ارك آند أنجلز - ترجمة: جمال خطاب
لا أحد يستطيع أن يسافر في الزمن ليمحو الماضي ويبدأ من جديد، ولكن كل الناس يستطيعون أن يتوقفوا الآن ليضعوا حداً للقديم وليبدؤوا رحلة جديدة، ولكن قبل أن تبدأ عملية التحول، توقف عن ممارسة الأشياء التي كانت تجرك إلى الخلف، وابدأ في التعلم والتدرب، ومن ثم ممارسة الأشياء والعادات التي تدفع بك إلى الأمام. وها هي بعض الأفكار والقواعد التي يمكن أن تساعدك على البدء من جديد:
أولاً: ابدأ في قضاء وقتك مع الأشخاص المناسبين: مع أولئك الذين تستمتع بهم وتحبهم وتقدرهم، مع أولئك الذين يشجعونك على التحسن والتطور بطرق صحية ومثيرة. هؤلاء هم الذين يشعرونك بقيمة الحياة، يشعرونك بأنك حي ولست مجرد موجود. هؤلاء الذين يرونك ويقبلونك لا كما أنت الآن ولكن على الصورة التي تقبلها وتتمناها في المستقبل.
ثانياً: ابدأ في مواجهة مشكلاتك: لا تهرب من مشكلاتك، افعل ما تستطيع عندما تستطيع بوعي بما تريد.. المشكلات لن تختفي من تلقاء نفسها، لا بد من التفاعل معها، اتخذ ما تستطيع من خطوات مهما كانت صغيرة، من أجل حلها، هذه السنتيمترات الصغيرة تتحول على المدى الطويل وبمرور الزمن إلى خطوات ثم إلى أميال أو كيلومترات.
ثالثا: كن أميناً مع نفسك: كن أميناً مع نفسك فيما هو حق وما ينبغي أن يتغير، كن أميناً مع نفسك بخصوص ما تريد إنجازه وماذا تريد أن تكون؟ كن دائماً أميناً مع كل أوجه الحياة، لأنك وحدك الذي ستتأثر بوجهة النظر هذه. ابحث بحق عن جوهرك وروحك، لتعرف من أنت.. عندما تفعل ذلك - إن استطعت - ستعرف وستفهم بطريقة أفضل الموضع الذي تقف فيه الآن، وكيف وصلت إليه؟ عندها ستكون مؤهلاً ومزوداً بالأدوات التي ستعينك على تحديد المكان والمكانة التي تريد أن تصل إليها
. رابعاً: ابدأ في جعل سعادتك أولوية: احتياجاتك مهمة، إذا كنت لا تقدر نفسك ولا تهتم ولا ترتبط بها فأنت إذن تدمرها! تذكر أنه من الممكن أن تهتم بنفسك وبالمحيطين بك في ذات الوقت، فعندما تشبع احتياجاتك، وعندما تساعد نفسك، ستكون أقدر على إشباع حاجات الآخرين ومساعدتهم.
خامساً: ابدأ في حب نفسك والفخر بها بصدق: محاولة أن تكون شخصاً آخر غير نفسك ليس إلا إفساد لشخصك وتضييع لشخصيتك، لا تكن غير نفسك، عانق الشخص الكامن في داخلك؛ ذلك الشخص المميز بأفكاره وقوته وجماله الخاص. كن الشخص الذي تعرفه جيداً، في أحسن صورة وأحسن نسخة منه، كما تراه أنت، وعلاوة على ذلك كن صادقاً معه، وإذا لم تكن قادراً على أن تضع فيه نفسك، فاخرج منه إن استطعت.
سادساً: ابدأ في ملاحظة الحاضر والحياة في الواقع: (الآن) هو المعجزة. اللحظة التي تحياها هي الشيء الوحيد المضمون لك.. (الآن) هو الحياة، ولذلك توقف عن التفكير في الأشياء العظيمة التي ستقع في المستقبل، وتوقف عن الحياة فيما فعلت وما لم تفعل في الماضي، تعلم أن تعيش (هنا الآن) وتمارس الحياة كما هي.
سابعاً: ابدأ في تقدير الدروس التي تعلمتها من أخطائك: الأخطاء هي الأحجار التي تضعها تحت أقدامك لتعلو وترتفع وتتقدم، لو لم تكن تفشل من آن لآخر فأنت لا تحاول بجد ومن ثم لا تتعلم، خاطر وترنح واسقط ثم انهض وحاول مرة أخرى، قدّر الجهد الذي تبذله في دفع نفسك للتعلم والنمو والتقدم، الإنجازات المعتبرة عادة تنجز في نهاية طريق طويل من الإخفاقات، وواحدة من هذه الإخفاقات التي تخشاها قد تكون هي المفتاح الذي يفتح لك الطريق لإنجازك الأعظم.
ثامناً: ابدأ في التأدب مع نفسك: لو كان لك صديق يتحدث معك بنفس الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك، حتى متى ستسمح لهذا الشخص بأن يظل صديقاً لك.. الطريقة التي تعامل بها نفسك هي التي تحدد كيف يتعامل معك الآخرون، يجب أن تحب نفسك وإلا فلن تجد من يحبك.
تاسعاً: ابدأ في الاستمتاع بما لديك: مشكلتنا، أو مشكلة الكثيرين، أننا نعتقد أننا سنكون سعداء عندما نصل لمستوى معين في الحياة - مستوى نرى آخرين يحتلونه - مثل رئيسك في العمل بمكتبه الفخم، أو صديق صديقك الذي يمتلك بيتاً على شاطئ البحر.. وأنت تحتاج لوقت - لسوء الحظ - لتصل لتلك المستويات، وعندما تصل ستبرز في ذهنك أهداف ومبتغيات أخرى ستحاول الوصول إليها. وهكذا ستظل طوال حياتك وستقضي جل وقتك تلهث وراء أشياء جديدة دون التوقف أو الالتفات إلى الاستمتاع بما بين يديك الآن، ولذلك نرى أن تخصص لحظات هدوء كل صباح عندما تستيقظ لتقدر أين أنت؟ وماذا تملك؟
عاشراً: ابدأ في صناعة سعادتك بنفسك: إذا كنت تنتظر من شخص آخر أن يحقق لك السعادة، فاعلم أن ذلك لن يحدث، وأن سعادتك لن تتحقق. ابتسم لأنك أنت الذي تستطيع أن تحقق لنفسك السعادة، فالسعادة اختيار.. كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه وتلمسه في هذا العالم، كن سعيداً مع من أنت معهم الآن، ودع إيجابيتك تلهم غدك.. السعادة توجد غالباً في الزمان والمكان اللذين تقررهما، لو بحثت عن السعادة في الفرص المتاحة لك، فستصل إليها بالتأكيد في نهاية المطاف
. الحادي عشر: ابدأ في إعطاء فرصة لأفكارك وأحلامك: في الحياة قلما تأتي الفرص؛ أغلب الفرص تصنع، والواقع أنك لا يمكن أن تتأكد بأنها ستكون ناجحة 100%، ولكن يمكنك أن تتأكد بنسبة 100% بأن عدم العمل لا يفيد، اعمل فلن تخسر، فإما أن تسعد وتحقق ما تريد، وإما أن تتعلم، فستكسب في الحالتين.
الثاني عشر: ابدأ في الاعتقاد بأنك مستعد للخطوة التالية: أنت مستعد! فكر فيها. تأكد أن عندك كل شيء الآن لتبدأ في الخطوة التالية؛ خطوة حقيقية للأمام، ولذلك انتهز الفرص التي تلوح لك - إنها منح - واقبل التحديات
. الثالث عشر: ابدأ في صنع علاقات مسببة بأسباب صحيحة: ابدأ في عمل علاقات مع أناس مستقلين أمناء، يعكسون شخصيتك التي تحب الآن وفي المستقبل، اختر أصدقاء تكون فخوراً بمعرفتهم ومعجباً بهم؛ أناس ملتزمون أوفياء، يكنّون لك الحب والاحترام، يمتنون لطيبتك، ويشكرون صنيعك، وانتبه إلى ما يفعله الناس، لأن الأفعال أهم بكثير من الأقوال. الرابع عشر: ابدأ في إعطاء فرصة لأصدقائك الجدد: لا تستطيع أن تحافظ على كل أصدقائك، فالناس تتغير والأولويات تتغير، وكلما ضعفت علاقة أو ذبلت ظهرت علاقات أخرى، قدّر وثمّن إمكانية إقامة علاقات جديدة كلما تخليت عن العلاقات القديمة التي أصبحت عديمة الجدوى، ثق في قدراتك وأحكامك، أقم علاقات جديدة، واعلم أنك تدخل أرضاً غريبة مجهولة وغير معروفة لك.
خامس عشر: ابدأ في منافسة النسخة القديمة من شخصيتك: يمكنك أن تستلهم الآخرين، تقدّرهم وتتعلم منهم، ولكن اعلم أن منافستهم تضييع للوقت، أنت في منافسة مع شخص واحد فقط هو أنت.. أنت تنافس نفسك لتخرج أعظم ما فيك، وهدفك يجب أن يكون دائماً تحطيم أرقامك القياسية.
سادس عشر: ابدأ في تشجيع الآخرين على ما يحققون من انتصارات: ابدأ في ملاحظة ما تحبه من الآخرين واخبرهم به، فتقدير إنجازات المحيطين بك وتميزاتهم يقودك إلى مناطق منتجة ومنجزة وآمنة، شجّع انتصاراتهم، وعبّر بصراحة عن فرحتك وسعادتك بهذه الانتصارات، الأيام تدور، وعاجلاً أو آجلاً سيشجعك من شجعته، وسيفرح ويهلل لك من هللت له
. سابع عشر: ابدأ في التفتيش عن الإيجابيات في أثناء المواقف الصعبة: عندما تجد نفسك في موقف صعب، شاعراً بالإحباط، خذ عدة أنفاس عميقة وابحث عن الروابط الفضية - إضاءات الأمل الصغيرة. وتذكر أن قوتك تنمو نتيجة لهذه الصعاب، ولا بد أن تظل مدركاً لإمكاناتك، وواعياً بانتصاراتك وبكل إيجابيات حياتك، وركز على ما عندك، وما تملك لا على ما ليس عندك وما لا تملك.
ثامن عشر: ابدأ في الصفح عن نفسك وعن الآخرين: كلنا جرحنا بسبب قراراتنا، وجرحنا من الآخرين، ورغم أن الألم يكون عادياً، إلا أنه أحياناً يستمر لفترة طويلة، لأننا نعيد إحياءه مراراً، ولذلك نعاني كثيراً للتخلص منه، الصفح هو العلاج، والصفح لا يعني محو الماضي،أو نسيان ما حدث، ولكنه يعني التخلي عن الحزن والألم، واختيار التعلم مما حدث، ومن ثم الانطلاق في الحياة
. تاسع عشر: ابدأ في معاونة المحيطين بك: اهتم بالناس، ارشدهم إن كنت تعرف الطريق، فكلما زادت مساعدتك لهم كلما زاد استعدادهم لمساعدتك، الحب واللطف يولدان حباً ولطفاً، وهكذا دواليك.
عشرون: ابدأ في الإنصات إلى صوتك الداخلي: إذا استطعت أن تفعل ذلك، ناقش تلك الأفكار مع أقرب المقربين لك، ولكن أعط نفسك فرصة كافية لتتبع فراستك. كن صادقاً مع نفسك، قل ما تحتاج أن تقوله، وافعل ما تعرف من أعماق قلبك أنه حق.
حادٍ وعشرون: ابدأ الانتباه لما عندك من ضغوط وخذ فترات من الراحة: خفّف السرعة، وأبطأ قليلاً، ثم خذ نفساً عميقاً، وأعط نفسك وعداً بالتوقف المؤقت لإعادة التفكير، وإعادة ترتيب أوراقك وأولوياتك، ومن ثم الانطلاق نحو هدف أو أهداف واضح، وعندما تكون في قمة الانشغال، فإن قليلاً من الراحة يمكن أن ينعش عقلك، ويزيد من إنتاجيتك، فترات الراحة القصيرة هذه ستعيد لك حكمتك، وستنعكس على أعمالك، ولذلك ستزداد ثقتك أنك على الطريق الصحيح لتحقيق أهدافك.
ثانٍ وعشرون: ابدأ في ملاحظة جمال الأشياء الصغيرة. بدلاً من انتظار حدوث أشياء سعيدة كبيرة - مثل الزواج والأولاد والترقي إلى مراتب مهنية عليا أو كسب اليانصيب - يمكنك أن تجد السعادة في أشياء صغيرة تحدث كل يوم، أشياء صغيرة مثل: الاستمتاع بفنجان من القهوة في هدوء الصباح الباكر، أو مثل الاستمتاع بطعم ورائحة وجبة لذيذة معدّة في البيت، أو الاشتراك مع آخر في شيء تحبه، ملاحظة هذه الأشياء اليومية الممتعة الصغيرة يؤدي إلى تغير كبير في جودة الحياة التي تحياها
. ثالث وعشرون: ابدأ في قبول الأعمال الأقل كمالاً: تذكّر أن «الكمال» عدو «التجويد»، فواحدة من أكبر التحديات التي تواجه أولئك الذين يريدون تحسين أنفسهم وتحسين العالم من حولهم هي قبول الأشياء كما هي، وأحياناً يكون من الأفضل قبول وتقييم العالم كما هو، وهذا لا يعني قبول انحطاطات العالم وسفاهاته، ولكنه يعني قبول الأشياء الأقل كمالاً
. رابع وعشرون: ابدأ في إنجاز عمل ما في كل يوم من أجل تحقيق أهدافك: تذكّر أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، مهما كان حلمك كبيراً ابدأ باتخاذ خطوات صغيرة ولكن منطقية بشكل يومي، افعل شيئاً وكلما عملت أكثر كلما كان حظك أكبر، فبينما يقرر الكثير منا عند نقطة ما من حياتهم الاستجابة لندائهم الداخلي بالتطور والتقدم، يقوم قليل من الأذكياء الحكماء بالعمل؛ أقصد بالعمل الإصرار وتكريس نفسك للوصول لهدفك
. خامس وعشرون: ابدأ في جعل مشاعرك أكثر انفتاحاً: إذا كنت تؤذي الناس، صارح نفسك، أعطها وقتاً قبل أن تقدم على إيذاء أحد، وكن منفتحاً، تحدث إلى المقربين منك، وأخبرهم الحقيقة، حقيقة ما تشعر به، ثم دعهم يسمعونك، هذه هي الخطوة الأولى للتخلص من هذه الآفة والشر الكامن في الصدر، ومن ثم العودة إلى المشاعر النبيلة.
سادس وعشرون: ابدأ في تحمّل مسؤوليتك كاملة غير منقوصة: تحمّل مسؤولية خياراتك وأخطائك، وكن دائماً مستعداً لاتخاذ الخطوات الضرورية لتلافي الأخطاء وتحقيق الخيارات.. إذا لم تكن مسؤولاً عن نفسك، وإذا رضيت بتفويض غيرك بتولي المسؤولية نيابة عنك، فقد قبلت أن تتحول إلى عبد لأفكارهم بدلاً من أن تكون قائداً لنفسك. أنت الوحيد الذي تستطيع أن تتولى مسؤوليتك بشكل مباشر، وتدير شؤونك بنفسك، وهذا ليس بالأمر السهل؛ فكل شخص أمامه أكوام من العقبات، ولكنك لا مناص عندك من تحمّل مسؤولية قهر هذه العقبات والتغلب عليها؛ إذا أردت أن تكون حياً لا مجرد موجوداً.
سابع وعشرون: ابدأ في رعاية وإنعاش علاقاتك المهمة بنشاط وحيوية: اجلب لحياتك وحياة المحيطين بك سعادة أمينة وحقيقية عن طريق إخبارهم ببساطة وباستمرار ماذا يعنون بالنسبة لك. قرر من هؤلاء الأهم بالنسبة لك، وعاملهم كما يعامل الملوك، وتذكّر أن المهم في الأصدقاء ليس العدد، ولكن المهم هو الكيف والأمانة والثقة
. ثامن وعشرون ابدأ في التركيز على الأشياء التي تستطيع أن تتحكم فيها: لا تستطيع أن تغيّر كل شيء، ولكنك تستطيع أن تغيّر بعض الأشياء، فتضييع وقتك ومهاراتك وطاقتك الانفعالية على أشياء فيما وراء إمكاناتك هو الوصفة المثالية للإحباط والبؤس والانحطاط، استثمر طاقتك فيما يمكنك السيطرة عليه من الآن.
تاسع وعشرون: ابدأ في التركيز على الممكن: العقل يجب أن يعتقد أولاً أنه يستطيع أن يفعل الشيء قبل أن يكون قادراً على القيام به بالفعل، فالطريقة التي نستطيع بها أن نقهر الأفكار السلبية والمشاعر المدمرة هي تنمية مشاعر إيجابية أنشط وأقوى. انصت إلى حديث النفس، وقم بإحلال الأفكار السلبية بأخرى إيجابية؛ وبصرف النظر عن الموقف، فكّر في ما تريد أن يقع، ثم قم باتخاذ الخطوة الإيجابية التالية للأمام.. نعم لا تستطيع أن تسيطر على كل ما يجري حولك، ولكنك تستطيع أن تتحكم في ردود أفعالك على هذه الأحداث. كل البشر لديهم جوانب إيجابية وأخرى سلبية، ونجاحك وسعادتك على المدى البعيد تعتمد إلى حد بعيد على تركيزك على أي من هذه السمات.
ثلاثون: ابدأ في ملاحظة إلى أي مدى أنت ثري الآن: قال أحد العظماء: «الثروة هي القدرة على ممارسة الحياة»، حتى ولو كانت الحياة صعبة، لابد من الحفاظ على حب وممارسة الحياة، فأنت لم تنم جائعاً بالأمس، ولم تنم في الشارع، واخترت ما ترتديه من ملابس في الصباح، وقد أمضيت يومك بلا خوف ولا رعب آمنا على الماء والدواء، مستمتعاً بالإنترنت، قادراً على القراءة، إذن فأنت غني، تذكّر أنك لا بد أن تكون ممتناً وشاكراً لهذه النعم.