كما يشتكي الأزواج كثيرًا من إهمال أزواجهن للتزين وأنهن لم يعدن كما كن في بداية الزواج، فإن الزوجات أيضًا يشتكين من أزواجهن أنهم لا يلقون بالًا بزينتهن ولا يثنون عليها ولا يبدون رأيهم فيها.
وعجبًا لهذا الزوج الذي يطلب من زوجته التزين والتجمل والتعطر، ثم إذ هي فعلت ذلك كله لم يكلف نفسه بكلمة ثناء أو حب أو تقدير أو إعجاب.
إن المرأة تحب أن تسمع من زوجها كلمات الحب والتقدير والإعجاب، تحب أن تثق في حب زوجها لها وأنه معجب بها وأنها بالنسبة له كل شيء وأنه لا يمكن أن يفكر في غيرها.
والرجل يعتبر أن المرأة عليها أن تثق فيه وإن لم يخبرها بذلك؟!
والمرأة لا تصدق إلا ما تسمع، فهي تحتاج أن تسمع منه ذلك دائمًا، وتصـر على أن ترى من زوجها الإعجاب والاستحسان والحب في صورة كلمات ونظرات وإشارات وعبارات لا في صورة صمت وسكوت.
تحب أن تسمع من زوجها كلمات الحب والإعجاب التي كان يغرقها بها في بداية الزواج، ثم امتنع عنها وتركها، فبدأت تشك في نفسها وفي قدرتها على إرضاءه، وبدأت تتساءل هل هناك غيري من يشغل باله؟!
فما دامت هذه هي طبيعة الرجل، وهذه هي طبيعة المرأة، فلماذا لا يعقد الزوجان اتفاق فيما بينهما ليحصل كل واحد منهما على مراده من الآخر.
الرجل يحب أن يرى زوجته جميلة.
والمرأة تحب أن تسمع ثناء زوجها عليها.
إذًا فلتتفقا من الآن أيها الزوجان السعيدان على أن تتبادلا ما تحبان، وأن يقدم كل واحد منكما للآخر ما يحب، فقدمي أيتها الزوجة جمالك وتزينك وجددي من هذا الجمال كل يوم، وقدم أنت أيها الزوج كلمات الثناء ونظرات الإعجاب والاهتمام وأكثر من الحديث عن سعادتك بزوجتك.
كيف يمكن للزوجة أن تستخرج كلمات الحب من زوجها؟
ولا بد أن تكوني أيتها الزوجة ذكية في استخراج كلمات الحب من زوجك.
فأنت تستطيعين أن تمتلكين قلبه بسهولة ولكن تحتاجين فقط إلى قليل من الفطنة، لتحصلين على كل ما تريدين، فليس من المعقول أن يخرج زوجك كلمات الحب والثناء والمدح وهو يواجه مشكلة في عمله، أو يعاني من التعب والإرهاق، أو يفكر في أمر يشغله.
لابد أن تفكري بذكاء كيف ستأخذينه من عالمه وما يشغله وتدخلينه في مملكتك الخاصة بنجاح؟
لابد أن تخططي جيدًا كي تحصلي على ما تريدين وأنت تتميزين عن الرجال بالقدرة الفائقة على اللباقة والحديث.
إليك عزيزتي الزوجة بعض الخطط الناجحة التي ستأسرين بها قلب زوجك:
الطريقة الأولى:
(إذا أردت لزوجك أن ينطلق لسانه بالكمات العذبة التي تتشوقين لسماعها منه، فعليك بممارسة هذا التغيير على نفسك أولًا، وأعطيه الفرصة ليتعرف على المشاعر التي تولدها لمسة عاطفية أو لحظة اهتمام فإن محصلة اهتمامك به ستكون مثيره لاهتمامه بك بالطريقة العاطفية ذاتها:
تقدمي إليه بلطف واسأليه هل يريد هل يطلب هل يتمنى هل يشتهي أي شيء؟
ثم بعد ذلك أسرعي بتحضير ما طلب، حاولي أن تسقيه بنفسك إن استعطت واسأليه إن كان بإمكانك أن تشربي معه من نفس الكأس فإن وافق فبادري على الفور بسؤاله عن المكان الذي شرب منه ثم دعيه ليستريح وانصرفي لعملك، ولا تبخلي عليه بقبلة رقيقة لا تكاد تسمع إلا كالهمس.
الطريقة الثانية:
ضعي كلمات الحب في أذن زوجك حتى يتعلم كيف نطقها واطبعي كلمات الحب أمام ناظريه حتى يعرف متى يستخدمها ودعيه يشعر بالألفة مع تعابيرك العاطفية.
احرصي على ترديد كلمة أحبك على مسمع زوجك بين الفينة والأخرى واسأليه بعدها هل هو أيضًا يحبك؟ ولا تقبلي أن تكون إجابته بهز الرأس أو الإيماء وإنما حاولي أن تستخرجيها من فمه قدر المستطاع حتى يتدرب ويعتاد نطقها.
قومي بكتابة بعض الكلمات الجميلة ذات المعاني النبيلة والتي تثير انتباه الزوج وتختلف هذه الكلمات بحسب حالة الرجل مثل كلمة: أحبك (حياتي- عمري- روحي) إلى غيرها من الكلمات التي تسري في النفس البشرية وتعمل في قلوب وأحاسيس الرجال العجائب.
وبعد كتابتها قومي بوضعها على فراش زوجك أو على مكتبه في البيت أو في درج السيارة أو في مكان ترينه مناسبًا بشرط أن يكون في مكان يثير انتباهه.
الطريقة الثالثة:
لا تبخلي عليه بكلمات الإعجاب وعليك أن تشجعيه بالابتسام والقبول الواضح لمحاولاته ولا تتوقعي كل ما تتمنين ومع هذا لا تيأسي من محاولاتك واستمري.
إذا رأيته قد استعد للخروج من المنزل للذهاب إلى (العمل .. زيارة أحد من الأقارب أو الأصدقاء .. لصلاة الجمعة مثلًا .. إلخ) فأسرعي بتحضير البخور واسأليه عن نوع العطر والطيب الذي يريد أن يضعه على ثيابه، ثم إذا رأيته قد أتم لباسه واستعد للخروج هنا يبدأ دورك في المديح والإعجاب، والرجل عادة يحب أن يمتدح أحد لباسه أو مظهره وبالأخص الزوجة والأصدقاء وإن لم يتلفظ هو أو يطلب رأيك في مظهره لكنه بلسان حاله يقول هيا بادري.. أعطني رأيك، فلا تبخلي عليه بكلمات تعرفينها في المدح والثناء كما أنه لا ينبغي لك أن تفوتي فرصة الدعاء له والتبريك عليه ليحميه الله من العين والحسد.
واحرصي على تجديد شبابك ومظهرك حتى يراك كأجمل امرأة في العالم لتستنطقي قبله قبل لسانه وتستخرجي مكنونه الدفين من حب وعبارات رقيقة.
الطريقة الرابعة:
قد يهوى زوجك الكتابة أو نظم الشعر وكتاباته هذه قد تكون دون المستوى وأحب يومًا أن يسمعك بعض ما يكتب هنا يأتي دورك في كسب زوجك وجعله ينطق بالكلمة التي تريدين وهو في قمة الفرح، هنا عليك أن تسمعيه كلمات المديح والثناء وتشجيعه على هذه الموهبة حتى ولو كنت أنت المعجبة الوحيدة بهذا.
يمكنك أن تثني على كرم زوجك وتبالغي في مديحه والحديث عن عطفه كأن تقولي:
أنت قد غمرتني بفضل رعايتك، أنت قد أكرمتني بعطاياك وهداياك، أنت لم تترك في نفسـي حاجة إلا وقد جلبتها لي، لا أعرف كيف أشكرك على هذا الكرم وهذا الحنان.. إلخ.
لتحصلي على كل ما تريدين وتشتهين ـ طبعًا في حدود المعقول وفي مقدور الزوج ـ وزوجك راض ومستسلم وفرحان بدلًا من الكلمات التي تثير غضبه وتحسه بتقصيره، والمقارنة بينه وبين أزواج صديقاتك أو أخواتك؛ فإن ذلك سوف يجلب المشاكل ويزداد موقف زوجك عنادًا وكرهًا لك، وتزداد المشاكل بينكما وما يتبع ذلك من آثار سيئة على جميع أفراد الأسرة) [الحب الزوجي، جمال ماضي، ص(153)].
تصافيا: وسائل عملية للتزين:
تعالا معي ليقدم كل واحد منكما للآخر باقة زهر من أساليب الجمال والتزين، سواء كان تزينًا في الشكل المظهر، أو تزينًا في الروح والأخلاق والمخبر.
أولًا: وسائل عملية للزوج:
1. عند عودتك من المنزل حاول أن تجدها قبل كل شيء، قبل أن تفعل أي شيء أو تبحث عن أي شيء وقبل تغيير ملابسك، فقط ابحث عنها أولًا وضمها إلى صدرك بحنان.
2. جرب أن تسألها عن يومها، أبدِ الاهتمام بحديثها واستمع إليها بإنصات وتفاعل معها في الحديث، وأقبل عليها بوجهك وإن واجهتك بمشكلات اليوم، استمع لها وأبد تعاطفك معها وتقديرك لتعبها ولا تقدم الحلول.
3. قدم لها مجموعة من الزهور الجميلة وحاول أن تبدع في تقديمها كأن تخفيها أولًا خلف ظهرك عند دخولك من المنزل ثم تبتسم لها وتقول: اليوم أهديكي الزهور يا أجمل زهرة، ثم تخرج الزهور وتقدمها له وأنت تنظر إلى عينيها بحب وإعجاب.
4. جرب أن تعرض على زوجتك أن تقوم أنت بإعداد طعام العشاء واطلب منها أن تستريح تمامًا حتى تتم أنت إعداد العشاء وبعد أن تقوم بإعداده عليك تأخذ بيدها وتجلسها وتضع أول لقمة في فمها بيدك وأنت تقول: أجمل عشاء لأجمل زوجة.
5. جرب أن تتصل بها وأنت في العمل وعندما ترد عليك أخبرها أنك أحسست بأنك تحبها جدًّا ولذلك اتصلت بها لتسمع صوتها الجميل.
6. جرب أن تقوم بترتيب أغراضك حتى لا تتعب هي من بعدك، فقم بترتيب دولابك ومكتبك وضع ملابسك النظيفة في المكان المناسب والملابس المتسخة في مكانها المخصص.
7. جرب قبل أن تدخل البيت أن تشتري لها مشروبها المفضل وتقدمه لها فور دخولك من المنزل، واحرص على أن تفتح لها العصير بنفسك وتسقيها بيدك.
8. اظهر احترامك لها وتقديرك لجهدها أمام الناس كأن تقدرها وتثني عليها أمام أهلها أو أمام أهلك، وإن لم تقم بزيارة حاول أن تفعل ذلك عن طريق الهاتف.
9. جرب أن تدعوها إلى العشاء في أحد المطاعم ولا تنس أن تضع اللقمة بيدك في فمها وأن تبدي سعادتك لأنك معها كأن تقول لها: كم أنا سعيد لأني أتعشى معك الليلة أو مذاق الطعام أجمل بكثير عندما تكونين معي.
وسائل عملية للزوجة:
1. جربي هذه الروشته: أثناء تجولك مع زوجك في البيت، قفي أمام زوجك وانظري اليه بإعجاب وتبسمي بدلال ثم قولي له وأنت تقبلين يديه: كم أنا سعيدة لأنك زوجي، ثم عددي بطريقة استعراضية محاسن زوجك ومميزاته.
2. خصصي يومًا لحفلة عشاء شاعرية، أعدي أكلة خاصة وزيني مائدة الطعام واصنعي بطاقة دعوة لزوجك، اكتبي فيها كلمات الحب واطبعي عليه قبلة جميلة، وأوقدي الشموع والبسي فستان سهرة مختلف واستعدي لليلة جميلة.
3. استيقظي مبكرًا وأعدي لزوجك طعام الإفطار، وتزيني بالبسمة والبشاشة، وساعدي زوجك في تجهيز أدواته وإعداد ملابسه قبل ذهابه إلى العمل، ثم ضعي بطاقة في جيبه أو حقيبته بدون أن يشعر واكتبي فيها: أحبك يا أغلى زوج.
4. أرسلي له بطاقة رقيقة تحتوي على كلمات الحب على مكتبه واحرصي على أن تكتبي فيها كلمات الدعم والتشجيع مثل: وفقك الله يازوجي، كم تتعب كثيرًا من أجلنا، بارك الله في مجوداتك.
5. حاولي أن تغيري روتين الحياه، غيري طريقتك في اللبس وطريقتك في الكلام، وطريقتك في اعداد الطعام، غيري كل شيء.
6. غرفة النوم لابد أن تكون مختلفة، رتبي الغرفة جيدًا ونظفيها بإتقان وعطري الفراش بالعطر الذي يحبه وحاولي أن تنثري كمية من الورود الطبيعية والرياحين في الأرضية، اجعلي المكان حديقة مزهرة بروائح فواحة مع اللمسات الجميلة.
7. جربي اليوم أن تكتبي لزوجك رسالة شكر، زينيها بأبيات من الشعر الجميل، وكلمات الحب والامتنان والعرفان، مثل: كم تتعب من أجلنا، كم وقفت إلى جانبي، كم تلبي كل اجتياجاتنا،كم غمرتنا بفضلك ورعايتك.
8. اجعلي الابتسامة ملازمة لكي، مهما كانت الهموم التي تؤرقك، أخفيها خلف هذه الابتسامة الرائعة، فالابتسامة تشرح صدر زوجك وتزيد من حبه لك وتشعره بالراحة والأمان والحنان.
9. عليك أن تهتمي جدًّا بتزيين مائدة الطعام، وتجميل الصحون بالخضـروات والفواكه والتفنن في حسن عرض الأكل، مائدة طعامك اليوم ستكون مختلفة وليست تقليدية، بداية من السلطات ثم الخضروات فاللحوم فالفواكه، والطريق إلى ذلك بأن تزيني الطبق بالطعام لامجرد أن تضعيه فيه.
وأخيرًا:
إن (إهمال المرأة للزينة يجعل الزوج يقل المدح ويقل الغزل للزوجة تستشعر البرود وتسير في دائرة حتى يصل إلى الانهيار فيما يسمى بدائرة التبريد.
فدائرة التبريد تبدأ بإهمال الزينة وبعدها يأتي الأعراض ثم قلة الغزل ثم البرود.
فالشكل وجاذبية المظهر عامل هام وحاجة من الحاجات العاطفية، وهذا أيضًا بالنسبة للرجال فالكثير من النساء يجذبهن مظهر الرجل والوزن المعتدل للجسم، أما البدانة وعدم اللياقة الجسمية فإن لها تأثير كبير جدًا على الصحة العامة والحياة العامة والجاذبية بين الزوجين.
وهناك حد أدنى من الجمال والنظافة لا يمكن أن تتنازل عنه المرأة مهما كانت الظروف، إن اختيار الملابس، وشكل الشعر والمكياج والصحة الشخصية كلها نقاط هامة أيضًا، فيجب علينا ألا نتجاهل مثل هذا الجذب وإلا كان خطرًا على العلاقة الزوجية) [مستفاد من بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص(205-207].
المصادر:
·بالمعروف، د/ أكرم رضا.
· الحب الزوجي، جمال ماضي.
منقول