صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً }الإسراء9

يسعدنا ان تشارك معنا
صحبة الخير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صحبة الخير

منتدي اسلامي ثقافي دعوي اجتماعي عام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
 
بسم الله الرحمن الرحيم

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ
صدق الله العضيم


 

 الغفلة.. نزيف العمر

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

الغفلة.. نزيف العمر Empty
مُساهمةموضوع: الغفلة.. نزيف العمر   الغفلة.. نزيف العمر Emptyالإثنين مايو 28, 2012 8:29 am

الغفلة.. نزيف العمر


لجأ كثير من الناس في هذا الزمان إلى الحمية والوقاية من المهالك في الأبدان والأموال، وسلكوا كل سبيل ينجّي أبدانهم وأموالهم وأولادهم، وغفل كثير منهم عن حمية الروح، ووقاية النفس من أسباب الخسران .
فولج كثير منهم أبواب الغي ثم لا يُقصرون، وأتوا بغرائب الذنوب وعجائب الآثام في شتى شئون حياتهم؛ في أفراحهم وأحزانهم، وسائر أعمالهم وعلاقاتهم في الأعمال والبيوت وغيرها، وتأتيهم الموعظة من ربهم من كل مكان عبر خطبة يسمعونها، أو حكمةٍ تُلقَى إليهم، أو عبرةٍِ من حادث، أو موت قريب، أو صديق.
ومع كِبَر عمر الإنسان يسمع كل فترة يسيرة عن موت فلان، وحادثة لفلان، حتى يضرب الموت بأطنابه في بيته، فيصيب الموت زوجه أو أخًا أو ابنًا له، حتى يشعر بفقد هذا القريب كأنه قد فَقَد بعضه، وسُلب شيئًا من جسده، ويبدأ في العظة والاعتبار، وينظر لنفسه ويا ليت هذا الأمر يدوم ويستمر؛ فلعله ينتفع بالموعظة ويصلح الله حاله وهو القائل سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد: 11]، وإنما هي أيام ويعود إلى سيرته الأولى، وتلك هي الغفلة!!
وإذا نظر كل منا في حاله وجد نفسه غافلاً؛ فقد تمر عليه أوقات طويلة ربما ساعات لم يحرك فيها لسانه بذكر ربه وسيده ومولاه، وقد يجلس مجالس طويلة يتحدث في أمور كثيرة وفنون متعددة، وقد يضيع الساعات أمام الشاشات والملهيات، وقد يبحث عن الدراما وغيرها مما يزيده غفلة، وما أطول الرقاد في القبور!! وكم حسرات في بطون القبور!!

الغفلة للنفوس أسوأ بكثير من الإيدز للأجساد:
إن الغفلة للنفوس أسوأ بكثير من الإيدز للأجساد، قال الله تبارك وتعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ} [الحشر : 19].

فأعظم النسيان والغفلة أن ينسى العبد نفسه، وينسى كثيرًا من أمور دينه، وتصيبه الغفلة، فيترك الذكر ويضيّع الفرائض، ويترك السنن الراتبة والنوافل، وكثيرًا ما يغفل عن صيام يوم تطوعًا، وينسى الصدقة والصبر والبر وحسن الخلق ... وكم من شهر مرَّ عليه دون أن يختم قراءة القرآن!!
قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16].
وعن ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلاَمِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الآيَةِ (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) إِلاَّ أَرْبَعُ سِنِينَ. [مسلم 3027].
قال سيد قطب رحمه الله تعالى: (إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحيم؛ واستبطاء للاستجابة الكاملة من تلك القلوب التي أفاض عليها من فضله؛ فبعث فيها الرسول يدعوها إلى الإيمان بربها، ونزّل عليه الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور؛ وأراها من الآيات في الكون والخلق ما يبصّر ويحذّر .
عتاب فيه الود، وفيه الحض، وفيه الاستجاشة إلى الشعور بجلال الله، والخشوع لذكره، وتلقي ما نزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة والخشية والطاعة والاستسلام، مع رائحة التنديد والاستبطاء في السؤال {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبة التباطؤ والتقاعس عن الاستجابة، وبيان لما يغشى القلوب من الصدأ حين يمتد بها الزمن بدون جلاء، وما تنتهي إليه من القسوة بعد اللين حين تغفل عن ذكر الله، وحين لا تخشع للحق.. وليس وراء قسوة القلوب إلا الفسق والخروج .
إن هذا القلب البشري سريع التقلب، سريع النسيان. وهو يشف ويشرق فيفيض بالنور، ويرف كالشعاع؛ فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا تذكر تبلد وقسًا. وانطمست إشراقته، وأظلم وأعتم! فلا بد من تذكير هذا القلب حتى يذكر ويخشع، ولا بد من الطرق عليه حتى يرق ويشف؛ ولا بد من اليقظة الدائمة كي لا يصيبه التبلد والقساوة .ولكن لا يأس من قلب خمد وجمد وقسا وتبلد. فإنه يمكن أن تدب فيه الحياة، وأن يشرق فيه النور، وأن يخشع لذكر الله. فالله يحيي الأرض بعد موتها، فتنبض بالحياة، وتزخر بالنبت والزهر، وتمنح الأكل والثمار. . كذلك القلوب حين يشاء الله). [في ظلال القرآن 7/ 133].
وقد حذّر رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- من تلك الغفلة المطبقة فقال: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلاَّ قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ وَكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً». [أبو داود 4855 وصححه الألباني].
الغفلة سبب لنسيان الله:
من صور نسيان الله تعالى: ضعف صلة المسلم بربه، وتبلد أحاسيسه ومشاعره نحو خالقه جل وعلا، ومستوى الإعراض عن هديه واستدبار منهجه .
وهناك الكثير من النصوص التي تحث المسلم على أن يكون كثير الذكر والمراقبة لله تعالى حتى يصل إلى مرحلة الحب له وفرح الوعي به، والاستئناس بذكره، وقد قال سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب : 41-42]، وفي الحديث الصحيح : (مثل الذي يذكر ربه ولا يذكره كمثل الحي والميت) [البخاري 6407].
ولو رجعنا إلى ما حثت عليه الأذكار المسنونة في كتب عمل اليوم والليلة لوجدنا أن الالتزام بذلك يجعل المسلم لا يكاد ينفك عن تسبيح وتحميد وتهليل واستغفار وتضرع ودعاء، ما دام مستيقظًا. إن كثرة ذكر لله تعالى تولّد لدى المسلم الحياءَ منه وحبه، وتنشّطه للسعي في مرضاته، كما تملأ قلبه بالطمأنينة والأمان والسعادة؛ لينعم بكل ذلك في أجواء الحياة المادية الصاخبة .
إن الصلة بالله تعالى هي أساس كل عبادة، وإن ضرورة العصر تقتضي من المربين والعلماء الناصحين التوجيه إلى إثراء حياة الشباب والناشئة بالأعمال الروحية وعلى رأسها الذكر حتى لا يقعوا في مصيدة النسيان واللهو والإعراض عن الله تعالى .
إن مما صار شائعًا أن ترى بعض العاملين في حقل الدعوة، وقد شُغلوا بضروب من أعمال الخير، لكن الجانب الروحي لديهم صار ذابلاً، وأقرب إلى الجفاف بسبب إفراغ طاقاتهم في السعي إلى تحقيق أهداف عامة، دون أن يطبعوا على ذلك اسم الله تعالى.
هناك مستوى آخر من نسيان الله جل شأنه يتمثل في تخطيط شئون الحياة بعيدًا عن الاهتداء بكلماته، والتقيد بالقيود التي فرضها على حركة عباده. وهذا في الحقيقة هو النسيان الأكبر .
يقول سيد قطب -رحمه الله - عند هذه الآية: ({كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم } .. وهي حالة عجيبة. ولكنها حقيقة .. فالذي ينسى الله يهيم في هذه الحياة بلا رابطة تشده إلى أفق أعلى، وبلا هدف لهذه الحياة يرفعه عن السائمة التي ترعى. وفي هذا نسيان لإنسانيته) [في ظلال القرآن 7/ 171].
مريض الغفلة على خطر عظيم:
إن مريض الغفلة على خطر كبير في الآخرة، ولو كان في الدنيا منعمًا، قال الله تعالى: {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [يونس: 7-8 ]. وقال سبحانه: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179]، فالله سبحانه خلق لجهنم كثيرًا من الجن والإنس وشبّههم بالحيوانات، مع العلم أن لهم قلوبًا وأعينًا وآذانًا ولكنها صرفت في غير مرضاة الله، لذلك سماهم الله في آخر الآية بالغافلين. إن أكثر الناس مصاب "بالغفلة" وهي أعظم داء.
قال ابن القيم رحمه الله: (الغفلة تتولد عن المعصية كما يتولد الزرع عن الماء والحرارة عن النار، وجلاءه بالذكر، وإن القلب ليمرض كما يمرض البدن وشفاؤه بالتوبة والحمية، ويصدأ كما تصدأ المرآة، وجلاءه بالذكر، ويعرى كما يعرى الجسم، وزينته التقوى، ويجوع ويظمأ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفة والمحبة والتوكل والإنابة) [الفوائد 1/ 98].
والفراغ داء قتال للفكر والعقل والطاقات الجسمية؛ إذ النفس لا بد لها من حركة وعمل، فإذا كانت فارغة من ذلك: تبلد الفكر والعقل، وضعفت حركة النفس، واستولت الوساوس والأفكار الرديئة على القلب.
ولقد مات عند الكثير من أهل الغفلة الشعور بالذنب، ومات عندهم الشعور بالتقصير، حتى ظن الكثير منهم أنه على خير عظيم، ونسي المعاصي والمخالفات التي يستهين بها.
إن تركيز الشيطان منصب على القلب، فهو لا يمل في إرسال جنوده واحدا تلو الآخر حتى يوقع المؤمن في هذا المرض المقيت، وبعد ذلك لا تسأل عما يجري من وساوس وأوهام وقلق لا تنفك عن صاحبها إلا بالرجوع إلى واحة "ذكر الله"، فتنقلب الهموم والأحزان إلى راحة واطمئنان، قال تعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28].
وقد قال ابن القيم رحمه الله: (خراب القلب من الأمن والغفلة، وعمارته من الخشية والذكر) [الفوائد 1/ 98].
ومن عجب أن ترى الإنسان إذا علم أن به مرضًا معينًا قلق وزاد همه، وحرص على علاجه بأسرع وقت، لاسيما إذا كان مرضه خطيرًا، ولا يحرك هذا الشخص ساكنًا، بل وينام قرير العين إذا علم أنه مبتلى بالغفلة، قال تعالى: {وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا} [الكهف:28]، وهذا المرض هو الذي يجب على الإنسان أن يفطن له ويبدأ بعلاجه قبل أي مرض آخر.


منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
yucef
عضو
yucef


عدد المساهمات : 11
نقاط : 11
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/05/2012
العمر : 41

الغفلة.. نزيف العمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغفلة.. نزيف العمر   الغفلة.. نزيف العمر Emptyالإثنين مايو 28, 2012 2:53 pm

جزاك الله خيراً أخي محمود موضوع ممتاز جزاك الله كل خير ، اللهم لا تجعلنا من الغافلين ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ادعو في سجودك اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على ديني .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

الغفلة.. نزيف العمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغفلة.. نزيف العمر   الغفلة.. نزيف العمر Emptyالثلاثاء مايو 29, 2012 1:05 am

yucef كتب:
جزاك الله خيراً أخي محمود موضوع ممتاز جزاك الله كل خير ، اللهم لا تجعلنا من الغافلين ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ادعو في سجودك اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على ديني .
وجزاكم الله خيرا اخي في الله يوسف
ربما يشفي المريض من مرضه ويبرئ السقيم من سقمه وينسي الحزين حزنه ....لكن لا يفيق الغافل من غفلته
فالغافلين في شهواتهم يتلذذون وعن الحق معرضون وهم في سكرتهم يعمهون.....قلوبهم لاهية وافئدتهم خاوية
علينا تذكيرهم وعلي الله هداهم ....اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا علي دينك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
مسلم
Admin
مسلم


عدد المساهمات : 9693
نقاط : 17987
السٌّمعَة : 67
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
العمر : 55

الغفلة.. نزيف العمر Empty
مُساهمةموضوع: رد: الغفلة.. نزيف العمر   الغفلة.. نزيف العمر Emptyالثلاثاء مايو 29, 2012 1:07 am

الغفلة والغافلون

الدكتور عصام بن هاشم الجفري


الحمد لله مُيسرِ سبل العبادة لمن سلكها،ومبين طُرق النجاة لمن طلبها،وقابل الحمد من قلوب عن الغفلة والغواية والردى أبعدها،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خلق النفس من العدم فأنطقها،وبث في الكون آثار وحدانيته فجلاها وأظهرها ، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله خير البرية أجمعها وأزكاها وأطهرها صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ولا تغفلوا عن يوم المعاد يقول الله جل جلاله : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}([1]) .
أمة الإسلام تحدثت في الخطبة الماضية عن حال الأمة في عام مضى وما أصابها من ذل وهوان وما يؤمله المؤمن لها في عام قادم ؛ وإن الداء الذي أضعف الأمة وأصابها في مقتل رجالها ونساءها إلا من رحم الله هو داء الغفلة،والغفلة يا عباد الله في اللغة هي السهو عن الشيء وعرفها المُنَاويُّ بقوله : الغفلة فقد الشعور فيما حقه أن يشعر به، وإذا غفل العبد عن نفسه أو عن ماله أو عن أهله كثر المعاتبون وبرز الناصحون،فقولوا لمثل هؤلاء إن المصيبة الأعظم والداهية الأطم أن يغفل العبد عن دينه أن يغفل عن الله أن يغفل عن اليوم الآخر فتلك والله المهلكة للفرد والأمة على السواء ألم تسمعوا ما أخبر الله به عن قوم فرعون وبين سبب هلاكهم حيث قال:{فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ()}(2)الغافلون موعدهم النار غداً وعدهم بذلك جبار السموات والأرض بقوله:{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ()أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(3) تأمل فيمن حولك فستجد أن من غفل توافرت فيه هذه الصفات رضي بالحياة الدنيا واطمأن بها وكأنها النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول وتسبب هذا الرضى وهذا الاطمئنان في غفلته عن الموت وانه لا شك في يوم راحل، غفل أنه سيسأل غداً عما جنت يداه فأقبل على الشهوات يعب منها عباً ما عاد يفرق بين حلالها وحرامها؛يتابع نفسه في كل ما تشتهيه بغير تفكير ولا تور ولا وجل،هذا الصنف من بني البشر وصفه الله لنا في كتابه وذكر مصيره فقال:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ()أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ()لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمْ الْخَاسِرُونَ}(4)ومن صفات أولئك الغافلين كما نصت عليها الآية أنه قد طبع على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم فتجد أحدهم لا يعقل الهدى ولا يسمعه ولا يحب سماعه ولا يراه ولو كان أمامه،لايستحب مجالس الصالحين و إن حضر مجالس الخير مكرهاً خرج منها كما دخل لا يستجيب لنصيحة ولا يتأثر بموعظة،لأن الطرق التي تدخل منها الموعظة إلى القلب معطلة والقلب في غفلته ساه لاه،الغافل مشغول بزينة الدنيا متبع لهواه مفرط في أمر دينه ومولاه وهو كالجرب يعدي كل من جالسه وآخاه ولذلك حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم والأمة من بعده من مجالسة هذا الصنف من الناس بقوله:{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}(5) ومن صفات الغافلين أنهم قليلو الذكر لله يقول سبحانه موجهاً نبيه صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده:{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ}(6)وفي سنن الترمذي عَنْ يُسَيْرَةَ وَكَانَتْ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ قَالَتْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْكُنَّ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّقْدِيسِ وَاعْقِدْنَ بِالْأَنَامِلِ فَإِنَّهُنَّ مَسْئُولَاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ وَلَا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرَّحْمَةَ(7)، وليست الغفلة قصراً على الجاهل وغير المتعلم بل هناك ممن يحملون أكبر الشهادات في علوم الدنيا وهم من الغافلين أخبر عن ذلك الله بقوله:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}(Cool، معاشر الأحبة في الله إن الغافل عياذاً بالله يستهين بمحارم الله لأن حاله كما يصفه الإمام ابن القيم رحمه الله بقوله:إن حجاب الهَيْبَةِ –لله عز وجل-رقيقٌ في قلبِ الغافلِ(9) وقال أيضاً:على قدر غفلة العبد عن الذكر يكون بعده عن الله،الغافل أيها الأحبة تقعد به غفلته عن الترقي في مراتب الكمال يقول الإمام ابن القيم في ذلك:لا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان،كما لا سبيل للقاعد إلى الوصول إلى البيت،وقال أيضاً : إن مجالسَ الذكرِ مجالسُ الملائكةِ ومجالسَ اللغوِ والغفلةِ مجالسُ الشياطينِ فليتخيرِ العبدُ أعجبهما إليه وأولاهما به فهو مع أهله في الدنيا والآخرة، وكم من المجالس اليوم سواء في العمل أو في الحي أو حتى في المنزل تكون مجالس غفلة لا يُذكر الله فيها إلا قليلاً أو قد لا يذكر فيها بالمرة ، كم من المجالس يود المرء أن يخرج منها كفافاً لا له ولا عليه لما يتم فيها من أكل لحوم الناس من خلال الغيبة ، أو مما يدور فيها من التشجيع على الفساد وتبادل الخبرات في ذلك ، كم من المجالس شُغلت بأخبار الكرة والملاعب واللاعبين حتى أنك تجد أحدهم قد ملأ صحيفة يومه كلها بتلك الترهات،فيأتي بها يوم القيامة نادماً يسكب خلفها العبرات ويطلق الزفرات كم من المجالس شُغلت بأخبار القنوات والمسلسلات والفاتنات،أخرج الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا فَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً وَمَا مِنْ رَجُلٍ مَشَى طَرِيقًا فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً وَمَا مِنْ رَجُلٍ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً(10) ، وفي رواية أخرى:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أيضاً قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي مَجْلِسٍ فَتَفَرَّقُوا وَلَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا كَانَ مَجْلِسُهُمْ تِرَةً عَلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،والترة(11) أي الحسرة والندامة.
وقد لخص بعض أهل العلم مضار الغفلة في ست نقاط: (12)
أولها:أنها تجلبُ الشطانَ وتُسخطُ الرحمنَ،
ثانيها:أنها تُنزل الهم والغم في القلب وتبعد عنه الفرح وتميت السرور،
ثالثها:أنها مدعاة للوسوسة والشكوك،
رابعها:أنها تورث العداوة والبغضاء وتذهب الحياء والوقار بين الناس،
خامسها:أنها تبلد الذهن وتسد أبواب المعرفة،
سادسها:أنها تُبعد العبد عن الله وتجره إلى المعاصي،
أيها الأحبة في الله لو كان لأحدنا شجرة يتعاهدها بالسقيا ثم غفل عنها ما الذي يحدث فيها تذبل أوراقها وتموت أغصانها وهكذا أيها الأحبة في الله شجرة الإيمان في القلب تغذيها وتسقيها بذكر الله ، ومتى ما غفلت عنها فإنه لن يسقيها أو يتعهدها أحد سواك فقد تذبل و تموت والعياذ بالله وحينها تكون من الغافلين،أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ}(13)

الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .أما بعد:فاتقوا الله عباد الله واعمروا أوقاتكم بطاعة الله وذكره لتنجوا بذلك أن تكونوا من الغافلين فإن الفرق بين الذاكر والغافل كالفرق بين الحي والميت أخبر بذلك من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى حيث قال : ((مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ))أخرجه البخاري(14)معاشر الذاكرين كم من المجالس والأوقات تمر على العبد في يومه يشغله عدوه إبليس أن يملأها بذكر الله فمن ذلك على سبيل المثال الوقت الذي يمضيه العبد في سيارته فلو نظر أحدنا في ذلك الوقت لوجد أنه يقضي فيه يومياً ما لا يقل عن ساعة من الزمن؛فإن كان حافظاً لشيء من القرآن أمكنه مراجعته وهو من أفضل الذكر،وإلا شغل نفسه بأي ذكر لله من التهليل والتكبير والتسبيح والتحميد أو بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو نحو ذلك،ومنها أوقات الانتظار في العيادات الطبية أو عند مراجعة معاملة في الدوائر الحكومية أو نحوها فإنه قد يمضي عليه وقت ليس بالقليل وهو فارغ من الشغل؛وقد ذكر لي أحدهم يقول كنت يوماً في انتظار الدور في عيادة طبية وشغلت نفسي بذكر الله فلما رأى أحد الجالسين شفتاي تتحرك بذكر الله بدأ يذكر الله وكأني ذكرته ثم انتقل الأمر للثاني وللثالث فإذا بمعظم من في الانتظار شغلوا بذلك،يقول ففرحت بذلك راجياً من الله أن آتي بحسناتهم في صحيفتي يوم القيامة،فما أسهله من أمر وما أعظمها من غنيمة يستطيع كل واحد منا أن يحصلها،ويقول آخر كانت لي معاملة في دائرة من الدوائر وكان الأمر يتطلب البقاء لأكثر من أربع ساعات فأخذت أراجع في حفظي لكتاب الله ، وكان إلى جواري مراجع آخر فلما سمعني و رأى أن معاملتي تسير بيسر وسهولة أخذ يذكر الله واستمر في ذلك حتى خرجنا في نهاية الدوام سوياً وقد أُنجز لنا ما نريد، وذكر عن أحد السلف أنه ذهب يوما للحلاق فلما بدأ الحلاق عمله بدأ هو في ذكر الله فطلب منه الحلاق أن يتوقف،قال له دعك فيما أنت فيه ودعني فيما أنا فيه، ومن عجائب ما يرى المرء في هذا الزمان من الخلط العجيب لفهم الإسلام أنه رجلاً شغل بصره وسمعه وقلبه بمعية الله ثم هو يحرك شفتيه زاعماً أنه يذكر الله ؛ ومن صورذلك ترى البعض من الناس يجلس أمام مسلسلة من المسلسلات ينظر إلى صور الممثلات ، وعقله وقلبه مشغول بقصة الحب الفاجرة التي يحكيها المسلسل ، وهو إلى جوار ذلك يطقطق بحبات مسبحته سبحان الله سبحان الله ؛ فأي والله سبحان الله من حال أمثال هؤلاء أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}(15)

--------------
([1]) الحشر :18. (2) الأعراف : 136.(3) يونس:7،8.(4)النحل : 107-109.(6)الأعراف:205.(7)سنن الترمذي،كتاب الدعوات،حديث(3507) ، الروم :7.(9)الوابل الصيب:ص62.(10)المسند، حديث(9213) (11) المرجع السابق حديث (9388) (12) نضرة النعيم ج11، ص5108. (13) الأعراف:179.(14)صحيح البخاري،كتاب الدعوات، حديث(5928) (15)الأحزاب:35.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sohptelker.hooxs.com
 
الغفلة.. نزيف العمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حتى متى الغفلة؟
» الغفلة الداء والدواء
» نزيف الذنوب
» نزيف المعاصي ...متي ؟
» نزيف الأنف: الأسباب والعلاج والوقاية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
صحبة الخير  :: منتدي علوم القرآن :: «۩۞۩ المقاصد النورنية للقرآن الكريم ۩۞۩»-
انتقل الى: