1
كيف مات أبو لهب ؟
قصةُ أولِ شاتمٍ للرسول صلى الله عليه وسلم ...وكيف كانت نهايتُه عبرةً لكل من أساء لنبينا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم...
فبعد
ثلاثِ سنينَ من الدعوة سرا .. صدر الأمر الإلهيُّ لنبينا محمدا صلى الله
عليه وسلم .. بالجهر بالدعوة .. وإنذارِ الأقربين.. فسارعَ نبيُّنا لتنفيذ
أمر ربه ..
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البطحاء يوما وصعِد
جبل الصفا...، ونادى واصباحاه ... فاجتمعت إليه قريش ..، فقال لهم أرأيتم
إن حدثتكم أن العدوَّ مصبحُكم أو ممسيكُم أكنتم تصدقوني؟.. قالوا نعم.. :
قال : فإني نذير إليكم بين يدي عذاب شديد.. . فقال له عمُه أبو لهب.. ألهذا
جمعتنا ؟.. تبا لك .
فتوعده الله بالتباب .. والخسار بسورة
المسد..وهذا ماحدث .. حيث مات على الكفر ليخلد في النار في الآخرة ..كما
كانت خسارتُه بانتصار دعوةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وانتشارِها.. وكذا
عقوبتُه بهذا التشهيرِ بسورة تتلى في ذمِّه والدعاءِ عليه إلى يوم القيامة
وكانت
نهايتُه في الدنيا بئيسةً خاسرة، .. حيث رماه الله بمرض تسميه قريشٌ
"العدسة".. وهى بثرةٌ تشبه العدسةَ.. ولعله مرضُ الجدري،.. وكانت قريشٌ
تتقي هذا المرضَ ..كما تتقي الطاعون،.. ويرون أنه يعدي أشد العدوى.. فلما
أصابت أبا لهب تباعد عنه بنوه.. وما أغنوا عنه شيئا .. وبقى بعد موته
ثلاثةَ أيام لا تقرب جثته.. ولا يحاول أحدٌ دفنَه ..خشيةَ العدوى.. حتى
أنتن في بيته.. فلما خاف أبناؤُه سبَ الناسِ لهم ..اضطروا إلىغسلِه قذفا
بالماء من بعيد.. مخافةَ عدوى العدسة ،.. ثم ألقوه في مكان وقذفوا عليه
الحجارة ...
وفي رواية أن أبناءَه لما خافوا العار.. استأجروا بعضَ الناسِ فاحتملوه ودفنوه ..
وفى رواية أخرى أنهم حفروا له حفرةً ودفعوه بعود حتى وقع فيها.. فقذفوه بالحجارة حتى واروه...
وهكذا كانت نهايةِ أولِ شاتمٍ لنبينا صلى الله عليه وسلم ..
2
أسد يثأر للرسول صلى الله عليه وسلم
لقد
نشأ أهل بيت أبي لهب على طريقته في حرب دين الإسلام ونبيه صلى الله عليه
وسلم بلا مراعاة لقرابة ولا نسب ولا حياء ولا خلق, فكانت زوجة أبي لهب تضع
الأذى في طريق النبي وأصحابه، تروح وتغدو.. تنقل الشائعات.. وتثير الفتن
وتمشي بالنميمة تبتغي الوقيعة بالمسلمين
وكان الابن "عتبة بن أبي لهب"
من أشد المتطاولين على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، وقد بلغ من
جرمه وعدوانه أنه كان مع والده أبي لهبٍ قد تجهزا في تجارة إلى الشام،..
،.. فقال عتبة ابن أبي لهب: والله لأنطلقن إلى محمد ولأوذينه في ربه،..
(سبحانه)..
فانطلق حتى أتى النبيَ صلى الله عليه وسلم..، وقال له ،.. أنه يكفر بالذي دنى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى...
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم ابعث إليه كلبا من كلابك"...
ثم انصرف ابنُ أبي لهب ورجع إلى أبيه فقال أبولهب لابنه: يا بني، ماذا قلتَ له ؟ .. فذكر له ما قاله للنبي صلى الله عليه وسلم..،
قال: فما قال لك ؟.. قال: قال: "اللهم سلط عليه كلبا من كلابك".. قال: يا بني، والله ما آمن عليك دعاءَه...
قال
الراوي : فسرنا حتى نزلنا الشراة،.. وهي مأسدة،.. ونزلنا إلى صومعةِ
راهب،.. فقال الراهب: يا معشرَ العرب ، ..ما أنزلكم هذه البلاد ؟.. فإنها
تسرح الأُسد فيها كما تسرح الغنم؟ .. فقال لنا أبو لهب: إنكم قد عرفتم كبرَ
سني وحقي،.. وإن هذا الرجلَ قد دعا على ابني دعوةً - والله- ما آمنُها
عليه..
فطاف بهم الأسد، فجعل عتبة يقول: يا ويل أمي هو والله آكلي كما
دعا محمد علي، قتلني محمد وهو بمكة وأنا بالشام، لا والله ما أظلت السماء،
على ذي لهجة أصدق من محمد ،.. ثم وضعوا العشاء فلم يدخل يده فيه ثم جاء
النوم، فحاطوا أنفسهم بمتاعهم ووسطوه بينهم، وناموا فجاء الأسد يهمس يستنشق
رؤوسهم رجلا رجلا، حتى انتهى إليه ، وقال هبار: فجاء الأسد فشم وجوهنا
فلما لم يجد ما يريد تقابض ثم وثب، فإذا هو فوق المتاع فشم وجهه ثم ضربة
ضربة ففضخ رأسه فقال وهو بآخر رمق: ألم أقل لكم أن محمدا أصدق الناس ؟ ومات
فقال أبو لهب،: ألم أقل لكم أني أخاف عليه دعوة محمد ؟ قد والله عرفت أنه
ما كان لينفلت من دعوة محمد.
3
غلامانِ يقتصانِ للرسول صلى الله عليه وسلم
أبو
جهل .. هو عمرو بن هشام الخزومي حامل لواء الكفر في مكة.. وفرعون هذه
الأمة.. وأكثر الكفار معاندة ومحاربة للرسول وأكثرهم طعناً وشتماً وسباً له
صلى الله عليه وسلم،.. قضى حياته كلها في حرب رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
قال ابن اسحق: مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا. فآذاه ونال منه, ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت.
ثم
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد. وبلغ الخبر حمزة. وهو عائد
من القنص متوشحاً قوسه. وكان يسمى : أعز قريش. . فدخل المسجد- وأبو جهل
جالس في نادي قومه - فقال له حمزة:. تشتم ابن أخي وأنا على دينه. ثم ضربه
بالقوس فشج رأسه .
فثار رجال من بني مخزوم. وثار بنو هاشم. فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة. فإني سبيت ابن أخيه سباً قبيحاً.
فعلمت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز... فكفوا عنه بعض ما كانوا ينالون منه.
فكيف كانت نهاية أبي جهل؟
قال
عبدِ الرحمن بنِ عوف رضي الله عنه : بينما أنا واقف في الصف يومَ بدر ...
نظرتُ عن يميني وشمالي .. فإذا أنا بين غلامين من الأنصار. . حديثةٌ
أسنانُهُما .. تمنيتُ لو كنت بين أضلعَ منهما .. فغمزني أحدهما. فقال :
ياعم !.. هل تعرف أبا جهل ؟ ..قال : قُلتُ : نعم .. وماحاجتك إليه يا ابن
أخي؟.. قال: أُخبرتُ أنه يَسُبُّ رسول الله .., والذي نفسي بيده لئن رأيته
لا يُفارق سوادي سوادَه حتى يمُوت الأعجلُ منَّا... قال: فتعجبت لذلك ...
ثم غمزني الآخرُ فقال مثلها.. .قال : فلم أنشبْ أن نظرتُ إلى أبي جهل يزُول
في الناس.. . فقُلتُ : ألا تريَان ؟.. هذا صاحبُكُما الذي تسألان عنه ..
قال: فابتدراهُ , فضرباهُ بسيفيهما , حتى قتلاه ... ثُم انصرفا إلى رسول
الله . فأخبراهُ ... فقال "أيُّكُما قتلهُ ؟.. "فقال كُلُّ واحد منهما :
أنا قَتَلتُ . فقال : هلْ مسحتُما سيفَيْكُما ؟ " قالا : لا .. فنظَرَ في
السيفين فقال"كلاكُما قَتَلهُ".. (والغلامانِ هما : مُعاذ بنُ عُمرو بنِ
الجمُوح ومُعاذُ بنُ عفراء)
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ينظر ماذا صنع أبو جهل ؟ "
قال
ابن مسعود : أنا يا رسول الله . فانطلق فوجده في آخر رمق. فأخذ ابن مسعود
بلحية أبي جهل وقال: هل أخزاك الله ؟ ثم وضع رجله على عنق أبي جهل ثم قطع
رأسه .
وهكذا كانت نهاية فرعون هذه الأمة ولعذاب الآخرة أشد وأبقى
4
تيس يقتل ابنَ قمئة
في
غزوة أحد وبعد استغلال خالد بن الوليد لنزول الرماة عن الجبل والتفافه على
جيش المسلمين ثم حصار المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم وقتل سبعة ممن
كان يدافع عنه من المسلمين حتى لم يبق حول النبي - صلى الله عليه وسلم- سوى
رجلين هما طلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبى وقاص، فكانت لحظات عصيبة وكانت
أحرج ساعة بالنسبة إلىحياة رسول الله-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-،
وفرصة ذهبية للمشركين، ولم يتوان المشركون في انتهاز تلك الفرصة، فقد ركزوا
حملتهم على النَّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-،وطمعوا في القضاء
عليه وبالفعل، رمى عتبة بن أبى وقاص الرسول بالحجارة، فوقع على الأرض،
وكسرت رباعيته السفلى اليمنى، كما أصيبت شفته بكدمة أليمة، وتقدم إليه عبد
الله بن شهاب الزهري، فشجه في جبهته، وأسال الدم على وجهه، والنبي - صلى
الله عليه وسلم- يقول: اشتد غضب الله على قوم أدموا وجه رسوله. ثم ما لبث
فترة فتحركت الرحمة في قلبه فعاد يقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
وجاء
عدو الله عبد الله بن عبد الله بن قمئة ، فضرب النبي - صلى الله عليه
وسلم- على عاتقه ضربة عنيفة، ظلت تؤلمه شهرًا كاملا، لكن ابن قمئة لم يستطع
أن يهتك الدرعين، فعاود بضربة شديدة على وجنته - صلى الله عليه وسلم- حتى
دخلت حلقتان من حلق المغفر الذي يَستر به النبي وجهه في وجنته، وقال: خذها
وأنا ابن قمئة ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم- وهو يمسح الدم عن وجهه :
أقماك الله.
وفى هذه الأثناء كان سعد بن أبى وقاص وطلحة بن عبيد الله
يقاتلان قتال الليوث دفاعًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فأما سعد فقد
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يأمره بالرمي، وكان ماهرًا به ،
داعيًا له بقوله: ارم فداك أبي وأمي، وأما طلحة فإنه قاتل بضراوة حتى وجد
سيفًا يوشك أن يصيب النبي - صلى الله عليه وسلم- فاتقاه بيده، فقطعت
أصابعه، وجرح يومها بضعًا وثلاثين جرحًا، حتى خرّ ساقطًا بين يدي النبي-
صلى الله عليه وسلم-، ثم بدأ الصحابة يتجمعون حول رسول الله من جديد حتى
فكوا الحصار عنه صلى الله عليه وسلم.
ثم لحق حاطب بن أبي بلتعة بعتبة بن أبي وقاص ـ الذي كسر الرَّباعية الشريفة ـ فضربه بالسيف حتى طرح رأسه، ثم أخذ فرسه وسيفه.
وقاتلت
أم عمارة.. فاعترضت لابن قَمِئَة في أناس من المسلمين، فضربها ابن قمئة
على عاتقها ضربة تركت جرحاً أجوف، وضربت هي ابن قمئة عدة ضربات بسيفها، لكن
كان عليه درعان فنجا.
فلما عاد ابن قمئة لأهله بعد الغزوة خرج إلى
غنمه ليرعاها فوافاها على ذروة جبل شامخ فشد عليه تيس فنطحه نطحة أرداه بها
من شاهق الجبل فسقط أسفله متقطعا.
وهكذا كانت نهاية هذا المجرم .. الذي
حاول قتل رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد وفي القيامة ينتظره
أن يتردى في جهنم خالدا فيها مخلدا.
5
سلا الجزورِ على ظهر الرسول صلى الله عليه وسلم
عن
ابن مسعود رضي الله عنه قال..: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
يصلى عند البيت.. وأبو جهل وأصحابٌ له جلوس .. وقد نُحرت جزورٌ بالأمس..
فقال أبو جهل: أيكم يقوم إلى سلا جزورِ بني فلان .. فيأخذه فيضعه في كتفي
محمدٍ إذا سجد ؟..
فانبعث أشقى القومِ فأخذه .. فلما سجد النبي - صلى
الله عليه وسلم - وضعه بين كتفيه, .. قال فاستضحكوا .. وجعل بعضُهم يميل
على بعض..
قال ابن مسعود وأنا قائمٌ أنظر... لو كانت لي مَنَعةٌ لطرحتُه
عن ظهرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم..- والنبيُ - صلى الله عليه وسلم
- ساجد ما يرفع رأسه .. حتى انطلق إنسانٌ فأخبر فاطمة .. فجاءت وهي بنت
صغيرة فطرحته عنه... ثم أقبلت عليهم تشتمهم.. فلما قضى النبي - صلى الله
عليه وسلم – صلاتَه.. , رفع صوته ثم دعا عليهم , وكان إذا دعا دعا ثلاثا...
وإذا سأل سأل ثلاثا.. ثم قال ..« اللهم عليك بقريش »...« اللهم عليك بقريش
»...« اللهم عليك بقريش »... , فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك.. وخافوا
دعوتَه ثم قال ..« اللهم عليك بأبي جهلِ بنِ هشام ..وعتبةَ بنِ ربيعة..
وشيبةَ بنِ ربيعة.. والوليدِ بنِ عقبة.. وأميةَ بنِ خلف.. وعقبةَ بنِ أبى
معيط ».. وذكر السابع ولم أحفظه.. فوالذي بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم -
بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يومَ بدر.. ثم سُحبوا إلى قليبِ بدر) رواه
مسلم
وعن عمرِو بن العاص رضي الله عنه قال: ما رأيت قريشا أرادوا قتلَ
رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إلا يوما ائتمروا به وهم جلوسٌ في ظلِ
الكعبة.. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام.. فقام إليه عقبةُ
ابنُ أبي معيط .. فجعل رداءَه في عنقِه.. ثم جذبه حتى وقع على ركبتيه..
وتصايح الناس.. وظنوا أنه مقتول.., قال وأقبل أبو بكرٍ يشتد ..حتى أخذ
برسولِ الله صلى الله عليه وسلم من ورائِه وهو يقول:.. أتقتلون رجلا أن
يقول ربي الله ؟.. ثم انصرفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم.. فقام رسول
الله صلى الله عليه وسلم.. فلما قضى صلاتَه ..مر بهم وهم جلوسٌ في ظل
الكعبةِ فقال.. يا معشَر قريش.. أما والذي نفسي بيده .. ما أُرسلتُ إليكم
إلا بالذبح.. وأشار بيدِه إلى الحلق ..
فقال له أبو جهل ..يا محمد ما كنت جهولا.. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت منهم) .
فأُسر
عقبةُ بنُ أبي معيط ٍ في بدر.. وأَمر به النبيُ صلى الله عليه وسلم
لتُضربَ عنقُه.. ولما قدموه للقتل ،.. قال يا معشر قريش.. علامَ أُقتلُ من
بينِ من هنا ..؟ قال عاصمُ ابنُ ثابت.. لعداوتِك لله ورسوله.. ، وتقدمَ
عليُ ابنُ أبي طالبٍ فأطاح برأسه ...
أهانَ العنقَ الشريف.. فضربت
عنقُه.. وحقرَ الرأسَ المهيب ..فسقط رأسُه ..، عنقٌ بعنق ..ورأس ٌ برأس..
وشتان بين العنقين والرأسين ..، والجزاء من جنس العمل.. ، هكذا يفعل الله
عز وجل بمن نال من نبيه صلى الله عليه وسلم...