- تهاني كتب:
جزاكم الله خيرا كثيرا وربنا يجنبنا النفاق .
وجزاكم الله خيرا اختي في الله
عفانا الله واياكم من النفاق
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) النساء
وهاهي بعض من صفات المنافقين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسلما كثيرا إلى يوم الدين . أما بعد
فإن من أشد الناس كيدا وضررا على الإسلام والمسلمين قوم من بني جلدتنا ويتكلمون بلغتنا ويزعمون أنهم على ديننا ينهون عن المعروف ويأمرون بالمنكر ويستبيحون حرمات الله ويعادون الدعاة إلى الله فضحهم الله في كتابه وهتك أستارهم وبين دفائن نفوسهم وحقدهم على الإسلام والمسلمين حتى يكاد المؤمن الحق يعرفهم بسيماهم ولحنهم بالقول وخداعهم فقال تعالى ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ) إنهم المنافقون العلمانيون الليبراليون الذين يعادون الدعاة إلى الله قال تعالى ( وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ) وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يخافون على أنفسهم من النفاق ويتحسسون سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له هل ذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المنافقين فمابالك بحالنا نحن وقد ابتعد الكثير منا عن هدي الإسلام وتعاليمه ووجدت لديه علامات النفاق التي بينها الله في قوله ( في ظلمات لا يبصرون ) نعم إنها ظلمات الغواية والهوى والشهوة والحسد والشبهة وعدم التجرد لله تعالى واعتناق المناهج المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة وبغض أهل التوحيد واعتناق المذاهب المنحرفة من القوميات والحزبيات وما شابهها لهذا كان من اوجب الواجبات على المسلم أن يعرف صفات المنافقين ويخاف على نفسه أن يكون منهم وإليكم بعض صفاتهم مستمدة من كتاب الله تعالى علنا نحذر منها ونتجنبها وتزكوا نفوسنا وتفلح قبل أن يفاجئها الأجل المحتوم قال تعالى ( قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها ) فمن صفاتهم :
أن المنافق يعرف بلسانه وينكر بقلبه ويكذب بعمله يصبح على حال ويمسي على غيرها تكفؤ السفينة كلما هبت ريح هب معها يرتدي زي الصديق المتحذلق وهو يحمل في قلبه الغيظ والحقد على المسلمين خاصة الدعاة الذي يكشفون عوره وهي لا تقل عن مطامع المنافقين من اليهود والنصارى وأعداء الإسلام في كل مكان فهم مثيروا الفتن والقلاقل في كل عصر ومصر يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم يتزلفون إلى الحكام في كل مكان ليولدوا الثقة وليستفيدوا من ذلك في قضاء مآربهم الدنيئة وأطماعهم الدنيوية الخسيسة أخرج ابن سعد عن حذيفة أنه قيل له ما النفاق فقال أن يتكلم بالإسلام ولا يعمل به ومن صفاتهم أنهم عشاق زعامة وعبيد مصالح تنقلب أهواءهم حسب مصالحهم الخاصة قال تعالى ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلو إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون ) ومن صفاتهم أنهم يتشدقون بدعوى الإصلاح والتطوير والتجديد وانتقاد الآخرين وهم في الحقيقة مفسدون قال تعالى ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) قلوبهم مريضة تزداد مرضا يوما بعد يوم وهذه طبيعة المرض إذا لم يعالج يزداد ويتفاقم ويجلب مرضا آخر ومر ض القلب أعظم من مرض الجسد لأن الشبهات والشهوات أمراض يجر بعضها بعضا فكما أن المؤمنين يزدادون إيمانا بقوة إخلاصهم ويقينهم وعملهم الصالح فالمنافقون يزدادون ريبا وحقدا وغيظا كلما انتصر الإسلام وعلا شأنه وكلما بانت نواياهم وخبثهم عملوا الأعمال في الظاهر وهي تخالف ما في قلوبهم من الكيد والمكر والخديعة ,
ومن صفاتهم إثارة الشغب والقلاقل بحجة الإصلاح والعدالة وهم في الحقيقة يزيدون الفرقة واختلال الأمن ونشر الفتنة قلوبهم مليئة بالأنانية وحب النفس وإدعاء الإيمان والإصلاح وهم كاذبون يسعون لهدم الإسلام وتفتيت عقيدته وتحطيم أهله ودعاته بحجة دفع الظلم وإزالة البؤس ونشر الحرية يزعمون إن ما يدعون إليه الدعاة يكبل الحريات مخالف للتطور والرقي وأنه مفرق للصفوف ومقيد للنفوس لا يتمشى مع حاجات العصر وضرورياته يرون أن موالاة الكفار من دون المؤمنين إصلاحا يطعنون في دين الله و ينادون بإقصاء أحكامه ودعاته عن الحياة العامة وحصر الدين في المسجد زاعمين أن الدعوة إلى إليه طائفية تفرق ولا تجمع لا تساير العصر والتطور يرون أن أحكام الله مثل قطع يد السارق ورجم الزان المحصن قاسية لا تتناسب مع الإنسانية يسمون الخمور والاختلاط والتبرج والعري والمراقص والملاهي والمسارح رقي وتطور ومسايرة لركب الحضارة ولا يشعرون بخطئهم لفساد عقولهم وطبائعهم وانقلاب المفاهيم لديهم وهكذا كل من اختلت عقيدته يرى الحق باطلا والباطل حقا أما من نور الله قلبه بالإيمان والعقيدة الصافية فلا يغتر بالأقوال والمظاهر ولا تضره الفتن وتكون لديه فراسة وخروج من الفتنة التي تصيب البلاد والعباد .
ومن صفاتهم أنهم يسمون المؤمنين سفهاء سطحيين ولكن الله تعالى يقول لهم ( ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) .
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
فيا أيها المسلمون لا تغتروا بزين لحن المنافقين بالقول واستدلالاتهم الفكرية البعيدة عن الدليل فإنهم أعداء الإسلام قديما وحديثا .
ومن صفاتهم الكذب قال تعالى ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بالآخرة ) ومن صفاتهم الخيانة وقول الزور قال تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ) إن الكذب إفساد في الأرض وإفساد في للناس والله لا يحب الفساد ومن صفاتهم نقض العهود والمواثيق قال سبحانه ( الذي يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ) .
ومن صفاتهم أنهم كثيروا الحلف قال تعالى ( ويحلفون على الكذب وهم يعلمون ) ومن صفاتهم ما جاء في الحديث " إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وإذا أؤتمن خان " .
نعوذ بالله من النفاق والشقاق وسيء الأخلاق .
اللهم بصرنا في ديننا وأرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه أولئك الذين هداهم الله ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
عباد الله إن الله أمر بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته فقال (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صل وبارك على نبينا وحبيبنا محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين وخلفائه الراشدين و أرض اللهم عن بقية أصحاب رسول الله أجمعين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين وعنا معهم بفضلك وكرمك وجودك يا أكرم الأكرمين.
اللهم إنا نعوذ بك الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة ياسمع الدعاء .
اللهم إنا نسألك من كل خير سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم و نعوذ بك من كل شر إستعاذك بك منه نبيك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم .
عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكرا لله أكبر والله يعلم ما تصنعون.