء الستين ! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون؟ لقد أسرفتهم!!
وفي صحيح البخاري عن النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال: { أعذر الله إلى من بلغه ستين سنة }.


أخي الحبيب:

كم صلاة أضعتها؟.. كم جمعة تهاونت بها؟.. كم صيام تركته؟.. كم زكاة بخلت بها؟.. كم حج فوته؟.. كم معروف تكاسلت عنه؟.. كم منكر سكت عليه؟.. كم نظرة محرمة أصبتها؟.. كم كلمة فاحشة تكلمت بها؟.. كم أغضبت والديك ولم ترضهما؟.. كم قسوت على ضعيف ولم ترحمه؟.. كم من الناس ظلمته؟.. كم من الناس أخذت ماله؟..
عن أبي هريرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أن رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال: { أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع؟ فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار } [مسلم].



إنا لنفرح بالأيام نقطعها *** وكل يوم مضى يدني من الأجـــــل



فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فإنما الربح والخسران في العمل
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

كشف حساب لعام 1431 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشف حساب لعام 1431   كشف حساب لعام 1431 Emptyالجمعة ديسمبر 03, 2010 1:22 am

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

وبعد.. فأخي في الله ،،،

ونحن في نهاية السنة.. وبدأت السنة تلفظ ألفاظها الأخيرة، أريد أن أسألك:

كم مرة نجحت، وكم مرة رسبت في هذه السنة مع الله؟
فلنقف وقفة قبل دخول العام الجديد؛ لنستدرك بتوبة (اللهم تب علينا توبة نصوحًًا، اللهم تب علينا توبة ترضيك، اللهم وتقبل توبتنا واغسل حوبتنا، وامحُ خطيئتنا، وارفع درجاتنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا)، لتكن هذه هي الوقفة الأولى والمشهد الأول من وقفاتٍ مع العام.. مشهد إقامة الحُجة.

نعم.. أخي في الله ،،،
إذا أردنا أن ننظر إلى عام مر، لنسترجع أول المحرم الماضي، وكأنه بالأمس، سبحان الملك..! هكذا تمر الأيام.. وصدق الحبيب سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم حين أخبر أن من علامات الساعة تقارب الزمان؛ تقارب الزمان: فيكون الشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كاحتراق السَعفة.. تسارع الزمان!، انظر إلى عام مر، هل تذكر أخي أول المحرم الماضي؟.. هل تذكره؟ وقد أقيمت عليك منذ ذلك اليوم حجج طيلة العام.

حُجج عليك
أول هذه الحجج.. ما يتكرر كل ليلة
.. نعم.. كل ليلة، فالله الملك العظيم ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل في كل ليلة، نزولاً يليق بجلاله وكماله {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، فيقول: "هل من مستغفر فاغفر له، هل من تائب فأتوب عليه، هل من سائل فأعطيه" المسند الصحيح - صحيح، تخيل أن هذه الفرصة كل ليلة.. وأنت نائم لا تدري..!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ورسبت في جميع الليالي، حتى الليلة التي قمتها.. قمتها شهوة وحظ نفس وسمعة، ثم أعطاك الملك فرصة فبسط الملك لك يده بالنهار ليتوب مُسيء الليل، وظل الملك يبسط يده بالليل لتتوب من سيئات النهار، ويبسط يده بالنهار لتتوب من تلفاز الليل، وأنت تلهث خلف لقمة العيش وتنسى الله!

ثم استزدت من الحجج.. فزادك الملك وجعل لك مواسم.. هي فرص نهائية ليمحو لك ما تقدم وما تأخر، فقال لك حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله باعد الله بينه وبين النار خندقًا" صحيح- صحيح الجامع، والخندق مسيرة سبعين عامًا، وما زلت مُفرطًا!، وإذا صمت أيها المغبون.. أيها المسكين.. فصومك يلتاس ويختلط بغيبة ونميمة وكذب وزور وبهتان وحلف وفحش... فخرَّقت صيامك، فلم تأخذ منه حظك.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نعم.. أخي ،،،

أعطاك الله صلوات خمس
يمحو الله بها الخطايا كل يوم، وأعطاك كل جمعة فرصًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الجمعة إلى الجمعة والعمرة إلى العمرة مُكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" صحيح - صحيح الجامع، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من غسَّـل واغتسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، وأتى الجمعة فاقترب وأنصت، واستمع ولم يلغ، وصلى ما كتب له، كتب الله له بكل خطوة خطاها عمل سنة صيامها وقيامها" صحيح- صحيح الجامع، الله أكبر! هل وجدت أكرم منه؟!

ثم جاءت شهور البركة (رجب وشعبان ورمضان) ويعطيك الملِك فرصًا لا يعطونها في المدارس، ولا في الكليات، ولا في الجامعات.. أبدًا، فإنه أكرم الأكرمين.. وأجود الأجودين.. فهو الله.. نعم الرب ربنا. أعطاك فرصًا في كل يوم من أيام رمضان لك دعوة مستجابة، وفي كل ليلة من ليالي رمضان فرصة لعتق رقبتك من النار، وفي صيام رمضان مغفرة ما تقدم من ذنبك، وفي قيام رمضان مغفرة ما تقدم من ذنبك، وفي قيام ليلة القدر مغفرة ما تقدم من ذنبك، وأتى رمضان ومر رمضان.. فهل أعتقت رقبتك؟

ومرت الفرص وأدخل عليك الملِك موسم الحج، وزعمت أنك لا تملك مالاً؛ فالحج بالآلاف، وزعمت أنك لم تحصل على التأشيرة لصعوبتها في هذه الأعوام، فأزاح الملك عِلَلِك، وأزال مبرراتك، فأخبرك حبيبه محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أن العمل في العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وأريد أن أسألك في هذه الوقفة الأولى والمشهد الأول في نهاية العام:

هل نجحت في كل الفرص السابقة فاغتنمت ولو فرصة واحدة لتتخطى مرحلة في حياتك؟
- لا تلتفت وأجب: هل أعتقت رقبتك من النار في رمضان؟
- وكما أعهدك دائمًا فستجيبني: الله أعلم.
- وأقول لك: أنا أعرف أن الله أعلم، ولكن أريد إجابة واضحة: هل أعتقك رقبتك من النار في فرص رمضان؟
ثلاثون فرصة.. في كل ليلة فرصة.. فهل أعتقت رقبتك من النار؟ وبالطبع لا.
- وإن قلت: لماذا تفترض هذا يا شيخ؟
- فأقول: لو أعتقت رقبتك من النار ما كان هذا حالك اليوم (اللهم أعتق رقابنا من النار ورقاب آباءنا وأمهاتنا).



نعم.. أخي ،،،
وكانت أمامك فرص لمغفرة الذنوب المتقدمة وضاعت الفرص، إذا أردنا أن نُحصيها فرصًا للنجاح والإعادة فسنجد أن الله الكريم أعطاك أكثر من ألف فرصة.. أكثر من ألف فرصة لكي تنجح، فماذا لو لم تنجح؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فاشهَد على نفسك يا عبد الله.. ماذا يصنع فيك ربك إذا لم تنجح بعد كل هذه الفرص؟، في المدارس إذا رسبوا سنتين فصلوهم، وإذا أعادوا أربع مواد أرسبوهم... إلخ، فهناك شروط وضوابط لكي تسير العملية التعليمية، فكذلك هنا.. الله يربي عباده، لكي تسير العملية التربوية، فلابد من ناجح وراسب، ومتفوق وخائب، فأيهم أنت؟

إنني سأحسن بك الظن وأقول أنك نجحت.. نجحت هذا العام.. نجحت هذا العام وأعتق الله رقبتك من النار.. نجحت وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك.. نجحت ولكن عمرك لم ينته، بل زاد التحدي، وبدأ الشيطان يلعب عليك هو وجنوده، وصار يأتيك من بين يديك ومن خلفك، وعن يمينك وعن شمالك ومن تحتك (اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا)، وتراكمت عليك الفتن.

ما المخرج من الفتن؟
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} آل عمران- آية:102، فاثبت على الإسلام حتى تلقى ربك به. (اللهم يا ولي الإسلام وأهله، مسِّـكنا بالإسلام حتى نلقاك به)

نعم.. أخي ،،،
استمسك، وإن تساءلت (بم تستمسك؟)، فاستمسك بالعروة الوثقى.. نعم العروة، أتعلم العروة التي يدخل فيها الزر والتي نسميها أيضًا "عروة"، فكأن ربك جعل لك عروة تستمسك بها فترفعك، وإن من شروط التوبة الإقلاع عن الذنب.

هل سافرت مرة في طائرة؟.. يقولون لك (موعد الإقلاع).. ما معنى الإقلاع؟، الارتفاع أن تقلع عن الأرض لترتفع إلى السماء هذا هو الإقلاع فهذه العروة تساعدك على الإقلاع، فهي تقتلعك من الأرض السوداء.. تقتلعك من الشهوات.. من الذنوب والمعاصي.. تقتلعك.. لترتفع إلى سماء الطاعات من حضيض الآفات.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كيف تستمسك بالعروة؟
أخبرك الله بذلك في آيتين في القرآن أولهما ما ورد في سورة البقرة.. يقول ربنا جل جلاله {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ(257)} البقرة.

{لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} فأتيه مختارًا راضيًا محبًا طالبًا، {قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} أي قد وضَحت الطريقتان وبانت لكل ذي عينين فهيا انطلق، {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} فلابد من التطهير أولاً، فالتخلية قبل التحلية.

أولا: تطهير القلب
فالقلب يمتلئ ويُفَرغ، فلابد من تفريغ القلب ليدخله النور، كما أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو صورة، فلا تدخل الملائكة أو لا يدخل الخير ولا يدخل النور قلبًا مشحونًا بالكلاب والصور، وهناك كثير من القلوب مليئة بالكلاب النابحة، والصور الشاخصة!، فلابد من تطهير القلب... {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ}.

ولا ينبغي أبدًا أن ينصرف ذهنك إذا قلت {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ} إلى الحاكم أنه الطاغوت، أو إلى القبور الشاخصة أنها الطواغيت، وإنما ينبغي أن ينصرف ذهنك ابتداءً إلى طواغيتك الشخصية.. طواغيت قلبك أنت:

- فقد تكون (زوجتك) هي طاغوتك.
- وقد يكون (دكانك)هو طاغوتك.
- وقد يكون (مالك)هو طاغوتك.
- وقد يكون (جمالك.. شخصك) هو طاغوتك.
- وقد تكون (الشهرة) التي تطلبها هي طاغوتك.
- وقد تكون (الراحة) هي طاغوتك.

فطهر قلبك أولا من الطواغيت، قال الله جل جلاله: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27)يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً (28)} الفرقان، فكل إنسان له (فلان) تحديدًا.. فلان يُضله.. فلان يَصمه.. فلان يَعميه.. فلان يصده.. فلان يُعيقه.. فلان، فتخلص من فلانك تصل إلى الله.

{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} البقرة-آية:256. ولم يقُل (امسك) وإنما قال (استمسك)، وكما يقول اللغويون أن زيادة المبنى تفيد زيادة المعنى، فاستمسك لها معنى أكبر من امسك، استمسك طلب معنى الإمساك فلابد من الهمة ابتداء لابد من الرغبة والعزيمة ابتداء.

ثم الآية الثانية في سورة لقمان.. يقول ربي وأحق القول قول ربي: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} لقمان-آية:22.

ثانيًا: إسلام الوجه لله
{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ}.. فسلِّم وجهك.. سلمه، قال علماؤنا: المقصود هو إسلام الوجهة أي أن تتجه بكُليَتك إلى قلبك، قالوا: الإخلاص تغميض عين القلب عن الالتفات إلى سوى الله تعالى.

أيها المتلفت.. أيها الملتفت.. أيها المذبذب.. أيها المتردد.. أيها المتربص.. تلكم صفات المنافقين، أما الموحد فإنه ذو وجهة واحدة لا يلتفت. لمَّا أتى حذيفة بن اليمان الموت جلس عبد الله بن مسعود عند رأسه فقال ابن مسعود لحذيفة: "أوصني"، فقال حذيفة: "ألم يأتك اليقين؟" قال ابن مسعود رضي الله عنهما: "بلى وعزة ربي"، قال: "فإياك والتلون فإن دين الله واحد".

أخوتي في الله ،،،
إننا في زمان - ومع شديد الأسف- كثر فيه التلون والتلفت والتربص والتذبذب، وصار الناس كما يقولون مع الرائجة.. أيما طريق وجدوا فيه (مصلحة) فإنهم يسلكونه وينسون الله، نعم.. إننا بحاجة حقيقة إلى إسلام الوجه إلى الله، وإذا أسلمنا وجوهنا إلى الله حقيقة فلن نرى إلا الله.. لن نرى إلا فضله.. طريقه.. وكرمه.. وجوده.. ورحمته.

قد تعلقت قلوب الناس اليوم بالأسباب، فيظن الإنسان أن دكانه هو رازقه، ويحسب أن من يعمل عنده هو ولي نعمته، ويظن أنه يأكل من عرق جبينه ومن لحم أكتافه، ويظن أنه بسعيه رجلاً وبعقله مدبرًا، وينسى أن كل ما هو فيه.. قدر من قدر الله جل جلاله.

ولتسليم الوجه لله لابد من:
أ) توحيد الربوبية
توحيد الربوبية هو الرضا بالله مُقسمًا للأرزاق، توحيد الربوبية هو أن توحد الله بأفعال الله.. فهو من ينزل المطر.. يُنبت الزرع.. يُمرِض ويشفي.. يُحيي ويُميت.. يَرزق ويمنع.. يرفع ويضع.. يُسعد ويُشقي.. يُفقر ويُغني..فهو الله {بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} المؤمنون-آية:88.

هذا هو توحيد الربوبية، فالأصل أن يتعلق قلبك بالله، وتعلم أن مسبب الأسباب وخالق الأسباب ومدبر الأمور هو الله، فكم دبرت بعقلك أمورًا، ورتبت تدابير، وأفسد الله كل ذلك وغلب قدر الله {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} يوسف-آية:21، يقول القرطبي رحمه الله في التفسير: لما دخل عزيز مصر على زوجته وهي تراود يوسف عن نفسه بادرته بالكلام، واتهمت وحكمت وظنت أنها غلَبت، فغلب قدر الله فنطق طفل فأنجى الله به يوسف {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ}، فالأمر ليس بيدك فأسلم وجهك لله.

أيها الإخوة ،،،
لكي نُسلم وجوهنا لله، لابد من هذا التوحيد أولاً، فترفع من قلبك كل من تظن أنه سبب لسعادتك، فتبقى سعادتك بيد الله وحده، فتُسلم له، نعم.. أخي.. قال الله الملك جل جلاله العلي الكبير المتعال: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} النساء-آية:125.

ب) الحنيفية
إسلام الوجه لله لابد فيه من حنيفية، (الحَنًف) في اللغة يعني الميل، فلابد من ميل إلى جهة الله. كثير من الناس يريد أن يجعلها وسطًا، فيقول: أعطِ لكل أحد حقه، واجعل الدنيا تسير والآخرة تسير، وهذا لا يصلح عند الله، الآخرة تسير والدنيا ليس مهم أن تسير، وسيُسيُرها الله، لكن لابد من حنف.. لابد من ميل إلى الله؛ قال الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} البقرة-آية:165، هم يحبون الله ولكن يحبون آخرين كحب الله، يحب سيارته كحب الله ويؤثرها على الله، يحب دكانه ومهنته وماله كحب الله.. فهي تُـنسيه الله، يحب زوجته أو أولاده أو أحد أولاده كحبه لله، بل هناك من يحب نفسه.. يحب جسده.. يحب شكله.. يحب رشاقته.. يحب أناقته.. يحب شهرته.. يحب كلامه.. إلخ، هو يحب شخصه "أنا" أكثر من حبه لله.

أخوتاه ،،
ضعوا أيديكم على الحقيقة، حتى لا يظل كلامنا دومًا نظريًا فهذا واقع، ابحث وفتش ونَقب وقلّب في قلبك من الأحب إليك.. الله أم غيره؟، فلابد من ميل إلى جهة الله، ولعل من سِر ذلك أن الله خلق قلبك في الجهة اليسرى من الصدر مائلاً إلى جهة اليمين، فأصل القلب خُلق مائلاً؛ لتميل جهة الله، هذا هو إسلام الوجه لله.

ثالثًا: الإحسان
{وَهُوَ مُحْسِنٌ}... الإحسان عزيز في زمانٍ لا تكاد ترى فيه إلا سوءًا، أخي أنا أحبك في الله -والله.. وأُقسم عليها يمينًا مُنعقدة أني أحبكم أيها الموحدون أحبكم في الله- ومن منبع هذا الحب.. لا التشهير أو سوء الظن.. بل الحب هو الذي يدفعني للحرص عليكم، وأستحلفكم بالله.. (فبِروا يميني) أن يجلس كل واحد منكم الليلة مع نفسه، مجلسًا ليسترجع شريط العام الماضي، يسترجع الشريط من أوله، ثم ينظر، أين الإحسان في حياتك؟ هل عملت عملاً لله فأحسنته؟ هل أحسنت إلى إنسان أساء إليك؟ هل أنت من المحسنين؟ هل تعبد الله بالإحسان كأنك تراه؟
وقفة.. لنتساءل:

أين الإحسان في حياتنا؟
مع شديد الأسف أننا وفي عصر سموه عصر السرعة، كل أعمالنا مرتجلة (هرجلة) على السرعة، فافتقدت الإحسان، أن يحسن الإنسان عمله، وإذا نظرت إلى المسجد، أي مهندس سيقول لك: كل هذا البناء خطأ، حتى أعمال الكهرباء خطأ، حتى الزجاج خطأ، رغم أنه بيت الله، فأين الإحسان؟ لماذا نرضى بأي شيء؟ لماذا؟

إنني أريدك أن تتوقف في حياتك بدقة:
- أين الإحسان في صلاتك؟
- أين الإحسان في صيامك؟
- أين الإحسان في ذكرك لله؟
- أين الإحسان في دعائك؟
- أين الإحسان في تلاوتك للقرآن؟
- أين الإحسان في عملك الدنيوي؟؟
- أين الإحسان في ملابسك؟
- أين الإحسان في معاملتك للخلق؟
- أين الإحسان؟ ........{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}.

أيها الإخوة ،،،

الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، سبحان الملك!، لو أن قلبك استشعر أن الله.. العظيم.. الملك.. الجبار.. الله.. الكبير المتعال.. الله.. "الله الذي حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما امتد إليه بصره من خلقه" صحيح-صحيح الجامع، لو استشعرت أنه قريب منك ينظر إليك أنت، ينظر إليك أنت شخصيًا.. ينظر إليك!!!! فأين الحياء من الله؟

قال علماؤنا في وصف الإحسان: أن تعبد الله كأنك تراه، قالوا: "الحضور والمراقبة"، الحضور: حضور القلب، والمراقبة: أن تراقب ربك. ويا لها من وقفة على رأس السنة.. وقفة لحساب جدي لتصحيح الأوضاع، لا لتوفيق الأوضاع، لكي ننطلق إلى الله على بصيرة، فليتكم تَصدُقون مع الله كي يصدقكم جل جلاله في هذه الوقفة.



إخوتي في الله ،،،

إننا بحاجة إلى ضبط أعمارنا منذ الآن بالثواني.. لمعرفة الزيادة والنقصان من الأيام، هكذا الأعوام تكر وتفر وتمر، وستسلمك الأيام في بعض مَرها، بل ستسلمك الساعات في بعض مَرها إلى ساعة لا ساعة لك بعدها. (اللهم ارزقنا حسن الخاتمة، اللهم لا تتوفنا إلا وأنت راض عنا)

إنني وأنا استشعر قصة ذاك الرجل قاتل المائة نفس، الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا ثم قتل العابد فأكمل به المائة، ثم أمره العالم أن يترك بلده إلى أرض خير يعبد الله فيها، فإذا به في الطريق يموت.. ماذا لو تأخر ساعة؟ أي الملائكة كانوا يأخذونه؟، كذاك أنت ماذا لو تأخرت ليلة؟ ماذا لو أجلت التوبة ساعة؟ أخشى أن يفترسك الموت فتلقى الله وهو عليك غضبان، عجِّل بتوبتك الآن، فإنك لا تدري متى يهجم عليك ملك الموت.



أيها الأخ الحبيب ،،،

حتمًا ستلقى الله وسيسألك، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: "ما منكم إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان" صحيح - الجامع الصحيح، ستقف أمام الله مباشرة، وسيسألك مباشرة بلا واسطة، كما جاء في نص الحديث: "عبدي ألم أخلقك وأزوجك وأذرك ترأس وتربع فلِمَ عصيتني"، بالله عليك.. ماذا ستقول له؟

عندما يقول لك: طالما أنت مسلم، وتعرف أنني أسمَعك فلماذا كذبت؟ ماذا تقول له؟، وليس هناك مجال أن تهز رأسك أمامه، الله يومها يقول: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} غافر-آية:16، الله.. الجبار.. بم ستُجيبه؟ عبدي ألم أعد عليك الفرصة في سنة واحدة ألف مرة فلم كل مرة خنتني؟ وأنا أناديك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ} الأنفال-آية:27، لا تخونوا الله.. لا تخونوا الله. إنني سُقت إليك هذا المشهد الآن.. أن الله سيكلمك ليس بينك وبينه ترجمان؛ لكي تتذكره من الآن... {وَهُوَ مُحْسِنٌ} كأنك تراه.



رابعًا: دع عواقب الأمور لمُدبر الأمور
{وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} لقمان-آية:22، إن كثيرًا من المسلمين مازال في أوامر الله يخشى العواقب، فهو لا يُعفي لحيته خشية العواقب، يخشى أن يُضر أو يُؤذى.. إلخ، هو لا يُغلق محله ساعة الصلاة خشية فرار الزبون، ويقول: "لمَّا يفر الزبون لا نجد طعامًا نأكله، وعندما لا نجد طعامًا سنغلق، وعندما نغلق سنُفضَح، وعندما نُفضَح سَنُدان، وعندما ندان...إلخ"... فهو يخشى العواقب، والله يُطمئن قلبك، أسلم وجهك وأحسن، والعواقب عند الله وبيديه.. فلا تخشى العواقب {وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ}، طالما أن الله معك فمن عليك؟

نعم.. إخوتي ،،،

أنا أحبكم في الله، أريد أن تستخلص مما ذكرنا.. وقفة..استحلفتك فيها وأقسمت عليك - ومن أخلاق المسلمين إبرار المُقسم- أن تبيت الليلة مع ورقة وقلم؛ لتسترجع أحداث السنة الماضية وتتوب إلى الله، فإن التوبة تجُبّ ما قبلها، ثم تستمسك بالعروة الوثقى بالتخلص من طواغيتك والكفر بطواغيت الأرض، وإثبات الإيمان بالله بتوحيد الربوبية وتوحيد الإلوهية وتوحيد الأسماء والصفات، ثم يُخرجك الله من الظلمات إلى النور.

استمسك بالعروة الوثقى: بإسلام الوجه لله... الاستسلام التام... الاستقامة، والإحسان... وهو الحضور والمراقبة، ثم دع العواقب.. دع عواقب الأمور لمدبر الأمور (اللهم اختر لنا وخِر لنا فإننا لا نحسن الاختيار لأنفسنا، ودبر لنا الأمور فإننا لا نحسن التدبير).

نعم أخوتي في الله ،،،

سلموا أموركم إلى الله، وأحسن عملك بجميع مستوياته، في علاقتك مع الله كن محسنًا كأنك تراه، وفي علاقتك مع البشر كن محسنًا بمثل ما تحب أن تعامل به، وفي علاقتك بالأشياء كن محسنًا يُحسن إليك و{هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ} الرحمن-آية:60، ثمرات الإحسان {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} النحل-آية:128، فالله معك إذا كنت محسنًا، {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} البقرة-آية:195، ففز بمعية الله ومحبة الله إن كنت من المحسنين.

أخي في الله ،،،

لا تنتهي هذه الساعة إلا وقد تبت وعزمت على تلكم الوقفة لعل الله يكشف الغمة عن جميع الأمة.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

كشف حساب لعام 1431 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كشف حساب لعام 1431   كشف حساب لعام 1431 Emptyالإثنين ديسمبر 06, 2010 11:29 pm

دعوة لمحاسبة النفس ...
فالأيام تمر والصفحات تنطوي والأعوام تتوالى وكل منا يستطيع أن يُحاسب ويأخذ من سنين عمره المنصرمة المواعظ والعبر , وأن يُراقب الله , فهاهي الأيام تركض وهكذا الأيام تجري من غير أن نحس أو ندري إلا عند بداية سنة أو قدوم الشهر الكريم أو العيد ,,,

والسؤال الأهم ... ماذا أعددنا للرحلة النهائية ؟ . . .
ماذا قدمنا لأنفسنا من خير لنجده عند الله خير ثواب وخير امل ؟
ماذا سجل في صحائفنا ؟
ماذا أعددنا للحفرة التي سنوضع فيها ؟
فهل تذكرنا اليوم الموت والقبر ؟
هل قرأنا شيئاً من القرآن ؟
هل ثابرنا على الأذكار والأوراد دبر كل صلاة ؟
هل كنا خاشعين في الصلاة ؟
هل سألنا الله الجنة ؟
وأستعذنا من النار ؟
هل أستغفرنا الله اليوم من ذنوبنا ؟
هل تجنبا كل مالايرضي الله عزوجل ؟
هل فكرنا بالإبتعاد عن قرناء السوء ؟
هل نظفنا قلوبنا من الكبرياء والحسد والحقد وألسنتنا من الغيبة والنميمة والكذب ؟
هل تركنا النظر إلى ماحرم الله ؟
هل تركنا سماع ماحرم الله ؟
هل أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر ؟
هل بذلنا الغالي والرخيص من أجل نصرة ديننا والعمل له ؟هل .. وهل .. وهل .. ؟

دعـــــــــــــــوة صــــــــــادقــــــــــة
لكِّل إنسانٍ أن يحاسِب نفسَه , ويعُدَ زاده للرحيل الأخير .. .. .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
 
كشف حساب لعام 1431
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمة وداع الي عام 1431
» رزق بلا حساب
» غدا اول شهر شعبان لعام 1432 هـ
» انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
» انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: مواسم الخيرات :: «۩۞۩ مشروعات ايمانية ودعوية ۩۞۩»-
انتقل الى: