زوجات صغيرات (5)
اكتشفت أن زوجي لن ينجب!
مبارك أنتِ حامل:
خبر تنتظره كلُّ زوجة؛ لتبدأ ممارسة إحساسها الجديد والفريد بالأمومة، إحساس الفطرة، والذي خُلق مع كل امرأة.
ولكن مرَّت الأيامُ،
وتعاقبت الشهور ثقيلةً، ولا شيء يشير إلى ذلك الخبر المفرح، وما أن تمَّت
الفحوص، واستكملت التحليلات، حتى اكتشفت أن الزوج الحبيب لن ينجب.
دورة جديدة من التحليلات، وتغيير الأطباء، وعام يمر، ويلحقه آخر، ولا شيء جديد سوى انطفاءِ الأمل رويدًا رويدًا كل يوم.
أسئلة حيرى تدور بداخلك الآن:
هل سأقدر على الحياة دون أن أحمل لقبَ عمري الذي انتظرتُه طويلاً؟
كيف سأعامل زوجي الذي أقعدتْه الصدمةُ، وأصبح دائمَ الصمت والحزن؟
أسئلة كثيرة تجتاج عقلَك، ولم يمرَّ عامان على زواجك، ماذا بعد؟
أنتِ أمام خيارين:
إرادة الله:
أول ما سيتبادر في ذهن الزوجة المؤمنة، والتي تعرف دينها: قولُ الله - تعالى -: ﴿ وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا ﴾ [الشورى: 50]، فترضى بأمر الله، متمتمةً بالحمد والتسليم، والذي حتمًا وراءه الحكمةُ التي لا نعرفها.
وعندها حتمًا سيكون لديكِ أهداف أخرى، وستقومين بتغيير خططك للمستقبل؛ فقد تكون رسالتك أرادها الله في مكان آخر.
ولكن رسالة الأمومة هى كنز تنهل منه الأمُّ الحسناتِ، فمن أين ستحصل على مثل هذه الغنيمة، والتي سُلمُها آخرُه الجنة؟
طرق لا حصر لها، وقد تحصلين منها على أضعاف ثواب الأمومة؛ منها:
• كفالة يتيم.
• إقامة مركز لتحفيظ القرآن، أو حفظ القرآن الكريم، والانشغال بالدين.
• السعي على أرملة لها أبناء ماديًّا ومعنويًّا.
• معاونة الزوج في عمله، بأخذ الدورات التي تؤهلك لذلك، أو الحصول على عمل مناسب لكِ، يشغل وقتك، ويفيد مجتمعك.
وضع خطة للترفيه عن الزوج:
قد تكون صحبة الزوجة الطيبة
الراضية، والتي تخلق لزوجها جو الحب والألفة، خيرًا من ولد عاق أو متعب،
يضني الأب في تربيته، ويعاني جحوده، فكوني ذلك الابنَ البار لزوجك.
وأخيرًا: هل تصبرين؟
هناك من الزوجات الجليلات،
صاحبات القدرة والشخصية القوية، الصابرة المحتسبة، فتصبر على ابتلاء الله
لها، وتمضي في حياتها الزوجية بكل الرضا؛ بل ولا تُشعِر زوجَها بما تعانيه
من فقد إحساسها بالأمومة، وتكون نِعْم الزوجة له.
وهناك مَن لا تقدر، وتطلب الانفصال عن الزوج؛ أملاً في الإنجاب من شخص آخر.
فالخياران أمامك، وكلاهما مشروع، ويبقى أمامك أنتِ الاختيار.